شروط زواج الرجل على زوجته
شروط زواج الرجل على زوجته في الإسلام مقيدة بأمور محددة فلا يجوز للزوج الزواج على زوجته بدون توافر تلك الشروط، وحتى في القانون المصري ألزم الرجال بشروط وضوابط يجب الالتزام بها حتى لا يتعرض للمساءلة القانونية، ونتعرف على شروط زواج الرجل على زوجته من خلال منصة وميض.
شروط زواج الرجل على زوجته
قد أحل الله الزواج وذلك لأغراض عديدة منها إشباع الغريزة الجنسية التي توجد عند كلا الجنسين في إطار ما أحل الله، فالأصل في الشريعة الإسلامية هو الزواج بواحدة فقط، لكن أحل الله الزواج بالثانية والثالثة والرابعة لعدة أسباب لكن الله قيد ذلك التعدد بشروط محددة وأن يكون هناك ضرورة للزواج مرة أخرى وتتمثل تلك الضرورات في الآتي:
- القدرة الجسدية الجنسية التي تجعل الرجل قادرًا على معاشرة زوجاته وتحصيل العفة لهم.
- القدرة المالية على الزواج الثاني حيث فرض على الرجل أن يعدل بين زوجاته في النفقة حتى ولو وصل عددهم لأربعة نساء فالقدرية المالية شرط لقوله -صلَّى الله عليه وسلم-: (يا معشَرَ الشَّبابِ، مَنِ استطاع منكم البَاءَةَ فلْيتزوَّجْ).
- عدم زواج الرجل بأكثر من أربع نساء.
- العدل بين الزوجات وهو أمر شرطه الله على الرجال، ويتمثل العدل بينهم في الأمور المالية والمبيت وحسن معاملتهم جميعًا لقوله تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا).
- عدم انشغال الزوج بزوجاته وملذاته عن طاعة الله جلَّ وعلا، فيجب عليه الحذر حتى لا يقع منه ما يجعله مقصرًا في حق الله وحق عبادته.
- أن تكون الزوجة الثانية ليست من المحرمين على الرجل تحريمًا أبديًا مثل الأخت في الرضاعة أو زوجة الأب، أو محرمة تحريمًا مؤقتًا كأخت الزوجة أو عمتها أو خالتها.
اقرأ أيضًا: حكم الزواج من غير مسلمة
حكم تعدد الزوجات
بعد بيان شروط زواج الرجل على زوجته في الإسلام وجب بيان الأحكام الخاصة بالتعداد، وللحكم عدة أوجه فتارة يكون محرمًا وتارة يكون مندوبًا وتارة يكون مكروهًا، لكن الأصل في التعدد هو الإباحة لقوله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) سورة النساء الآية 3.
1- الحالة الأولى للزواج الآخر
نشير إلى أن الحرام هو العمل الذي يعاقب عليه فاعله ويثاب عليه تاركه، ويكون هذا الحكم في حالة تيقن حدوث ضرر للزوجة الأولى بسبب شدة ميل الزوج للثانية.
كذلك مع عدم قدرة الزوج على العدل بين زوجاته بسبب عدم القدرة الجسدية أو المالية أو المبيت، (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ)، ولأن العدل شرط أساسي للزواج الثاني، فعقد الزواج صحيح لكن الإثم يقع على الزوج لعدم التزامه بالشروط التي حددها الله سبحانه وتعالى.
2- حكم الكراهة في الزواج الثاني
الكراهة هي ما يفضل الشرع تركه لكن إذا وقع فيه الشخص لا يعاقب عليه، ويكره الزواج الثاني إذا كان الزوج في عدم حاجة إليه ولا توجد ضرورة، وفي حالة أن يغلب على الزوج ظن أنه لن يستطيع العدل بين زوجاته، فكان العدل شرطًا للزواج مرة أخرى، ولأن هذا الزواج ليس له ضرورة.
3- حكم الندب في الزواج الثاني
الندب هو ما يحمد فعله ولا يعاقب تاركه، ففي بعض الحالات تقتضي المصلحة بالزواج من أخرى في الحالات الآتية:
- عدم الذرية: فالنفس تميل لإنجاب الولد، فإذا كانت الزوجة الأولى غير قادرة على الإنجاب طبيًا، يجوز للرجل الإتيان بزوجة ثانية بشرط العدل بينهما.
- عدم الاكتفاء الجنسي للرجل: فقد لا تعفه زوجة واحدة بسبب قدرته الجنسية الزائدة، فعليه أن يعف نفسه بالزواج من أخرى حتى لا يقع فيما حرم الله.
شروط زواج الرجل على زوجته في القانون
هنا بقي لنا أن نذكر شروط زواج الرجل على زوجته من الناحية القانونية، حيث إن هناك شروط وقوانين سنتها الدولة المصرية لتقييد الزواج الثاني حفاظًا على الأسرة، وألزمت به المسؤولين عن إتمام عقد الزواج، نذكر تلك القوانين في النقاط الآتية:
- تبعًا المادة 31.. على الزوجين القيام بعمل التحاليل الطبية اللازمة للتأكد من سلامتهما الجسدية، حفاظًا على صحتهما، والتحقق من بطاقة تحقيق الشخصية لكل منهما.
- تبعًا للمادة 31 من القانون المدني أنه ليس من حق المأذون إتمام عقد الزواج الثاني إلا بعد إخطار الزوجة الأولى أو بإحضار إذن كتابي منها، وهذا القرار قيد المناقشة في مجلس النواب.
- قد نص قانون العقوبات على أنه من حق الزوجة رفع دعوى قضائية على زوجها تطالبه بالنفقة بعد علمها بالزواج الثاني، تبعًا لعدد سنوات زواجهما، وتحديد ما لا يقل عن 2000 جنيه لكل سنة في هذا الزواج.
- إخبار الزوجة هو شرط لإتمام الزواج الثاني تبعًا لقانون المأذونين الذي تتم مناقشته حاليا في مجلس النواب.
- يجب على الزوج كتابة ربع ثروته للزوجة الأولى في حالة أراد تطليقها والزواج من أخرى، بعد تخطي عمر زواجهما العشرين عامًا.
- يشترط على الزوج تبعًا لمواد القانون أن يكتب في عقد زواجه الجديد أسماء وعناوين زوجاته السابقين وإن خالف ذلك يتعرض للمساءلة القانونية.
الحكمة من تعدد الزوجات
بعد بيان شروط زواج الرجل على زوجته وجب بيان الحكمة من تعدد الزوجات، فقد شرع الله تعدد الزوجات ليس للترف أو الهزء به، فالزواج مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الزوج من حيث كونه هو المسؤول عن النفقة، وهو الأساس في بناء الأسرة فيجب عليه مراعاة الله ومراعاة أسرته، ولننتقل لبيان الحكمة من التعدد في النقاط الآتية:
- حرمان الرجل من الذرية من زواجه الأول كما سبق وقد أشرنا، فقد شرع الله التعدد لتلك الحالة مراعاة للزوج والزوجة الأولى لعدم الفراق بينهما لهذا السبب.
- لأن أعداد الرجال عرضة للنقص بسبب الحروب، فيكثر عدد النساء الأرامل أو المطلقات، فكان هذا سببًا من الأسباب التي شرعت للتعدد.
- شرع التعدد لتقليل الحاجة إلى الطلاق بسبب حاجة الزوج الجسدية، حتى لا يتم التفريق بينهما وحتى لا يلجأ الزوج لإشباع حاجته الجسدية بطريقة محرمة فكان التعدد حلًا لذلك.
- تعدد الزوجات فيه صيانة للنساء من الوقوع في المحظور.
- شرع الله تعدد الزوجات لمساعدة الزوج على إبقاء زوجته الأولى في حال كانت مريضة ولا تستطيع القيام بالحقوق الزوجية.
- شرع التعدد تيسيرًا للرجل المسافر وبعيد عن أسرته صيانة له من الوقوع في المحرمات.
- الدليل على التعدد من السنة: عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: (النكاحُ من سُنَّتِي، فمن لم يعمَلْ بسنَّتِي فليس منِّي، وتَزَوَّجوا فإِنَّي مكاثِرٌ بكمُ الأمَمَ يومَ القيامَةِ، ومَنْ كان ذا طَوْلٍ فلْيَنكِحْ، ومَنْ لم يَجِدْ فعلَيْهِ بالصيامِ، فإِنَّ الصومَ لَهُ وِجاءٌ).
اقرأ أيضًا: الفرق بين السنة والشيعة في الزواج
الأحكام المتعلقة بالزواج الثاني
بعد بيان شروط زواج الرجل على زوجته وجب الإشارة إلى الأسئلة التي يبحث لها البعض عن الإجابات ويسأل في حكمها، فنبينها فيما يلي:
1- إذا اشترطت الزوجة في عقد الزواج ألا يتزوج الزوج عليها فما الحكم في تلك المسألة؟
هناك عدة آراء في تلك المسألة: فذهب البعض إلى أنه من حق الزوجة فسخ عقد الزواج إذا اشترطت على زوجها هذا في العقد ولها الحق في أخذ حقوقها كاملة دون نقصان، لكن ليس لها الحق في فسخ عقد الزواج الثاني.
على الزوج الالتزام بهذا الشرط وفاءً به، لقوله -صلًّى الله عليه وسلم-: (أَحَقُّ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا به ما اسْتَحْلَلْتُمْ به الفُرُوجَ)، وذهب أصحاب المذهب الثاني بأنه لا يجوز للزوجة ذلك لأنها تمنع ما أحل الله لقوله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ).
هذا الرأي مردود عليه بقول عمر بن الخطاب حين سئل عن تلك المسألة فإن اشترطت المرأة ذلك الشرط في عقد الزواج فهذا حقها وإن لم يستطع الزوج ذلك فيما بعد فلها الاختيار إن شاءت قبلت بزواجه الثاني وإن شاءت فسخت عقد النكاح لإخلال الزوج بالشرط.
2- هل يحق للزوجة فسخ عقد الزواج الثاني بعد علمها أو اشتراطها في عقدها بعدم الزواج عليها؟
الحكم، لا يحق لها فسخ عقد الزواج الثاني فقط يحل لها الخيار إن شاءت أبقت على الزواج وإن شاءت أنهت، وعقد الزواج الثاني صحيح متى توافرت شروطه.
3- هل يحق للزوج أن يخفي على زوجته الأولى الزواج الثاني؟
شرعًا يحق للزوج الزواج بدون إعلام زوجته الأولى أو أخذ رأيها بشرط أن يعدل بينهما في الحقوق الزوجية، لكن من حسن المعاشرة أن يبلغها بزواجه دون أن يؤذيها، كما لا يحق للزوجة إذا علمت أن تؤذي زوجها، ويحق للزوج إخفاء الأمر عن زوجته إذا خاف عليها من أن تصاب بالحزن الشديد ومراعاة لمشاعرها.
اقرأ أيضًا: ما هو زواج المسيار وما حكمه
4- هل يحل للزوجة طلب الطلاق إذا علمت بزواج زوجها؟
الزواج الثاني ليس من مبررات الطلاق إلا في حالة وقوع ضرر على الزوجة من حيث تقصير الزوج في حقها بسبب ميله الشديد للزوجة الثانية وعدم العدل بينهما، أو كان مشهود على هذا الزوج اتصافه بالفسق أو الفجور.
يحق للزوج الزواج مرة ثانية أو ثالثة أو رابعة بشروط شرعية وقانونية يجب عليه الالتزام بها وإذا أخل بتلك الشروط لا يحل ولا يحق له الزواج من الثانية، على أن أصل الزواج الثاني العدل فإن اختل ميزانه فيحاسب عليه عند الله يوم القيامة.