هل دم الحمل يصاحبه ألم
هل دم الحمل يصاحبه ألم؟ وما هي أسبابه؟ فإن تأخر نزول دم الحيض هو أبرز علامات الحمل، ومن الطبيعي أن يغيب طوال فترة الحمل ليشير إلى أنه صحي والجنين بخير، ولكن بعض النساء قد تظهر لديهن بقع من الدم خلال الحمل يرافقها عدة أعراض وذلك الأمر شائعًا، فهل دم الحمل يصاحبه ألم؟ وهذا ما سنجيب عنه من خلال منصة وميض.
هل دم الحمل يصاحبه ألم؟
تلاحظ العديد من النساء في الفترة الأولى من الحمل حدوث النزيف الخفيف والذي يكون لونه بنيًا أو ورديًا، حيث إن ذلك النزيف على الأرجح يحدث بالتزامن مع الأوقات المتوقعة للدورة الشهرية، ولكنه يُعرف في تلك الحالة باسم دم الحمل.
ينتج دم الحمل بنسبة كبيرة بسبب انغراس البويضة المخصبة في جدار بطانة الرحم من أجل النمو والتطور إلى الجنين، فهو أمر شائع، ولا يستدعى الذعر غالبًا، إذ إن نزيف الحمل يكون أخف بكثير من نزيف الدورة الشهرية.
يترافق مع نزيف الحمل مجموعة من الأعراض الشائعة كالغثيان وتقلب المزاج والإمساك، وقد يرافقه أعراض أكثر خطورة تتطلب استشارة الطبيب مثل الحمى والرعشة، ولكن التساؤل هنا هل دم الحمل يصاحبه ألم كالدورة الشهرية؟
في حقيقة الأمر وعادةً لا يصاحب نزيف الحمل في بداية حدوثه الشعور بأي ألم، وإن رافقه الألم سوف يكون طفيفًا وأخف بكثير من التقلصات المرافقة للدورة الشهرية، فدم الحمل قليل في كميته وفي انقباضاته، وأعراضه قليلة.
من الجدير بالذكر أن دم الحمل لا يمثل أي خطورة فهو عبارة عن دم متراكم داخل الرحم من فترة ما وبدء الرحم مع انغراس البويضة فيه التخلص منه، فمع التقدم في الحمل سوف يزول هذا الدم بشكل طبيعي.
كما أنه هناك العديد من النساء الحوامل اللواتي كان يعانين من نزول النزيف خلال فترة حملهن وحصلن على أطفال بصحة جيدة وسليمة، فلا داعٍ بأن يكون هناك قلقًا حيال هذا الأمر، إلا إن كان ألم دم الحمل غير يحتمل فهنا سوف يكون هناك سببًا آخر في حدوثه.
اقرأ أيضًا: متى يظهر الحمل في البول بعد التلقيح
هل دم الحمل يرافقه الشعور بالألم في الظهر؟
في إطار إجابتنا عن سؤال هل دم الحمل يصاحبه ألم، نوضح لكم أن ترافق الشعور بالألم مع دم الحمل يعد أمرًا نادر الحدوث، فإن هذا الألم سوف يكون على الأرجح في منطقة الظهر.
يرجع السبب وراء الشعور بالألم في الظهر مع دم الحمل هو حدوث التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل، إذ إن تلك التغيرات يرافقها إنتاج المزيد من هرمون البروجيسترون من أجل الحفاظ على استمرارية الحمل.
فمن المتوقع أن تكون الكميات الكبيرة من هذا الهرمون هي المسؤولة عن إرهاق الجزء السفلي من الظهر، ويُجدر بالإشارة إلى أن ألم الظهر المرافق لدم الحمل يكون متوسطًا في حدته، ففي حالة إن كان شديدًا ينبغي استشارة الطبيب.
صفات دم الحمل الطبيعي
لكي يتم الاستدلال على أن نزيف الحمل طبيعيًا ولا يمثل أي خطورة، فإنه ينبغي التعرف إلى صفاته، والتي تشمل الآتي:
- دم الحمل يشبه دم الاستحاضة حيث إنه يكون على هيئة تنقيط خفيف، وقد لا يتطلب من المرأة ارتداء فوطة صحية، كما هو في الدورة الشهرية بل من الممكن الاكتفاء بمسح المهبل بالمنديل.
- على الأرجح يستمر دم الحمل لبضعة ساعات وقد يصل إلى 3 أيام لمن هن يحملن لأول مرة.
- لون دم الحمل يكون برتقالي أو وردي، وقد يكون مائلًا للبني.
- لا يترافق مع دم الحمل تكتلات دموية.
- يظهر دم الحمل في الفترة التي من المفترض أن تمر بها المرأة بالدورة الشهرية، أي أنه يكون في نفس موعدها.
- لا يحمل دم الحمل أي رائحة كريهة.
الأعراض المرافقة لدم الحمل
يترافق مع دم الحمل الناتج بفعل انغراس البويضة المخصبة في جدار بطانة الرحم عدة أعراض، ومن أبرزها ما يلي:
- الشعور بالألم الطفيف أسفل منطقة الظهر.
- ليونة الثديين مع الشعورة بالطراوة الغير معتادة فيهما.
- تراكم الغازات.
- بعض التقلبات المزاجية.
- الشعور بالإرهاق المستمر والتعب.
- الغثيان.
- تشنجات خفيفة وقليلة في حدتها مقارنةً بتشنجات الدورة الشهرية.
المدة التي يستغرقها دم الحمل
بشكل شائع ينزل دم الحمل في أول 8 أسابيع من فترة الحمل، ويستمر لمدة 24 ساعة أو ربما 48 ساعة، فإن هذه المدة هي المدة التي تحتاجها البويضة الملقحة لكي تنغرس في بطانة الرحم.
اقرأ أيضًا: هل يمكن الحمل في سن 45
متى يكون ألم دم الحمل مقلقًا؟
تعرفنا من خلال إجابتنا عن سؤال هل دم الحمل يصاحبه ألم، بأنه في الحالات الشائعة لا يرافق دم الحمل أي ألم، ولكنه يحدث في الحالات النادرة ويكون خفيفًا.
فإن ظهر لدى المرأة الحامل الألم الشديد مع الدم خلال فترة الحمل، فهنا يكون الأمر لا علاقة له بانغراس البويضة في الرحم، بل يكون مؤشرًا إلى حدوث مشكلة ما ينبغي الحذر منها، كما سنوضح في الآتي:
- الولادة المبكرة، ويحدث فيها نزول الدم مع الألم الشديد في أسفل الظهر والانقباضات المتكررة في البطن.
- الحمل خارج الرحم، وهي حالة شائعة ويرافقها الألم الشديد أيضًا لا سيما أسفل منطقة البطن.
- الإجهاض، ويستدل عليه من التقلصات القوية أسفل البطن.
- انفصال المشيمة، فإن تلك الحالة يرافقها نزول الدم على هيئة تكتلات من فتحة المهبل مع الشعور بالألم في كُلٍ من منطقة البطن ومنطقة الظهر.
من الجدير بالذكر أنه في حالة مواجهة الحامل أي مشكلة من هذه المشكلات سوف يكون من السهل التعرف إليها لأنها سوف تعاني من التشنجات الرحمية الشديدة، أو النزيف الحاد، وكذلك الألم في جانب واحد من منطقة البطن.
أسباب نزول دم الحمل
إلى جانب التساؤل عن هل دم الحمل يصاحبه ألم، ظهر تساؤل آخر وهو ما هي أسباب نزول دم الحمل، ففي السطور التالية سوف نتناول ذكر هذه الأسباب تبعًا لعمر الحمل:
1- أسباب دم الحمل في الثلث الأول
يواجه نحو 20% من النساء الحوامل في الأسابيع الأولى من الحمل لا سيما أول 12 أسبوع نزيف الحمل، والذي يحدث لعدة أسباب سوف نشير إليها بوضوح في السطور التالية:
- انغراس البويضة، وهي علامة حدوث الحمل، حيث إنه عندما تقوم البويضة الملقحة بزرع نفسها داخل بطانة الرحم تتسبب في خروج بقع من الدم لونها فاتح وخفيفة القوام قد تستمر لبضعة ساعات أو بضعة أيام.
- الإجهاض، وهذا الأمر شائعًا في الأسابيع الأولى من الحمل، فمن الممكن أن يكون النزيف المهبلي دلالة على خسارة الجنين وذلك إن لم يكن طفيفًا ورافقه الشعور بالتقلصات الشديدة أسفل البطن.
- الحمل المنتبذ، وهو الحمل خارج الرحم والذي يحدث عندما تلتصق البويضة في مكان آخر خارج بطانة الرحم، وهذه الحالة قد تكون خطيرة حيث يتبعها نزول الدم من المهبل مع الشعور بالتقلصات أسفل البطن والدوار.
2- أسباب دم الحمل في الثلثي الثاني والثالث
عندما ينزل الدم خلال الثلث الثاني أو الثالث من الحمل فإنه يكون أكثر خطورة، حيث إنه في الأغلب يشير إلى وجودة مشكلة ما لدى المرأة الحامل أو جنينها، فإليكم في النقاط التالية المشاكل المسببة لنزول الدم في النصف الثاني والثالث من الحمل:
- انفصال المشيمة، وهذه الحالة نادرة تحدث بنسبة 1%، ويكون السبب وراء حدوثها هي انفصال المشيمة بشكل مبكر عن جدار الرحم قبل حدوث المخاض أو اثناؤه فهنا تكون الأم وطفلها في خطر والأمر يتطلب الولادة المبكرة، ويمكن الاستدلال على انفصال المشيمة من خلال ظهور الدم على شكل تكتلات مسببًا الشعور بالألم الشديد في البطن والظهر.
- الولادة المبكرة، وهنا يتم خروج المخاط المتواجد في الرحم مختلطًا بكميات قليلة من الدم وذلك قبل بدء المخاض بنحو أيام أو أسابيع مشيرًا إلى استعداد الجسم للولادة، وينبغي على الحامل الاتصال بالطبيب على الفور.
- تمزق الرحم، وهي حالة نادرة تحدث عندما يتم فتح جرح الولادة القيصرية نتيجة لعدة أسباب مؤدية إلى تمزق الرحم، وهذا الأمر مهددًا للحياة ويتطلب اللجوء لعملية قيصرية أخرى.
- المشيمة المنزاحة، وهي حالة طارئة تتطلب العناية الطبية الفورية، وتحدث عندما تتحرك المشيمة وتغطي جزءًا من فتحة قناة الولادة أو كلها مؤدية إلى نزول الدم، ولكنها لا يرافقها الشعور بالألم.
الفرق بين دم الحمل ودم الدورة الشهرية
استكمالًا لموضوعنا الذي يذكر لكم إجابة سؤال هل دم الحمل يصاحبه ألم، فإنه يُجدر بالإشارة إلى توضيح الفرق بين دم الحمل وبين دم الدورة الشهرية نظرًا لاختلاط الأمر على العديد من النساء، وإليكم بالفرق في الجدول الآتي:
الفرق | دم الحمل | دم الدورة الشهرية |
مدة النزيف | يستمر دم الحمل لمدة 24 إلى 48 ساعة فقط، وهذا الأمر شائعًا. | يستمر دم الحيض من 3 إلى 7 أيام، حيث إن أول يومين يكون الدم بلون ساطع وقوى ثم يهدأ. |
شكل الدم | يخلو دم الحمل من التكتلات والخثرات الدموية. | قد ينزل خثرات دموية مع دم الدورة الشهرية. |
لون الدم | لونه وردي فاتح وقد يظهر باللون البني. | يكون لونه مميزًا وهو الأحمر الفاتح، وله رائحة مألوفة وسميك، وفي نهاية الدورة يصبح اللون فاتح والدم كميته قليلة. |
التشنجات | لا يرافقه ظهور الألم أو التشنجات إلا نادرًا ويكون خفيفًا. | يرافق دم الحيض الألم والتشنجات الذي يستمر من 1 إلى 3 أيام. |
اقرأ أيضًا: متى يكتشف الحمل خارج الرحم
طرق علاج دم الحمل
لا يتطلب دم الحمل الطبيعي الناتج عن انغراس البويضة في الرحم العلاج، وذلك لأنه سوف يتوقف من تلقاء نفسه، ولكن إن كان الدم غير طبيعي ويرافقه أعراض أخرى مزعجة ومقلقة فينبغي استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب وفقًا للمسبب.
ففي حالة إن لم يكن هناك أي مشكلة وراء حدوث دم الحمل، فهنا يكون على المرأة الالتزام ببعض النصائح لتسريع توقف دم الحمل، ومن هذه النصائح ما سوف نوضحه لكم في النقاط التالية:
- التزام الراحة في الفراش وتقليل الحركة قدر الإمكان لا سيما في الشهور الأولى من الحمل.
- الحصول على قدر كافٍ من النوم.
- تجنب الحامل للوقوف لفترات طويلة على قدميها.
- شرب كميات كافية من المياه للمحافظة على نسبة السوائل والرطوبة في الجسم.
- الحذر من حمل الأشياء الثقيلة لكي تتمكن البويضة من الانغراس في الرحم.
- تقليل المجهود والنشاط البدني.
- رفع قدمين الحامل إلى الأعلى قدر الإمكان.
دم الحمل في الشهور الأولى هو دم انغراس البويضة ومن الطبيعي ألا يرافقه الشعور بالألم، فإن ترافق معه الألم فقد يكون هناك مشكلة كالإجهاض أو الحمل خارج الرحم وهنا يلزم استشارة الطبيب على الفور.