من هم الرسل ومن هم الأنبياء
من هم الرسل ومن هم الأنبياء؟ وما الفرق في التكليف لكلٍ منهما؟ الرسالة الإلهية اختار لها بعض من البشر يتحلون بالكثير من الصفات الهامة التي يندرج أسفلها الكثير من الحكمة والصبر ومكارم الأخلاق لتعليم البشرية الكثير من التشريعات والأحكام وتوضيحها من خلال المختارين من قِبل الله عز وجل، ومن خلال منصة وميض سنوضح من هم الرسل ومن هم الأنبياء؟ بالتفصيل خلال هذه السطور.
من هم الرسل ومن هم الأنبياء؟
التبليغ والإرشاد إلى الطريق المستقيم، وتعلم الكثير من الضوابط الحياتية التي تؤدي بالمرء إلى الوصول لأعلى درجات الجنة والإفلات من النار، من أهم العوامل المشتركة بين كل عباد الله المبلغين لرسالته، لكن للتعرف على من هم الرسل ومن هم الأنبياء؟ نتابع الفقرات التالية:
1- من هو النبي؟
رجل من خلق الله الصالحين متصف بالعديد من صفات الصلاح الكثيرة يقوم بهداية الناس إلى طريق الله للوصول إلى الغاية من الوجود في الدنيا وهو العبور إلى الآخرة والوصول إلى الجنة بسلام ويكون من أهم مواصفات حالة النبوة ما يأتي:
- ورود نصوص للتفريق كقوله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ” (سورة الحج – الآية: 25)، وهذا يدل على التفريق وأن الرسول أعلى من النبي.
- النبي لم يتلق وحيًا من قِبل الله.
- لا يغنى ذكره عن ذكر الرسول.
- سمي نبيًا لأنه ينبأ أي يخبر عن وجود الله.
- النبي لا يوحى إليه بدين جديد، فهو مقر لشرع السابقين.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع اللهم أجرني في مصيبتي
2- من هو الرسول؟
هو عبد اصطفاه الله من بين خلقة ليحمل الرسالة إلى قومه والناس للدعوة إلى طريق الله وتطبيق شرعه للوصول إلى أسباب ارتقاء درجات الجنان العليا والبعد عن النار، وللتفريق بين هم الرسل ومن هم الأنبياء؟ نذكر المعلومات التالية:
- الرسول مأمور بالتبليغ عن رب العزة.
- الرسول ينزل عليه الوحي من قِبل الله عن طريق جبريل -عليه السلام- لتبلغ الناس.
- سمي رسولًا لكونه مرسلًا من الله بطريقة مباشرة وبتكليف مباشر.
- يقوم الرسول بتوصيل رسالة جديدة مكملة للسابقين من الرسالات.
- كل رسول نبي وليس العكس.
صفات كلٍ من الرسل والأنبياء
ماهية الرسل وماهية الأنبياء سؤال مطروح بعد الإجابة عليه ننتقل إلى التعرف على الصفات المشتركة بين كلٍ منهما للتعرف على الغاية من اختيار الله لهم لتوصيل رسالته دون غيرهم من البشر، ومن أهم هذه الصفات ما يأتي:
- كلاهما مختار من الله لإرشاد الناس إلى طريق الهدى والتقوى والجنة.
- ضرورة الإيمان بهم ركن أصيل من أركان صحة إيمان المرء.
- أوجب الله لهم العصمة من المعاصي والكبائر.
- لا يورثون أموالًا لعدم حدوث تناحر على ما يملكون.
- يورثوا العلم فقط لِما فيه من كثرة الطرق الموصلة لله تعالى في النهاية.
- خص الله بعض منهم بتوصيل الكتاب السماوي المحتوى على كلام الله من تشريعات وأحكام.
- أحوالهم بتقلباتها هي أدوات للتشريع وإظهار كثير مما خفي على البشر.
- يكونوا على درجة قصوى من الصلاح وحسن الخلق وضبط النفس لاختيارهم من قِبل الله.
- هم نطف مختارة من قِبل الخالق فهم ذوي أنساب طاهرة من بدايتها حتى نهايتها.
- ذكر 25 منهم في القرآن الكريم لعلة يعلمها الله، وفي قصص هؤلاء الكثير من العبر والعظات للتوضيح والاعتبار.
اقرأ أيضًا: كم عدد الأنبياء والرسل عامة الذين ذكروا بالقران والذين لم يذكروا؟ وما أسمائهم؟
اختلاف الرسل والأنبياء عن باقي البشر
عقب التعرف على الرسل والتعرف على الأنبياء، نتوجه للتعرف على الفروق الجوهرية بين كونهم مختارين للتبليغ من قِبل الله عن غيرهم من البشر، وتكمن هذه الاختلافات عند ذكر النقاط التالية:
1- صفة العصمة
فقد ميز الله -سبحانه وتعالى- الأنبياء والرسل عن غيرهم من الناس بصفة العصمة من الوقوع في الأخطاء أو الكبائر أو الزلات، وحالات الوقوع في أحد الأمور كان ينبه الرسول لتصحيح ما بدر منه للدلالة على كونه بشر، ومن دلائل العصمة ما يأتي:
- قد ورد ذلك في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ” (المائدة – الآية: 67).
- كذلك ما ورد في السنة النبوية لِما مر على جماعة يلقحون، قال: “ما أظنه يضره لو تركتموه”، فلما تركوه صار شيصاً فأخبروه، فقال عليه الصلاة والسلام: “إنما قلت ظناً وأنتم أعلم بأمر دنياكم، أما ما أخبركم به عن الله فإني لن أكذب على الله“، وهذا دلالة على عصمته من قِبل الله.
2- إنزال الوحي عليهم
للتعرف على من هم الرسل ومن هم الأنبياء نذكر أن الله تعالى اختص الرسل بالتبليغ عنه عن طريق إنزال الوحي عليهم من قِبل جبريل -عليه السلام- حتى لا يكونوا متهمين بالتبليغ من أنفسهم وفي ذلك أدلة منها التالي:
- قوله تعالى: “وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى” (سورة النجم – الآية: 3و4).
- قوله تعالى: “قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ” (الأنعام – الآية:50).
- ذكر عن عذاب القبر في السنة عن أيوب قال: “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما غربت الشمس فسمع صوتاً، فقال: يهود تعذب في قبورها”، فهو لا يعرف عن ذلك شيء إلا عن طريق الوحي.
3- التخيير عند الموت
يتميز الأنبياء والرسل عن الموت بالتخيير في البقاء في الدنيا أو الرجوع لجواره تعالى وفي هذا قالت السيدة عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمعته يقول: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من نبي يمرض إلا خيّر بين الدنيا والآخرة“.
4- بعد الموت يقبرون فقط
من المميزات التي حبي الله بها أنبيائه ورسله أنهم يدفنون مكان موتهم لِما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: “لم يقبر نبيٌّ إلا حيث يموت”، ولهذا دفن الصحابة عليهم السلام النبي في حجرة السيدة عائشة حيث مات.
5- تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم
مما اختصهم الله تعالى به كون أعينهم تنام وقلوبهم لا تنام، فقد ورد عن أنس في حديث الإسراء “والنبي نائمة عيناه، ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم” رواه البخاري.
كما ورد للدلالة على ذلك من قول الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد صحّ عنه أنّه قال: “إنا معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا”، وقال صلى الله عليه وسلم عن نفسه:” إنّ عيني تنامان ولا ينام قلبي”.
6- لا تأكل الأرض أجسادهم
يختص الله رسله وأنبيائه بعدم أكل الأرض لأجسادهم مهما طال الوقت للتعظيم والتشريف، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث حيث قال: “إنّ الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء”، وهذا للدلالة على جزء من جواب من هم الرسل ومن هم الأنبياء المطروح.
اقرأ أيضًا: الفرق بين التوكل والتواكل ومعنى كلا منهما
الرسل والأنبياء المذكورين في القرآن الكريم
للتعرف على من هم الرسل ومن هم الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم وبعد التفريق بين كلٍ منهم، فقد خص الله الرسل الأنبياء المذكورة في القرآن بقصص بها الكثير من العبر والعظات لتقويم حياة المرء وهم كالتالي:
- منهم ثمانية عشر المجموعين في قوله تعالى: “وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ* وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ* وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ” (الأنعام – الآية 83: 85).
- يبقى سبعة متفرقي الذكر في القرآن الكريم وهم: (إدريس – وهود – وشعيب – وصالح – وذو الكفل – وآدم – ومحمد)، وبهذا يكون عدد الأنبياء الإجمالي المذكور في القرآن هو خمسة وعشرون نبيًا.
يجب علينا أن نقتدي بالرسل والأنبياء في كل حالتنا، ونقرأ قصصهم للتعرف على الطرق الصحيحة في التعامل مع أمور الدنيا للفوز بالجنة، التفرقة بين من هم الرسل ومن هم الأنبياء.