حكم لبس النقاب في العمرة
حكم لبس النقاب في العمرة يمكن التعرف عليه من خلال ما قيل من الإفتاء والمعنيين بالأمر، ففريضة الحج من أهم الفرائض التي يرغب المسلمون في تأديتها، وعند عدم القدرة على الإتيان بها يلجأ الكثيرين للقيام بأداء العمرة لحين القدرة على الحج، ويوضح منصة وميض حكم لبس النقاب في العمرة وكل ما يتعلق به من تفاصيل خلال هذا الموضوع.
حكم لبس النقاب في العمرة
للتعرف على هذا الحكم يجب ذكر الحالتين التي تكون عليهما المرأة وقت العمرة، وهما وقت الإحرام (وقت تأدية المناسك)، ووقت غير الإحرام، ولتوضيح حكم لبس النقاب في العمرة نذكر الحالات التالية:
1- حالة الإحرام عن عمد
لا يجوز للمرأة ارتداء النقاب أو القفاز لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا تنتقب المرأة، ولا تلبس القفازين وهي محرمة” رواه البخاري، وهذا الحديث خير دليل على ذلك، مع جواز لبس الخمار أو الحجاب العادي الساتر.
إن قصدت المرأة وضع ما يغطي وجهها لوجود سبب لذلك أو في عدم وجود سبب لذلك أو كان معها شيء انسدل على وجهها، كانت كفارتها الفدية في ثلاث حالات (صيام ثلاثة أيام- إطعام ستة مساكين- ذبح شاة) حسب إجماع الفقهاء.
اقرأ أيضًا: هل خلع الحجاب من الكبائر
2- حالة لبس النقاب عن جهل
لا شيء عليها لعذر الجهل مع وجوب عدم تكرار الفعل، ودليل ذلك ما ورد عن بن أمية -رضي الله عنه- أن رجلا أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو بالجعرانة قد أهل بالعمرة وهو مُصفر لحيته ورأسه وعليه جبة فقال يا رسول الله إني أحرمت بعمرة وأنا كما ترى فقال انزع عنك الجبة واغسل عنك الصفرة وما كنت صانعا في حجك فاصنعه في عمرتك. رواه البخاري ومسلم.
3- حالة غير الإحرام
يباح للمرأة ارتداء ما تريد من نقاب (ساتر على وجهها غير ملامس له) أو خمار أو حجاب ساتر.
بعد التعرف على حكم ارتداء النقاب في العمرة نتطرق إلى توضيح أن النهي في الحديث الشريف لم يكن للنهي عن ستر جزء من جسم المرأة، لكن النهي هنا مقصودة البعد عن المخيط من الملابس، ومن المعروف أن المحرم يتجرد من المحيط من الملابس لقصده التجرد والتقرب إلى الخالق عبر هذه المناسك.
لذا يكون النقاب والقفازات من هذه الملابس المخيطة فجاء النهي عن ارتدائه، وسبب السماح للمرأة أن تردي مخيطًا من الأساس أن حال المرأة في التشريع مبني على الستر، ومن موجبات الستر ضمان عدم إظهار العورة، والنقاب والقفازات هنا زيادة لا طلب لها.
شروط الإحرام عند المرأة في العمرة
توجد العديد من الشروط التي يجب أن تتوافر في المرأة حالة الإحرام لتقبل المناسك منها، فبعد التعرف على حكم لبس النقاب في العمرة، نتطرق لذكر شروط الإحرام عند المرأة في العمرة عبر النقاط التالية:
- يوجد الكثير من التشابه في خطوات نسك الإحرام بين النساء والرجال، لكن هناك بعض الأمور تختلف بينهما حالة الإحرام لاختلاف الحال.
- يستحب للنساء أن يقمن بتقليم أظافر اليدين والقدمين قبل الإحرام.
- يجب على كل النساء أن يقمن بالاغتسال والوضوء، حتى في حالة وجود فترة الدورة الشهرية أو في فترة النفاس التي تأتي بعد أن وضعت مولودها مباشرة.
- للمرأة أن ترتدي ما تشاء سواء كان اللباس مخيطًا أو غير مخيط إلا الوجه واليدين.
- خلال فترتي الحيض والنفاس، يفضل أن يتم الإحرام بعد صلاة الفرض مباشرةً وإذا لم يكن هناك صلاة فرض يجب أن تصلي ركعتين وتنوي بعدهما الإحرام فورًا وتقول (لبيك اللهم عمرة) أو (لبيك اللهم حجًا).
- خلال ترديد التلبية يجب أن يكون صوت النساء منخفضًا لأن صوتها عورة.
- يجوز للمرأة أن تأتي بأفعال الإحرام قبل أن تخرج من بيتها للذهاب لأداء العمرة بعد أن تقوم بالاغتسال والوضوء والصلاة، وإذا وجد ما يمنع من الإتيان بأفعال العمرة فيجب عليها أن تتلفظ بذلك بالقول “فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني”.
- لا ترتدي المرأة ملابس تظهر مفاتن جسدها.
- عدم وضع أنواع فواحة من العطور على ملابسها.
- لا يجوز للمرأة أن ترتدي النقاب أو القفاز أو أي من الأقنعة التي تغطي وجهها خلال الإحرام.
محظورات الإحرام على المرأة في العمرة
بعد التعرف على حكم سدل النقاب في العمرة، نذكر الموانع والمحظورات التي يجب على المرأة تجنبها وقت الإحرام عند الاستعداد لأداء مناسك الحج أو العمرة، ونتعرف على هذه المحظورات عبر تفصيلها في النقاط التالية:
- عدم قطع المحرم شجرة أو نبات.
- عدم قص الشعر.
- عدم تقليم الأظافر لليدين أو القدمين بلا عذر.
- عدم وضع أي من الطيب.
- عدم لبس المرأة للنقاب أو القفازات.
- تحرم الصيد لقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ” (المائدة- الآية:95).
- عقد النكاح أي الزواج ومقدماته لقوله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لَا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ، وَلَا يُنْكِحُ، وَلَا يَخْطُبُ”. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
- يحرم الجماع بين الزوجين وقت الإحرام لقوله تعالى: “فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ” (البقرة- الآية: 197) والرفث مفسر بأنه الجماع بين الزوجين.
اقرأ أيضًا: فضل أيام العشر ذي الحجة
كفارات الوقوع في محظورات الإحرام
توجد العديد من المحظورات التي يأتي بها المحرم عن جهل بحكمها وقت أداء المناسك، وبإجماع الفقهاء فهذه ليس لها كفارة ولا إثم عليه للتعذر بالجهل، فبعد التعرف على حكم لبس النقاب في العمرة، نتطرق إلى التعرف على الكفارات في فعل المحظورات:
- حالة إزالة الشعر وقص الأظافر واستعمال الطيب أحد الخيارات التالية (ذبح شاة –إطعام ستة مساكين – صيام ثلاثة أيام).
- حالة لبس النقاب أو لبس القفازات أو التطيب أو قص الأظافر عن المرأة تختار أحد الخيارات التالية (إطعام ستة مساكين – صيام ثلاثة أيام- ذبح شاة).
- يجوز للمرأة ارتداء المخيط لستر عورتها دون الوجه واليدين.
- يباح ربط الساعة أو لبسها.
- يسمح باستعمال الشمسية للتظليل من الشمس.
- يباح غسل الثياب للمحرم ولبس ثياب جديدة.
- الاغتسال للبدن وغسل الرأس دون حكه.
- يجوز للمحرم قتل الفواسق (الكلب –الفأر –الغراب –الحية – العقرب –العقور – الحدأة).
شروط من يقوم بالعمرة
بعد التعرف على حكم لبس النقاب في العمرة، نتوجه للتعرف على الشروط التي يجب توافرها في كل من يقوم بأداء مناسك العمرة من الرجال أو النساء، ومن أهم هذه الشروط ما يتم ذكره عبر النقاط التالية:
- البلوغ: يجب أن يكون من يقوم بأداء العمرة بالغ بأن يكون الولد بلغ سن الحُلم، والفتاة يكون قد أتاها الحيض.
- الإسلام: من يعتمر يكون على دين الإسلام.
- الاستطاعة: وتكون في المال والصحة (أن يأتي بالمناسك).
- الحرية: فلا عمرة للعبيد لأنهم لا يملكون أمر أنفسهم.
- المحرم: حالة كون المعتمر امرأة يلزم وجود أحد محارمها معها (زوج –ابن – أخ – أب) أي كل من لا يحل لها الزواج به.
أركان العمرة
تعد أركان العمرة من أهم العوامل التي يقوم عليها الأداء الكامل للفريضة فمنها الإحرام والطواف والسعي والحلق والتقصير وغيرها، لذا بعد التعرف على حكم وضع النقاب في العمرة نتعرف على أركان العمرة عبر النقاط التالية:
1- ركن الإحرام
الإحرام هو وجود تصميم ونية من قبل المعتمر قبل أداء العمرة، ومن الأمور المستحبة منه أن يتلفظ بالقول في النية (نويت أداء العمرة) عند البدء في الإحرام؛ يكون إحرام الرجل عن طريق ارتداء ملابس الإحرام غير المخيطة (إزار او قماش ملفوف بطريقة معينة + رداء غير مخيط) ويستحب أن يكون لونهما أبيض.
يستحب الاغتسال والتطيب من سنن ما قبل الإحرام، يجب على المعتمر أن يقول بعد الإحرام: “لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك لا شريك لك”.
تكون ملابس إحرام المرأة مخيطة ويجوز لها كل أنواع اللبس إلا ما يغطي وجهها ويدها المخصصين في الحديث الشريف من النقاب والقفازين كما بين النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفّازين”.
2- ركن الطواف
تكون عملية الطواف حول الكعبة عبارة عن سبع مرات، وتكون نقطة البداية في الطواف من أمام الحجر الأسود، ونقطة النهاية عنده أيضًا، ويراعى أن تكون الكعبة على يسار المعتمر الذي يقوم بالطواف حولها، ومن السنن التي يجب أن يأتي بها المعتمر عند فعلة للطواف أن يسرع في المشي مع مراعاة التقريب بين الخطوات، ويكون ذلك خلال الثلاث مرات الأولى من الطواف نفسه.
3- الصلاة عند المقام
تعتبر الصلاة عند المقام الإبراهيمي من السنة للمعتمر عندما يتوجه للصلاة في المقام أن يبدأ بتلاوة قوله تعالى: “وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى”، ويسن كذلك أن يصلي المعتمر ركعتين بعد إتمامه طوافه، ويستطيع بعد الصلاة أن يشرب من ماء زمزم ويلمس الحجر الأسود بيده.
اقرأ أيضًا: هل النقاب فرض أم سنة
4- حلق الشعر وتقصيره
بعد أن يقوم المعتمر بإتمام السعي بين الصفا والمروة ثم يقوم بالمرور أمام المقام الإبراهيمي، يقوم بحلق الرأس أو تقصير الشعر وهذا هو المستحسن، وفى حالة وصوله لمكة في وقت قريب من توقيت آداء الحج فيجب عليه أن يقوم بتقصير شعره ويكون أفضل من الحلق في حالته.
كذلك يجب على المرأة في هذه الحالة أن تقوم بتجميع شعرها في يدها ثم تقوم بقص أطراف الشعر ما يساوي عقلة من الإصبع، وهنا يكون الرجل والمرأة قد أتما أركان العمرة بطريقة صحيحة.
العمرة من أهم المناسك التي يقوم بها المسلم بالتقرب إلى الخالق عز وجل، لذا يجب التعرف على كل أحكامها، لتجنب الوقوع في أي من نواهيها.