ما الفرق بين الفجر والصبح
ما الفرق بين الفجر والصبح في الشريعة الإسلامية؟ وما هي سنة الفجر؟ الفجر هو وقت ظهور نور الصباح، وهو فجر صادق، وفجر كاذب، قال العلماء أن الفجر الكاذب، هو طلوع الشمس، أو بداية ظهورها بشكل طولي وليس في هذا الفجر أحكام أو صلاة، أما الفجر الصادق فهو ظهور نور الشمس بشكل عرضي، وينتشر بين الناس، وهو الذي ينطبق عليه الأحكام مثل الصيام وغيره، إذًا فما الفرق بين الفجر والصبح؟ سنتعرف على الإجابة من خلال منصة وميض، عبر الفقرات القادمة.
ما الفرق بين الفجر والصبح؟
الفجر الصادق هو ما تنطبق عليه أحكام الشريعة الإسلامية، مثل فجر الصيام، ووقت الصلاة، وغيرهم، ووقت الفجر عظيم عند الله -جل وعلا- فقد أقسم به في كتابه قائلا (وَالْفَجْرِ) (سورة الفجر: 1)، وذكر الفجر أيضًا في قوله (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (سورة القدر: 5).
صلاة الفجر ركعتين بإجماع أئمة المسلمين، وتؤدى عند مطلع الفجر، وتظل قبل طلوع الشمس، إذًا فما الفرق بين الفجر والصبح؟ إن صلاة الصبح، والفجر شيء واحد، فلا فرق بينهما، فصلاة الفجر يطلق عليها صلاة الصبح، وصلاة الصبح يطلق عليها صلاة الفجر، وهي فرض تصلى بعد طلوع الفجر، وقبل شروق الشمس، فهذه هي الإجابة على سؤالنا ما الفرق بين الفجر والصبح.
يفضل أن يؤدي الرجال صلاة الفجر في جماعة المسجد، ولكن ليس على المريض حرج، والسبب في ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حثنا على ذلك، كما أن فضلها عظيم عند الله جل وعلا، ويجب أن يؤديها العبد في وقتها فلا يجوز ان تؤخر إلى بعد طلوع الشمس، فيجب المحافظة عليها في وقتها، ومن يؤديها بعد وقتها دون عذر فقد ارتكب إثمًا عظيمًا.
هناك أيضًا أسماء أخرى لصلاة الفجر غير الصبح، مثل الصلاة الأولى، وصلاة الغداة، هناك أقوال تقول إنها الصلاة الوسطى، وسبب تسميتها بصلاة الصبح، وصلاة الفجر بعض أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث سميت بصلاة الصبح لِما رواه عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(دَخَلَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ المَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ المَغْرِبِ، فَقَعَدَ وَحْدَهُ، فَقَعَدْتُ إلَيْهِ فَقالَ، يا ابْنَ أَخِي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ) حديث صحيح، مصدره صحيح مسلم.
أما عن تسميتها بصلاة الفجر ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ في الجُمُعَةِ في صَلاةِ الفَجْرِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وهلْ أتَى علَى الإنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) حديث صحيح، مصدره صحيح البخاري.
اقرأ أيضًَا: هل يجوز الاغتسال بعد الفجر في صيام القضاء
آداب وسنن صلاة الفجر
صلاة الفجر من أهم الصلوات التي فرضها الله -عز وجل- على عباده، وذلك لِما لها من فضل على العبد كما ورد في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، لذلك يجب الحذر، والحرص على أدائها في وقتها، وهناك بعض السنن والآداب من الواجب علينا اتباعها سنةً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- سوف نعرضها عليكم استكمالًا لموضوع مقالنا ما الفرق بين الفجر والصبح؟ فيما يلي:
- يسن قبل صلاة الفجر أن يصلي الرجل ركعتين، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- شديد الحرص على صلاة ركعتين قبل الفجر، الدليل على ذلك ما روته عائشة -أم المؤمنين- قالت (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ) حديث صحيح، مصدره صحيح البخاري.
كما روت أيضًا -أم المؤمنين- عائشة رضي الله عنها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا) حديث صحيح، مصدره صحيح مسلم.
- من أفاق بعد أذان الفجر وجب عليه أن يذكر الله -جل وعلا- ويتوضأ للصلاة ثم يصلي ركعتي سنة الفجر قبل الصلاة، ويكونا ركعتين خفيفتين لا يطيل فيهما، وهذا الوارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث روت عائشة -أم المؤمنين- قالت:
(كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الفَجْرِ إذَا سَمِعَ الأذَانَ، وَيُخَفِّفُهُمَا. [وفي رواية]: وفي حَديثِ أَبِي أُسَامَةَ: إذَا طَلَعَ الفَجْرُ) حديث صحيح، مصدره صحيح مسلم.
- روي أنه (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخَفِّفُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حتَّى إنِّي لَأَقُولُ : هلْ قَرَأَ بأُمِّ الكِتَابِ؟) حديث صحيح، مصدره صحيح البخاري، لذلك يستحب قراءة آيتين خفيفتين في الركعتين تطبيقًا لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيقرأ الفاتحة وسورة الكافرون في الركعة الأولى، ويقرأ سورة الإخلاص في الركعة الثانية.
- ورد عنه أنه كان يصلي في الركعة الأولى بالآية رقم 136 من سورة البقرة (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ …)، وكان يصلي الركعة الثانية بالآية رقم 64 من سورة آل عمران (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ …)، وبالتأكيد ليس شرطًا أن يقرأ المرء بهاتين الآيتين، ولكن إن قرأ بهما أفضل، فهو بذلك يطبق سنن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
اقرأ أيضًا: دعاء الرسول بعد صلاة الفجر مكتوب
ما يستحب فعله قبل آذان الفجر وقبل الإقامة؟
هناك بعض السنن المهجورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يعلم عنها سوى القليل، وكان يقوم بها النبي -صلى الله عليه وسلم- عند صلاة الفجر، سوف نتعرف عليها في إطار موضوع مقالنا ما الفرق بين الفجر والصبح؟ من خلال السطور الآتية:
يستحب للمرء أن يضجع على جانبه بين الأذان، والإقامة بعد أن يصلي ركعتي سنة الفجر، ولكن دون أن ينام، فإن شعر أن النوم سيغلب عليه وسيحرمه من الصلاة في الصف الأول فلا يضجع، روت عائشة -أم المؤمنين- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت:
(كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا سَكَتَ المُؤَذِّنُ بالأُولَى مِن صَلاةِ الفَجْرِ قامَ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ صَلاةِ الفَجْرِ، بَعْدَ أنْ يَسْتَبِينَ الفَجْرُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، حتَّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ لِلْإِقامَةِ) حديث صحيح، مصدره صحيح البخاري، كما روت أيضًا (كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا صَلَّى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ، فإنْ كُنْتُ مُسْتَيْقِظَةً حدَّثَني، وإلَّا اضْطَجَعَ) حديث صحيح، مصدره صحيح مسلم.
روى أبو هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا صلى أحدكم الركعتين قبلَ الصبحِ فليضطجِع على يمينهِ. فقال له مروان بن الحكَمِ: أما يجزِي أحدنا ممشاهُ إلى المسجدِ حتى يضطجعَ إلى يمينهِ؟ قال : لا) حديث صحيح، مصدره المجموع.
كما يستحب الذهاب إلى المسجد سيرًا على الأقدام لِما في ذلك من الأجر، والثواب العظيم، كما يبشر الله من يمشي في الظلام إلى المسجد بالنور العظيم يوم القيامة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بشِّرِ المشَّائينَ في ظُلَمِ الليلِ إلى المساجِدِ بالنُّورِ التامِّ يومَ القيامةِ) حديث حسن، رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي، مصدره شرح كتاب الشهاب.
يجب الحرص على دخول المسجد مبكرًا، والصلاة في الصف الأول، لِما فيه من الثواب، والأجر يوم القيامة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ والصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا عليه لَاسْتَهَمُوا، ولو يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إلَيْهِ، ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ، لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا) حديث صحيح، رواه أبو هريرة، مصدره صحيح البخاري.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام القضاء
فضل صلاة الفجر
من أحد الأسباب التي تدخل الجنة هو الحفاظ على صلاة الفجر، وخصوصًا في جماعة المسجد، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ) حديث صحيح، رواه أبو موسى الأشعري، مصدره صحيح مسلم، والمقصود بالبردين هما صلاة الفجر، وصلاة العصر.
كما أن مشقة الصلاة في ذلك الوقت كبيرة، لذلك فهي تدل على صدق الإيمان بالله جل وعلا، ويا آسفًا لمن يسمع نداء الفجر ويتركه عمدًا، فقد ترك فضلًا عظيمًا، وأذنب ذنبًا كبيرًا عده العلماء كبيرة من الكبائر، سنعرض لكم فضل صلاة الفجر في إطار موضوع مقالنا ما الفرق بين الفجر والصبح، وذلك من خلال النقاط التالية:
- من صلى الفجر في جماعة حفظه الله في الدنيا، والآخرة من كل شر يصيبه، وهذا ما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فإنَّه مَن يَطْلُبْهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ علَى وَجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ) حديث صحيح، رواه جندب بن عبد الله مصدره صحيح مسلم.
- من أعظم ما أنعمه الله على كل محافظ على صلاة الفجر أنه لن يدخل النار، وهذا الفضل يغني عن الدنيا وما فيها، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الفَجْرَ وَالْعَصْرَ، فَقالَ له رَجُلٌ مِن أَهْلِ البَصْرَةِ: آنْتَ سَمِعْتَ هذا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ الرَّجُلُ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي) حديث صحيح، رواه عمارة بن رويبة، مصدره صحيح مسلم.
- الملائكة تشهد لله تعالى لمن صلى الفجر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ) حديث صحيح، رواه أبو هريرة، مصدره صحيح البخاري.
الصلاة هي عمود الدين، فلا يكون المرء مسلمًا إلا بصلاته، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ليست أعماله، وإنما صلاته، فيجب المواظبة على أداء الصلوات بأكملها فكلها لها فضل عند الله وليس الفجر فقط.