طلاق الشقاق من طرف الزوجة
طلاق الشقاق من طرف الزوجة له العديد من الأحكام، فالطلاق هو أبغض الحلال عند الله، لكنه يكون ضروريًا عند البدء في التعرض لأسباب يستحيل معها العشرة واستمرار الحياة الزوجية بين الطرفين، لذا قد تلجأ المرأة في رفع دعوى طلاق على الزوج، ومن خلال منصة وميض سنذكر كافة المعلومات المتعلقة في صدد موضوع طلاق الشقاق من طرف الزوجة، وذلك عبر الفقرات القادمة.
طلاق الشقاق من طرف الزوجة
يقصد بهذا النوع من الطلاق هو وجود نزاع بين الزوجين بسبب الطعن الأخلاق والكرامة أو بسبب الإيذاء (النفسي – الجسدي) للزوجة كحدوث (شتم – استهزاء – ضرب – قذف – الإجبار على فعل المحارم – البعد – الهجر – عدم الإنفاق) من قِبل الزوج، وهنا يوجب الشرع تطبيق حدوثه هذا النوع من الطلاق من قِبل الزوجة، وأن يقوم القاضي بتطليقها طلقة بائنة.
اقرأ أيضًا: أسباب تجعل المرأة تطلب الطلاق
أسباب طلاق الشقاق من طرف الزوجة
توجد العديد من الأسباب التي يمكن للزوجة عند حدوثها أن تقوم بطلب هذا النوع من الطلاق عبر محكمة الأحوال الشخصية، وإذا حدثت العديد من الخطوات من قِبل المحكمة وأقر الزوج أو استطاعت المرأة إثبات ما يحدث طلقها القاضي، ويعتبر من أهم هذه الأسباب ما يأتي:
1- الطلاق لعدم الإنفاق
يحق طلب طلاق الشقاق من طرف الزوجة حالة ما إذا كان زوجها ممتنع عن الإنفاق عليها هي وأولادها إما للمنع بقصد الإيذاء أو معسر ولا يستطيع أو الإصرار على عدم الإنفاق تمامًا، وللقاضي في كل حالة حكم.
2- الطلاق لهجر الفراش
تحدث حالة طلاق الشقاق من طرف الزوجة عندما يمتنع الرجل عن معاشرة زوجته، مما يسبب لها الكثير من الضرر النفسي لفقد ثقتها في نفسها، والضرر الجسدي لعدم إشباعها لحقوقها الزوجية في الحلال مع زوجها.
3- الطلاق بسبب البعد
يسمح تقديم طلب طلاق الشقاق من طرف الزوجة عندما يقوم الرجل بالغياب عنها أكثر من سنة، وهنا تتخذ المحكمة العديد من الإجراءات عقب إثبات غياب الزوج ثم تخييره بين العديد من الحلول، وعند رفضها تطلق منه المرأة.
4- الطلاق الخلاف
الخلاف الذي يترتب عليه طلاق استحكام الخلاف من طرف الزوجة هو حالة وجود طعن في الشرف أو الشتم أو الضرب المبرح أو إحداث مشاكل عن عمد من قِبل الزوج وبدون سبب لذلك، وهنا تتم محاولة للصلح فإن فشلت طلقت المرأة من الزوج عبر المسارات القضائية.
يوجد العديد من الرجال من يقوموا بضرب الزوجة لأي سبب ويتشدقون بآية النشوز والضرب المذكور بها، لكنهم لا يدركون أن الضرب فُسر بضربة بالسواك ولا تزيد عن ذلك، لذا عندما يزيد الرجل من الضرب والإيذاء للزوجة يوجب ذلك طلب هذا النوع من الطرق للتخلص منه.
5- الطلاق لوجود عيب
يعمل الكثير من الأزواج على الكذب في أول الزواج في الكثير من الأمور، وتكتشف النساء هذه العيوب بعد الزواج كمشاكل الإنجاب أو وجود أمراض نفسية أو وجود عيوب خلقية مخفية أو غيرها من الأمور، وهنا عند إثبات الزوجة لهذا تطلق وتأخذ تعويضًا عن الضرر الذي لحق بها ما دام حدث ذلك عقب الدخول بها.
اقرأ أيضًا: مستحقات الزوجة في طلاق الشقاق
6- الطلاق للحمل على فعل محرم
كثير من الأفعال التي يجبر الرجل زوجته على فعلها مما يجعلها غير قادرة على إكمال الحياة الزوجية معه مثل تركها بكرًا وجماعها من الدبر فقط، مما يؤثر على حالتها النفسية نتيجة هذا الفعل المحرم.
يوجد بعض الأزواج ضعاف النفوس من يجبرون زوجاتهم على معاشرة آخرين (قضية تبادل الزوجات)، وهذا محرم تحريمًا تامًا لكونه زنا، فهذه الأفعال المشينة تستدعي طلب طلاق الشقاق من طرف الزوجة للخلاف التام بينها وبين زوجها.
7- الطلاق لاعتراضها على تنفيذ طلب الطاعة
إذا كانت الزوجة هي من ترغب في الطلاق وغير قادرة على إثبات الضرر فلها الحق في طلب التطليق للضرر من المحكمة ونفرت من الزوجية وتركت بيتها ثم أرسل لها الزوج إنذارًا بالدخول في طاعته خلال المدة القانونية المعتبرة وهي شهرًا من تاريخ إنذارها.
أثبتت الزوجة الاعتراض على الطاعة مظهرة أسباب اعتراضها وكان لها أيضًا تقديم اعتراضها لهذا طلب التطليق من الزوج للشقاق واستحكام الخلاف بينهما، فالعمل القضائي المتواتر أثبت أن الزوجة المتضررة من سلوكيات الزوج غالبًا.
تعجز الزوجة عن إثبات الضرر لأن أسباب الخلاف تكون من الأسرار الزوجية، والوضع هنا لا يثير مشكلة للزوج باعتباره هو من يملك الطلاق، لكن في المقابل كانت الزوجة تجد صعوبة في التطليق للضرر نظرًا لصعوبة الإثبات.
أحكام طلاق الشقاق
يعتبر طلاق الشقاق من طرف الزوجة عبارة عن محاولة منها لإثبات الضرر الواقع عليها من قِبل الزوج ونظم في حالة عدم تمكن المرأة من إثبات الضرر وفقًا لنص المادة 11 مكرر ثانيًا من القانون رقم 25 لسنة 1929 المعدل بالقانون 100 لسنة 1085م بعد أحكام المواد (10:6).
يوجد بهذه المادة أنه إذا ادعت الزوجة إضرار الزوج بها لا يستطاع معه دوام العشرة، يجوز لها أن تطلب من القاضي التفريق، وإذا حدث هذا التفريق فهو طلقة واحدة بائنة حالة إثبات الضرر وعجز القاضي عن الإصلاح، وفي حالة رفض الدعوى وتكرار تقديمها من الزوجة لجأ إلى الحكمين.
الأحكام المترتبة على طلاق الشقاق
توجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى طلب طلاق النفور من طرف الزوجة، ويكون لكل سبب من هذه الأسباب الحالات الخاصة به والأحكام المترتبة عليه حسب كل حالة دون غيرها، وتتضح هذه الأحكام عبر السطور التالية:
1- حالة عدم الإنفاق
تحدث في هذه الحالة الوضع الذي يستدعي معه طلاق الشقاق من طرف الزوجة عندما يتوقف الزوج عن الإنفاق على الزوجة وأولادها، مما يسبب الضرر على الزوجة والأولاد، وتكون أحكام القضاء الخاصة به كالتالي:
- إذا كان الزوج ميسور الحال تحدد المحكمة النفقة المناسبة مع رفض التطليق.
- حالة تعسر (لعدم وجود علة) الزوج تمهله المحكمة مدة لا تزيد عن شهر إذا لم ينفق طلقت الزوجة.
- حالة إصرار الزوج على الامتناع مع اليسر طلقت المرأة في الحال.
اقرأ أيضًا: علاج نشوز الزوجة أربعة مراحل
2- حالة هجر الفراش
تعتبر حالة هجر الفراش من الحالات التي تستدعي طلب المرأة الطلاق من قِبل المحكمة المختصة بهذه الأمور للتعويض على المرأة بما تراه مناسبًا في هذه الحالة التي يقع فيها ضرر شديد على الزوجة وتكون الأحكام كالتالي:
- تمهل المحكمة الزوج أربعة أشهر ليرجع لمعاشرة زوجته، فإن رجع سقطت الدعوة.
- حالة عدم عودته طلقت منه المرأة طلاقًا رجعيًا (يستلزم عقد ومهر وشهود جدد عند الرغبة في رد الزوجة).
3- حالة بعد الزوج
تعتبر هذه الحالة من أهم أسباب طلاق الضرر من طرف الزوجة نظرًا لِما تتعرض له من تحمل مسئولية كبيرة للبيت والأولاد مما يسبب لها الكثير من الضرر النفسي والمعنوي والمادي، وهنا تتخذ المحكمة الكثير من الأحكام طبقًا للحالة كالتالي:
- بعد أن تتأكد المحكمة من أسباب الغيبة يتم تخيير الزوج حالة العلم بمكانه (العودة لزوجته – إقامتها معه) أو التطليق.
- حالة عدم وجود عنوان للزوج فتحاول المحكمة البحث عنه ثم تعيين قيم له ثم التطليق حالة عدم حضوره.
- حالة إثبات حبس الزوج أكثر من 3 سنوات تطلق الزوجة بعد مرور عامين.
4- حالة الخلاف
تحدث هذه الحالة التي تستدعي طلب طلاق الشقاق من طرف الزوجة بما يتوافق مع حالة الخلاف الواقع بين الزوجين، وتقديره من قِبل القاضي المتخصص بهذه الحالات، وهنا يحدد الحكم المناسب لكل من الزوجين كالتالي:
- هذه الحالة تصدر المحكمة قرارها في مدة لا تزيد عن ستة أشهر من رفع الدعوى.
- حالة تقوم المحكمة بمحاولة الإصلاح بينهما وعند التعذر تطلق المرأة وتأخذ كل حقوقها.
- حالة الضرر الشديد يمكن أن يدفع الزوج فوق الحقوق بعض التعويضات عن الضرر الحادث.
5- حالة وجود عيب
حالة وجود عيب عند الزوج مكتوب عن الزوجة خاصةً حالة عدم العلم قبل الدخول من أهم الحالات التي توجب طلاق الإساءة من طرف الزوج على الزوجة المقدم للقاضي للبث فيه، والذي يكون الحكم فيه على النقطتين التاليتين:
- إذا مر على حالة الزوجين سنة حالة عدم علم الزوجة بالعيب قبل الزواج وعند علمها لا توافق على استمرار الزيجة فيحدث التطليق من قِبل القاضي مع إرجاع جميع الحقوق للزوجة.
- حالة الطلاق قبل الدخول تطلق المرأة دون أي حقوق.
6- حالة الحمل على فعل محرم
الحالات الشاذة من الأزواج يجب أن يكون هناك رادع لهم من قِبل القانون، والقاضي في هذه الحالة هو المنوط به رفع الضرر الواقع على الزوجة حالة إجبارها على هذه الأفعال دون القدرة على دفع الضرر عن نفسها، ويقوم القاضي بعد إثبات هذه الحالة بالحكم التالي:
- حالة ثبوت هذه الأفعال عن طريق الكشف على الزوجة أو وجود شهود تطلق الزوجة من قِبل القاضي طلقة بائنة واسترجاع كل حقوقها.
- حالة عدم إثبات ذلك ترفض الدعوى.
اقرأ أيضًا: طلب الطلاق لعدم الراحة النفسية
7- حالة طلب الطاعة
هذه الحالة من طلب لها الكثير من الطرق لما فيها من أصل الحالة المستدعية حدوث هذا النوع من الطلاق بين الزوجين لاستحكام الخلاف بين الزوجين، مما يوجب الطلاق من قِبل القاضي وهذه الحالات كالتالي:
- حالة عدم قدرة المرأة على إثبات الضرر الحاصل نتيجة طلب الطاعة يكون الحكم رفض الدعوى.
- في حالة تكرار رفع الدعوى يرفع القاضي الحكم (للحكمين) طبقًا لقول تعالى:
“وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّـهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا” (النساء- الآية:36)
، ويكون الحكمين للوقوف على المتسبب.
- كذلك في حالة كون الإساءة كلها من جانب الزوج اقترح الحكمان التطليق بطلقة بائنة دون مساس بشيء من حقوق الزوجة المترتبة على الزواج والطلاق بشكل كامل.
- بالإضافة إلى حالة كانت الإساءة كلها من جانب الزوجة اقترح الحكمان التطليق مقابل عوض مناسب يجب أن تلتزم به الزوجة.
- حالة إن كانت الإساءة مشتركة اقترح الحكمان، يكون التطليق بدون عوض أو بعوض يتناسب مع نسبة الإساءة من قبل الفاعل لها.
- أيضًا حالة عدم الوقوف على الحال وأي من الزوجين هو المسيء منهما اقترح الحكمان تطليقًا دون عوض.
- حالة استحالة العشرة بين الزوجين مع إصرار الزوجة على الطلاق قضت المحكمة بالتطليق بطلقة بائنة مع إسقاط حقوق الزوجة المالية كلها أو بعضها وإلزامها بالتعويض المناسب.
طلاق الشقاق واستحكام الخلاف من أنواع الطلاق المباحة في الإسلام، وهو أحد الحلول الضامنة من قِبل المشرع لضمان حقوق المرأة، لذا يجب وجود توافق بين الزوجين لاستقامة العلاقة وعدم هدم البيت والتأثير على الأولاد.