أشد الناس عذابا يوم القيامة
أشد الناس عذابا يوم القيامة ذكروا في القرآن وبعضهم مذكور في الأحاديث النبوية الشريفة، فقد يكون أشد الناس عذابًا أناس محددين بشخصياتهم وهناك بعض الصفات التي إذا وجدت في بعض الناس تحولهم لأشد الناس عذابًا، لذلك سوف نتطرق لمعرفة من هم أشد الناس عذابا يوم القيامة في هذا الموضوع، من خلال منصة وميض.
أشد الناس عذابا يوم القيامة
فقد كان النبي صلَّ الله عليه وسلم يخبر أصحابه عن غضب الله ويخبرهم عن الأمور التي لا ترضى الله عز وجل حتى ينتهوا عنها فقد أخبرهم، بالإضافة إلى أنه أخبرهم عن أشد الناس عذابا يوم القيامة والمتمثلون في الآتي:
1- المشركين بالله
الذين أشركوا بالله أو أشركوا بوجود الله أو أشركوا آلهة أخرى مع الله فقد توعد لهم الله في القرآن الكريم بالعذاب الشديد والخلود في النار، فيقول الله تعالى:
(أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ [24] مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ [25] الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ [26]} [ق: 24- 26].
وقولة تعالى في حق فرعون:
{وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ [45] النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [46]} [غافر: 45- 46].
اقرأ أيضًا: أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة
2- الأشخاص المنافقين
المنافق هو الذي يظهر خلاف ما يبطن، فمن المنافقين من كان يظهر الإسلام ويبطن الكفر حت يستطيع أن يقيم الفتنة بين المسلمين بدون أن يثير الشكوك اتجاهه، فيتوعد له الله عز وجل في كتابه العزيز فيقول:
({إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء: 145]
3- المصورين
الذين يحاولون صنع ما يشابه خلق الله مثل تصوير التماثيل سواء كانت تماثيل للحيوانات أو تماثيل للإنسان لحديث عائشة رضي الله عنها قالت:
(قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن سَفَرٍ، وقدْ سَتَرْتُ بقِرَامٍ لي علَى سَهْوَةٍ لي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هَتَكَهُ وقالَ: أشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَومَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بخَلْقِ اللَّهِ قالَتْ: فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أوْ وِسَادَتَيْنِ).
فيدل الحديث أن النبي كان عائدًا من سفر وقيل أنه كان راجع من إحدى الغزوات، والمقصود من القرام هو ثوب مصنوع من صوف ملون يتم تغطية الهودج به ويمكن اتخاذه سترًا، أيضًا المقصود من على سهوة لي هو ركن في البيت أو حجرة صغيرة في الدار.
بالإضافة إلى أن فيها تماثيل تُعني الضمير راجع على قرام والمقصود أنها استترت بقطعه من القماش مصنوعة من الصوف الملون تحتوي على صور تماثيل كذلك المعنى من فلما رآه رسول الله صلَّ الله عليه وسلم هتكه أي فور رؤية الرسول لذلك القرم على السيدة عائشة نزعه من فوره لما فيه من صور تماثيل.
أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهون: أي الذين يحاولن مجابهة الله في خلقه برسم صور للإنسان أو الحيوان وكان المقصود في الحديث صور الأصنام، كذلك المعنى المقصود من فجعلناها وسادة أو وسادتين أي قامت السيدة عائشة رضي الله عنها بتحويلها إلى وسائد للاستخدام، ووجه الدلالة من الحديث يتمثل في الآتي:
- هو إنكار ارتداء أو التستر بالأشياء التي تحتوي على صور تماثيل أو صور إنسان أو حيوان.
- يمكن استخدام تلك الأشياء التي تحتوي على رسوم في أمور أخرى مثل تحويلها إلى أدوات مستخدمة مثل الوسائد أو فرشها للجلوس عليها.
- وفي الحديث الحث على إنكار المنكر في وقته وسعته لا التراخي في إصدار النهي عنه.
اقرأ أيضًا: لماذا سمي يوم الجمعة بهذا الاسم؟
4- من يكذب على رسول الله
أشد الناس عذابًا يوم القيامة من كذب على رسول الله أي يخبر عن أشياء وينسبها للرسول صلَّ الله عليه وسلم ونهى عنه في كثير من الأحاديث الشريفة، ومن ضمن هذه الأحاديث (إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن نِيحَ عليه يُعَذَّبُ بما نِيحَ عليه).
قد نهى النبي عن الكذب في أحاديث كثيرة بسبب المفاسد المترتبة عليه، فما بالك بالكذب على رسول الله صلَّ الله عليه ولم ونحن نستقي منه علوم الدين والدنيا، فكلام النبي تشريع لذلك أوجب العقاب على من يحاول التقول على النبي بما لم يقول.
بين الرسول الكريم عاقبة الكذب المتعمد عن رسول الله وهي أن يضمن الكذاب مقعدة في الآخرة من النار، والنيح هو الندب والتعديد على الميت هو فجزاؤه أن يعذب في القبر بذلك النيح وفي الآخرة بشدة العذاب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم (سَمُّوا باسْمِي ولا تَكْتَنُوا بكُنْيَتِي، ومَن رَآنِي في المَنامِ فقَدْ رَآنِي؛ فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَمَثَّلُ في صُورَتِي، ومَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ).
يبيح الرسول أن يسمي الناس باسمه لكن لا يكتني أحد بكنيته وهي أبا القاسم، حتى لا يهيئ لأحد وجود أبا قاسم غير رسول الله، وأشار إلى أن الشيطان لا يتمثل في صورته في المنام صلَّ الله عليه وسلم.
كذلك روى عن رسول الله أمرًا لم يقله الرسول يستعد لدخول النار جزاءً له على افترائه على رسول الله.
5- الحاكم الجائر
من أشد الناس عذابًا يوم القيامة الحاكم الجائر هو الذي لا يحكم بالعدل ويحكم وفق أهوائه الشخصية حتى في وجود الدليل، وأيضا الحاكم الجائر هو الذي يحكم بين الناس على جهل منه فليس له الحق في ذلك.
فيقول الله جل وعلا في كتابه العزيز (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ)
قد ذكر النبي صلَّ الله عليه وسلم في الأحاديث عقاب ذلك الحاكم الجائر، فعن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم (القُضاةُ ثلاثةٌ، اثنانِ في النَّارِ، وواحدٌ في الجنَّةِ، رجلٌ علِمَ الحقَّ فقضَى بهِ فَهوَ في الجنَّةِ، ورجلٌ قضَى للنَّاسِ علَى جَهْلٍ فَهوَ في النَّارِ، ورجلٌ جارَ في الحُكْمِ فَهوَ في النَّارِ، لقُلنا: إنَّ القاضيَ إذا اجتَهَدَ فَهوَ في الجنَّةِ).
إن الحكم بين الناس يجب أن يُبنى على أسس وقواعد حددها الله سبحانه وتعالى وأهم تلك القواعد هي العدل، وأن يتقي الله ويحرص على تقصي الحق ورد مظالم الناس، فالحكم بين الناس يحتاج للصبر ليصل القاضي لتلك المنزلة العظيمة في الجنة.
أما من هو محكوم عليه بالنار من حكم بين الناس وهو جاهل بحقوقهم، وذلك لأنه وضع نفسه في مقام ليس أهلًا له، فَجُلَّ ما سيقوم به هو الفساد وضياع الحقوق.
والثاني المحكوم عليه بالنار هو الحاكم الظالم الذي عرف الحق وحاد عنه، ليتبع هواه ليس إلا.
اقرأ أيضًا: لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم وما هو تاريخ وقفة عرفة؟
6- التكبر على الخلق
السبب الحقيقي وراء طرد الشيطان من الجنة هو الكبر فقد تكبر على آدم الذي خلقه الله من الطين وظن إبليس أنه أفضل لأنه خلق من النار التي هي أقدر على الطين، فقد نهانا النبي الكريم عن الكبر في الحديث.
فيقول عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلَّ الله عليه وسلم قال (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ).
إن من في قلبه كبرًا ظننًا منه أنه أفضل من غيره، حتى ولو كان في قلبه مثقال ذرة من تراب أو يمكن المقصود بالذرة صغار النمل، وهي متناهية في الصغر لن يجد ريح الجنة، فقد فرق الحديث الشريف بين الكبر وبين اهتمام الإنسان بنفسه من حيث تهذيب شكله.
أشد الناس عذابًا يوم القيامة المشركين بالله والمنافقين والمصورين ومن يكذب على رسول الله والحاكم الجائر والمتكبر أعاذنا الله وإياكم منهم جميعًا.