قصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة
هناك من قصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة ما تسر كلماتها النفس وتنثر السكينة في القلوب لما بها من معانٍ رائعة تتجلى في وصف الرسول أشرف الخلق ومدحه وذكر سيرته العطرة، في يوم مولده من كل عام نرى مثل تلك القصائد ونقرأ ونتمعن في مقاصدها لتكون بمثابة تذكرة لنا بخير البرية، ومن خلال منصة وميض يسعنا تقديم مجموعة من تلك القصائد.
قصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة
إن الله اصطفى خير الخلق محمد صلوات الله وسلامه عليه على العالمين، ليحمل رسالة الإسلام وينشرها في بقاع الأرض، فكان لنا المنهاج والهداية، فكيف لنا ألا نحب من له الشفاعة للعالمين؟ على أن حب النبي الكريم لا يكون بمجرد القول، إنما بالعمل المقترن بالمقصد، وحبه يزداد في قلوبنا يومًا بعد يوم رغبةً وشوقًا لرؤياه في دار الخُلد والنعيم.
فهو الحب الفطري الذي ينبع من انتماء المسلم إلى العقيدة السمحة، ما نعنيه هو الحب الأبديّ الذي لا يخول له أن يتبدل طالما كان المسلم صادقًا العهد والوعد، مُخلصًا لله في القول والعمل، هكذا ويظهر هذا الحب جليّا في التطلع إلى سيرة الرسول العطرة والسير على منهاجه.
في يوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف نرى من القصائد أعذبها في مدح الرسول الكريم، بها تذكرة للمسلمين لمن نصر الإسلام للنبي الأمين الشفيع أشرف المرسلين، فكان بوسعنا أن نسرد مجموعة من قصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة كما في الفقرات التالية.
اقرأ أيضًا: حديث عن المولد النبوي الشريف
قصيدة بمدح المصطفى تحيا القلوب للبوصيري
إنه من أصول الإيمان أن يكون الرسول أحب إلى المسلم من أبيه وأمه والعالمين كافة، فلا يصح قول أحدهم بأنه مسلمًا مؤمنًا موحدًا بالله ولا يشغل حب الرسول قلبه، هذا ما أوضحه لنا خير البرية عليه أفضل الصلاة والسلام.
أما عن مظاهر الحب فتتجلى في معرفة المحبوب، فلا يصح العزم على أن المرء يحب الله ورسوله دونما معرفة جليّة بالخالق عز وجل وبحبيبه المصطفى، وكيف نعرف رسول الله دونما التطلع إلى سيرته وما مر به في حياته إلى مماته صلى الله عليه وسلم، ليس فقط لنأخذ منها العظة، بل لمعرفة النهج الصحيح الذي يجب أن يسير عليه المسلمون كافة.
هذا وقد تبين من قصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة بعض من أقوال الشعراء المُحبين لخير الخلق مدى تأثرهم في سرد الأبيات في مدح الرسول أو وصفه وما إلى ذلك، من هنا كانت تلك القصائد بمثابة استنارة لنا لمعرفة ما ورائها من مشاعر حقيقية عن حب الرسول صلوات الله وسلامه عليه.
أشهرها ما قاله الشاعر البوصيري في مدح الرسول، فقد قال أكثر من قصيدة في هذا الصدد، كلماتها من الروعة ما تجعل الأعين دامعة والقلوب مطمئنة، فأتت على النحو التالي:
بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ
وتُغْتَفَرُ الخطايا والذُّنُوبُ
وأرجو أن أعيشَ بهِ سعيدًا
وَألقاهُ وَليس عَلَيّ حُوبُ
نبي كامل الأوصافِ تمت
محاسنه فقيل له الحبيبُ
يُفَرِّجُ ذِكْرُهُ الكُرُباتِ عنا
إذا نَزَلَتْ بساحَتِنا الكُروبُ
مدائحُه تَزِيدُ القَلْبَ شَوْقاً
إليه كأنها حَلْيٌ وَطيبُ
وأذكرهُ وليلُ الخطبِ داجٍ
عَلَيَّ فَتَنْجلِي عني الخُطوبُ
وَصَفْتُ شمائلاً منه حِساناً
فما أدري أمدحٌ أمْ نسيبُ
وَمَنْ لي أنْ أرى منه محَيًّاً
يُسَرُّ بحسنِهِ القلْبُ الكئِيبُ
كأنَّ حديثَه زَهْرٌ نَضِيرٌ
وحاملَ زهرهِ غصنٌ رطيبُ
ولي طرفٌ لمرآهُ مشوقٌ
وَلِي قلب لِذِكْراهُ طَروبُ
تبوأ قاب قوسين اختصاصًا
ولا واشٍ هناك ولا رقيبُ
مناصبهُ السنيّة ليس فيها
لإنسانٍ وَلاَ مَلَكٍ نَصِيبُ
رَحِيبُ الصَّدْرِ ضاقَ الكَوْنُ عما
تَضَمَّنَ ذلك الصَّدْرُ الرحيبُ
يجدد في قعودٍ أو قيامٍ
له شوقي المدرس والخطيبُ
على قدرٍ يمد الناس علمًا
كما يُعْطِيك أدْوِيَة ً طبيبُ
وَتَسْتَهْدِي القلوبُ النُّورَ منه
كما استهدى من البحر القليبُ
بدت للناس منه شموسُ علمٍ
طَوالِعَ ما تَزُولُ وَلا تَغِيبُ
وألهمنا به التقوى فشقتْ
لنا عمَّا أكَنَّتْهُ الغُيُوبُ
خلائِقُهُ مَوَاهِبُ دُونَ كَسْبٍ
وشَتَّانَ المَوَاهِبُ والكُسُوبُ
مهذبة ٌ بنور الله ليست
كأخلاق يهذبها اللبيبُ
وَآدابُ النُّبُوَّة مُعجزاتٌ
فكيف يَنالُها الرجُلُ الأديبُ
كلما مر الوقت زاد الاشتياق للمحبوب، فهو خير الخلق الذي آمنا به دون أن نعاصره، والذي انغرس حبه داخلنا دون رؤياه، ولم لا وهو أشرف الخلق وأكرمهم وأطهرهم، خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي نجد في طاعته طاعة للخالق، وفي معصيته معصية الخالق.. حاشانا أن نعصيه، من هنا كان يوم المولد النبوي الشريف بمثابة تجديد للشوق بداخلنا لرسولنا الكريم.
فيكون الاحتفال بمولده على غرار التقرب منه، الاطلاع على سيرته وأقواله وأفعاله والمواقف التي مر بها والأحداث التي عاصرها، وكيف لنا أن نتعلم منها ما ينفعنا في ديننا ودنيانا، هكذا يكون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
قصيدة ولد الهدى للشاعر أحمد شوقي
يتطلع البعض إلى معرفة مولد النبوي الشريف نظرًا لأنه مناسبة يحتفل بها المسلمون وتقوم وسائل الإعلام بإذاعة القصائد في مدح النبي الكريم وآله، إحياءً لذكراه، فالأمر به تذكرة للمسلمين بسيرة النبي العطرة ليصلوا عليه ويذكروا الله كثيرًا.
هذا وتقوم بعض المدارس والمؤسسات بتخصيص مثل هذا اليوم احتفاءً بالنبي الكريم، فينشدون من القصائد أجملها، ويذكرون من سيرته العطرة ما يبث العظة والرحمة في نفوس الخلق تأسيًا بأشرف الخلق أجمعين.
فكان من أجلّ قصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة ما نذكره في قصيدة ولد الهدى للشاعر الجليل أحمد شوقي، تلك القصيدة التي لا يخلو مكان دون ذكرها في تلك المناسبة العظيمة، فغنى عن البيان أن أمير الشعراء أحمد شوقي كان له الصدى الأعظم في نثر كلمات رائعة عن النبي الكريم -صلوات الله وسلامه عليه- ومن هنا جاءت كلماتها على النحو التالي:
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
بِـالـتُـرجُـمـانِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ
وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ
نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ
فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ
أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ
يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي
إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ
خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ
دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ
هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت
فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ
خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها
إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ
بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت
وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ
وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُ
حَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ
وَعَـلَـيـهِ مِـن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ
وَمِـنَ الـخَـلـيلِ وَهَديِهِ سيماءُ
كانت تلك قصيدة أخرى من قصائد المولد النبوي الشريف، ونشير إلى أنه يتم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، وهذا ما يطبق في العديد من الدول العربية الإسلامية، منها مصر والسعودية والجزائر والبحرين، وفي منطقة الخليج العربي أجمع.
جدير بالذكر الإشارة إلى أن دار الإفتاء المصرية قد أجازت الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف، فما تلك المناسبة سوى تعبير عن الفرح والسرور بأشرف الخلق، ولا يكون في الاحتفال مبالغة ما يجعله من قبيل البدع، إنما الأمر يقتصر على التذكرة بسيرة النبي العطرة حتى لا يغفل المسلمون أينما كانوا، لتكون تلك المناسبة بمثابة اجتماعًا للمسلمين كافة حول الاحتفال بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضًا: حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين وحكم التهنئة به
قصيدة فرش الوجود عيونه مستقبلا
انتقل الشاعر بوجدانه من خلال كلماته العطرة إلينا ليذكر لنا كيف مدح رسول الله عليه الصلاة والسلام في قصيدته، بكلمات نابعة من قلبه وصدق إيمانه، فكان لها تأثيرًا جليّا على القارئ والسامع.
كيف يمكننا ذكر قصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة دونما ذكر قصيدة فرش الوجود عيونه مستقبلا.. فتلك من أشهر القصائد على الإطلاق، التي جاء بها الشاعر بأعذب الكلمات لكنها تحتاج إلى التعمق والتدقيق لفهم معانيها الصحيحة، ربما تتكرر تلك القصيدة في مناسبة المولد النبوي الشريف لذا قدمناها لكم في السطور التالية:
فَرَشَ الوجُودُ عُيُونَهُ مُسْتَقْبِلا
أَلَقَ النُّبُوَّةِ حامِداً ومُهلِّلا
ومَضَى رَبِيعُ النُّورِ يَنْشُرُ مِسْكَهُ
ويَزُفُّ للدُّنيا النبيَّ المُرسلا
يتناقلُ المَلَكُوتُ بُشْرى المُصطفى
والرُّوحُ جِبرائيلُ والمَلأُ العُلى
وَمَقَامُ إبراهيمَ يَشْكُرُ رَبَّهُ
ومَنَاةُ والهُبَلُ الأَصَمُّ تزلزلا
وتنفَّسَ المستضعفون كأنَّهم
سُجَنَاءُ حُرِّرَ قَيْدُهُمْ إذ أقْبلَ
بأَبي وبي يا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الثرى
وبِهِ مَسَارُ الحادثاتِ تَحَوَّلَ
فَفَمُ العَدالةِ بالجلالةِ ناطِقٌ
ودُجَى الجَهَالةِ بالرسالةِ مُبْتلى
وكِتَابُ ربِّ العالمين مُرَتَّلٌ
وَبِلالُ يصدحُ بالأَذانِ مُجلجِلا
وهُنا تلاقى المؤمنونَ كأنّهم
قُزَعُ الخَرِيفِ فما أَجَلَّ وأجْمَلا
وَهُنا اليمانيُّون خَيْرُ سُيُوفِهمْ
بِيَدِ النبيِّ تذودُ عنهُ الجَحْفلا
ومتى دَعَاهُم للجهادِ تسابقوا
لِجَوَابِهِ أيٌّ يكونُ الأَوّلَ
فإذا رَأَيْتَ اليومَ حُسْنَ فِعَالِهمْ
فَهِيَ الأَصالةُ لم ولن تتبدَّلَ
ولَوِ اطَّلعت اليومَ ياعَلَمَ الهُدى
لَرأيتَ حالَ المسلمين المُعْظِلا
أَسَفَاهُ أُمَّتُكَ العظيمةُ مُزِّقَتْ
قِدَداً يُجَرِّعُها اليهودُ الحنظلا
وكأنَّ ربَّكَ قال لا تتوحَّدوا
وكأنَّ ربَّكَ قال كونوا أسفلا
وكأنَّ قُرْآنَ الإلهِ قد انتهى
وكأنَّ نَجْمَ المجدِ أصبحَ آفِلا
أرأيت ياطه الحبيبُ مُصَابنَا
أَتشاهدُ التكفيرَ كيف تغلغلَ
وتُذِلُّ إسرائيلُ قُدْسَ مُحمّدٍ
ودِماءُ بُوْرْماْ قد جَرَيْنَ جَدَاوِلا
وهُنا، هُنا يَمَنُ العُروْبةِ والإبا
أنصارُ دِيْنِكَ مُذْ بُعِثْتَ مُبَجَّلا
شَرِبُوا المكارمَ مِنْ مَعِيْنِكَ، حَسْبُهُمْ
شَرَفاً أَنِ اتّخَذُوْكَ وَحْدَكَ مَنْهَلا
شَهِدَتْ لهم رِيَبُ الزَّمانِ بأنَّهم
أَهْلٌ لِمَدْحِكَ؛ مَنْ عَرَفْتَ ومَنْ تلي
أَسَفَاهُ لو تدري بما يَجِدُونَهُ
فلقد جَفَاهُم من بِحُبِّكَ طبَّلَ
وغَدى لآمالِ اليهُودِ مَطِيَّةً
فطغى وأفْسَدَ في البلادِ وأوْغلَ
فإليكَ من بين الرُّكامِ شِكَايةٌ
ومِنَ المَجَازرِ شاهدٌ لن يُغْسَلَ
وإليكَ من سُوْحِ المعارِكِ مَوْثقٌ
ألا يرى مِنَّا الطُّغاةُ تَذَلُّلا
ستُقيمُ مَوْلِدَكَ الشريفَ بلادُنا
ما ودَّعَ اليَمَنُ النبيَّ وما قَلى
وعليهِ مِنْ يَمَنِ الصُّمُودِ وآلِهِ
صلَوَاتُ ربِّكَ بُكرةً وأصائِلا.
قدمنا أروع قصيدة من قصائد المولد النبوي الشريف ونذكر أن التعبير عن الفرح بذكرى مولد النبي الكريم ما هو إلا وسيلة مباحة ليس فيها من البدعة ما يُذكر إن اقترنت بالنية الصادقة، فلا يوجد ما يمنع وسائل الاحتفال طالما إن كان المقصد منها هو إدخال السرور على الأرحام والأقارب، فللمولد النبوي الشريف أهمية بالغة في قلوب المسلمين.
بصدد ما يقال حول أنه قديمًا لم يرد مثل هذا الاحتفال نشير إلى أن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم جميعًا قد عاشوا مع تلك الأحداث من قبل وعاصروها فكان رسول الله حيّا في ضمير كل مسلم وأفعاله حينئذٍ.
بيد أن الأمر قد اختلف بالفعل مع مرور العصور والأزمنة، فقد انشغل البعض عن التطلع إلى سيرة النبي مرارًا وتكرارًا، وربما البعض الآخر لا يعلم عنها شيء، كذلك البعض قد اطلع عليها ونسيها، من هنا كان هناك ضرورة لتلك المناسبة علّها تجعل في أفئدة المسلمين اشتياقًا لخير البرية يظهر في احتفالهم.
قصيدة عن المولد النبوي الشريف للشاعر القرني
عندما ولد خير الخلق قد أنار العالم كله واستحالت البشرية من الجهل والجاهلية إلى التنوير والإيمان، فكان خاتم الأنبياء والمرسلين متممًا لمكارم الأخلاق، فجاء لينثر من نوره إلى قلوب من آمنوا به، لينشر رسالة الإسلام السمحة التي جاءت لتهدي الناس إلى البر والتقوى.
أمرنا الله أن نصلي على خير الخلق، فما كان من المسلمين المخلصين سوى الإكثار من الصلاة على النبي بين الحين والآخر، لينالوا الجزاء العظيم، فهو شفيع للعالمين يوم القيامة، وهو من سيقول أمتي أمتي،، فمن منا لا يرغب في السير على نهجه واتخاذه قدوة حسنة لننال دار النعيم ونكون بصحبته الشريفة.
إنه النبي الكريم الذي أخرجنا من ظلمات الجهل إلى النور والهدى، إنه النبي الذي جاء لنا بدين الحق ليظهره على الدين كله، فكيف لنا أن ننساه وهو في قلوبنا وحبه يملأ صدورنا، دعونا نصلي على أشرف الخلق صلاة تعلو بها الدرجات في منازل الجنان، ومن ثم نذكر لكم بعض أبيات من تلك القصيدة الرائعة في مدح الرسول الكريم في ذكرى مولده الشريف.
مــن أينَ أبدأ ُوالحديثُ غــرامُ؟
فالشعرُ يقصرُ والكلامُ كلامُ
مــن أينَ أبدأ ُفي مديح ِمحمـــــــدٍ؟
لا الشعرُ ينصفهُ ولا الأقلامُ
هو صاحبُ الخلق ِالرفيع ِعلى المدى
هو قائدٌ للمسلمينَ همـــــــامُ
هو سيدُ الأخلاق ِدون منافـــــــــس ٍ
هو ملهمٌ هو قائدٌ مقــــــدامُ
مــــــاذا نقولُ عن الحبيبِ المصطفى
فمحمدٌ للعالمين إمــــــــــامُ
مـــــــاذا نقولُ عن الحبيـبِ المجتبى
في وصفهِ تتكسرُ الأقــــلامُ
رسموكَ في بعض ِالصحائفِ مجرماً
في رسمهم يتجسد الإجرامُ
لا عشنا إن لم ننتصر يوماً فــــــــلا
سلمت رسومُهُمُ ولا الرسام
وصفوك َبالإرهـــــــاب ِدونَ تعقلٍ
والوصفُ دونَ تعقلٍ إقحـــامُ
لو يعرفونَ محمداَ وخصـــــــــــالهُ
هتفوا له ولأسلم الإعـــــــــلامُ
في سدرةِ الملكوتِ راحَ محلقــــــــاً
تباً لهم ولأنفهم إرغــــــــــام
فالدانمـــــــركُ تجبرت في غييــها
لم تعتذر والمسلمونَ نيــــــــام
يا حسرة َالسيفِ الذي لم ينعـــــتـق
من غمدهِ والمكروماتُ تضامُ
أيسبُ أسوتنا الحبيبُ فما الـــــــذي
يبقى إذا لم تغضبِ الأقــــــوامُ
لا عشنا إن لــم ننتـصر لمحـمـدٍ
يوماً لأن المسلمينَ كــــــرامُ
سمعت جموعُ المسلمينَ كلامهم
ثم استفاقت نجدُنا والشــــــامُ
يـا أمــة َالمليــــــــــارِ لا تــتخــوفي
لابــد أن تــتـــقـــلبَ الأيـــــــام
لا بـــد للشــــعبِ المغيـبِ أن يفق
يوماً ويحدثُ في الربوع ِوئـــــامُ
لا بـــد لليثِ المكــمــم ِأن يـــــــرى
يوماً وهل للظالمـــيـــنَ دوامُ
خالدَ اليرموكِ أين ســـــيوفنا
أو ما لنا في المشرقين ِحسامُ
كانت تموجُ الأرضُ تحتَ خيولنا
كانت لنا في المغربين ِخيامُ
يا حسرة الأيـــــــــام ِكيف َتبدلت
وهماً وضاعَ من الأباةِ زمامُ
يا سيدَ الثقلين ِيا نورَ الهــــــــدى
مــــــاذا أقولُ تخونُنُي الأقلام
ترتلُ للحبيبِ فضـــــــــــــــائلا
والفتـــحُ والأحــــزابُ والأنعـــــامُ
الله أثنى عليك في آياتـــــــــــــــــهِ
والمدحُ في آياتــــــــهِ إفحـــــــام
ستظلُ نبراساً لكلِ موحـــــــــــدٍ
والصمتُ عن شتم ِالسفيهِ كــــــلامُ
صلى عليك الله يا نور الــــــهـــدى
مـــــا دارت الأفلاكُ والأجــــــرام
صلى عليكَ الله يا خيرَ الــــــورى
مـــــا مرت الساعاتُ والأيــــــــامُ
عندما يأتي هذا اليوم، لا تكون قصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة فقط هي المعبرة عن مدى الحب والاشتياق، بينما تحتفل الأزهار والأجواء بذلك اليوم، تتهيأ القلوب للفرح وترك هموم الدنيا جانبًا، تتهيأ النفس للسكينة والسكون فتأمن وتهدأ بذكر سيرة أشرف الخلق أجمعين.
اقرأ أيضًا: كرامات المكثرين من الصلاة على النبي
قصيدة عن المولد النبوي الشريف للبوصيري
من ضمن قصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة القصيدة التالية التي تنطوي على معانٍ فاضلة بها مدح للرسول الكريم في مثل تلك المناسبة، وأتت أبياتها على النحو التالي:
كيف ترقَى رُقِيَّك الأَنبياءُ يا سماءً ما طاوَلَتْها سماءُ
لَمْ يُساوُوك في عُلاكَ وَقَدْ حالَ سناً مِنك دونَهم وسَناءُ
إنّما مَثَّلُوا صِفاتِك للناس كما مثَّلَ النجومَ الماءُ
أنتَ مِصباحُ كلِّ فضلٍ فما تَصدُرُ إلا عن ضوئِكَ الأَضواءُ
لكَ ذاتُ العلومِ من عالِمِ الغَيبِ ومنها لآدمَ الأَسماءُ
لم تَزَلْ في ضمائرِ الكونِ تُختَارُ لك الأُمهاتُ الآباءُ
ما مضتْ فَترةٌ من الرُّسْلِ إِلّا بَشَّرَتْ قومَها بِكَ الأَنبياءُ
تتباهَى بِكَ العصورُ وَتَسْمو بِكَ علْياءٌ بعدَها علياءُ
وَبَدا للوُجُودِ منك كريمٌ من كريمٍ آبَاؤُه كُرماءُ
نَسَبٌ تَحسِبُ العُلا بِحُلاهُ قَلَّدَتْهَا نجومهَا الْجَوزاءُ
حبذا عِقْدُ سُؤْدُدٍ وَفَخَارٍ أنتَ فيه اليتيمةُ العصماءُ
وُمُحَيّاً كالشَّمس منكَ مُضِيءٌ أسْفَرَت عنه ليلةٌ غَرّاءُ
ليلةُ المولدِ الذي كَان للدِّينِ سرورٌ بيومِهِ وازْدِهاءُ
وتوالَتْ بُشْرَى الهواتفِ أن قدْ وُلِدَ المصطفى وحُقّ الهَناءُ
وتَدَاعَى إيوانُ كِسْرَى ولَوْلا آيةٌ مِنكَ ما تَدَاعَى البناءُ
وغَدَا كلُّ بيتِ نارٍ وفيهِ كُرْبَةٌ مِنْ خُمودِها وَبلاءُ
وعيونٌ لِلْفُرسِ غارَتْ فهل كانَ لنِيرانِهِم بها إطفاءُ
مَوْلِدٌ كان منهُ في طالعِ الكُفْرِ وبالٌ عليهِمُ ووباءُ
فَهنيئاً به لآمِنَةَ الفَضلُ الذي شُرِّفَتْ به حوَّاءُ
كانت القصيدة من قصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة بمثابة سرد بعض الأحداث حول مولده الشريف بطريقة موجزة تبين ما كان من الهدى والنور بعد ولادته -صلى الله عليه وسلم- ليرى العالم عهدًا جديدًا بسيرته الحسنة.
شعر عن المولد النبوي الشريف
هكذا لا يسعنا ذكر قصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة دونما ذكر بعض الأشعار خفيفة الكلام سهلة العبارات والألفاظ، هذا حتى يتسنى لأطفالنا قراءتها بل وحفظها وترديدها في مثل تلك المناسبة، فهم الأجيال التي يجب أن تنشأ على حب الرسول صلى الله عليه وسلم ومعرفة نهجه الشريف حتى يسيرون على غراره في حياتهم.
فنجد أن الأشعار من أفضل وسائل الحفظ والتلقين للطفل، لتجعله لا ينسى خاصة إن كان في عمره الصغير، فتظل تلك الكلمات الجليلة في ذهنه طيلة عمره، حتى يتذكرها ويتذكر معانيها الرائعة، رغبة في غرس محبة الرسول في قلبه ووجدانه.
على أننا في إطار تقديم قصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة أردنا تقديم بعض القصائد الشعرية المناسبة للأطفال في هذا الصدد، والتي أتت كلماتها على النحو التالي:
من ذا الذي قد أتى للعالمين هدى *** ومن دعا للعلا والمجد مجتهدا؟
ومن تعرضت الدنيا إليه فلم *** يقبل عليها ولم يمدد إليها يدا
ومن أتيحت له لذاتها فنائى *** عنها، وفي طيبات العيش قد زهدا
ومن تصدى له الأعداء أجمعهم *** فلم بخفهم ولم يرهب لهم عددا
ومن أقام على الأخلاق دولته *** فمن سما خلقه فيها كمن عبدا
أساسها العدل والشورى دعامتها *** وروحها الرحمة الكبرى هنا وغدا
لا غرو أن سعد المستمسكون بها *** فكل راض بحكم الله قد سعدا
محمد ذاك ينبوع الكمالات من *** في هذه الليلة الغراء قد ولدا
جاء الوجود فألفى الناس في عمه *** والجهل فرقهم في دينهم بددا
حتى أتت رحمات الله تنفذهم *** فأشرق الكون مذ نجم الرسول بدا
غنى عن البيان أن تعليم الأطفال أمور دينهم من الأساسيات التي يجب أن ينشؤون عليها ليفرقوا بين الحق والباطل دون عناء في أمور دنياهم، وكيف يتسنى لهم ذلك دون الاطلاع على سيرة الحبيب محمد؟ ومن صور تعليمهم ما يتعلق بسرد بعض القصائد والأبيات عن المولد النبوي الشريف ليزداد شوقهم ورغبتهم في معرفة المزيد عن سيرة الحبيب المصطفى.
بُردة المصطفى في المولد النبوي الشريف
تحتفي العديد من الدول بذكرى المولد النبوي الشريف، رغبة منهم في إحياء سنته، ونذكر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم اليوم الذي ولد فيه وهو يوم الإثنين، من هنا اتخذها المسلمون في شتى بقاع الأرض سنة من بعده لصوم هذا اليوم ومثله صوم الخميس.
فكان يوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لا يخلو من ذكر بعض قصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة ومسموعة، كان منها ما يسهل قراءته وترديده وأشهرها بردة المصطفى عليه الصلوات والسلام والتي أتت كلماتها على النحو التالي:
مولاي صلّي وسلم دائمًا أبدًا
على حبيبك خير الخلق كلهم
مولاي صلي وسلم دائما أبدا
على حبيبك خير الخلق كلهم
يا رب صلي عليه يا رب صلي عليه
يا رب صلي عليه صلوات الله عليه
البدر كطلعته وجه جميل
والشمس كبسمته ظل ظليل
هو عبد الله سيد الخلق ومصطفاه
وحبيب الله خير مبعوث لوحي الله
مولاي صلي وسلم دائما أبدا
على حبيبك خير الخلق كلهم
مولاي صلي وسلم دائما أبدا
على حبيبك خير الخلق كلهم
هو خير عباد الله خير البرايا
حي فينا بهداه حلو الوصايا
نسألك الله أن تجمعنا يوما برسول الله
من كوثره يروينا فتقبل يا رباه
طاهر القلب نقي ذاكر لله
المصطفى الصفي صلى عليه الله
أخلاقه وصفاته سبحان من سواه
هو قدوتي وحبيبي ودعوة النجاة
يا رسول الله يا حبيب الله
فاكتب لنا نلقاه ندعوك يا رباه
إن الإسلام دين الهدى والحق والعدل، وعندما جاء النبي الكريم برسالة الإسلام فهو جاء لنشر الحق، لذا نحن المسلمون على فخر واعتزاز راغبين دومًا في رفع راية الحق الخالدة، فمن المظاهر البسيطة التي يعبر بها المسلم عن انتمائه للدين الإسلامي وحبه لرسوله الكريم ما يتجلى من قصائد وأبيات شعرية لها من المعاني ما يثير البهجة والسرور بمولد خير البرية.
اقرأ أيضًا: ماذا قال الرسول عن الذئب
قصيدة في مدح رسول الله للبوصيري
في سردنا لقصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة نشير إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يجعل من اليوم أعظم وأجلّ، فلا يمر مرور الكرام دونما أن يتطلع المسلم على سيرة النبي العطرة وسنته الشريفة، فيعرف ما أوضح من أحكام شتى، ويتعلم من أقواله وأفعاله ما يُمكنه من اتخاذه نهجًا قويمًا في دنياه، فكان خير الخلق قرآنًا يمشي على الأرض.
من منّا لا يعلم قصيدة البوصيري التي كتبها في مدح رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه-؟ فطالما قام الأطفال بترديدها في الصغر، ويعكفون على سماعها بعد ذلك لسهولة ألفاظها وعذوبة معانيها، هكذا نقدمها لكم من قصائد المولد النبوي الشريف مكتوبة فيما يلي:
مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ
مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعَةً
مُحَمَّدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَرَمِ
مُحَمَّدٌ تاجُ رُسْلٍ اللهِ قاطِبَةً
مُحَمَّدٌ صادِقُ الأٌقْوَالِ والكَلِمِ
مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ
مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَمِ
مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ
مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَلْ نُوراً مِنَ القِدَمِ
مُحَمَّدٌ حاكِمٌ بالعَدْلِ ذُو شَرَفٍ
مُحَمَّدٌ مَعْدِنُ الإنْعامِ وَالحِكَمِ
مُحَمَّدٌ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ مُضَرٍ
مُحَمَّدٌ خَيْرُ رُسْلِ اللهِ كُلِّهِمِ
مُحَمَّدٌ دِينُهُ حَقَّ النَّذِرُ بِهِ
مُحَمَّدٌ مُجْمَلٌ حَقَاً عَلَى عَلَمِ
مُحَمَّدٌ ذِكْرُهُ رُوحٌ لأَنْفُسِنَا
مُحَمَّدٌ شُكْرُهُ فَرْضٌ عَلَى الأُمَمِ
محَمَّدٌ زِينَةُ الدُّنْيَا ومُهْجَتُها
مُحَمَّدٌ كاشِفُ الغُمَّاتِ وَالظُّلَمِ
مُحَمَّدٌ سَيِّدٌ طابَتْ مناقِبُهُ
مُحَمَّدٌ صاغَهُ الرَّحْمنُ بِالنِّعَمِ
مُحَمَّدٌ صَفْوَةُ البارِي وخِيرَتُهُ
مُحَمَّدٌ طاهِرٌ ساتِرُ التُّهَمِ
مُحَمَّدٌ ضاحِكٌ لِلضَّيْفِ مَكْرُمَةً
مُحَمَّدٌ جارُهُ واللهِ لَمْ يُضَمِ
مُحَمَّدٌ طابَتِ الدُّنيا ببِعْثَتِهِ
مُحَمَّدٌ جاءَ بالآياتِ والْحِكَمِ
مُحَمَّدٌ يَوْمَ بَعْثِ النَّاسِ شَافِعُنَا
مُحَمَّدٌ نُورُهُ الهادِي مِنَ الظُّلَمِ
مُحَمَّدٌ خَاتِمَ لِلرُّسْلِ كُلِّهِمِ
إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يبدأ من القلب ثم ينجلي في القصائد والكلمات، فالحب يوجد أولًا ثم يتم التعبير عنه بشتى الطرق، كذلك فحب النبي ليس بما يقال من قصائد المولد النبوي الشريف بل بالسير على خطاه وهداه، واتباع أوامره ونواهيه، هكذا يكون حب النبيّ.
في يوم جليل من كل عام يبدأ المسلمون في إحياء شعائر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، تيمنًا منهم بذكر سيرته العطرة ونشرها، وهذا كله خيرًا ما إن اقترن بالأفعال والمقاصد الصالحة دونما مبالغة أو تطرف في القول أو العمل.