هل مرض انفصام الشخصية خطير

هل مرض انفصام الشخصية خطير، فلعلك صادفت في أحد الأيام شخصًا لديه بعض أعراض الفصام، كالتخيلات الغير منطقية، أو اعتقاده بأنه شخصية عظيمة للغاية، أو أن هناك من يقوم بمؤامرة ضده، وغيرها من الأعراض التي تحدد مدى خطورة المرض، ولربما كنت أنت من هؤلاء الأشخاص ولكنك لا تشعر بذلك، على أي حال سنشرح هذا المرض وإلى أي درجة يصبح خطير وطرق علاجه ومعلومات أخرى، فَتابعونا فيما يلي عبر منصة وميض.

اقرأ أيضًا: هل اضطراب الشخصية الحدية خطير

هل مرض انفصام الشخصية خطير

هل مرض انفصام الشخصية خطير

تتحدد خطورة مرض انفصام الشخصية من عدمه حسب أعراضه وطريقة العلاج، وإذا ما تم ترك المريض بدون علاج، فلربما كانت الخطورة الأكبر على المحيطين به وعلى حياته بدرجة كبيرة قد تصل إلى درجة الانتحار، إذ أن إهمال علاج انفصام الشخصية قد يكون سببًا في أن الشخص يصبح أكثر عنفًا، وتكمن أعراض مرض انفصام الشخصية من خلال أنواعه المتعددة، والتي منها ما يلي:

انفصام الشخصية غير المنظم

هذا النوع من أنواع الفصام الذي يتسم أصحابه بوجود سلوكيات وكلام غير منظم، كما أن لديهم استجابات عاطفية ليست في موضعها الصحيح، أو ربما يقومون باستجابة غير مبررة أو أي استجابة عاطفية ليس لها هدف.

انفصام الشخصية الكتاتوني

يعد هذا النوع من أحد أنواع مرض انفصام الشخصية المعتمد على حركة الجسد، أي أن المريض لديه اضطراب خاص به، وفي الغالب يعاني من أعراض سلبية كعدم الاستجابة أو التفاعل مع أي مثيرات أو محفزات، بل يمكن أن يمكث بجسده في أوضاع غير مألوفة أو غريبة لمدة طويلة من الوقت.

انفصام الشخصية المرتبط بالشك

يصاحب هذا النوع علامات جنون العظمة، وهو أكثر أنواع مرض الفصام الشائعة، ويتميز أصحاب هذا المرض بأعراض الهلوسة والأوهام أو الضلالات.

انفصام الشخصية غير المعرف

من أكثر الأنواع التي لا تقع تحت التصنيفات السابق ذِكرها، حيث يقوم المريض بإظهار أعراض سلبية وإيجابية مختلفة تتغير من شخص إلى آخر.

لذلك فإن درجة إصابة الشخص بمرض انفصام الشخصية ومدى إظهاره للأعراض، قد يكون حينها من علامات خطورة المرض وعليه يتم اللجوء إلى الطبيب المُختص لوضع خطة العلاج المناسب للحالة.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع اضطراب الشخصية الحدية

أعراض مرض انفصام الشخصية

هل مرض انفصام الشخصية خطير

حتى يتم الإجابة بشكل تفصيلي عن هل مرض انفصام الشخصية خطير، فإنه يلزم التعرف على أعراضه التي تظهر على المريض، لتحديد مدى خطورته على الشخص نفسه وعلى الآخرين، وذلك على النحو التالي:

السلوك الغير واضح أو غير منظم

يؤدي مرض الفصام إلى تعطيل أي نشاط هادف أو أي فعل أو رغبة في أداء أي عمل، وبناءً على ذلك ستظهر على المريض بعض سلوكيات غير منظمة، تتمثل فيما يلي:

  • لا يستطيع الشخص أن يتحكم على ردود فعله في مواقف تتطلب ردود معينة إيجابية، فربما يقوم بعمل سلوكيات غير هادفة أو غير مناسبة لموقف بعينه.
  • عدم استطاعة الشخص السيطرة على أفكاره الاندفاعية.
  • استجابات عاطفية غير منظمة.
  • أداء يومي منخفض في حركاته وسلوكياته.

عدم القدرة على تنظيم الكلام

قد يجد المحيطين بالشخص المريض بانفصام الشخصية عدم استطاعته على التركيز وإظهار أفكاره بشكل متسلسل، وهذا يتضح من طريقة كلامه عندما يبدأ الحديث بجملة معينة ثم يذهب إلى كلام آخر بدون توضيح الجملة السابقة، أو أن يتحدث بأشياء لا تبدو منطقية أو معقولة وتوجد علامات تتعلق بهذا العرض منها:

  • إن يكرر المريض الكلمات والعبارات بشكل كبير دون انتباه لما يقول.
  • أن يقوم باختراع أو تأليف كلمات لا معنى لها على الإطلاق.
  • إن ينتقل سريعًا من موضوع إلى آخر بدون ترابط للأفكار.

الهلاوس والضلالات

تعد أعراض الهلاوس والضلالات من أبرز ما قد يطرأ على الشخص المريض بانفصام الشخصية، فهي تتضمن هلاوس سمعية كأن يسمع المريض أصوات لا وجود لها إلا في خيالاته، أو هلاوس بصرية وهذه تكون أسوأ عن السمعية في حالة أن كان المريض بمفرده.

الأوهام

هذا العرض يظهر على المريض بشكل كبير وفيه يعتقد بأنه هناك رسائل مخصصة له هو بالذات تظهر له دون غيره، فعلى سبيل المثال توجد أنواع من الأوهام توضح لنا أن الشخص يعاني من مرض انفصام الشخصية نذكر منها ما يلي:

  • أوهام السيطرة: وهذا النوع يشعر خلاله المريض بأن هناك قوى خارجية شديدة تتحكم في جميع أفعاله وحركاته، وذلك في اعتقاده بأن أفكاره تنتقل إلى الآخرين أو أن أحدًا يحاول وضع الأفكار في عقله أو أن شخصًا ما قام بسرقة أفكاره.
  • أوهام العظمة: وهنا يدّعي الشخص المريض بأنه شخصية عظيمة للغاية أو أن له سلطة قد تصل إلى حد إيمانه بأنه نبيّ أو إله، أو أنه يمتلك قوة خارقة ليست في أحد إلا هو فقط.

الاضطهاد

يعتبر هذا العرض من بين أهم أعراض مرض انفصام الشخصية بل وأشدهم خطورة، حيث يظهر على الشخص أفكار يرى من خلالها بأن هناك آخرين يريدون التخلص منه أو أن هناك مؤامرات تُحاك ضده.

أعراض أخرى

  • سهولة الاستثارة من قِبل الآخرين.
  • الاكتئاب.
  • فقد الشغف.
  • اضطرابات النوم.
  • تراجع مستوى التحصيل العلمي للأشخاص المراهقين.
  • الشعور بأن الشخص يميل إلى الانعزال عن الأسرة والأصدقاء.

وتستمر هذه الأعراض لمدة تتراوح بين 1-6 أشهر أو أكثر حسب شدة الأعراض والمضاعفات التي يتعرض لها مريض الفصام.

اقرأ أيضًا: هل يشفى مريض الاضطراب الوجداني

أسباب وعوامل مرض انفصام الشخصية

هل مرض انفصام الشخصية خطير

هناك من الأسباب والعوامل التي تحدد تفسير هل مرض انفصام الشخصية خطير تتنوّع بين أسباب نفسية وجسدية منها:

تناول المواد المخدرة

ربما لا يكون تعاطي المخدرات سببًا مباشرًا في تعرض الشخص لمرض انفصام الشخصية، ولكن هناك دراسات أكدت على أن العقاقير والمواد المخدرة قد تؤدي إلى مرض الفصام مثل القنب، الكوكايين، عقار إل إس دي، والأمفيتامينات.

فقد يؤدي استخدام الأمفيتامينات إلى تعرض الشخص للإصابة بالذهان مما يتسبب في حدوث انتكاسات لمن تعرض سابقًا إلى نوبة تزيد من خطر مرض انفصام الشخصية.

المحفزات المرتبطة بالفصام

تؤدي المحفزات وهي المثيرات التي يمكن أن تساعد على الإصابة بمرض الفصام لدى الأشخاص الأكثر عُرضة للخطر والتي من بينها:

  • التعرض لصدمات شديدة وحادّة كالاعتداء الجنسي أو الجسدي أو العاطفي.
  • الانفصال عن الشريك.
  • فقد مكانة مرموقة في العمل أو فقد البيت.
  • الضغوط النفسية والعصبية.
  • الشعور بالفقد على وجه العموم.

مضاعفات ومخاطر الحمل والولادة

أوضحت بعض الدراسات بأن الشخص الذي يتعرض لانفصام الشخصية، هو أكثر الأشخاص عُرضة للخطر ومن بينهم السيدات الحوامل قبل وأثناء الحمل والولادة، وتتمثل هذه المُضاعفات فيما يلي:

  • التعرض للاختناق خلال الولادة.
  • حدوث ولادة مبكرة.
  • التعرض لخفض الوزن أثناء الولادة.

الناقلات العصبية

تعتبر الناقلات العصبية هي مجموعة من المواد الكيميائية التي تقوم بنقل الرسائل بين الخلايا الدماغية، ومن هنا توجد علاقة بين الناقلات العصبية وبين مرض الفصام بسبب الأدوية التي تعمل على تغيير مستوى الناقلات العصبية في الدماغ.

وبذلك تؤكد الدراسات بأن مرض انفصام الشخصية ناتج عن تغيير مستوى الدوبامين والسيروتونين، وعدم وجود التوازن بينهما قد يؤدي إلى التعرض للمرض.

تطور ونمو الدماغ

أجريت دراسة على مجموعة من مرضى انفصام الشخصية من خلالها تم التأكد من وجود اختلافات بسيطة في بناء الدماغ، ولا تظهر هذه الاختلافات لدى المصابون بمرض الفصام، كما أنها واردة الحدوث عند الأشخاص الغير مصابون بأي أمراض عقلية، ولكن هناك بعض آراء تؤكد على أن مرض الفصام ربما يكون جزء من اضطراب الدماغ.

العامل الوراثي

ربما يصاب الشخص بمرض انفصام الشخصية وتظهر العديد من الأعراض في العائلة الواحدة، ولكن ليس شرطًا وجود جين واحد يكون مسؤول عن حدوث المرض.

فقد يكون هناك أكثر من جين مختلف يكون سبب في الإصابة بمرض الفصام، لذا فليس بالضرورة أن يصاب الشخص بالمرض إذا كان يحمل هذه الجينات، حيث أن اضطراب انفصام الشخصية موروث جزئي.

اقرأ أيضًا: هل يشفى مريض ثنائي القطب

متى يجب الذهاب إلى الطبيب؟

هل مرض انفصام الشخصية خطير

هنا قد نضع أيدينا على إجابة السؤال هل مرض انفصام الشخصية خطير، وذلك بمجرد ملاحظة تطور الأعراض لدى الشخص المصاب في حالة أن كان المحيطيون به على علم بطبيعة هذا المرض، والتي قد تتمثل في محاولات الانتحار أو إيذاء الآخرين.

أمّا بالنسبة لمن ليس لديهم معرفة بالصعوبات التي تنشأ عن حدوث اضطراب عقلي يتطلب زيارة الطبيب، فيمكن طلب المساعدة والدعم النفسي من أشخاص قريبة لك والتحدث معهم لحين تفهُّم طبيعة الحالة ومن ثم الذهاب إلى الطبيب المُختص، كما يلزم أيضًا اللجوء إلى الطبيب في حال ظهور المضاعفات التالية:

  • اضطرابات وسواس قهري أو اضطراب القلق.
  • الاكتئاب.
  • ظهور أفكار انتحارية أو سلوكيات غير منظمة.
  • مشكلات صحية مثل سوء التغذية أو فقدان الشهية.
  • إيذاء البدن أو الآخرين.
  • إساءة استخدام الأدوية أو المخدرات.

اقرأ أيضًا: اضطراب ما بعد الصدمة الأسباب والأعراض وطرق العلاج

كيفية علاج مرض انفصام الشخصية

إنَّ مرض انفصام الشخصية هو اضطراب نفسي خطير وقد يبقى مع المصاب طيلة سنوات حياته، مع ظهور علامات تتطلب التدخل الطبي من قِبل المتخصصين في علاج الأمراض النفسية والعقلية، وذلك تجنُبًا لحدوث أي مضاعفات من شأنها التأثير على حياة الشخص وحياة المحيطين أيضًا به.

وهناك طرق يمكن استخدامها لعلاج مرض الفصام تتم حسب الأعراض والمضاعفات والتعرف على فهم حالة المريض من جميع جوانب حياته، فمن بين هذه الطرق نذكر ما يلي:

استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية

يتم استخدام هذه الطريقة من علاج انفصام الشخصية من خلال وصل الأقطاب الكهربائية بفروة رأس الشخص المصاب وهو تحت تأثير التخدير الكامل، ثم يبدأ الطبيب المعالج بإرسال شحنات صغيرة من الشحنات الكهربائية إلى الدماغ.

يتم عمل جلسات علاج بالصدمات الكهربائية من 2 إلى 3 جلسات أسبوعيا حتى الوصول إلى التحسن التام في التفكير والمزاج، وعلى الرغم من عدم توضيح آلية استخدام العلماء لهذه الطريقة في العلاج إلى الآن، إلّا أن هناك اعتقاد سائد بأن الصدمات الكهربائية ذات تأثير كبير على إطلاق الناقلات العصبية في الدماغ، ومن ثم تحسين حالة الشخص المصاب.

العلاج النفسي

يعمل المعالج النفسي على تأهيل المريض بانفصام الشخصية على تهيئته إلى التعايش بشكل طبيعي، أو أن يصل إلى أقرب طريقة تتناسب مع حالته المرضية، ومن بين طرق علاج الفصام النفسي ما يلي:

  • التأهيل النفسي المهني: حيث يتم مساعدة الشخص المصاب بالفصام في الاستعداد للمهام العملية والوظيفية والاحتفاظ بها، مما يؤدي إلى الدعم والمساندة وتعزيز القدرة على التحكم في أعراض الفصام.
  • التأهيل النفسي الأسري: من خلال هذه الطريقة سيحصل المريض على دعم كامل من خلال أسرته مما يساعد على تخفيف علامات المرض.
  • علاج مرض انفصام الشخصية عن طريق التدريب على المهارات والأنشطة الاجتماعية، فهذا بدوره يساعد على تحسين قدرة الشخص المصاب في التواصل الاجتماعي والتفاعل اليومي مع الآخرين.
  • استخدام طريقة العلاج الفردي الذي يساعد على تحسين التفكير وتحفيزه على التعامل مع مرضه، ومن ثم تحديد الأعراض المبكرة للانتكاس.

العلاج الدوائي

يعتبر العلاج من خلال الأدوية هو أهم طرق علاج مرض انفصام الشخصية لبعض الحالات، حيث توجد حالات مرضية ربما لا تحتاج إلى الأدوية، على الرغم من أن العلاج الدوائي له تأثير كبير عند استخدامه مع العلاج النفسي، ومن أهم الأدوية التي يتم استخدامها في علاج انفصام الشخصية ما يلي:

  • الأدوية المُضادة للذهان: حيث تعد أكثر العلاجات الشائعة في علاج مرض انفصام الشخصية، وذلك لقدرتها في السيطرة على الأعراض من خلال التأثير على الناقلات العصبية.
  • أدوية مضادات الاكتئاب أو الأدوية المُضادة للقلق.

ولابد من الإشارة إلى أن استخدام الأدوية في علاج حالات انفصام الشخصية قد يكون لها آثار جانبية خطيرة إلى حد ما، لهذا فإنه يتوّجب على المعالج الاطمئنان إلى أن المريض لديه رغبة في استخدام الأدوية كجزء من خطة العلاج، وإذا لم يُبدي المريض استعداده فحينها يلجأ الطبيب المُختص إلى حقن الأدوية في الدم كبديل عن استخدامها على هيئة كبسولات.

كما أن علاج مرض انفصام الشخصية ليس نهائيًا ولكن من خلال توفر العلاجات التأهيلية والنفسية مع الأدوية المذكورة، قد يتم مساعدة وتهيئة الشخص إلى أن يستطيع إدارة مرضه بشكل يتناسب مع طبيعة حياته في المجتمع.

اقرأ أيضًا: أعراض القلق والاكتئاب الجسدية
وإلى هنا نصل لنهاية موضوعنا هل مرض انفصام الشخصية خطير وكانت الإجابة حسب طبيعة الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب، إلى جانب الأسباب والعوامل التي تم ذِكرها ومن خلالها يتم تحديد مدى خطورة المرض، كما أشرنا أيضًا إلى طرق علاج مرض انفصام الشخصية وكيفية التعامل مع الحالات حسب نوع الفصام، مع التنويه إلى أن هذا المرض قد يُصاب به شخصًا واحدًا من بين 100 شخص.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.