هل صحيح أن عدم قدرتك على إخراج شخص من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر فيك
هل صحيح أن عدم قدرتك على إخراج شخص من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر فيك؟ وما هي أسباب عجزك عن القيام بذلك من وجهة نظر المختصين بعلم النفس؟ علم النفس من العلوم التي تعمل على دراسة حالة الإنسان وما تأثير العوامل الداخلية والخارجية عليها، فما هو التفسير والتقييم السلوكي والعقلي الخاص بالتفكير في الأشخاص، وهل صحيح أن عدم قدرتك على إخراج شخص من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر فيك؟ كل الإجابات وأكثر عبر منصة وميض.
هل صحيح أن عدم قدرتك على إخراج شخص من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر فيك؟
علم النفس والأشخاص أو ما يُعرف بالسيكولوجيا هو من الدراسات التطبيقية الخاصة بسلوك الإنسان ومداركه بالإضافة إلى الآليات العلمية المستنبطة منه، والجدير بالذكر أن علم النفس قد يتخطى البشر ليصل إلى الحيوانات بعض الأحيان، وحتى الأنظمة الآلية الذكية في أحيان أخرى.
الغرض من علم النفس والدراسات التي ليس لها عدد ولا حصر هو تطبيق المعارف والمعلومات المُستفادة منها على المجالات اليومية الحياتية الخاصة بالنشاط الإنساني وكل ما يشتمل عليه من مشاكل للأفراد في الأمور الروتينية واليومية بهدف القدرة على الأمراض النفسية وفهم الأسباب وراء التصرفات جميعها.
في سبيل وضع علم النفس للتفسيرات المنطقية الخاصة بالنفس البشرية والتنبؤ بالتصرفات القادمة للتحكم فيها جاءت الكثير الدراسات وحدثت طفرات كبيرة في الوقت الحالي، ففي القِدم لم يكن لعلم النفس القيمة المهمة التي يشغلها في وقتنا هذا، ولم يحدث التوسع في هذا العلم إلا حديثًا، والجدير بالذكر أن علم النفس له عدة فروع.
علم النفس مُتعدد الفروع، فعلم النفس التجريبي والفسيولوجي والاجتماعي بالإضافة إلى التربوي والتنظيمي والصناعي جميعها من علوم النفس التطبيقية والأساسية التي تهدف إلى الإجابة عن الكثير من الأسئلة مثل ماذا يعني هذا التصرف؟ أو ما هي سمات الشخص العصبي؟
كما أن أصحاب الاستفسارات التي على شاكلة سؤال هل صحيح أن عدم قدرتك على إخراج شخص من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر فيكة وغيرها وجدت في هذه الأقسام والدراسات الخاصة بها ضالتها.
لكن قبل أن نتعرف إلى التفسيرات الخاصة بعلم النفس ونتطرق إلى جوانب النفس البشرية قد يُثير هذا السؤال فضولك راغبًا في معرفة إجابته خاصة في حال ما كنت تحب شخصًا ما، فهل صحيح أن عدم قدرتك على إخراج شخص من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر فيك؟ أم أنها معلومات من وحي الخيال؟
في واقع الأمر لا يوجد في علم النفس أي إشارة إلى كون الشخص الذي تُفكر فيه يقوم بالمثل في نفس التوقيت بسيناريو أشبه بقصص أميرات ديزني، والتفسير الخاص بهذا سنتعرف إليه فيما يلي من سطور، والجدير بالذكر أن هذا التفكير له تفسير في علم النفس السلوكي المعرفي وعلاجات تُساعد في توجيه الأفكار بالشكل الصحيح وفي موضعها السليم.
اقرأ أيضًا: كيف تعرف أن حبيبك يفكر فيك الآن
احتلال أحد الأشخاص لتفكيرك.. ماذا يعني؟
في حال ما كنت دائم التفكير في شخصٍ ما ففي غالب الأحيان يعنى هذا الأمر أنك مهتمٌ بهذا الشخص بشكلٍ إيجابي أو سلبي، فالاهتمام الإيجابي يتمثل في الإعجاب والشعور بمشاعر الحب والولع تجاه شخصٍ ما أو إحدى خصاله، أما فيما يخص الاهتمام السلبي فإنه يُحصر بين عدة مشاعر منها الكراهية، الخوف وحتى المقت والغضب.
في غالب الأحيان يصدر عن طارحي سؤال هل صحيح أن عدم قدرتك على إخراج شخص من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر فيك بعض المشاعر التي تنم عن الاهتمام الإيجابي الذي يرجع في أسبابه إلى بعض التغييرات التي تطرأ على كيمياء الدماغ عند التفكير بشخصٍ ما.
ففي حال ما كنت تُحب شخص ما أو معجب بأحدهم سيكون عقلك سعيدًا وراضيًا عند التفكير فيه، فلن يكف عقلك عن تحقيق هذه السعادة مهما كلف الثمن، فالهرمونات التي تُفرز في عقلك وتتسبب في راحته واسترخاءك تستحق العناء والمُقابل الذي استعد عقلك لدفعه دون أي إعمال لتروسه وأجهزته.
في غالب الأحيان تطرأ الأفكار والأسئلة المُشابهة لسؤال هل صحيح أن عدم قدرتك على إخراج شخص من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر فيك على أذهان المفكرين في هذا الأمر دون أي تدخل منهم، في تفكيرٍ لا ناقةً لهم فيه ولا جمل.
فيكفي أن يعلم عقلك تلصُصًا منه أنك معجبٌ بشخص، أو تكره شخصًا آخر، وبعدها لن يتوقف عن استعراض التفكير الخاص بك وطرحه عليك كلما رغب في تعذيبك، وهذا إما بتذكيرك بشخصٍ تكرهه أو بتأنيبك لكونك لا تقوى على إخراج أحد الأشخاص من ذهنك مع طرح فكرة أن هذا الشخص لا يُبادلك ما تشعر به.
فإن هذا يتسبب في وضع الشخص الذي يُفكر بين المطرقة والسندان أو في أفكاره التي لا تعرف للرحمة معنى ولا للمغفرة سبيل، ولن تستطع تخطي هذه المرحلة إلا بجمع شملك ولمِ فُتاتك، وهذا من خلال البحث عن باب الخروج الاضطراري من تفكيرٍ يُضرم في مبنى شعورك النيران، فلا يعود الأمر عليه بالكلل، ولا يعرف فيه تذكيرك به الملل.
قد يكون الأمر أكثر منطقية وعقلانية في حال ما كنت تُفكر في شخص تُحبه أو تُعجب به، ولكن عند التفكير في شخص لا تُطيق وجوده بشكل مستمر، وحبلٌ من أفكارٍ لا تجف ولا تنضب سكون هذا الأمر غريبًا بعض الشيء.
فرأينا أن سؤال هل صحيح أن عدم قدرتك على إخراج شخص من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر فيك فيما يخص الإعجاب له تفسيرٌ وسبب، فهل الأمر مُتشابه في هذه الحالة أيضًا؟
اقرأ أيضًا: كيف تعرفين أن زوجك يحبك بصدق
لماذا أُفكر في شخص لا أُحِبُه؟
كنا قد طرحنا إجابة سؤال تطرق إلى موضوع عدم قدرتك على إخراج شخص من تفكيرك، وتحدثنا عن تفكير شائع يقول فيه الناس إن الشخص الذي تفكر فيه ذاته يفكر فيك على الجانب الآخر، ولكن هل التفكير في شخصٍ تكرهه يجعل عقلك يستمتع كما هو الحال عند التفكير بشخصٍ يحبه؟ وما الذي يعود على عقلك عند إزعاجك بمثل هذه الأمور؟
هناك العديد من الحالات التي لا يتمكن فيها البشر من إخراج شخصٍ يكرهوه أو يمقتوه من تفكيرهم وأذهانهم، فما هو سبب ذلك؟ في الواقع يميل العقل والدماغ إلى التفكير في كل الأمور التي تعد محورية في الحياة اليومية وشكلت الفارق سلبًا أو إيجابًا بالنسبة لمن يشعر بهذا الشعور.
فالتغييرات الكبيرة أو الصغيرة التي تطرأ على يومك وتتسبب في تغير شعورك سلبًا أو إيجابًا تكون السبب في إبقاء ذهنك وعقلك على الموضوع والتفكير فيه مليًا من كافة الجوانب والأبعاد الخاصة به.
ففي حال ما حدثت بعض الأمور المؤسفة كالعراك مع أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين سيكون شعورك سيئًا للغاية ويؤثر على تفكيرك بشكل كامل، والجدير بالذكر أن المشاكل العملية والوظيفية مع صاحب العمل يكون لها نصيب الأسد ضمن أسباب شعور المرء بما هو سيء.
هناك بعض الخصال والتصرفات التي تجد أنها تعمل على تذكيرك بسبب كراهيتك لشخصٍ ما بالإضافة إلى تجديد هذه الكراهية بشكل دوري وغرس أعمدتها وجذورها في قلبك وذهنك أكثر فأكثر.
الجدير بالذكر أن إجابة سؤال هل صحيح أن عدم قدرتك على إخراج شخص من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر فيك تختلف في أسبابها باختلاف الشخص الذي تُفكر فيها، فقد أجمعنا أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة، ولا علاقة لتفكير الشخص الآخر بك بتفكيرك به حتى وإن صادف أن ذلك حدث.
أما السبب نفسه في التفكير المستمر بشخصٍ ما يرجع إلى رغبتك في رؤية الشخص وسماع صوته بالإضافة إلى لمسه وحتى تواجده جوارك سيكون من الرغبات التي تجمح عند الإعجاب بشخص ما، أما تفكيرك بشخصٍ لا يهواه الفؤاد يرجع إلى رغبة عقلك ودماغك في الفهم بشكلٍ أكبر في عملية شاقة يبحث من خلالها على كافة التفاصيل وما وراء الأسباب والتصرفات السلبية.
كلما كان الأمر الذي أزعجك كبيرًا كلما أكثر التفكير عقلك من التفكير به، فالعقل كما القطط يحب الفضول ولا يُصاب بالإحباط والملل سريعًا في حال ما كان يرغب في معرفة معلومة ما مهما بلغت صعوبة الحصول على هذه المعلومة.
اقرأ أيضًا: كيف تنسحب من حياة شخص تحبه
كيف يمكنني التصدي للتفكير الجائر تجاه أحدهم؟
في حال ما لم تكن قادرًا على كبح عقلك ومنعه من التفكير في شخصٍ ما ففي غالب الأحيان أنت تعاني من بعض الوساوس الفكرية، وهذا النوع من التفكير يندرج في علاجه ضمن أساليب علاج السلوك المعرفي، ومن خلال هذا الأسلوب يمكنك التعرف إلى بعض الطرق الفعالة التي يمكنك من خلالها توجيه أفكارك بالشكل الطبيعي لتركز على ما يستحق التفكير بحق في حياتك.
أحد أكثر أساليب العلاج السلوكي المعرفة شيوعًا ونجاحًا على التصدي لهذا التفكير هو ما يتمثل في محاولة تخيُل شاشة كبيرة في ذهنك مشابهة لشاشة السينما، ومن خلال هذه الشاشة قم بتخيل الشخص الذي تُفكر فيه باستمرار أو النشاطات الأخرى التي تشغل تفكيرك، وعند وصولك إلى مرحلة متقدمة من التخيل قامت بإتعاب عقلك قم بالتوقف بشكل مُفاجئ عن التخيل وافتح عينيك.
من الممكن أن تجعل شخصًا آخرًا يُخبرك بالتوقف في حال ما لم تستطع على إيقاف عقلك بالشكل المطلوب، والجدير بالذكر أن هذا العلاج قد يكون طويل المدى، فالتفكير في شخصٍ لشهورٍ طوال لن يُنسى بين ليلة وضحاها.
للحصول على نتائج جيدة فيما يخص هذا الأمر فإنه عليك أن تقوم بتكرار هذه العملية والطريقة العلاجية بقدر ما تستطيع، وباستمرارية الأمر ستجد أنك تقول توقف بشكل تلقائي وتأمر عقلك دون أي تدخل منك تعبيرًا عن عدم قدرة عقلك على مجاراة هذه الأحداث جميعها.
ببلوغك هذه المرحلة ووصولك إلى فكرة التوقف الذاتي وتوجيه الأوامر بشكل روتيني لعقلك بالتوقف ستكون قد عبرت إلى بر الأمان ووصلت لجزيرة الاستقرار النفسي والذهني بعد العاصفة والتخبطات التي أجبرتك على قطع الأمواج الهائجة لمسافة طويلة شاقةٌ دروبُها.
هذا العلاج سيسمح لك بممارسة الحياة الطبيعية الخاصة بك بشكلها السابق، وهذه الإشارة تعبر عن انتهاء فترة تركيز التفكير على شخصٍ بعينه ووضع حد لكل هذا الإرهاق الذهني والعدوان الغاشم للأفكار التي لا تُثمن ولا تُغني من جوع ولا تتسبب إلا في تدهور الحالة الذهنية والنفسية.
الجدير بالذكر أنه هناك بعض الحالات التي يُعبر فيها العقل عن حُبه لشخصٍ ما ويقوم فيها بإطلاق الأفكار الغاضبة والتحريض على كراهيته على الرغم من كون شعوك الأساسي مغاير لهذا بشكل تام.
في غالب الأحيان يستغرق تعود العقل على عادة جديدة حوالي 66 يوم، فلا تسأم بسبب كثرة تجاربك التي تفشل فيها باستمرار في إخراج أحد الأشخاص من بالك، فالأمر لا يحتاج إلا لمزيدٍ من عقار الوقت، فلا تتوقف عن تناول جُرعتك منه حتى تُشفى.