تجربتي مع حسن الظن بالله
تجربتي مع حسن الظن بالله مفيدة، حيث إن الله قد أمر العباد بالطاعة لكل أوامره لاستطاعة حوز فضلي الدنيا والآخرة، لكن توجد الكثير من اللحظات التي تمر على الإنسان يشعر فيها بالشدة والضيق، وهنا يتوجه إلى خالقه لطلب المساعدة، وسأوضح من خلال منصة وميض تجربتي مع حسن الظن بالله، عبر الفقرات القادمة.
تجربتي مع حسن الظن بالله
توجد العديد من التجارب التي تمر على الإنسان يشعر فيها بالعجز وعدم القدرة على التصرف في الكثير من المواقف الصعبة، وهنا يأتي دور تجربتي للتوضيح عنها، حيث إنني كنت أمر بموقف صعب عند مرض أمي المفاجئ بالتوازي مع تركي للعمل وكنت لم أخذ باقي راتبي، ودخلت أمي المستشفى نتيجة ارتفاع حاد للسكر عندها.
هنا ضاقت بي الدنيا ولا أعلم كيف أتصرف، وما كان مني إلا أن دعوت الله أن يفك هذا الكرب حتى أستطيع دفع مصاريف أمي الموجودة بالمستشفى، وكنت أظن بالله خيرًا لأنه هو مدبر أمور العباد، وعندما جلست أفكر في كل الحلول الممكنة، وقررت النزول في وقت الزيارات لوجود أختي بجوار أمي، وأن أقوم بطلب أموال من إحدى صديقاتي.
جاءتني مكالمة من صاحب العمل السابق يبلغني بالمجيئ لأخذ ما تبقى من راتب ونسبتي، وفي هذا الوقت أيقنت أن الله لم يخذلني واستجاب لدعوتي بإيجاد حل لأزمتي، وبالفعل ذهبت لصاحب العمل وأخذت الأموال، ودفعت حساب المستشفى لأمي، بفضل حسن ظني وثقتي بالله.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع اللهم أجرني في مصيبتي
تجارب آخرين مع حسن الظن بالله
بعد أن وضحت تجربتي مع حسن الظن بالله، توجد العديد من التجارب التي تشبه تجربتي مع حسن الظن بالله، فقد تعرض الكثير من الناس للمرور ببعض التجارب القاسية في الحياة، وهنا أقوم بسرد بعض من هذه التجارب التي سمعت عنها:
التجربة الأولى
كما ذكرت تجربتي مع حسن الظن بالله، فهناك زميل يروي أنه كان يعمل في منصب هام بإحدى الشركات، وقام بالزواج حديثًا، وكانت الحياة مستقرة، وحملت زوجته في مولوده الأول، لكن حدثت له محنة شديدة، فقد قامت الشركة بالاستغناء عنه مع إعطائه القليل من مستحقاته، وعندما اقترب موعد ولادة زوجته، كان قد صرف كل الأموال التي يملكها.
كان لا يعرف ماذا يفعل في هذه الأزمة، وهنا توجه إلى الله سائلًا أن يفك كربه هذا وكان على يقين بأن الحل سيأتي قريبًا، وبالفعل استجاب له الله وجاءته مكالمة من إحدى الشركات التي كان قد تقدم لها بقبوله، ونظرًا لخبرته الكبيرة فقد أعطوه جزءً من راتبه مقدمًا لجذبه للعمل معهم، وهنا رزقه الله من حيث لا يحتسب نتيجة لحسن ظنه به.
التجربة الثانية
قالت إحدى النساء: مرت أختي بتجربة قاسية مع محاولة الحمل والإنجاب، فقد ذهبت للكثير من الأطباء، وحاولت العلاج بطرق كثيرة، وكانت دائمًا ما تقول سأنجب لأني أحسن الظن بالله، وعندما تأخرت في الإنجاب مدة خمسة عشرة سنة ويأس الجميع من حالتها، كانت دائمًا مبتسمة راضية واثقة بأنها ستنجب، وبالفعل ذهبت مع زوجها لعمل عمرة.
عندما عادت قالت بأنها ستنجب بفضل الله وأنها لا زالت على يقين بذلك، مرضت بعد أسبوع وعندما تم الكشف عليها أخبرها الطبيب أنها حامل في شهرها الثاني، فقالت إنها كانت على يقين بذلك بفضل حسن ظنها بالله وقد تحقق ذلك، وهذا يشبه حالتي مع حسن الظن بالله.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الرحمن ٢١ مرة
أدلة على حسن الظن بالله
توجد الكثير من النصوص النقلية والعقلية التي تحث المسلم على حسن الظن بالله لأنه يكون طريق النجاة من الظروف والكروب الصعبة التي يمر بها الإنسان، ومن أهم هذه النصوص الواردة بناءً على تجربتي مع حسن الظن بالله فقد قرأت الكثير من الآيات والأحاديث التي تحث على حسن الظن بالله وهي:
- قوله تعالى: “ وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ“.
- قوله تعالى:“ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ“.
- قوله تعالى: “ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ“.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلى بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة”.
- قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث“ ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه“.
أدعية لزيادة حسن الظن بالله
توجد العديد من الأدعية التي يجب على المسلم أن يكون على علم بها، حتى يصل إلى درجة عالية من حسن الظن بالله، وبها الكثير من الألفاظ الدالة على ذلك، ومن أهمها ما يأتي:
- دعاء: اللهم أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر.
- قوله صل الله عليه وسلم:” اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلاَءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي” رواه البخاري.
- دعاء: اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من الإثم، والغنيمة من كل بر.
- دعاء: اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك، فإنه لا يملكها إلا أنت.
- قوله صل الله عليه وسلم:” اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ” رواه أحمد
فضل حسن الظن بالله
من خلال ممارستي مع حسن الظن بالله أستطيع القول إن هذه التجربة كثيرًا ما تتكرر معنا جميعًا فالمحن دائمًا ما تكون جزء من الحياة، لذا عندما يكون الإنسان على يقين بالله، يأتيه ربه بأكثر مما يظن، ومن فضل حسن الظن بالله ما يأتي:
- يكون حسن الظن بالله من الدلالات على تمام الإيمان بالله، حيث إن المسلمون لا يظنون إلا الخير مصدقًا لقوله تعالى “لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا”
- كثيرًا ما يكون حسن الظن بالله درءً للمفاسد وجلبًا للمصالح لاستقامة الحياة.
- يربط حسن الظن العبد بربه، حتى في حالة ارتكاب الفواحش، يكون الإنسان على علم أن باب الله لازال مفتوحًا له كما ذكر في قوله تعالى:“ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ“.
- يزداد القلب تعلقًا بالله، فعند اليقين بتمام الإجابة أو إرسال الحل من الله، يهدأ ويصبر ويبدأ يُفكر في الأسباب بثقة وروية.
- يأتي بالنصر فحسن الظن بالله تمثل في حالة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقت الهجرة عندما اختبأ مع صاحبه، وعندما سأله ما الحل يا رسول الله فرد عليه:“ ما ظنُّك باثنَينِ اللهُ ثالثُهما“.
- يؤدي حسن الظن بالله إلى وجود التوكل الدائم على الله بعد الأخذ بالأسباب، وقد نزلت آية في هذه الحالة ” وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ“.
- يعمل حسن الظن بالله إلى نصرة كل من ينصر دين الله، فقد تمثل ذلك في غزوة الأحزاب عندما تكتلت قريش على المسلمين وكان هناك فارقًا عدديًا كبيرة بين الفرقتين، فنزل قوله تعالى:“ كَتَبَ اللَّـهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ“.
سر حسن الظن بالله
كل ما يأتي من الله يكون خيرًا، لذا عند مرور موقفي مع حسن الظن بالله رأيت أنها دائمًا ما تخيب، فالرجاء لا ينقطع بين العبد وربة في السراء والضراء، لذا يعد من أسرار حسن الظن بالله ما يأتي:
- حسن الظن بالله من أهم طرق إصلاح الذرية، فعندما يرى الطفل أباه على يقين ورضا بكل ما يأتي من الله، يتعلم بأن الدنيا بها الكثير من الحالات التي لا تنقضي إلا بفضل الله ورحمته.
- يكون حسن الظن بالله من أهم طرق تهذيب النفس والعمل على إبقاء الحياة في حالة استقرار خارجي، مادام الفرد على مصالحة مع نفسه.
- يعد حسن الظن بالله من أهم الحلول لكل الأزمات، فتجربتي مع حسن الظن بالله، قد علمتني أن كثرة الدعاء بيقين، يكون ثمرها إغداق الخير على كل مبتلى ومكروب.
- يكون حسن الظن بالله خير دليل على أن دائمًا ما يكون بعد العسر يسر وبعد الضيق فرج وبعد البلاء نعمة من الله.
اقرأ أيضًا: تجربتي في الشفاء من الحسد
كيف يتحقق حسن الظن بالله؟
توجد العديد من الطرق والأفعال التي يستطيع العبد من خلالها التحقق من كونه محسنًا للظن بالله، فتوجد الكثير من الحالات التي يكون فيها العبد على حال حسن ظن بالله كالاتي:
- أن يكون العبد على يقين من داخله أن كل الأمور في حياته تسير وفقًا لإرادة الله.
- الخروج من المحن والكروب والابتلاءات لا يكون إلا عن طريق اليقين بأن الله هو الباعث للحل من عنده.
- إخلاص العبادات ودوام حسن النية، يكون من أهم أسباب حسن الظن بالله.
- لابُد أن يعلم العبد أنه لا يأس عند الظن بالله، حيث إن الله هو القادر على تغيير الأحوال في لحظة.
- كثرة الذكر والتدبر في الأحوال، والأخذ بالأسباب لا يكون إلا بحسن الظن بالله.
من خلال تجربتي مع حسن الظن بالله أستطيع قول إن حسن الظن بالله من أهم ثوابت الحياة للمرور من العديد من الكروب والمحن.