حكم صلاة الجمعة في البيت
ما حكم صلاة الجمعة في البيت للرجال؟ وما حكمها بالنسبة إلى النساء؟ يوم الجمعة من أعظم الأيام عند الله تعالى فقد جعله عيدًا للمسلمين لما فيه من فضل عظيم، فقد شُرعت فيه صلاة الجمعة وهي من أفضل الصلوات المكتوبة، لذلك سوف نتعرف على حكم صلاة الجمعة في البيت وفضائل يوم الجمعة وكذلك السنن المتبعة في ذلك اليوم من خلال منصة وميض.
حكم صلاة الجمعة في البيت
يوم الجمعة من أعظم الأيام عند الله -سبحانه وتعالى- فهو خير يوم طلعت فيه الشمس حيث ورد في فضله العديد من الآيات والأحاديث، وقد أجمع الفقهاء على أن صلاة الجمعة هي فرض عين على كل مسلم بالغ غير مسافر.
أي أن الشخص يأثم إذا تركها بدون عذر قهري يمنعه من قضائها بالإضافة إلى أنها من شعائر الله والتي يجب على المسلمين تعظيمها والاهتمام بفضلها وثوابها، ويجدر الإشارة إلى أن المرأة والمسافر والصبي الذي لم يبلغ بعد ومن فقد عقله لا تجب عليهم صلاة الجمعة فإذا قاموا بأدائها نالوا ثوابها.
حضور خطبة الجمعة لها فضل كبير وثواب عظيم عند الله خاصةً لأولئك الأشخاص الذين يذهبون مبكرًا إلى المساجد قبل طلوع الإمام على المنبر يجلسون يذكرون الله ويسبحون بحمده منتظرين إقامة الصلاة وسماع الخطبة والاستفادة منها، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيهم:
“مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ”.
في حديثنا عن حكم صلاة الجمعة في البيت نذكر أنه قد أجمع الفقهاء على عدم جواز صلاة الجمعة في المنزل للرجال فيجب على المسلمين الذهاب إلى المسجد لأدائها كما ذكرنا ولكن استثنت الشريعة بعض الأشخاص غير القادرين على أداء صلاة الجمعة في المساجد مثل كبار السن والمرضى أن يقوموا بأدائها في المنزل، ولكن وفق شروط معينة وهي:
- ألا تصلى ركعتين مثل المساجد بل تصلي ظهرًا أربع ركعات متصلين.
- لا يوجد بها خطبة.
- تصلى جماعة أو انفرادًا.
اقرأ أيضًا: حكم رفع اليدين في الدعاء
حكم صلاة الجمعة في البيت عند انتشار الأوبئة
بعد التعرف على حكم صلاة الجمعة في البيت وما أجازه الفقهاء في هذا الأمر يجدر الإشارة إلى أنه في زمن انتشار الأوبئة والأمراض تغلق المساجد ويصلي المسلمون في بيوتهم لحفظ أنفسهم من العدوى وانتشار المرض، مثلما يحدث في زمننا هذا في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.
حيث أجمع الفقهاء على جواز صلاة الجمعة في البيت بل وكل الصلاة المفروضة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التزامًا بالإجراءات الوقائية الاحترازية.
حكم صلاة الجمعة في المسجد للنساء
حدد الشرع بعض الأشخاص الذين يتم استثنائهم من صلاة الجمعة في المسجد من ضمنهم النساء، حيث جعل الله صلاة الجمعة غير واجبة على النساء يحفظها ويحميها من شر الفتن التي قد تواجهها في مكان يوجد به الرجال فمن الحيطة أن تصليها ظهرًا في المنزل، ولكن إذا كانت المرأة تريد أن تخرج لقضاء صلاة الجمعة في المسجد يجب ألا تتزين أثناء ذهابها.
اقرأ أيضًا: صلاة الحاجة 12 ركعة كيفية أدائها وحكم صلاتها
حكم تعدد الجُمع
اختلف الفقهاء في حكم تعدد الجمع على رأيين وهما:
- الرأي الأول: يجوز تعدد الجمع في البلد الواحد ولكن يجب أن تكون المؤسسة الدينية الموجودة داخل البلد هي المسؤولة عن الخطبة والتنظيم داخل المسجد.
- الرأي الثاني: لا يجوز تعدد الجمع في البلد الواحد لغير الحاجة فإذا حدث أكثر من صلاة جمعة في البلد فلا تصح إلا الجمعة التي بدأت بتكبيرة الإحرام.
شروط صحة صلاة الجمعة
كغيرها من الصلوات هناك آدابًا يجب اتباعها وشروطًا يجب عدم التغافل عنها أثناء أداء الصلاة، فصلاة الجمعة في المساجد من الصلوات التي لها فضل عظيم عند الله لذلك يوجد بعض الشروط لصحة أدائها في المسجد.
فيجب أن تقام صلاة الجمعة في المكان الموجود به أهل البلدة ويكونوا آمنين سالمين من أي أذى، حيث أجمع جمهور الفقهاء على أنه ليس شرطًا أن تقام صلاة الجمعة مصرًا جامعًا، على أن هناك عدد معين يجب أن تقام به صلاة الجمعة، وقد اختلف الفقهاء في تحديد ذلك العدد:
- المالكية: ألا يقل عن اثنا عشر شخصًا من أهل البلد بغير الإمام.
- الحنفية: ممكن أن يكونوا ثلاثة اشخاص فأكثر بغير الإمام.
- الحنابلة والشافعية: ألا تقل عن أربعون شخصًا بغير الإمام مستندين بذلك على أن الأنبياء بعثوا في سن الأربعين أي أن عدد أربعون يوجد فيه الكمال.
كذلك فإن صلاة الجمعة يكون بها خطبتين قبل إقامة الصلاة، وتصلى بعد طلوع الشمس في وقت صلاة الظهر لأنها تحل محل صلاة الظهر، على الرغم من وجود خلاف في هذه المسألة لكن جمهور الفقهاء أجمع على ذلك والدليل ما رواه أنس بن مالك عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُصلِّي بنا الجمُعةَ حين تَميلُ الشَّمسُ”.
السنن والآداب المتعلقة بيوم الجمعة
بعض السنن التي كان يفعلها الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل خروجه إلى صلاة الجمعة والآداب المستحبة في ذلك اليوم تتمثل في:
- الاغتسال صباحًا.
- تنظيف الجسم من الشعر الزائد في الجسم مثل العانة والإبط.
- يستحب تقليم الأظافر.
- ووضع المسك من أجل التطيب.
- تنظيف الأسنان بالسواك.
- الذهاب مبكرًا إلى المسجد.
- المشي إلى المسجد بهدوء وعدم الاستعجال لأن كل خطوة يخطوها المسلم إلى المسجد ينال بها أجر.
- الجلوس قرب منبر الإمام.
- عدم التحدث أثناء صعود الإمام على المنبر والتركيز في الخطبة.
- قراءة سورة الكهف قبل مغرب الجمعة لما فيها من فضل عظيم بين الجمعتين.
- الإكثار من الصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- والإكثار من الدعاء أيضًا.
اقرأ أيضًا: صلاة الرجل مع زوجته بمحاذاة بعض هل تجوز أم لا؟
فضل يوم الجمعة
مما لا شك فيه أن حكم صلاة الجمعة في البيت كان غير جائز إلا على الأشخاص الذين استثناهم الشرع لأن يوم الجمعة من أعظم الأيام عند الله تعالى، لذلك خصه بالذكر عن باقي أيام الأسبوع.
لأن في ذلك اليوم خلق الله سيدنا آدم أبو البشر وأدخله الجنة بعد أن اكتمل خلق الكون وجعله اليوم الذي تُقام فيه الساعة والدليل على ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “خيرُ يومٍ طَلعَتْ فيه الشَّمسُ يومُ الجُمُعة؛ فيه خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وفيه أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيه أُخرِجَ منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجُمُعة”.
هذا اليوم جعله الله هدى وعيد للمسلمين جميعًا وإحياء شعائر الله في ذلك اليوم مثل إحياء شعائر صلاة عيد الفطر أو الأضحى، فإنها تدل على التقوى التي في قلوب المسلمين، فمن تعظيم الله للمسلمين جعل لهم يوم الجمعة قبل يوم السبت المخصص لليهود ويوم الأحد المخصص للنصارى.
فقد قال أشرف الخلق –صلى الله عليه وسلم-: “أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ، والسَّبْتَ، والأحَدَ، وكَذلكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يَومَ القِيامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِن أهْلِ الدُّنْيا، والأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، المَقْضِيُّ لهمْ قَبْلَ الخَلائِقِ وفي رِوايَةِ واصِلٍ المَقْضِيُّ بيْنَهُمْ. [وفي رواية]: هُدِينا إلى الجُمُعَةِ، وأَضَلَّ اللَّهُ عَنْها مَن كانَ قَبْلَنا، فَذَكَرَ بمَعْنَى حَديثِ ابْنِ فُضَيْلٍ” (البخاري).
لعل من الأشياء الفاضلة التي تحدث يوم الجمعة أن من يصلي على الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويكثر من ذكره في أيام الأسبوع يأتي يوم الجمعة لتُعرض هذه الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- باسم الشخص الذي ذكره لينال بها أجر وثواب عظيم فضلًا عن غفران ذنوبه وزوال همومه بفضل الصلاة على الرسول الكريم.
من عظيم فضل يوم الجمعة أن يوجد بها ساعة لا يرد فيها الدعاء، ولكن اختلف الفقهاء في وقت هذه الساعة على قولين مستندين بهم على أحاديث صحيحة وهما:
- آخر ساعة بعد العصر: ورد حديث شريف عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول فيه: “يومُ الجُمُعةِ اثنا عَشرَ ساعةً، فيها ساعةٌ لا يُوجَدُ مسلمٌ يسألُ اللهَ فيها شيئًا إلَّا أعْطاه؛ فالْتَمِسوها آخِرَ ساعةٍ بعدَ العصرِ”.
- ساعة الخطبة: حيث ورد نقاش بين الصحابي أبى بردة بن أبى موسي وعبد الله بن عمر فقال له الأخير: ألا تعلم شيئًا من أباك عن ساعة يوم الجمعة وهو يحدث الرسول صلى الله عليه وسلم، فرد عليه أبى بردة قائلًا: بلى سمعت الرسول الكريم يقول: “هي ما بَينَ أن يجلِسَ الإمامُ إلى أنْ تُقضَى الصَّلاةُ”.
صلاة الجمعة لها فضل كبير عند الله فإن اتباع السنن فيها من حيث التبكير بالخروج والتطيب وما إلى ذلك من العبادات التي يتقرب بها العبد من الله.