حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض
حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض من الأحكام الدينية التي يجب أن تكون على علم بها، حتى لا تصيب حدًا من حدود الله تعالى، وهي لا تعلم أنها على غير الصواب، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على حكم الدين الإسلامي في وطء المرأة في نهاية أيام الطمث الشهري.
حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض
في بداية الأمر يجب أن ننوه أنه على المرأة أن تكون ملمة بأحكام الدين الإسلامي في الأمور النسائية كالحيض والنفاس، حتى لا تقع في معصية الله، وهي على غير علم بذلك، فتكون النتيجة غير محمودة، فالله عز وجل لم يمنعنا من أمر ما إلا وكان فيه الضرر البالغ لنا، حتى وإن كنا لا ندرك ذلك.
أما عن أمر الحيض فهو أذى بأكمله، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل:” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” الآية رقم 222.
فالآية القرآنية لم تحدد أيام الحيض يجوز بها الجماع، سواء في أوله أو آخره، بل اختصت الحرمانية المدة بأكملها، وعليه فإن حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض هو التحريم وعلى من وقعوا في ذلك الإثم أن يتوبوا إلى الله التوبة النصوح، والجدير بالذكر أن هناك علامات من شأنها أن تخبر المرأة أن الدورة الشهرية قد انتهت، وهنا يجوز للمرأة أن تجامع زوجها على أن يكون ذلك بعد اغتسالها الغسل الصحيح.
اقرأ أيضًا: حكم هجر الزوج لفراش زوجته عمدًا
علامات انقضاء الدورة الشهرية
هناك العديد من العلامات التي من شأنها أن تكون دلالة على انتهاء المرأة من فترة الحيض، وعليها الاغتسال، حيث أتت على النحو التالي:
1- انقطاع نزول الدم
من أولى العلامات التي تدل على أن الدورة الشهرية قد انتهت، هو أن يكون نزول الدم قد انقطع بشكل نهائي.
الجدير بالذكر أن دم الحيض له العديد من الألوان، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبو إمامة الباهلي:
“ دمُ الحيضِ أسودُ خاثِرٌ تعلوهُ حُمرةٌ ودمُ الاستحاضةِ أصفرُ رقيقٌ وفي لفظٍ لهُ دمُ الحيضِ لا يكونُ إلَّا دمًا أسودَ عبيطًا تعلوهُ حمرةٌ ودمُ المستحاضةِ رقيقٌ تعلوهُ صفرةٌ“.
المرأة من ذاتها أن تكون على علم بلون دم الحيض المعتاد الذي ينزل عليها، فإن رأت أنه قد انقطع، فمن الممكن أن يكون ذلك دلالة على انتهاء فترة الطمث، إلا أن الأمر محكوم بعدد الأيام، فإن كان من المعتاد أن تكون أيام حيض المرأة نحو 5 أيام.
ثم رأت أن دم الحيض قد انقطع بعد اليوم الثاني، فلا بد أن يكون هناك سببًا لذلك، أو أنها سوف تنزل مرة أخرى، وفي تلك الحالة على المرأة أن تعلم أنها لا زالت في فترة الطمث، حتى لا تقع في إثم حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض.
2- القصة البيضاء
القصة البيضاء هي الإفرازات المهبلية التي قد تنزل على المرأة بعد انتهاء دم الحيض، حتى وإن رأت بعدها الإفرازات البنية، فهي في تلك الحالة قد انتهت من فترة الطمث الشهري، وعليها الاغتسال للصلاة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عائشة أم المؤمنين:
“ كانت النساءُ يَبْعَثْنَ إلى عائشةَ بالدُّرَجَةِ فيها الكُرْسُفُ فيه الصُّفْرَةُ، فتقولُ: لا تَعْجَلْنَ حتى تَرَيْنَ القَصَّةَ البيضاءَ” (صحيح).
3- مرور أيام الحيض
تدرك المرأة دائمًتا عدد أيام حيضها، إلا أنه من الممكن في بعض المرات ترى أن نزول الدم قد طال عن المدة التي اعتادت عليها، في تلك الحالة عليها أن تعلم أن ما زاد عن عشرة أيام هو استحاضة، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية معاذ بن جبل:
“ لا حيضَ دونَ ثلاثةِ أيامٍ، ولا حيضَ فوقَ عشرةِ أيامٍ: فما زاد على ذلك فهي مُستحاضةٌ، تتوضأُ لكلِّ صلاةٍ، إلا أيامَ أقرائِها، ولا نفاسَ دون أسبوعَين، ولا نفاسَ فوقَ أربعينَ يومًا، فإن رأتِ النُّفَساءُ الطهرَ دون الأربعِين صامَتْ وصلَّتْ، ولا يأتيها زوجُها إلا بعد الأربعِينَ” (صحيح).
اقرأ أيضًا: حكم معاشرة الزوجة بعد أن طهرت قبل الاغتسال
الممارسات الحميمية أثناء الطمث الشهري
في سياق التعرف على حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض علينا أن نعلم أن الغرض من الزواج أن يعف الرجل نفسه وألا يقع في الفاحشة، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن مسعود:
“يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ” (صحيح).
لذا على المرأة أن تعلم أنه من الممكن أن يكون الرجل غير متحملًا لأيام الحيض، وأن ديننا دين اليسر قد منع الممارسات الحميمة التي لا تكون بوطئها أيام الطمث الشهري، حتى وإن تم استعمال الواقي الذكري، فهو تحايل على الدين، أما عن الطرق الأخرى التي من الممكن أن يتحقق فيها الاستمتاع الحميمي دون أن يكون هناك إثم حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض، فقد أتت على النحو التالي:
1– استمناء الزوجة للزوج
من الممكن أن تقوم المرأة بالتفاعل من الزوج إن رأت بحاجة إلى ممارسة العلاقة الحميمة لكنها قيد فترة الحيض، ففي تلك الحالة يجوز لها أن تداعب ذكر الرجل إلى أن يصل إلى ذروة الشهوة ويقذف، فبتلك الطريقة هي تعرفه من الوقوع في الفاحشة، وهو أمر أحله الله عز وجل.
الجدير بالذكر أن حرمانية الاستمناء من شأنها أن تكون على الرجل إن قام بذلك بنفسه، وهي ما تسمى بالعادة السرية، بل على الزوجة أن تكون هي من تقوم له بذلك.
2- العلاقة الفموية دون إنزال
أيضًا الجنس الفموي من الحلول التي قد تلجأ إليها المرأة في فترة الطمث الشهري على ألا يكون ذلك مقترنًا بالقذف، لما قد يسببه للمرأة من أضرار صحية، فحينها ينقلب الأمر ويصبح غير حلالًا، حيث لم يحل الله عز وجل أن يلقي الإنسان بنفسه في التهلكة.
الجدير بالذكر أن الأمر ليس مفروض على المرأة، كون هناك الكثير من السيدات لا تفضلن ذلك النوع من الممارسة الحميمة، وفي تلك الحالة على الزوج ألا يشكل الضغط على المرأة لقبول أمر هي لا ترى أنه يتناسب معها.
اقرأ أيضًا: هل يجوز مداعبة الزوجة في الدبر أثناء الحيض
3- المداعبات الحميمية
في بعض الحالات من الممكن أن يلجأ الرجل إلى المداعبات الحميمة المعتادة في تلك الفترة، كالتقبيل والاحتضان، فهذا من شأنه أن يوطد العلاقة العاطفية بين الزوج وزوجته، كما أنه يعود بالأثر المحمود على المرأة بشكل أكبر في تلك الفترة، مع العلم أنه من الممكن أن يصل الزوج إلى مرحلة الاكتفاء الجنسي من خلال تلك الممارسات إلى أن تنتهي المرأة من فترة حيضها.
بالنظر إلى حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض، نجد أن الله عز وجل لم يمنع أمرًا إلا أتاح الآخر على ألا يكون سببًا في ضرر المرأة أو الرجل، خاصة في الأمور الحميمة.