أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الأكل
يمكننا القول إن أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الأكل تتعدد، ولكن يجب العلم أن هذا العرض من أخطر الأعراض التي لا يجب تجاهلها أو غض الطرف عنها، وذلك لما يشتمل عليه من مخاطر كثيرة قد تتسبب في تدهور الحالة الصحية للمصاب وفي وقت وجيز، لذا سنتعرف من خلال منصة وميض إلى كل أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الأكل، وكيف يتم علاجاها وكيفية الوقاية منها وتفاديها.
أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الأكل
تعاني فئة غير قليلة من الناس في شتى أنحاء العالم من أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الأكل مباشرة، ويختلف سبب التقيؤ بعد تناول الطعام من شخص لآخر وفقًا للحالة الصحية التي يمر بها، أما عن أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الأكل فهي تتمثل في الفقرات القادمة:
1- الإصابة بمشاكل الجهاز الهضمي Digestive problems
يحدث الغثيان والقيء بعد تناول الطعام مباشرة نتيجة لتوقف أحد أعضاء الجهاز الهضمي عن أداء وظائفه بشكل طبيعي صحيح، مثل ارتجاع المريء الذي يحدث فيه تعطلًا للعضلات التي توجد فيما بين المعدة والمريء، مما ينتج عنه دخول حمض المعدة إلى قناة المريء والإحساس بحرقان في كامل المريء، وبالتالي التقيؤ والغثيان بمجرد تناول الطعام.
كما يتسبب التهاب البنكرياس في الغثيان والرغبة في التقيؤ عقب تناول الطعام، وذلك لكون غدة البنكرياس هي المسئولة عن إفراز الهرمونات والبروتينات التي يحتاج إليها الجسم لهضم الطعام.
اقرأ أيضًا: انتفاخ البطن والغازات بعد الرقية
2- الإصابة بأمراض المرارة Gallbladder disease
من المتعارف إليه أن المرارة هي الجهاز المسئول عن إنتاج العصارة الصفراء التي تساعد الجهاز الهضمي على هضم الدهون، لذا يصاب الشخص بالغثيان والتقيؤ بعد تناول الطعام مباشرة وخاصةً إذا كان الطعام غنيًا أو مشبعًا بالدهون، وذلك كله نتيجة لإصابة المرارة بمشكلة ما مثل الحصوات أو الالتهاب.
3- الإصابة بمتلازمة القولون العصبي Irritable Bowel Syndrome
تتسبب الإصابة بمشكلة القولون العصبي المزمن بالشعور بالغثيان والتقيؤ بمجرد أن يتم تناول الطعام من قبل المصاب بتلك المتلازمة، هذا إلى جانب انتفاخ البطن وتراكم الغازات والشعور بألم قوي في المعدة وانزعاج.
4- ضيق شرايين الأمعاء Narrow intestinal arteries
يتسبب ضيق شرايين الأمعاء في الإحساس بالغثيان والرغبة القوية في التقيؤ بعد تناول الطعام مباشرة، بالإضافة إلى الشعور بالألم القوي في المعدة وغالبًا ما يتكرر هذا بعد تناول كل وجبة.
5- تغير الهرمونات لدى الحوامل Hormonal changes in pregnant women
من المعروف أن المرأة بمجرد أن تحمل يحدث لجسمها اضطرابات في الهرمونات، مما ينتج عنه شعورها المستمر بالغثيان والقيء طيلة الوقت وخاصةً في فترة الصباح المبكر، حيث إن تضاعف نسبة الهرمونات لديها تتسبب في إحداث الكثير من التغيرات على الجهاز الهضمي لديها أشهرها تباطؤ حركة الأمعاء.
يؤدي تباطؤ حركة الأمعاء إلى أخذ الطعام مدة أطول من الطبيعي والمعتاد في المعدة مما يشعر الحامل بالتقيؤ، كما أن التغير الهرموني للمرأة أثناء الحمل يتسبب في ارتخاء العضلات الموجودة فيما بين المريء والمعدة، مما يعمل على زيادة فرص تقيؤ حمض المعدة والشعور المستمر بالغثيان.
6- الإصابة بدوار الحركة Motion sickness
يعاني بعض الأشخاص من مشكلة الدوار الحركي بمجرد أن يقوموا ببذل أي مجهود، حيث يعقب هذا المجهود شعورًا بالغثيان والقيء في حال تناولوا أي وجبة غذائية قبل ركوب سيارة أو حتى بعدها، ويكون ذلك أيضًا ناتجًا عن الحركة بوجه عام.
7- التسمم الغذائي Food poisoning
تتسبب الإصابة بالتسمم الغذائي في شعور الشخص بالغثيان والرغبة القوية في التقيؤ بمجرد تناول الطعام، وغالبًا ما يحدث تسمم الحمل نتيجة تناول الأطعمة الملوثة بالفيروسات أو البكتيريا أو بعض أنواع الطفيليات.
8- حساسية الطعام Food allergy
تؤدي حساسية الشخص تجاه بعض الأطعمة إلى تعرضه للغثيان والقيء بمجرد أن يتناول الطعام مباشرة، ويوجد أكثر من نوع لحساسية الطعام مثل:
- الحساسية تجاه الأطعمة التي تتسبب في الغازات مثل الفول والفاصولياء.
- الحساسية تجاه الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين المسبب لحساسية القمح مثل الحبوب والمخبوزات.
- الحساسية تجاه الأطعمة التي تحتوي على عنصر اللاكتوز مثل الحليب ومشتقاته ومنتجات الألبان.
9- استخدام بعض الأدوية Use of some medicines
يؤدي استخدام بعض أنواع الأدوية إلى الشعور بالغثيان والقيء بعد أن يتم للشخص تناول الطعام، ومن الأمثلة على هذه الأدوية: أدوية المضاد الحيوي والأدوية المسكنة للألم والأدوية المنظمة للهرمونات وأدوية العلاج الكيميائي.
10- الشراهة في تناول الطعام Binge eating
تؤدي الشراهة والإفراط في تناول الطعام إلى تكدسه في المعدة وعدم قدرتها على استيعابه والتعامل معه بشكل طبيعي، مما يشكل ضغطًا على المعدة وعلى الأمعاء أيضًا، وذلك ينتج عنه في النهاية التقيؤ والغثيان.
11- المشاكل النفسية Psychological problems
تتسبب المشاكل النفسية وسوء الحالة والوضع النفسي للشخص في فقدانه للشهية وتجنب تناوله للطعام، ما يتيح الفرصة لزيادة الأحماض في المعدة مما ينتج عنه الشعور بالغثيان المفرط، وفي حال قام المصاب بحالة نفسية سيئة بتناول الطعام رغمًا عنه، فإنه يتعرض إلى الشعور القوي بالغثيان والقيء الشديد.
12ـ أسباب متنوعة للقيء بعد الأكل Various causes of vomiting after eating
لم تتوقف أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الأكل عند حد الأسباب السالف ذكرها، بل توجد مجموعة من الأسباب المتفرقة الأخرى التي يمكن القول بأنها هي السبب وراء تكرر حالة القيء بعد تناول الطعام، ومن بين هذه المسببات:
- الإصابة بالتهاب في الأذن الوسطى.
- الإصابة بورم في المخ.
- الإصابة بقرحة هضمية.
- الخضوع إلى جلسات العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيماوي.
- زيادة نشاط الغدة الدرقية.
- الإدمان على تناول المشروبات الكحولية.
- الإصابة بمرض الشره العصبي.
- الإصابة بالصداع النصفي المزمن.
اقرأ أيضًا: هل القولون يسبب نبض في الجسم
علاج التقيؤ بعد الأكل
يوجد أكثر من طريقة يمكن من خلالها علاج أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الأكل، بهدف الحد من الأعراض التي تؤرق الشخص بمجرد أن يتناول الطعام وتفقده الرغبة في تناول الطعام، ويوجد أكثر من نمط للعلاج وهم كالآتي:
1- العلاج بالأدوية Drug therapy
هناك مجموعة من الأدوية الموصى بها طبيًا لعلاج مشكلة القيء الذي يعقب تناول الطعام مباشرة، ومن بين هذه الأدوية:
- عقار أوندانسيترون
- عقار جرانيسترون
- دواء دولاسيترون
- دواء ديكساميثازون
- عقار ديفينهيدرامين
- عقار ديمينهيدرينات
- دواء لورازيبام
- دواء بروكلوربيرازين
- عقار هالوبيريدول
- دواء ميتوكلوبريميد
- عقار نبيلوني
- دواء هيدروكلوريد
من الواجب الإشارة إليه هو أن كل تلك الأدوية التي تستخدم كمضاد للقيء تشارك معًا في أنها يتم تناولها قبل الطعام مباشرة، أما بالنسبة لمن يخضعون لجلسات العلاج الإشعاعي أو الكيماوي فيتم تناولها قبل الجلسة، وجميعها تشتمل على نفس الآثار الجانبية والتي تتمثل في:
- الإحساس بالدوار أو الدوخة.
- الشعور بالنعاس القوي.
- الإحساس بصداع.
- الإصابة بنوبات من الإسهال أو الإمساك.
- حدوث تغيرات مفاجئة في الحالة المزاجية أبزرها القلق الغير مبرر.
- جفاف الفم والحلق.
2- علاج المسبب الرئيسي Treating the main cause
في حال كان السبب وراء التقيؤ بعد تناول الطعام مباشرة واحدًا من الأسباب السالف ذكرها، فإنه من الأفضل أن يتم علاجه من الأساس لاقتلاع العلة من جذورها، فمثلًا في حال كان الشخص يعاني من التقيؤ بعد تناول نوع محدد من الطعام، فإن هذا يعني أنه يعاني من حساسية تجاه هذا النوع من الطعام، وعليه أن يرجع إلى الطبيب المختص لوضع بروتوكول العلاج الملائم للحالة.
3- تغيير النمط الغذائي Changing the diet
من الضروري بالنسبة إلى الشخص الذي يعاني من مشكلة الغثيان والقيء الشديد بعد تناول الطعام، أن يقوم بتغيير نظامه الغذائي بالكامل لكيلا يرهق المعدة والأمعاء ويحملهما فوق طاقتهما، وهذا التغيير يجب أن يتم على النحو التالي:
- البعد عن تناول الأطعمة الحارة أو الأطعمة ذات النكهات القوية، وكذلك الأطعمة الغنية بالدهون أو الأطعمة المقلية.
- الاهتمام بتناول الحليب ومشتقاته ومنتجات الأجبان، وكذلك اللحوم التي تكون خالية من الدهون.
- الحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على قدر كافٍ من البروتين شرط أن تكون خفيفة الوطأ على المعدة.
- تقليل كمية الطعام التي يتم تناولها يوميًا مثلًا من الممكن أن يتم استبدال الوجبات الكبيرة بوجبات أخرى أصغر من حيث الكمية، ويتم تناولها مثلًا كل ساعتين أو كل ثلاث ساعات.
- الابتعاد عن أي مصادر للروائح القوية أو النفاذة التي تتسبب في الشعور بانقلاب المعدة.
- الحرص على عدم تناول الأطعمة الباردة حتى وإن كانت في درجة حرارة الغرفة.
- لتجنب القيء الذي يحدث في الصباح ينصح بتناول الخبز المحمص أو البسكويت أو أي نوع من أنواع الطعام الجاف قبل النهوض من الفراش مباشرة.
- الحرص على تناول كميات معتدلة من السوائل على مدار اليوم.
- تناول الأطعمة الخفيفة المملحة مثل البسكويت المملح.
- تجنب مزج الأطعمة الباردة والساخنة معًا في وجبة واحدة.
- تناول المشروبات بكميات أقل وبمعدل أبطأ.
- عدم الإكثار من تناول الأطعمة الحلوة.
4- العلاج التكميلي Complementary therapy
إن العلاج التكميلي هنا يقصد به العلاج من خلال تناول المشروبات الطبيعية، التي أثبتت الأبحاث والدراسات المختصة في علم الطب البديل أنها تحد من مشكلة القيء بعد الأكل، ويتم العلاج التكميلي من خلال الحرص على تناول واحد من المشروبات الآتية:
1ـ الماء water
يحافظ الماء على رطوبة الجسم إلى حد كبير حيث إن شرب الماء بكميات قليلة وببطء يعمل على الحد من الصداع الذي يعد واحدًا من مسببات الغثيان والقيء بعد تناول الطعام، ويجب الانتباه إلى أمر هام وهو أنه لا يجب أن يتم شرب الماء بكميات كبيرة بشكل سريع أو دفعة واحدة، فذلك قد يتسبب في زيادة سوء الحالة أكثر مما هي عليه.
2ـ شاي البابونج Chamomile tea
يعمل شاي البابونج على تهدئة جسم الإنسان ومساعدته في الحصول على نوم هادئ ومريح، كما أنه يعمل على تخليص الجسم من مشاعر التوتر والقلق السلبية التي تتسبب في الغثيان، ويتم استخدام البابونج من خلال إضافة ملعقة واحدة صغيرة من أزهار البابونج المجففة أو الطازجة إلى كوب من الماء المغلي.
3ـ الليمون Lemon
يحتوي الليمون على نسبة عالية من حمض الستريك الذي يعمل على الحد من مشكلة عسر الهضم ويساعد المعدة على الهدوء، وفي حال كان الغثيان والقيء ناتجين عن الإصابة بنوبة من الإمساك، فإن إضافة ليمونة واحدة متوسطة الحكم إلى كوب من الماء، تؤدي إلى تنشيط حركة الأمعاء ويجب أن يتم شرب عصير الليمون هنا ببطء ويشترط أن تكون كمية الليمون معتدلة لأن زيادته تتسبب في زيادة القيء.
4ـ الزنجبيل Ginger
لقد أثبتت الدراسات العلمية في العلاج التكميلي والطب البديل أن الزنجبيل من شأنه أن يساعد على التخفيف من حدة نوبات القيء التي تصيب الشخص بعد تناوله للطعام، وخاصةً لدى السيدات الحوامل اللاتي يعانين من القيء المستمر طوال فترة الحمل، بالإضافة إلى الأشخاص الذين عانون من القيء نتيجة الخضوع للعلاج بالكيماوي.
5ـ النعناع Mint
يعمل النعناع على تهدئة المعدة ومساعدة الأمعاء على الاسترخاء وهذا من شأنه أن يد من مشكلة التقيؤ بعد تناول الطعام، فيمكن استخدام النعناع لعلاج القيء هنا من خلال استنشاق زيته العطري أو مضغ أوراقه الطازجة أو شرب كوب من النعناع المغلي.
الوقاية من الغثيان بعد الأكل
في حالة وجود أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الأكل من الطبيعي أن توجد بالمقابل وسائل وطرق متنوعة، يمكننا من خلالها وقاية أنفسنا من مشكلة فرط القيء أو تكراره بعد تناول كل وجبة طعام، ويمكن ذلك من خلال اتباع الآتي:
- الجلوس باعتدال وتجنب الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرة، حيث إن ذلك يتسبب في ازدياد الإحساس بالغثيان ورجوع حمض المعدة إلى الأعلى.
- استنشاق الهواء النقي البارد من خلال فتح إحدى النوافذ أو الجلوس مباشرة إلى جواز النافذة أو تشغيل المروحة.
- عمل كمادات باردة على الجزء الخلفي للرقبة.
- الضغط على المعصم من الداخل للحد من الغثيان.
- الاسترخاء والتنفس بعمق.
- تجنب التفكير في الخوف من الغثيان.
- الحفاظ على رطوبة الجسم باستمرار.
- تجنب القيام بممارسة الأنشطة الرياضية بعد تناول الطعام مباشرة.
- تجنب تفريش الأسنان وتنظيفها بعد الأكل مباشرة لأن هذا يحفز الشعور بالقيء.
- تناول الثلج أو بعض المشروبات الباردة عند الشعور بسخونة في المعدة.
اقرأ أيضًا: هل حمض الفوليك يهيئ الرحم للحمل؟
متى يكون القيء بعد الأكل خطرًا
هناك عدة حالات أو ظروف معينة، يمكننا القول فيها بأن أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الأكل غير كافية ولا يمكن تجاهلها، وتلك الحالات هي التي تستدعي التدخل الطبي فورًا للكشف عن الحالة وتشخصيها، وتلك الحالات التي تعد نذير ومؤشر خطر بالنسبة إلى صاحبها تتمثل في:
- الغثيان والقيء المستمر حتى من دون تناول الطعام؛ لأن ذلك قد يكون دلالة على الإصابة بنوبة قلبية، أو بقرحة في المعدة أو بورم في الدماغ أو الاضطراب العقلي.
- التقيؤ بعد ساعة إلى ثمانية ساعات من تناول الطعام لأن ذلك يعد إشارة إلى وجود تسمم غذائي.
- الشعور بصداع بالغ الحدة.
- حدوث تصلب في الرقبة.
- الشعور بالخمول المبالغ فيه.
- الالتباس.
- التقيؤ والاستفراغ المصحوب بالدم.
- تسارع معدل ضربات القلب.
- التنفس بسرعة.
- الشعور بألم قوي في البطن.
- زيادة درجة حرارة الجسم عن تسع وثلاثين درجة مئوية.
- استمرار الاستفراغ وتكرره على مدار أربع وعشرين ساعة.
- عدم التبول لفترة تزيد عن الست ساعات أو أكثر.
- الاستفراغ المقذوف.
- الإصابة بالإسهال إلى جانب التقيؤ.
- ظهور أعراض الجفاف مثل الضعف العام ووهن الجسم.
من خلال التعرف إلى أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الأكل، يجدر بنا الإشارة إلى أن الاستفراغ بعد تناول الطعام مباشرة إذا تكرر أكثر من مرة ينذر ويشير بوضوح إلى ضرورة الذهاب إلى الطبيب.