من هو محمد الفاتح
من هو محمد الفاتح؟ وما هي أبرز أعماله؟ فهناك العديد من الأشخاص الذين تركوا أثرًا كبيرًا في الدين الإسلامي، ولكننا على الرغم من شهرتهم قد نجهل ما قدموه من أعمال جليلة نابعة من صدق إيمانهم إلى جانب ثبات عقيدتهم ومن هؤلاء الأشخاص محمد الفاتح، فمن هو محمد الفاتح؟ وهذا ما سنتعرف إليه اليوم من خلال منصة وميض.
من هو محمد الفاتح؟
كان العرب قبل مجيء الإسلام عبارة عن قبائل متفرقة يحاربون بعضهم البعض من أجل الاستمرار والبقاء، يحث إنهم كانوا موزعين في الفرس والروم وكذلك الأحباش، إلى أن جاء لهم الإسلام وجمعهم أسفل راية واحدة.
فاتفقوا على توجيه أسلحتهم إلى صدور الأعداء وتحقيق الانتصارات العديدة، وتمكنوا من فتح البلاد من مختلف الجهات مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، ونتيجة لصدق إيمانهم وقوة عقيدتهم استطاعوا الحفاظ على وحدة الدولة الإسلامية.
كان من بين هؤلاء العرب محمد الفاتح الذي أبلي بلاءً حسنًا في تاريخ الدين الإسلامي، فمن هو محمد الفاتح؟ وما هي قصة حياته؟
محمد الفاتح هو السلطان الغازي محمد الثاني، وأبوه هو السلطان مراد الثاني، ولقد وُلد محمد الفاتح في عام 1429م، وذلك في عاصمة الدولة العثمانية التي كانت آنذاك مدينة أردنة.
تعلم محمد فاتح حكم البلاد وهو طفلًا، حيث إنه ذُكر بأن والده بعثه عندما كان يبلغ عمر 11 عام إلى أماسيا لكي يحكمها في عهده، وهذا كما جرت العادات والتقاليد في الدولة الإسلامية.
فعندما مات والده بالفعل في عام 855هـ يوم 16 محرم أي في عام 1451م يوم 18 فبراير تولي خلافة الدولة العثمانية، وكان وقتها عمره 22 عام فقط، ولقد دام حكم محمد الفاتح نحو 30 سنة.
فهو السلطان السابع بالنسبة لترتيب الخلفاء من آل عثمان، وتميز حكمه بالخير إلى جانب عزّة المسلمين، ولقد تم تلقيبه بأبي الخيرات، ويُجدر بالإشارة إلى أن محمد الفاتح كان يتمتع بشخصية مميزة شملت الشجاعة والعدل.
اشتهر محمد الفاتح بفتحه لبلاد القسطنطينية التي استعصى فتحها على العديد من القادة قبله، وساهم بذلك في توحيد الدولة الإسلامية وتقويتها، فهو من الشخصيات البارزة في الإسلام والتي لها فيه دور عظيم وجليل.
اقرأ أيضًا: معلومات عن سورة الفاتحة
حياة محمد الفاتح التعليمية
تربى محمد الفاتح على تعاليم الإسلام وكذلك على حفظ القرآن الكريم الاقتضاء بمبادئه وذلك بواسطة المعلمين الذين بعثهم والده السلطان مراد الثاني إليه، وكان من أبرزهم الشيخ شمس الدين.
حيث إن هذا الشيخ استطاع أن يرسخ في قلب وذهن محمد الفاتح بأنه هو المقصود بحديث سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- والذي رواه بشر الغنوي عن الرسول عندما سمعه يقول ” لَتُفتَحنَّ القُسطنطينيةُ ولنِعمَ الأميرُ أميرُها ولنعم الجيشُ ذلك الجيشُ”.
كما أن محمد الفاتح تلقى العلم الغزير في مدرسة الأمراء، وتعرف إلى العديد من لغات عصره، وكان أكثر الأمور التي يجب تعلمها هي كتب التاريخ، وهذا ما جعل شخصيته بارزة في حسن الإدارة ومواجهة ميادين القتال.
أعمال محمد الفاتح
لكي نتعرف بشكل أكثر إلى من هو محمد الفاتح، فإننا سوف نذكر لكم أعماله العظيمة التي اشتهر به وجعلته من أبرز القادة في تاريخ الدولة العثمانية الذين ساهموا في رقي حضارة الإسلام:
- قام محمد الفاتح بوضع دستور للدولة العثمانية معتمدًا في وضعه على القرآن الكريم أي كتاب الله وعلى سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم-، ولقد ذُكر أن هذا الدستور ظل في الدولة العثمانية 4 قرون.
- أنشأ محمد الفاتح نحو 300 مسجدًا، وكان منهم 192 متواجدين في مدينة إسطنبول.
- كما أنشأ أيضًا محمد الفاتح 37 مدرسة.
- كان لمحمد الفاتح مجموعة من الآثار المعمارية التي شارك في إنشائها وهي مسجد السلطان محمد، وجامع أبي أيوب الأنصاري إلى جانب قصر سراي طوب قبو.
- حرص محمد الفاتح على تقديم يد العون والمساعدة لمختلف العلماء لا سيما علماء إسطنبول الذين كانوا في حاجة دائمة لاكتساب المنفعة من علمه.
- سار محمد الفاتح على نهج مؤسس الدولة العثمانية عثمان وكذلك على نهج أجداده في الفتوحات.
- أعاد بعد توليه الحكم هيكله كلًا من الإدارات والمؤسسات التابعة للدولة مما عاد عليها وعلى شعبها بالخير الوفير والصلاح.
- دعم كتائب الجيش وساهم في تطويرهم من خلال منحهم المال والسلاح.
- أعاد محمد الفاتح أيضًا هيكلة إدارة الأقاليم وذلك من خلال قيامه بتعيين الولاة الصالحين وإزالة كلًا من الظالمين والمقصرين عن الإدارة.
- بعدما استقرت الدولة وتحقق محمد الفاتح من قوة جيشه أسرع إلى فتح البلاد المسيحية لكي ينشر فيها الإسلام.
- من أشهر أعماله فتح بلاد القسطنطينية والتي كانت عاصمة بيزنطة، حيث إنه قام بتحويلها لتكون عاصمة الدولة العثمانية.
- طوّر محمد الفاتح البلاط السلطاني وساهم في منحهم كل ما يحتاجونه من خبرات سواء كانت إدارية أو عسكرية، وهذا الأمر حقق الاستقرار والتقدم لدولته.
اقرأ أيضًا: من هو مؤسس الدولة الأموية
قصة فتح القسطنطينية
في سياق تقديمنا لكم إجابة سؤال من هو محمد الفاتح، فإنه يُجدر بالإشارة إلى توضح قصة فتح القسطنطينية، حيث إنه هو الوحيد الذي قدر على فتحها، وإليكم فيما يلي بتفاصيل القصة:
1- محاولات القادة لفتح القسطنطينية
كانت القسطنطينية عاصمة بيزنطة تتميز بكونها من أكثر المدن قوة وإبهارًا من حيث المجالات العسكرية والاقتصادية إلى جانب أنها كانت أكثرها حصانة ومنعة وتميزًا.
كما أن موقعها الجغرافي كان رائعًا، حيث إنه جعلها بمثابة المركز الطبيعي الذي يلتف حوله العالم الشرقي، وهذا ما جعلها بمثابة المطمع والطموح للعديد من الإمبراطوريات في العالم.
فلقد ذكر بعض العلماء أن القسطنطينية تم حصارها أكثر من 29 مرة، وأن أول من حاصرها هو يزيد بن معاوية وكان ذلك في عام 654 م في عهد والده معاوية بن أبي سفيان.
ثم جاء بعده سليمان بن عبد الملك وحاصرها، وعلى الرغم من كل الإعدادات والتجهيزات من العدة البرية والبحرية بواسطة المحاصرين إلا أن القسطنطينية تمكنت من الصمود وردت كل المحاولات التي كانت ترغب في هدم جدرانها.
تمكن القائد المسلم مسلمة بن عبد الملك بالسيطرة على القسطنطينية ومحاصرتها، واستمر حصاره لها لمدة 7 سنين، وحاول كثير الأسطول الإسلامي في فتحها ولكن لم يُجدى الأمر نفعًا إلى أن جاء جيش محمد الفاتح.
2- ترتيبات محمد الفاتح لفتح مدينة القسطنطينية
قام محمد الفاتح بتجهيز جيشه جيدًا وأمدهم بالقوى البشرية إلى أن بلغ عددهم نحو ربع مليون، وعمل على تدريبهم على شتى فنون القتال، وكان يساهم في زرع العزيمة والهمة لديهم، وكذلك رفع روحهم المعنوية.
فقد كان يذكرهم باستمرار بحديث سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- عن فتح القسطنطينية، ودس بينهم مجموعة من العلماء لكي يقومون بالمساهمة في الإعداد المعنوي للجيش.
بني محمد الفاتح أمام قلعة البيزنطيين قلعة روملي حصار وكانت على مضيق البسفور، وذلك من أجل عمله على التمهيد والتجهيز لحصار قسطنطينية، وقام الجيش حينها بصنع المدافع وتجهيز كل ما يلزم.
أمر محمد الفاتح أيضًا المهندسين ببناء مجموعة من الفن، وذلك لأن مدينة القسطنطينية كانت تطل على البحر، إذ ينبغي أن يتم حصارها أيضًا بحريًا، فكانت النتيجة أنهم أنشأوا 400 سفينة حربية.
فلقد حرص محمد الفاتح على أن يواجه الأعداء مواجهة عدو واحد، ونجح بالفعل في ذلك.
3- انتصار محمد الفتح وفتح القسطنطينية
تحرك جيش محمد الفاتح برًا وبحرًا إلى القسطنطينية وقاموا بحصارها بالفعل في عام 1453 م، فأمر حينها قسطنطين الحادي عشر أن يترك المدينة ويسلمها للمسلمين حفاظًا على أرواح السكان، لكنه رفض.
كما حاول أن حاول مساومة محمد الفاتح على التراجع عن حصاره لمدينة القسطنطينية في مقابل عدم التعرض لجيش المسلمين، لكنه رفض هو الآخر، فحينها أدرك قسطنطين أن نهايته قد حانت.
لذلك أغلق أبواب مدينة القسطنطينية واختبأ فيها هو وجنوده الذين كان يبلغ عددهم نحو 40 ألف، فأمر محمد الفاتح بالتحرك نحوهم وبدأت السفن بالفعل تحاول اختراق الحصون ولكنها فشلت.
فحينها هزم الجيش الإسلامي وخسر محمد الفاتح جزءًا من أسطوله البحري، فقرر بأن ينقل السفن من الميناء الحالي وهو ميناء البسفور ووضعها في ميناء القرن الذهبي لكي يقوم بحصار القلعة.
فبعدما تمكن من ذلك هو وجيشه ونقل نحو 70 سفينة إسلامية للميناء استطاعوا التصدي أمام محاولات القسطنطينية في الهجوم عليهم، وتوالوا في ضرب المدفعية أيامًا.
ثم تمكنوا في نهاية الأمر من أن يدخلوا إلى داخل الحصون، وقاتل محمد الفاتح مع جيوشه ببسالة إلى أن تمكنوا من فتح القسطنطينية بنجاح.
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن محمد الفاتح هل هو صحيح الرواية والسند أم لا؟
وفاة محمد الفاتح
استكمالًا لموضوعنا الذي يقدم لكم الإجابة عن سؤال من هو محمد الفاتح، فإننا في السطور التالية سوف نذكر لكم تاريخ وفاة محمد الفاتح، وكيفية وفاته.
فلقد توفي محمد الفاتح يوم 5 من شهر ربيع الأول بين جيشه سنة 886 للهجرة، ولقد ذُكر بأنه توفي ليلة جمعة حينما كان خارجًا مع الجيش بعدما أصابه مرض شديد واشتد عليه في الأيام الأخيرة.
فلقد كان يتمنى أن يذهب مع جيشه لفتح إيطاليا، فكم كان قائدًا عظيمًا واستحق بجدارة أن يحصل على لقب الفاتح، وذلك بسبب وفاته وهو يجاهد في سبيل الله.
محمد الفاتح هو القائد الوحيد الذي تمكن من فتح القسطنطينية واتخاذها عاصمة للدولة العثمانية بعد أعوام من حصارها، وهو من المساهمين من الحفاظ على وحدة الدولة الإسلامية نظرًا للفتوحات العديدة التي حققها.