شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام
شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام من شأنه أن يجسد ما يشعر به الطرف الذي يعاني من الإهمال في العلاقة، ذلك الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في كراهية أحدهما للآخر كونه قد جعله يشعر بالخذلان حين أعطى ما بوسعه من حب واهتمام ولم يجد سوى عدم المبالاة، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على أهم أبيات الشعر التي تتحدث عن ذلك الشعور عبر السطور التالية.
شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام
كم يأن القلب حين يشعر أنه يبذل قصارى جهده في الحب، ولا يجد إلا أنه يستنفذه في الفراغ، فالذي أمامه لا يكاد يشعر به، لا يشعر بحبه وفيض حنانه، حتى يعمل على الاهتمام به ليرد له القليل مما يقدمه له.
لذا ومن خلال ما يلي سوف نقدم لكم الكثير من أبيات شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام، والتي من شأنها أن تشعر من يقوم بذلك بالذنب كونه لا يقدم للمحبوب ما يستحق.
فها هي أبيات شعر قصيدة (حسن مطلع من أهوى) والتي كتبها الشاعر الحاني عبد الغني النابلسي في العصر العباسي، والتي تتحدث عن مدى الجرح الذي يتسبب فيه ألم الإهمال، حيث أتت تلك الأبيات على النحو التالي:
يا حسن مطلع من أهوى بذي سلم
براعة الشوق في استهلالها المي
قلب تركب من اوصابه ولقد
أوصى به الصبر يوم البين للعدم
وما تعدى بتلفيق السلو على
قوم بهم مات عدا يوم بينهم
جسمي هو المعنوي الآن من كمد
وخاطري صار من همّ ومن سقم
صب يطرفه يوم النوى وصب
دمع تذيله الذكرى بهطل دم
يا قلب هم وعن السلوان مه فعسى
يصير لاحق وجدي ساحق النقم
أخبار أحبار عذالي مصحفة
وكل منهم عن التحريف كل فم
أطلقت فيهم لسان الذم فانطلقوا
وظل لفظي وضل الصدق من كملي
ان تم لي السعد لم أسمع ملامتهم
يا سعداني عن العذال في صمم
هجوت في معرض المدح العذول فلم
يغتظ وذا طبعه ان بالهوان رمى
ويح المتيم كم رد البعادله
عجزا على الصدر من فرط الغرام كم
يا عاذلي أنت معذور بلومك لي
إني تنزهت عن أوصافك العقم
ذمي بمشبه مدحي فيك أكد
أن لا تقى لك غير الغش والتهم
اقرأ أيضًا: أبيات شعر عن الحب والعشق والهيام مميزة ورائعة
أبيات شعر عن التجاهل
تجاهل الحبيب لمن يحب من أهم الأسباب التي تعمل على دفن المشاعر بينهما، حيث يشعر من يقدم الاهتمام أنه يفيض بحبه وفيض حنانه في إناء مثقوب لا يمتلئ فيروي ظمأه، وهنا سرعان ما تتبدل الأماكن.
حيث يشفق القلب على صاحبه فيبدأ أن يأن ويشعره أنه من الواجب عليه ألا يرضخ لتلك المشاعر التي تؤذيه، ولعل الأمر قد اتضح من خلال أبيات شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام التي كتبها حمد بن خليفة أبو شهاب.
فهو من شعراء العصر العثماني الذي تميز فيه المحب بالقوة على الرغم من أنه حنانه ورومانسيته إلا أنه لا يتخلى عن النخوة والشهامة ولا يركع ولا يلين بل إن كرامته تفوق حبه أضعافًا مضاعفة.
فقد ترك لنا قصيدة بعنوان (سكب الشعاع على الجبين الزاهر) وهي من أفضل القصائد التي عبرت عن مشاعر من قدم ولم يجد، حيث أتت شطور القصيدة على النحو التالي:
سكب الشعاع على الجبين الزاهر
نورا من الحسن البديع النادر
فتوردت وجناتها وتماوجت
خصلاتها ورنت بطرف فاتر
في جفنها وسن وفي إنسانه
سهم يطيرنا وليس بطائر
ومضت فأخجل قدها غصن النق
وتبسمت عن بارق في ماطر
فدهشت لا أدري أ حيرة ذاهل
عن نفسه أم بالجمال الباهر
فالحسن إن بلغ الكمال تساوي
قلب التقي به وعين الفاجر
والحب إن ملك القلوب فإنه
تنقاد طائعة لحكم الآمر
يا نسمة هبت فرنح نفحة
قدّا تضوع بالأريج العاطر
هل فيك للدنف الجريح فؤاده
عطف يخفف من عناء الشاعر
تتجاهلين وفي التجاهل مقتل
للحب بل لفؤاد شاك حائر
تتجاهلين قصائدي عمدًا ولي
فيهن فيك وضعت كنز جواهري
وخصصت ذاتك بالقريض وبالندى
ورويت حبك من معين مشاعري
وأهنت فيك النفس وهي عزيزة
وعصيت فيك عواذلي وعواذري
إن كنت جاهلة بمنهاج الهوى
يممت منهاج الكريم العاذر
قصيدة شعرية عن عدم الاهتمام
من أقسى ما قد يمر به الإنسان هو أن يجتاحه شعور أنه لا داعي لوجوده وانه ليس هناك من يكترث إلى ذلك فهو مهمش للغاية وإن غاب يومًا يكاد ينسى، على الرغم من كونه لم يبخل يومً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فمن يحب يفيض على محبوبه بفيضان من المشاعر التي لا تنتهي فيكون العطاء ماديًا ومعنويًا.
الجدير بالذكر أن ذلك لا يقتصر على علاقة الحبيب والحبيبة فقط، فقد يأتي التجاهل من الأهل، الأصدقاء المقربين، الأبناء، أولئك من نبذل لأجلهم الكثير دون أن نعد العدة أنهم سوف يتجاهلوننا يومًا ما، فيجعلون من قلوبنا ثرى أقدامهم ساحقين مشاعرنا بكل قسوة.
فها هي قصيدة (إذا رماك الدهر) والتي كتبها جارمانوس فرحات تخبرنا أن الشعر عن التجاهل وعدم الاهتمام من الممكن أن يكون تعبيرًا عن الألم الذي يشعر به المرء مهما حاول أن يداريه، حيث أتت أبيات القصيدة على النحو التالي:
إذا رماك الدهرُ في بلدةٍ
وأهلُها يَعْدونَ في غيِّهمْ
وخِلتَهم كالآل في مهمهٍ
يلوح ماءُ المكر في ريِّهمْ
وآلة التعريف في عُرفِهم
كآلة التنكير في أيِّهمْ
ويسألونَ الجرحَ عن كيِّه
تجاهلًا والجرحُ من كيِّهمْ
ويرتدون الحب من ظاهرٍ
ويُبطنون الغش في طيِّهمْ
ويُدغمون الحقَّ في باطلٍ
ويسألون الميْتَ عن حيِّهمْ
فدارِهم مادمت في دارهم
وحَيِّهم ما دمت في حيِّهمْ
مراتبُ أهلِ الفضل خمسٌ تجمَّعت
إذا فُقِدوا يُبكَى على الفضل بالدمِ
غيورٌ على الإيمان والعرض والتقى
به غيرةٌ تنمو إلى الحق تنتمي
وساعٍ إلى الإحسان ما بين قومه
بجودٍ وإفضالٍ على كل مُعدِم
ومن عالم قد جاء بالعلم عاملًا
يُضي جاهلًا عن طُرْقِ مَلزومه عَمي
ومن منصفٍ يَقضي بشرعٍ محقَّقٍ
ويَفصلُ في دعواه إشكالَ مبهم
ومن عابدٍ يبغي الكمال مجاهدًا
توشَّح في ثوبٍ من البر مُعلَم
اقرأ أيضًا: شعر عن الرجل الشهم
أبيات شعرية عن الإهمال
كذلك الإهمال الذي يتعرض له قلب المشتاق من شأنه أن يطفيء لهيب العشق، فكلما اشتاق المرء إلى محبوبه تذكر أنه لا يكترث لأمره، ولا يظهر له إلا الأهمال، حينها لا يسعه سوى أن يصمت أمامه عاجزًا عن وصف شعوره.
ذلك الذي يكاد ينفجر من بين ضلوعه معربًا عن بالغ الأسى لما وصلت له تلك العلاقة، بعد أن اختلت كون هناك من يقدم ويبذل دون حساب، وبين من يأخذ من طاقة الآخر دون أن يعمل على دعمها من أجل عدم انطفاءها.
لعل ذلك المعنى قد تجلى في قصيدة ابن الرومي والتي حملت عنوان (راع فؤادي منك) والتي تشعرنا كام عانى الكاتب وكم كان قلبه يتألم حين كتب تلك الأبيات الملهمة من شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام، حيث أتت الأبيات على النحو التالي:
راع فؤادي منك ما راعَهْ
ولاعه صدك ما لاعَهْ
أمرضت قلبي ثم ما عدته
كلًا ولا داويت أوجاعَهْ
يا مالكًا قلبي وتعذيبه
مهلًا فما ملكت إقلاعه
ته عند تمليكك تخليصه
أو عند إحسانك إمتاعه
حق لك الكبر على عاشق
نارك في جنبيه لذاعه
لو كنت قد مُلِّكت إنقاذه
منك كما مُلِّكت إيقاعه
يا ناقص القدرة كم غيةٍ
ليست لها نفس بتيَّاعه
لا تحسبنِّي للهوى طعمةً
إنِ استجاش الرأي أشياعه
أنا الذي إن شئت هان الهوى
خَوَّفَ أو أطمع إطماعه
يا عجبًا من شنطف إنها
أضحت تغني غيرَ مرتاعه
ما أصفق الوجه الذي أعطيت
ساق إليه الخزيُ أنواعه
ألقِ إليها أذنًا واستمع
أبرد ما غنته كرَّاعه
وأْمُرْ لها ثم بروميةٍ
للرقص والإيقاع جمَّاعه
رقّاصةٍ في البطن كبَّادةٍ
موقعة في الرأس صفّاعه
تعسًا لها تعسًا إذا ما عوت
ونزعةً للنفس نزّاعه
تفسو فما تنفك عن فسوها
دواخن في البيت منباعه
دحداحة الخلقة حدباؤها
قامتها قامة فُقّاعه
قصيرة القامة مقصوعةٌ
للقمل فوق الطبل قصّاعه
شعر عن التغافل في الحب
على الرغم من أن من يتعرض للإهمال من الطرف الآخر لابد وأن يشعر ببعض الآلام إن لم تسيطر عليه وتجعل من قلبه مسكن للأحزان، إلا أنه في بعض الأوقات يسعى لأن يتغافل من اجل إبقاء الحب ومشاعره الدافئة التي لا يمكنه أن يتجاوزها.
ففي بعض الأحيان يكون التغافل هو الحل إلى أن يستفيق المهمل في العلاقة من تلقاء نفسه فيجد أنه على حافة خسارة قلب من اجمل ما يكون، وهو ما حاول ابن الجزري أن يوضحه لنا من خلال قول شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام من خلال تلك القصيدة المميزة.
حيث حملت عنوان رؤوس العوالي ةالتي تتميز أبياتها بالقوة والرفعة وعزة النفس، فقد أتت على النحو التالي:
رؤوس العوالي للمعالي معاقل
وأيدي المواضي للأماني منازل
فتلك بهذي شامخات وهذه
إذا ما تناءت قربتها المناصل
فلا تطلب الأشياء ما لم تطل بها
فما في سواها للمؤمل طائل
بها تبرأ الأدواء بعد عيائها
وان دواء الأكرمين الذوابل
ومضمرة للأمر جرد ضوامر
ومسرودة لم تمض فيها العوامل
وما صهوات الخيل إلا مكائد
ولا حلقات الزغف إلا حبائل
فمن رام صيد المجد فليصطحبهما
فصائد هذي فوق هاتيك صائل
وان علق عن نيل المنى قدر المنى
ففي كل غال تعتريك الغوائل
وأوفق من ذل المعيشة للفتى
مع العز داع للمنية عاجل
فما الدهر من يبقى على متحمل
ولا الناس من فيهم لعبئك حامل
وان اخلاء الرجال اوانس
لديك وفي الضراء عنك جوافل
وما زاتل يزري البؤس عن لباسه
اخا العقل حتى تزدريه العقائل
وحتى يغض الطرف عنه خليله
وبعرق عن اقواله من يشاكل
ورب غبي كنت أحسن وده
ويقبح لي اقواله والفعائل
تغافلت عن اشياء منه وربما
يسرك في بعض الأمور التغافل
بغى فرماه البغي عني بأسهم
ألا إن بغي المرء للمرء قاتل
اقرأ أيضًا: شعر عن الورد نزار قباني
أبيات شعر عن عدم الاهتمام بالإساءة
من أجمل المواضع التي من الممكن أن يتم من خلالها استعمال شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام هو ذلك الموضع حين يقوم الشاعر بمعاقبة قلب من أساء إليه من خلال إشعاره بأنه قد تغافل من أجل المحافظة على العلاقة.
فإنه ليس من الحكمة أن ننهي العلاقات الجميلة التي عملنا لسنوات على المحافظة عليها ليأتي سبب من شأنه أن يكون بسيط فتكون النتيجة انهاء تلك العلاقة بدلًا من الانتهاء من سبب الخلل، فقصيدة (تغافل فليس السرو إلا التغافل) والتي كتبها أبو الهلال العسكري من شأنها أن تكون مؤكدة لذلك، حيث تجلت من خلالها أجمل أبيات الشعر عن التجاهل وعدم الاهتمام.
تَغافَل فَلَيسَ السَروَ إِلّا التَغافُلُ
وَلَيسَ سُقوطُ القَدرِ إِلّا التَعاقُلُ
وَلا تَتَجاهَل إِن مُنيتَ بِجاهِلٍ
فَلَيسَ فَسادُ الجاهِ إِلّا التَجاهُلُ
وَلا تَتَطاوَل إِن تَطاوَلَ أَحمَقٌ
فَرَأسُ حَماقاتِ الرِجالِ التَطاوُلُ
سَأَستَعطِفُ الأَيّامَ حَتّى تَرُدَّني
إِلى جانِبٍ مِنها يَلينُ وَيَسهُلُ
وَأَقنَعُ لا أَنَّ القَناعَةَ لي غِنىً
وَلَكِنَّ صَونَ العِرضِ بِالحُرِّ أَجمَلُ
يَقولونَ ما لا يَفعَلونَ وَإِنَّما
يَطيبُ نَثا مَن لا يَقولُ وَيَفعَلُ
يَئِستُ مِنَ الأَقوامِ في كُلِّ بَلدَةٍ
وَإِن أَنَ لَم آيِس فَمَن ذا أُؤَمِّلُ
رَأَيتُهُمُ يَدرونَ أَن يَتَطاوَلوا
عَلَيَّ وَلا يَدرونَ أَن يَتَطَوَّلوا
أُحَقِّرُ نَفسي وَهيَ نَفسٌ جَليلَةٌ
تَكَنَّفُها مِن جانِبَيها الفَضائِلُ
أُحاوِلُ مِنها أَن تَزيدَ فَتَرتَقي
إِلى حَيثُ لا يَسمو إِلَيهِ المُحاوِلُ
وَإِن أَنتَ لَم تَبغِ الزِيادَةَ في العُلا
فَأَنتَ عَلى النُقصانِ مِنهُنَّ حاصِلُ
الجدير بالذكر أن الطرف الذي يعمل دائمًا على التغافل من أجل أن تستمر العلاقة من شأنه أن يمل يومًا ما، حين يرى أن ما يفعله ما هو إلا تنزيل من شأنه وانتقاص من كرامته أمام شخص لا يكاد يشعر به، حينها سيدرك أنه يخطيء بحب نفسه ويعمل على ظلمها وبالتالي سوف يتوقف عن التفكير في الأمر برمته.
أبيات شعر عن عدم الاكتراث
في بعض الأحيان يكون الشعر عن التجاهل وعدم الاهتمام من اهم وسائل العتاب التي يعاتب بها من اذتاق وقلبه يتوقد من لهيب الشوق ولن كرامته وعزة نفسه تحول بينه وبين البوح بذلك.
فعلى الرغم من أن شاعر القصيدة التالية وهو عمرو بن الاهتم كان يغدق محبوبته من فيض المشاعر الجياشة، إلا أنه من خلال قصيدة أجدك لا تلم قد أوضح لنا أجمل معاني وصفات الحب، والتي من شأنها أن تتجلى فيها أعظم أبيات شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام والتي تظهر من خلال ما يلي:
أَجَدَّكَ لا تُلِمُّ وَلا تَزورُ
وَقَد بانَت بُرهنِكُم الخُدورُ
كَأَنَّ عَلى الجِمالِ نِعاجَ قَوٍّ
كَوانِسَ حُسّرًا عَنها السُتورُ
وَأَبكارٌ نَواعِمُ أَلحَقَتني
بِهُنَّ جُلالَةٌ أُجُدُّ عَسيرُ
فَلَمّا أَن تَسايَرنا قَليلًا
أَذِنَّ إِلى الحَديثِ فَهُنَّ صُورُ
لَقَد أَوصَيتُ رِبعيَّ بِنَ عَمروٍ
إِذا حَزَبَت عَشيرَتَكَ الأُمورُ
بِأَن لا تُفسِدَن ما قَد سَعَينا
وَحِفظُ السورَةِ العُليا كَبيرُ
وَإِنَّ المَجدَ أَوَّلُهُ وعورٌ
وَمَصدَرُ غِبِّهِ كَرَمٌ وَخِيرُ
وَإِنَّكَ لَن تَنالَ المَجدَ حَتّى
تَجودَ بِما يَضنُّ بِهِ الضَميرُ
بِنَفسِكَ أَو بِمالِك في أُمورٍ
يَهابُ رُكوبَها الوَرِعُ الدَثورُ
وَجارِيَ لا تُهينَنهُ وَضَيفي
إِذا أَمسى وَراءَ البَيتِ كورُ
يَؤُوبُ إِلَيكَ أِشعَثَ جَرَّفَتهُ
عَوانٌ لا يُنهنِهُها الفُتورُ
أَصِبهُ بِالكَرامَةِ وَاِحتَفِظهُ
عَلَيكَ فَإِنَّ مَنطِقَهُ يَسيرُ
وَإِنَّ مِنَ الصَديقِ عَلَيكَ ضِغنًا
بَدا لي إِنَّني رَجُلٌ بَصيرُ
بِأَدواءَ الرِجالِ إِذا اِلتَقَينا
وَما تَخفي مِنَ الحَسَكِ الصُدورُ
فَإِن رَفَعوا الأَعِنَّةَ فَاِرفَعَنها
إِلى العُليا وَأَنتَ بِها جَديرٌ
من الأمور الضرورية التي يجب أن يضعها المحب نصب عينيه أنه على الرغم من أهمية الحب في حياتنا، إلا أنه لا يجدر بالمرء مهما حدث أن يجعل من تلك المشاعر سببًا للتقليل من شأنه، فإن حدث ذلك فلينأى بنفسه بعيدًا.
اقرأ أيضًا: أبيات شعر عن الحب قصيرة
أبيات شعرية عن إهمال الحبيب
يجب على الحبيب أن يدرس صفات من يحب بشكل جيد، فإن فرط الحب في الكثير من الأحيان قد يكون سببًا في تكبر المحبوب وإهماله، فهو يشعر بأن من يحب قد أصبح مضمون الوجود ولا يمكنه أن يرحل.
فها هو قسطاكي الحمصي الشاعر المغوار الذي كتب لنا قصيدة جميلة تحتوي على أبيات شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام والتي من شأنها أن توضح المعنى، حيث لم يلقي اللوم على المحبة التي اهملت وما عادت تكترث لأمره، كونه قد أفضى عليها من نهر حبه ما خول لها ذلك، حيث تجلت أبيات القصيدة الرائعة على النحو التالي:
وحقك ايزابيل ما أنا هاجع
ولا أنا من بعد الضياء مقاطع
نعم طال ندبى خير خل فقدنه
واني عليه ما حييت لجازع
لقد كان رب النثر غير مدافع
وكان إمام العصر ليس ينازع
ولكنني ما زلت بالفضل مولعا
إذا ما دعا داع اليه أسارع
ولم تخب لي بعد الضياء مشاعل
وكم لي منها في الظلام طلائع
يسير على انوارها كل مبصر
ويرتد عنها الضد والطرف خاشع
وما زلت ايزابيل والحسن مذهبي
أجابع في سفر الهوى وأطالع
يتيمني طرف كحيل وقامة
مهفهفة تبدو ديها المطامع
إذا قلت شعرا في بديع صفاتها
تخيلت ان ابن الثمانين ياقع
وما ضرني ان خضب الشيب مفرقي
ولي من فؤادي في الغرام مشايع
فاعشق معنى الحسن في كل صورة
فيعتز مصنوع ويفخر صانع
وأهوى من الأخلاق أكرمها ولا
بغيض لقلبي كاللئيم يخادع
سلي ان تجاهلت الذي كان من فتى
أمل صروف الدهر وهو يقارع
سلي منهل الوراد ان مسك الظما
رواك بعذب سائغ يتتابع
الجدير بالذكر أنه عندما يتبع الشاعر ذلك الأسلوب في المعاتبة فإنه يجسد ألم الحبيب في كلا الأمرين التجاهل والتقليل من النفس.
أبيات شعرية عن إهمال المحبوب
في بعض الأحيان يرى المحبوب أنه ينال من حبيبه ما لا يستحق من المشاعر الفياضة التي يجود بها من صدق في حبه، فلا يسعه حينها إلا أن يتأمل تلك الطريقة الرائعة التي يعشقه بها، إلا أن ذلك من شأنه أن يحرك داخله العديد من التساؤلات الاستنكارية، فكيف لا يبادله تلك المشاعر الفياضة إلا أنه يقدمها له على الرحب والسعة.
فمن خلال أبيات شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام التي قالها هشام الجخ من خلال قصيدته العامية إيزيس يمكننا أن نستشعر ذلك، حيث أتت على النحو التالي:
أنا المجرم وأنا القاسي
أنا اللي نسيتها ميت مرة، ما نسيتني
ومشيتها في دروب مُرّة، ما ملتني
وداست عالطريق حافية، وسلتني
وصحيت بدري وقت الفجر صلتني
أرد بإيه؟
وقلبها سابها في متاهة
قليل الأصل غياها، وقلبي التاني قساني
وقل بأصله وياها أرد بإيه؟
شعر عن ألم التجاهل
أن يشعر المرء أنه لا يجد مقابل ما يغدق به حبيبه أمر في غاية الاسف، فهو لا ينتظر منه ان يأتي له بالدنيا بين يديه، وإنما يود أن يشعر أنه قد كان حريصًا على أن يخبره أن إحساسه وفيض حنانه قد وصل إليه.
فقصيدة طال الثواء والتي كتبها عمرو الاهتم من شأنها ان تخبرنا بذلك، حيث كتب فيها أجمل أبيات شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام خاصة إن طال وقته، فأصبح يأكل من الحب حتى كاد أن يلتهمه بأكمله.
لذا على الشخص إن رأى أن محبوبه لا يبخل عليه بالمشاعر الحانية الدافئة، فليشرع أن يبادله بها، ويكثر إن استطاع حتى لا يرى الطرف الآخر يتألم مثلما سنشعر من خلال أبيات الشعر عن التجاهل وعدم الاهتمام التي سنكون بصددها عبر ما يلي:
طالَ الثواءُ عَلَيها بِالمَدينَةِ لا
تَرعى وَبيعَ لَها البَيضاءُ وَالوَرقُ
مَرّت دُوَينَ حياضِ الماءِ فَاِنصَرَفَت
عَنهُ وَاعجَلَها أَن تَشرَبَ الفرَقُ
حَتّى إِذا ما أَفاءَت وَاستَقامَ لَها
جَزعُ الوُثِّيجِ بِالراماتِ وَالرَفَقُ
لَولا الجَديلُ وَأَنساعٌ مُظاهَرَةٌ
وَالضَربُ بِالسَوطِ حَتّى بَلَّهُ العَلَقُ
أَلقَت مَتاعي بِجَنبِ القاعِ وَاِنطَلَقَت
كَأَنَّها واضحٌ أَقرابُهُ لَهَقُ
أَلا طَرَقَت أَسماءُ وَهِيَ طَروقُ
وَبانَت عَلى أَنَّ الخَيالَ يَشوقُ
بِحاجَةٍ مَحزونٍ كَأَنَ فُؤادَهُ
جَناحٌ وَهي عَظماهُ فَهوَ خَفوقُ
وَهانَ عَلى أَسماءَ أَن شَطَّتِ النَوى
يَحنُّ اِلَيها وَالِهٌ وَيَتوقُ
ذَريني فَإِنَّ البُخلَ يا أُمَّ هَيثَمٍ
لِصالِحِ أَخلاقِ الرِجالِ سَروقُ
ذَريني وَحُطّي في هَواي فَإِنَّني
عَلى الحَسَبِ الزاكي الرَفيعِ شَفيقُ
وَإِنّي كَريمٌ ذُو عيالٍ تَهُمُّني
نَوائِبُ يَغشى رُزؤُها وَحقوقُ
وَمُستَنبِحٍ بَعدَ الهُدوءِ دَعوَتُهُ
وَقَد حانَ مِن نَجم الشِتاءِ خُفوقُ
يُعالِجُ عِرنينًا مِنَ الليلِ بارِدًا
تَلُفُّ رياحٌ ثَوبَهُ وَبُروقُ
تَأَلَّقَ في عَينٍ مِنَ المُزنِ وَادِقٍ
لَهُ هَيدَبٌ داني السَحابِ دَفوقُ
أَضفتُ فَلم أُفحش عَلَيهِ وَلَم أَقُل
لِأَحرِمَه إِنَّ المَكانَ مَضيقُ
اقرأ أيضًا: أبيات شعر عن الصداقة والأخوة لكبار الشعراء
أبيات شعرية عن نسيان الحبيب
نزار قباني من أهم الشعراء الذين كان يلجئون إلى أسلوب تأنيب الضمير، حيث يحدث المرأة عن كل ما يعاني منه دون أن يطلب منها أن تهتم به على الرغم من حاجته إلى ذلك والتي من شأنها أن تتجلى ضمن أبيات شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام التي يسردها لنا.
فمن خلال قصيدته التي تحمل عنوان (كيف سأوقف هذا المد) من شأننا أن نتأكد من ذلك، حيث أتت الأبيات على النحو التالي:
كيف سأوقف هذا المد اللاقومي،
وهذا الفكر التجزيئي،
وهذا المطر الكبريتي،
وهذا النزفا؟
كيف نعبر عن مأزقنا؟
كيف نعبر عما يكسر في داخلنا؟
كيف سنتلو آي الذكر على جثتنا؟
إن مباحث أمن الدولة تطلب منا
أن لا نضحك
أن لا نبكي
أن لا ننطق
أن لا نعشق
أن لا نلمس كف امرأةٍ
أن لا ننجب ولدًا
أن لا نرسل أي خطابٍ
أن لا نقرأ أي كتابٍ
إلا عن أحوال الطقس، وإلا عن أسرار الطبخ
فتلك قوانين المنفى.
يا سيدتي:
ماذا أفعل لو جاءتني أمي في الأحلام؟
ماذا أفعل لو ناداني فل دمشق
وعاتبني تفاح الشام؟
ماذا أفعل لو عاودني طيف أبي؟
فالتجأ القلب إلى عينيه الزرقاوين
كسرب حمام
يا سيدتي:
كيف أقولك شعرًا؟
كيف أقولك نثرًا؟
كيف أقولك، يا سيدتي، دون كلام؟
كيف أبشر بالحرية
حين الشمس تواجه حكمًا بالإعدام؟
كيف سآكل من غير طعام؟
يا سيدتي:
إني رجلٌ لم يتخرج من بارات السلطة،
في أحد الأيام.
أو أشغلت وظيفة قردٍ
بين قرود وزارات الإعلام!!
يا سيدتي:
إني رجلٌ لا أتوارى خلف حروفي
أو أتخبأ تحت عباءة أي إمام
يا سيدتي: لا تهتمي.
فأنا أعرف كيف أكون كبيرًا
في عصر الأقزام.
شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام من الأبيات الشعرية التي تشعر المتجاهل بتأنيب الضمير على رغم قوتها وجميل أساليبها المختلفة، فهي من أجمل البحور الشعرية.