إن الله يرزق من يشاء بغير حساب

يمكن أن نتعرف إلى معنى آية (إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) من خلال تفسيرها، فهذه الآية هي واحدة من آيات سورة آل عمران الكريمة، كما أن هذه الآية تحمل معانٍ مختلفة، لذا سنعرض لكم من خلال منصة وميض تفسير آية (إن الله يرزق من يشاء بغير حساب).

إن الله يرزق من يشاء بغير حساب

توجد الكثير من الآيات المختلفة التي يحملها القرآن الكريم، والتي تدل على أن الله يرزق جميع عباده في مختلف أنحاء العالم دون أن يعرفوا من أين قد جاء لهم الرزق، ومن ضمن أشهر الآيات على هذا الأمر قول الله تعالى:
(كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [سورة آل عمران: الآية 37].
في هذه الآية من سورة آل عمران تذكر لنا قصة السيدة مريم العذراء وسيدنا، زكريا وأنه كلما ذهب إليها في مكان صلاتها وجد عندها الكثير من الخيرات، وكان كلما يسألها عن سبب هذا الخير كانت تذكر له أن الله قد رزقها بها والله هو من يرزق الناس بغير حساب أو تخطيط منهم.

كما قال بعض المفسرين أن الذين يخافون الله ويؤمنون به يرزقهم الله بجميع نعمه دون غيرهم من الذين ينكرون أن الله الواحد الأحد، وأن الله هو الوحيد القادر على رزق العباد بالكثير من الخيرات دون أي حساب، كما أن كل شخص في هذه الدنيا قد خلقه الله وقدر له رزقه فلا يجب على أي شخص القلق من عدم مجيء الرزق.

جاءت هذه الآية من أجل التأكيد على أن الله يرزق من يشاء فقد ذكر لنا رسول الله ” لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله؛ لرزقكم كما يرزق الطيرَ: تغدوا خماصًا وتروح بطانًا” رواه عمر بن الخطاب، وفي هذا الحديث يؤكد لنا رسول الله أن الله يرزق جميع خلقه حتى الطير في السماء ولا ينسى أي مخلوق.

كما يؤكد الحديث على أنه يجب على العبد التوكل على الله وطاعته والرضا بقضاء الله وقدره دون أي اعتراض حتى يرزقه الله مثلما يرزق الطير، ويبارك له في الرزق الحاصل عليه ويزيده من واسع فضله وخيره.

اقرأ أيضًا: هل تربية القطط تجلب الرزق

بعض الآيات عن رزق الله

في إطار التعرف إلى تفسير آية إن الله يرزق من يشاء بغير حساب يمكن أن نتطرق إلى معرفة بعض الآيات عن رزق الله، حيث يعتبر الرزق هو كل ما يرسل الله إلى العبد وينتفع به العبد في الحياة الدنيا، وقد يكون هذا الرزق حلال أو حرام، ولكن الرزق الحرام تكون المنفعة منه كبيرة ولكن تنقضي سريعًا.

حيث توجد بعض الآيات التي تحدثنا عن رزق الله والتي تم ذكرها في القرآن الكريم، ومن ضمن هذه الآيات ما يلي:

  • قال الله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [سورة الأنعام: الآية 151]

في هذه الآية يحذر الله الأشخاص الذين يقتلون أولادهم بسبب الخوف من ألا يرزقون بما يكفيهم لتربية أبنائهم، ويحذرنا الله من اقتراب الأمور المحرمة من أجل الحصول على رزق أكثر، كما يوصينا الله بعدم قتل النفس التي حرمها الله من أجل الحصول على الأموال.

  • قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [سورة الأعراف: الآية 96]

، في هذه الآية يذكر لنا إذا آمن الأشخاص الذين كفروا لفتح عليهم الله أبواب الرزق وبركات السماء والأرض، ولكن هؤلاء الأشخاص اختاروا الكفر والكذب فأرسل الله لهم ما يكسبون.

  • قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ) [سورة سبأ: 36 – 37].

فيقول الله في هذه الآية أنه قادر على إعطاء الرزق لمن يشاء ويرغب، ولكن أغلب الناس ليس لديهم علم بهذا الأمر، وأن الله لا يرزق إلى من آمن بالله وعمل الصالحات، فهذا الشخص هو من سيرزق الله بضعف ما قام بعمله وهو آمن دون أن يلاقي أي تعب أو مشقة.

  • قال الله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَار) [سورة نوح: الآية 10 – 12]

، في هذه الآية يقول الله عز وجل أنه هو الغفار القادر على إرسال ما ملكت السماء من خيرات، وهو قادر على رزق الأشخاص بالأموال والأبناء ويجعل لهم جنات فيها أنهار وخير من الله.

اقرأ أيضًا: دعاء لفتح أبواب الرزق مجرب
إن الرزق هو الأمر الذي يقع بين يدين الله ولا يستطيع أي شخص التدخل فيه، والله هو الوحيد القادر على أن يرزق من يشاء من عباده دون حساب أو تخطيط من الشخص.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.