هل المبطون يعذب في القبر
هل المبطون يعذب في القبر؟ وما هو جزاؤه عند الله عز وجل؟ فالمبطون هو من أصيب بمرض قوي في بطنه كان سببًا وفاته، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على إجابة العديد من الأسئلة حول من مات على ذلك النحو وأهمها هو هل المبطون يعذب في القبر؟ والذي نأمل أن يكون في جنة النعيم، وذلك عبر السطور التالية.
هل المبطون يعذب في القبر؟
المبطون هو من ابتلاه الله عز وجل بداء في بطنه من أجل أن يخفف ذنوبه ويبدل سيئاته حسنات، كونه صبر واحتسب الأمر عند الله جل وعلا، فالصبر على البلاء من أهم العناصر التي تكون سببًا في أن ينال الخير من الله تعالى.
فإن كان داء البطن سببًا في وفاته، فإنه لن يعذب في القبر استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح سليمان بن صرد:
“كنتُ جالسًا وسُلَيْمانُ بنُ صُرَدٍ وخالدُ بنُ عُرفُطةَ، فذَكَروا أنَّ رجلًا توُفِّيَ ماتَ ببطنِهِ، فإذا هما يشتَهيانِ أن يَكونا شَهِدا جَنازتَهُ، فقالَ أحدُهُما للآخرِ: ألَم يَقُلْ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ مَن يقتلهُ بطنُهُ، لَن يعذَّبَ في قبرِهِ فقالَ الآخرُ: بلَى“.
عليه فإن المبطون مؤمن من عذاب القبر بأمر الله عز وجل، كونه قد عانى من الكثير من الآلام في الدنيا، والتي كانت سببًا في أن يغفر الله عز وجل له، فهو أرحم الراحمين.
اقرأ أيضًا: لماذا يفك رباط الميت أثناء وضعه في القبر
جزاء المبطون يوم القيامة
بعد أن تعرفنا على جواب سؤال هل المبطون يعذب في القبر، علينا أن نعلم أن المبطون له حسن الجزاء في الآخرة، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أكد أنه شهيد من خلال الحديث الشريف:
” بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ فأخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له. ثُمَّ قَالَ: الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والمَبْطُونُ، والغَرِيقُ، وصَاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللَّهِ، وقَالَ: لو يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ والصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا لَاسْتَهَمُوا عليه. ولو يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إلَيْهِ ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا” (صحيح) رواه أبي هريرة.
فمن يموت بداء البطن فإن جزاءه جزاء الشهداء، أي أنه يكون في أعلى مراتب الجنة مع الصديقين، لقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة النساء الآية رقم 69:
” وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا“.
لذا على أهل المبطون أن يعلموا أن له حسن الجزاء في الآخرة، وأن الله عز وجل يأمنه من عذاب القبر والدخول إلى جهنم، كونه قد عانى من التعب الشديد في الدنيا، مما كان سببًا في أن يغفر الله له كافة ذنوبه، ويدخله جنة الرحمن دون حساب جزاءً بما صبر.
من هو المبطون؟
في سياق البحث عن الجواب الصحيح لسؤال هل المبطون يعذب في القبر؟ نجد أن علماء الدين الإسلامي قد رأوا أن المبطون قد شمل العديد من الجوانب المرضية، والتي يجب أن نتعرف عليها بشيء من التفصيل من خلال ما يلي:
1– الميت بالإسهال
على الرغم من أن الإصابة بالإسهال من الأمراض التي يسهل علاجها من خلال تناول بعض الأدوية وتعويض الجسم بالسوائل التي فقدها جراء الإصابة التي استمرت إلى عدة أيام.
إلا أنه في بعض الحالات التي يصعب علاجها، فيفقد الجسم الكثير من الوزن، علاوةً على السوائل التي يحتوي عليها، كما أن المضاعفات في تلك الحالة من شأنها أن تظهر، وفي تلك المرحلة يكون الموت المحقق هو السبيل الوحيد.
في تلك الحالة يكون المتوفى مبطون بإجماع الفقهاء، فداء الإسهال قد تسبب في وفاته، وهو داء أصاب الجهاز الهضمي، وكان سببًا في تعرض الجسم إلى العديد من المشكلات الصحية التي لم يتمكن الأطباء من علاجها.
اقرأ أيضًا: ما هو عذاب القبر بالتفصيل
2– انتفاخ البطن والاستسقاء
في بعض الحالات المتدهورة من مرض الكبد، يحدث له ما يسمى بالتليف، وفي تلك الحالة تنتفخ البطن بشكل كبير، ويصاب المريض بما يسمى الاستسقاء، من المعروف أن وصوله إلى تلك الحالة من الممكن أن يكون دلالة على اقتراب أجله.
حيث يقوم الطبيب بإخضاع المريض إلى الكثير من الإجراءات من أجل سحب السوائل الدموية من بطنه، إلا أنه في أغلب الحالات تكون النهاية حتمية، كون الكبد وهو العنصر الذي يعمل على التخلص من السموم قد انتهى من خلال التليف الذي أصابه.
في تلك الحالة نحتسب المتوفى مبطونًا وله من الجزاء ما وعد الرحمن على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3– الإصابة بالسرطان
في سياق التعرف على كافة الأجوبة التي تدور حول سؤال هل المبطون يعذب في القبر؟ نجد أن كثيرًا من أهل العلم قد أكدوا أنه من مات مصابًا بداء السرطان فله جزاء الموت مبطونًا، خاصة إن كانت الإصابة في تلك المنطقة.
فانتشار الخلايا السرطانية في جسم المسلم من الأمور التي تسبب له الألم غير المحتمل، إلا أنه عليه في تلك الحالة ألا يجزع، بل يصبر حتى يكون له النصيب الأكبر في الفوز بالجنة والنجاة من النار، حيث إن خروج المسلم عن صبره في تلك الحالة من الممكن أن يكون سببًا في ارتداده عن دينه، فقد قال الله تعالى في سورة الزمر الآيات من 53 إلى 55:
“قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ“.
لذا حري بالمسلم أن يعلم أن أمره كله له خير، وما عليه سوى أن يحسن الظن بالله تعالى وأن يعلم أنه المولى عز وجل هو الرحمن الرحيم، والذي حاشاه أن يعذب المسلم في دنياه وآخرته.
اقرأ أيضًا: هل يوجد عذاب في القبر
4– الفشل الكلوي
أيضًا من الأسباب التي قد تؤدي إلى وفاة الشخص هو أنه كان يعاني من الفشل الكلوي، فظل سنوات يعالج الأمر من خلال تقنية الغسيل، والتي من شأنها أن تتسبب له في الشعور بالألم الذي لا يحتمل.
كما أنه سبب من أسباب فقدان الوزن والعديد من الإصابات الجسمانية الوخيمة، وقد يستمر الحال على هذا النحو لعدة سنوات، إلى أن تكون سببًا في وفاته، وهنا أفاد الكثير من علماء الدين أنه على أهله أن يحتسبونه شهيدًا لدى الله عز وجل، كون الكلى من أهم الأعضاء التي توجد في البطن.
كذلك قد عانى من الآلام التي من شأنها أن تكون سببًا في أن يبدل الله سيئاته حسنات، فيقيه من عذاب القبر وعذاب النار في الآخرة برحمته التي وسعت كل شيء.
دائمًا وأبدًا علينا أن نحسن الظن بالله عز وجل، حتى يكون لنا النصيب الأوفر في دخول الجنة، سواء كان قد كتب لنا الوفاة بداء البطن أم لا، فالله عز وجل عند ظن عبده به.