هل مرض السل الرئوي معدي
هل مرض السل الرئوي مُعدي؟ وما أعراض الإصابة بالسل الرئوي؟ وكيف يُمكن علاجه؟ كان ينتشر مرض السل الرئوي قديمًا بشكل أكبر من وقتنا الحالي، وهو المرض الذي يُصيب أجزاء مختلفة من الجسم، وتعتبر الرئتين أحد هذه الأجزاء، ونظرًا لأنها متعلقة بالجهاز التنفسي أصبح المرض محل قلق للكثير من الناس، حيث يتساءلون هل مرض السل الرئوي معدي؟ وهذا ما سنتناوله في الفقرات التالية من خلال منصة وميض.
هل مرض السل الرئوي معدي؟
نجد الكثير يتساءلون عن احتمال انتقال مرض السل الرئوي من شخص لآخر وهو السؤال المنتشر، الذي يجدر بالذكر إجابته وهي نعم مرض السل الرئوي معدي، ولكن لحدوث العدوى يجب أن يكون الشخص على اتصال قريب بالمريض، أي يعيش معه في نفس البيت، أو يعمل معه في مكان واحد.
يعتبر السل الرئوي أحد الأمراض الصدرية التي تُشكل خطر على حياة المُصاب، حيث يُصيب الشخص نتيجة انتقال نوع من أنواع البكتيريا إليه ودخولها في الجهاز التنفسي الخاص به حتى تصل إلى رئتيه، وعند إصابة شخصٍ ما بالنوع النشط من هذا المرض وعدم اكتشاف هذا الأمر وعلاجه في أسرع وقت، يكون بإمكانه أن ينقل المرض إلى عدد كبير من الناس، والذي يصل إلى 15 شخص كل عام.
يجدر بالذكر أن الأمر لا يستدعي القلق عندما تقابل المريض لمرة واحدة، فيعتقد بعض الناس أن هذه المرة بإمكانها أن تنقل إليهم العدوى، وهذا اعتقاد خاطئ، حيث يلزم الاتصال بالمريض أكثر من مرة وتحقيق التواصل الوثيق معه، وغالبًا ما يعتقد ذلك الذين يسألون هل مرض السل الرئوي معدي؟
من الجيد ذكر أن عند انتقال العدوى إلى شخص آخر فتوجد نسبة قدرها 90% أن البكتيريا المنتقلة إليه تكون غير نشطة، أي يُصاب بمرض السل الكامن وليس النشط، مما يُقلل من احتمال انتقال العدوى إلى آخرين غيرهم، في حين أن هناك نسبة قدرها 10% من الذين تنتقل إليهم عدوى السل، تكون البكتيريا الداخلة إلى جسمهم في حالة من الاستعداد للنمو والوصول إلى النشاط.
اقرأ أيضًا: متى يموت مريض الإيدز
طرق انتقال عدوى السل الرئوي
في ظل الإجابة على سؤال هل مرض السل الرئوي معدي؟ يجدر بالذكر طرق انتقال هذه العدوى، حيث تنتقل عدوى مرض السل الرئوي من شخص لآخر من خلال التعرض للهواء الذي يحتوي على البكتيريا المُسببة للمرض، مما يجعل طرق انتقال العدوى متمثلة في فعل المريض عدة أمور مثل العطس أو التحدث أو الضحك أو السعال أو الغناء.
حيث تقوم هذه الحركات بنشر الرذاذ الذي يشمل المادة البكتيرية في الهواء، وبالتالي تنتقل العدوى إلى أشخاص آخرين، فتحدث الإصابة لأحدهم عندما يتواجد في المكان الذي يحتوي على هذا الهواء بشكل قريب من المريض، لذلك عند إصابة أحد أفراد الأسرة بهذا المرض، يكون من السهل جدًا أن يُصاب أحد الأفراد الباقين.
تنتشر الأقوال حول انتشار عدوى السل الرئوي بطرق أخرى غير المذكورة سابقًا، مثل مشاركة الأدوات الشخصية، أو المصافحة بالأيدي، أو أثناء المشاركة في الطعام أو الشراب، أو لمس مقاعد المرحاض، أو عن طريق التقبيل، وفي الواقع ليس هناك ما هو صحيح في هذا الحديث، فلا يُمكن انتقال العدوى من شخص لآخر إلا من خلال استنشاق الهواء المحتوي على البكتيريا المُسببة للمرض.
أشارت الأبحاث والدراسات التي تمت على مرض السل الرئوي والمُصابين به، أن في بداية الإصابة بهذا المرض يُمكن ألا تظهر الأعراض الخاصة به بشكل واضح، ويظل الأمر على نفس الوضع حتى تمر عدة أشهر، وهذا يجعل المرضى على غير علم بمرضهم، وأيضًا الأشخاص من حولهم يُمكن أن يُصابوا دون معرفة الوقت والسبب.
لذلك يعتبر السل الرئوي مرض خطير يُمكنه الفتك بالعديد من الأشخاص دون علمهم في بداية الأمر، وبالتالي لا يتلقون العلاج في الوقت الصحيح، وهو الأمر الذي من شأنه أن يُقلل من فرصة نجاح العلاج من المرض، حيث يُمكن للمريض الواحد أن ينقل العدوى لأشخاص يتراوح عددهم من 5-15 شخص في العام الواحد.
أنواع مرض السل
من المهم أن يكون الشخص الذي يسأل هل مرض السل الرئوي معدي؟ مُدرك أن هناك 3 أنواع من مرض السل بشكل عام، وهذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل في الفقرات التالية:
1- السل النشط
السل النشط هو النوع الأول من أنواع السل عمومًا، والذي يُمكن أن يندرج تحته مرض السل الرئوي، عند إصابة الرئتين بعدوى السل، ويجدر بالذكر أنه النوع الأكثر خطورة، حيث يُمكن انتقال العدوى من المريض لشخص لآخر عند دخول البكتيريا إلى جسم المريض وخاصةً في الرئتين، وتنطبق على تفاصيل هذا النوع إجابة سؤال هل مرض السل الرئوي معدي.
لا يقتصر المرض على دخول البكتيريا إلى أحد أجزاء الجسم فحسب، بل بمرور الوقت نجد أن هذه البكتيريا تنمو داخل الجسم مُسببة أعراض المرض، ولذلك يُمكن ألا تظهر أي أعراض في بداية الإصابة بمرض السل، ولكن بمرور الوقت ستظهر الأعراض التي ستلحق الضرر بالمُصاب بشكل كبير، وهي المتمثلة فيما يلي:
- الإصابة بالسُعال المستمر لمدة تزيد عن 14 يوم.
- اصطحاب السُعال خروج الدم أو البلغم بشكل زائد.
- الشعور بالألم الشديد في الصدر عند السُعال أو حتى التنفس.
2- السل الكامن
يعتبر السل الكامن ثاني أنواع مرض السل وهو نوع منعدم النشاط، حيث لا يُمكن انتقال العدوى الخاصة به من شخص لآخر، مما يجعل الإصابة به أقل خطرًا على حياة المُصاب، فهو لا يلحق أي ضرر بجسم المُصاب، ولا يُمكنه إلحاق الأذى بمن حوله، كما أنه لا يظهر على المريض أعراض المرض.
يرجع سبب عدم ظهور أي أعراض على المُصاب بالسل الكامن إلى أن البكتيريا المنتقلة إليه بإمكانها أن تستقر داخل الجسم لفترات طويلة جدًا دون التسبب في أي مشكلة صحية يشعر بها المريض.
بالرغم من أن السل الكامن لا يُشكل خطر على حياة المُصاب، إلا أن إهمال علاجه عند بعض الحالات قد يتسبب في زيادة احتمالية تطوره إلى السل النشط، حيث تنمو البكتيريا الموجودة في الجسم إلى أن تمتلك القدرة على الانتقال والخروج إلى الهواء، مما يؤدي إلى زيادة احتمال إصابة الآخرين بشكل كبير.
بعد ذلك تزيد المضاعفات الناتجة عن عدم تلقي العلاج الخاص بمرض السل الكامن، وخاصةً لدى الحالات التي تُعاني من ضعف المناعة، أو المُصابون بأمراض تُضعف من كفاءة الجهاز المناعي الخاص بهم.
3- السل المقاوم للأدوية
كلا من النوعين المذكورين سابقًا يكونوا قابلين لعملية العلاج من خلال بعض الأدوية التي يصفها الطبيب والتي تم اعتمادها عالميًا، ومن فترة طويلة قامت إدارة الصحة الأمريكية بإطلاق خبر ينص على تحقيق القضاء على مرض السل بشكل تام في جميع أنحاء العالم.
لكن تم اكتشاف نوع جديد من مرض السل، حيث عاد منتشرًا بشكل جديد وهو ما يُسمى بالسل المقاوم للأدوية، أي لا يتم علاجه بأي دواء موصوف لأنواع السل، ولم يتم اكتشاف طريقة العلاج المناسبة بهذا النوع من أنواع السل.
مضاعفات مرض السل
بعد الإجابة على سؤال هل مرض السل الرئوي معدي؟ يجب معرفة أنه في حالة عدم تلقي العلاج الخاص بمرض السل، فإن ذلك من شأنه أن يُظهر بعض المضاعفات على المُصاب أو كلها، وهي المتمثلة فيما يلي:
- حدوث خلل في أنظمة القلب.
- الإصابة بالتهاب السحايا نتيجة تضخم الأغشية المحيطة بالدماغ.
- الشعور بآلام شديد في الظهر، قد تصل إلى حد شعور المريض بالتصلب في منطقة العمود الفقري.
- الإصابة بمشاكل صحية في الكلى والكبد.
- انخفاض كفاءة آلية مفاصل الجسم.
اقرأ أيضًا: طرق الوقاية من فيروس كورونا وأنواعه وطرق علاجه
تشخيص مرض السل
في حالة أن شعر المريض بشيء غير طبيعي أو ظهور أعراض السل عليه، ثم توجه إلى الطبيب المعالج للكشف عن المرض ومعرفة كيفية علاجه، يقوم الطبيب ببعض الفحوصات الطبية اللازمة لتشخيص مرض السل بشكل عام سواء كان نشط أو كامن، والتي تتمثل فيما يلي:
- الفحص الجسدي: يُستخدم الكشف الجسدي في تحديد ما إذا كان هناك أي أعراض ظاهرة على الجسم نتيجة الإصابة بمرض السل.
- استخدام الأشعة السينية في تصوير الصدر: تتم هذه الخطوة للتحقق من إصابة الرئتين بمرض السل.
- أخذ 3 عينات من البلغم: يتم إجراء هذا الأمر عند ظهور عرض البلغم المُصاحب للسعال عند المريض، فيتم إرسالها إلى المختبر لتحليلها.
- فحص الدم: لتوضيح وجود بكتيريا السل في الدم أم أنها غير موجودة، وهو الفحص الأهم الذي يُحدد احتمالية الإصابة بمرض السل، ولكن لا يوضح ما إذا كان نوع السل نشط أو كامن.
- اختبار التيوبركولين الجلديّ: يُعد من أفضل طرق الفحص عن مرض السل بالنسبة للحوامل، حيث لا يُشكل خطر على الأم أو الجنين.
في حالة التأكد من وجود بكتيريا السل في الدم من خلال نتائج فحص الدم، يتم استخدام أساليب أخرى في الإجراءات الطبية لتحديد نوع السل.
علاج مرض السل الرئوي
من الجيد سماع أنه يُمكن علاج مرض السل الرئوي عند اكتشاف الإصابة به في وقت مبكر، وليس الأمر كذلك فحسب، بل ستنعدم فرصة انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين بعد مرور فترة من الوقت منذ تلقي المريض العلاج المناسب والتي تبلغ 14 يومًا، وهو خبر جيد للذين يطرحون سؤال هل مرض السل الرئوي معدي باستمرار.
يتم العلاج من مرض السل بشكل عام في فترة تتراوح بين 6-9 أشهر، حيث يقوم الطبيب بوصف الأدوية التي بإمكانها أن تكافح بكتيريا السل الموجودة في الجسم، والتي يتمثل بعضها فيما يلي:
- Pyrazinamide: يتم تناول هذا الدواء في حالة الإصابة بالسل النشط، ولكن يجب الانتباه إلى آثاره الجانبية التي قد يُسببها.
- Rifampin: يُعد أحد أبرز الأدوية المُستخدمة في علاج السل النشط.
- Ethambutol: يعتبر من أفضل الأدوية الفعّالة في علاج السل النشط، والذي يُعد من قائمة أدوية الخط العلاجي الأولي لمرض السل.
- Isoniazid: يُستخدم هذا الدواء بشكل خاص في حالة أن كان نوع السل هو النوع الكامن، فيقوم المُصاب بتناول قرص واحد بشكل يومي منه، بغرض الوقاية من نشاط البكتيريا المخفية في الجسم، ويُمكن استخدامه أيضًا في حالة علاج السل النشط.
- يُمكن استخدام الأطعمة الغذائية التي تحتوي على كميات كبيرة من العناصر التي تزيد من مناعة الجسم، بالإضافة إلى العناصر التي تمتلك خصائص مقاومة للفيروسات، فتجعله أكثر مقاومة للبكتيريا الموجودة داخل الجسم.
عوامل تحديد العلاج لمرض السل
يتوقف تحديد الطبيب لطريقة العلاج المناسبة وفقًا لعدة عوامل مختلفة، وهي المتمثلة فيما يلي:
- سن المريض.
- نوع السل الذي أصاب المريض.
- مكان الإصابة بعدوى السل.
- الحالة العامة لصحة المريض.
نصائح للحد من انتقال السل الرئوي
في ظل الإجابة عن سؤال هل مرض السل الرئوي معدي؟ من المهم تذكير المريض الذي علم بشأن إصابته بمرض السل الرئوي، أن يتبع بعض النصائح التي من شأنها أن تمنع انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين أو على الأقل تخفض من نسبة احتمال انتشار العدوى، في كل الحالات يكون من الجيد اتباع هذه النصائح، وهي المذكورة في السطور الآتية:
- عدم الخروج من المنزل، أي عدم الذهاب إلى المدرسة في حالة أن كان المُصاب طفل، وعدم الذهاب إلى العمل في حالة أن كان بالغًا، إلا إذا حصل على موافقة الطبيب الخاص به.
- النوم في غرفة منفردة وعدم الاختلاط مع الآخرين.
- وضع منديل على الفم عند السعال أو الضحك أو العُطاس، أو غيرهم من الأمور الناقلة للعدوى، مع ضرورة التخلص من المنديل المُستخدم من خلال وضعه داخل كيس مغلق ثم رميه في سلة المهملات.
- تجنب الارتباط الوثيق بالآخرين أو التحدث معهم بشكل طبيعي.
- غسل اليدين بعد السُعال أو العُطاس.
- ضرورة وجود منافذ في غرفة النوم الخاصة بالمريض حتى تقوم بتهويتها عند فتحها.
- الحرص على تناول الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب بالتزام كامل.
اقرأ أيضًا: أسباب ضيق التنفس عند المشي
كيفية الوقاية من مرض السل الرئوي
هناك بعض النصائح التي من شأنها أن تقلل نسبة احتمال الإصابة بشكل كبير وتقي الأشخاص منه، وخاصةً أصحاب سؤال هل مرض السل الرئوي معدي؟ وهي الموضحة في النقاط التالية:
- تجنب شرب الكحوليات.
- عدم التواجد في الأماكن المزدحمة.
- الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على عناصر غذائية مفيدة لتعزيز صحة الجهاز المناعي.
- تجنب السفر إلى الأماكن التي تنتشر فيها نسبة الإصابة بمرض السل.
- الاهتمام بالحالة الصحية وإجراء فحوصات الإصابة بالبكتيريا مرتين في العام الواحد.
يُعد مرض السل الرئوي أحد أخطر الأمراض التي يُمكن أن تُصيب الإنسان إذا لم يتم اكتشافها مبكرًا وعلاجها في الوقت المناسب، مما يوجب على المُصاب بهذا المرض أن يتخذ احتياطاته بشكل كامل.