خط الزواج في اليد اليمنى أم اليسرى
خط الزواج في اليد اليمنى أم اليسرى؟ وما حكم الإسلام بقراءة الكف؟ حيث إن هناك العديد ممن يتوقعون المستقبل ويتنبؤون به من خلال قراءة الكف، ومن هنا يأتي السؤال عن خط الزواج في اليد اليمنى أم اليسرى، ولكن هل الدين يسمح بذلك؟ سوف نجيب عن مُختلف الأسئلة التي تدور حول هذا الموضوع موضحين جميع جوانبه من خلال منصة وميض.
خط الزواج في اليد اليمنى أم اليسرى
يتنبأ الكثير من الأشخاص بأمر الزواج بالمستقبل وخاصةً الذين يصلون إلى سن كبير من خلال قراءة الكف والتعرف إذا كان سوف يحدث زواج بالدنيا أم لا.
هذا ما يُثير التساؤلات حول خط الزواج في اليد اليمنى أم اليسرى، وهذا الأمر يكون بفطرة الإنسان، حيث إن الإنسان بطبيعته دائمًا يكون لديه الفضول لما سوف يحدث، وهذا الفضول يندرج تحت التعجل الذي يتصف به الكثير من البشر في الكثير من أمور حياتهم.
قد يتعجل الإنسان في معرفة نتيجة مباراة ويظل يتوقع ويستند على التنبؤات التي حوله، وقد يتعجل في معرفة نتيجة اختبار وظيفة ويظل أيضًا يتوقع ويتنبأ بما حوله، هكذا يحدث في الزواج، يظل الإنسان يتوقع إذا كان سوف يتم زواج أم لا، لذا يلجأ إلى التنجيم، وقراءة الكف.
من الجدير بالذكر إن نتيجة التنجيم قد تُصيب وقد تخيب، وعندما تخيب تكون جزاءً لمن لجأ إلى فعل هذه الأمور، وقد يقع الإنسان نتيجة هذا التعجل فريسة لشخص نصاب وتكون هنا الضريبة قد جاء وقت دفعها.
لكن دعونا نسير في اتجاه العاصفة والتي تتمثل في السؤال عن خط الزواج في اليد اليمنى أم اليسرى على الرغم من معرفة أصله من الدجل، إلا أنه من الجدير بالذكر عمن يدعون أنهم قادرين على معرفة الزواج في المستقبل من خط باليد لا يعتمدون على يد واحدة.
كما أنهم يقولون إن هذا السؤال يتم النطق به بطريقة خاطئة، لأنهم يعتمدون في قراءتهم لوقوع الزواج في مستقبل صاحب السؤال على اليدين وليست يد واحدة، وسوف نوضح ذلك بصورة أكثر تفصيلًا في الفقرة التالية.
اقرأ أيضًا: أسباب كثرة التبول عند النساء بعد الزواج
توضيح إجابة المُنجمين بخط الزواج في كلتا اليدين
لقد ذكرنا في الفقرة السابقة أن المنجمين قصدوا القول إن خط الزواج يوجد بكلتا اليدين، وقد استكملوا الإجابة على سؤال خط الزواج في اليد اليمنى أم اليسرى قائلين إنه يوجد تحديدًا أسفل الأصابع بشكل مُباشر، ويكون مُتخذًا منحنى معووج.
دلالة شكل خط اليد والزواج
عندما ينظر الجميع إلى أسفل أصابعه يجد أنه بالفعل يوجد خط منحني مائل أسفل الأصابع، ولكن هذا لا يعني التصديق بما يتحدث عنه المُنجمين، ولكن ماذا عن وصفهم للخط والحديث عن مدلولاته؟ هذا ما سوف نتقدم بشرحه في النقاط التالية استكمالًا لإجابة خط الزواج في اليد اليمنى أم اليسرى، وتكون المدلولات كالآتي:
1- ظهور الخطين بكلتا اليدين
قال المُنجمين في هذا الشكل إذا ظهر الخطين بكلتا اليدين عندما يتم وضعهما بجانب بعضهما البعض وكأنهما خطًا واحدًا يكون الشخص صاحب هذا الخط لديه احتمالية الجواز بصورة سريعة.
كما أنهم قد ذكروا بعض الصفات الخاصة بهذا الشخص قائلين إنه يحمل صفات الهدوء والرزانة، وإن من يتزوجه سوف يكون شخصية اجتماعية وسوف يستطيع الاندماج مع العائلة بشكل سريع.
2- الخط باليد اليُسرى يرتفع عن خط اليد اليُمنى
هذا الشكل يصف خط اليد بأن الخط باليد اليُسرى يرتفع عن خط اليد اليُمنى، يكون الخط دليلًا على أن صاحب هذه اليد سوف يتزوج من شخص صغير في السن.
كما أنهم صرحوا عن بعض الصفات التي يحمله صاحب هذه اليد، وقالوا إنه يتميز بأنه شخصية قوية، وتتمتع بقوة لسيطرة، وأنه شخص حازم، ويستطيع تحمل المسؤولية، وقادرًا على تغيير مستقبله على الأفضل.
3- خط اليد اليُمنى يرتفع بنسبة بسيطة عن خط اليد اليُسرى
في هذا الشكل بالطبع لا نجد احتمالية له سوى أن يكون خط اليد اليُمنى يرتفع بنسبة بسيطة عن خط اليد اليُسرى، وقالوا في هذه الحالة إن صاحب هذه اليد سوف يتزوج من شخصية أكبر منه في السن.
كما أنهم قد ذكروا أيضًا لمالك هذه اليد صفات خاصة به تختلف عن صفات الأشخاص الآخرين كثيرًا، وقالوا إنه يُعرف بأنه شخصية متواضعة، ولا يهتم لآراء الآخرين، ولا يهتم بالاجتماعيات وعادات وتقاليد المُجتمع.
إثبات مصداقية الدلالات لخط الزواج باليدين
في البداية يجب أن نذكر أن الله سبحانه وتعالى قد ميز الإنسان العقل، ومن الصعب أن يعيش الإنسان دون أن يستخدم ما ميزه به الله عن مختلف المخلوقات الأخرى، وإلا ما ميز الله به الإنسان.
أما بعد فلماذا ما تم ذكره في الفقرة السابقة؟ من المؤكد أن الشخص الذي قد قرأ ما سبق بعمق يكون قد لاحظ أن ما وصفه الدجالين من مواصفات لخط اليد توجد عند جميع البشر.
لكن لم يُعد هذا الأمر هو الإثبات الحقيقي والأساسي لدجلهم وتلاعبهم بعقول البشر، وإنما الدلالات التي اعتمدوا على ذكرها، ما هي إلا مواصفات عامة، قد تحدث ما الكثير، بل قد تكون بالفعل متواجدة لدى جميع البشر.
أما عن مدلول الكلمات التي تم ذكرها في أمر الزواج، هي أيضًا صفات عامة، فمن السهل أن يحصل يتزوج المثير من البشر في فترة سريعة وخلال أيام قليلة، ومن السهل نجد من تزوج من شخص أقل منه في السن، وأيضًا من الطبيعي والشائع بين جميع الأشخاص أنهم يتزوجون من أشخاص أكبر منهم في السن، فما الغريب؟ وما هو الأمر المُختلف في أقوالهم؟
الغرض من إثبات عدم مصداقية أقولهم التي تشيع بين الكثير من الناس هو الكف عن تلك المعتقدات التي تسيء للإسلام والمسلمين، والك عن تلك الخرافات فلا يعم الغيب إلا الله، والكف عن طرح سؤال خط الزواج في اليد اليمنى أم اليسرى.
اقرأ أيضًا: هل يندم الرجل بعد الزواج الثاني
موقف الإسلام من قراءة الكف
أتظنون أننا سوف نكتفي بأخذ الدلالات من أقوالهم بعد مصداقية الأمر للكف عن تلك المعتقدات فحسب؟ لا، الدين هو الأمر الحاسم في هذه المشكلة، عندما يشعر الإنسان بأنه غير قادر على تصديق أمر أو يرى أمامه أن هناك شكوك تدور حول شيء مُحدد، يكون الدين والشرع هو الملجأ الوحيد له.
ماذا قال الله سبحانه وتعالى في التنجيم؟ إن الآيات التي يذكرها الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر تكفي لقت الحيرة التي يعيش بها الإنسان، وتغني عنها.
قال تعالى: (قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [سورة الأعراف، الآية 188].
هذه الآية تؤكد وتوضح وأكبر دليل على أنه لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى، لا أحد يعلم ما يخبئه الله على الإنسان، فالجميع مالكين لمستقبل مُغطى بالستار لا يعلمون منه سوى ما يُريد الله إعلامهم به، ومهما فعلوا لا يستطيعون التعرف إلى الأمور التي يخبئها الله عنهم.
كما أنه قد ذُكر بالحديث الشريف في قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ”إني تاركٌ فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به، كتابَ اللهِ، وسنتِي”
فكيف للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يترك المؤمنين يعيشون في مأمن عقولهم التي تدلهم إلى كتاب الله وسُنة رسوله الكريم للبُعد عن المعاصي والذنوب وهو يتجهون على الدجل!
لكن لحسم الجدل في هذا الأمر، والابتعاد عن جميع الشكوك التي قد تكون في أمر قراءة الكف وحكم الدين بها، فمن الجدير بالذكر أن الرسول مُحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يحمل جميع الصفات الحميدة والجميع يعلم بامتلاكه الصفات الحميدة.
فقد كان من أولى الناس وأحقهم أن يمتلك صفة التنجيم، فلو منح الله أي شخص على وجه الأرض هذه الصفة فقد كان النبي أحق الناس بها.
لذا ومن هنا يمكن الاسترشاد بحرمانية قراءة الكف والتنجيم، فإن الرسول بذاته لا يعلم الغيب، فهل للبشر إمكانية معرفته؟ أي عقل بإمكانه يُجيب نعم عن هذا! ومن أجل التأكيد على هذا الحديث والتأكد أن من يفعل ذلك له لعقاب العظيم عند الله ومن يسير خلف المُنجمين يكون مثلهم ويفعل بذلك إثم كبير، الآية التي سوف نذكرها بالسطور التالية.
قال تعالى: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) [سورة الانعام، الآية 59].
اقرأ أيضًا: متى يفكر الرجل بالزواج من حبيبته
رأي العلم في التنجيم
كان للعلم دور في تشجيع التنجيم، ولكنه كان علم نفسي بحتي، يقوم على أساس دراسة الفلك وما شابه، والجميع أيضًا يعلم أن هذا العلم ما هو إلا دراسة ولا يجب التصديق بها.
لكن هناك أحد العلماء الذين أقاموا البحوث والدراسات حول هذا الأمر والذين قاموا من خلالها بتوضيح رأي العلم في أمر التنجيم وقراءة الكف، من أجل القضاء على تلك المناقشات التي يتداولها الكثير من الناس.
كما أن هذا العالم قد صرح بكون أن هذه الدلالات ما هي إلا علم تم تدريسه ويتم نقله إلى الناس، ولكنه اتفق كثيرًا مع أن الغيب لا يعلمه إلا الله، ومن إشارات الكف التي تم ذكرها بالعلم ما يلي:
- الخطوط الموجودة في الكف وهي الخطوط الدقيقة جدًا، والتي يوجد منها ما لا يمكن رؤيته بالنظر العادي وتحتاج إلى ميكروسكوب للتدقيق بها، وهذه الخطوط تتشابه عند جميع البشر ولا تختلف من شخص إلى آخر إلا في حال وجود اختلافات في الكروموسومات.
- الخطوط الموجودة في الأصابع وهي خطوط لا ترى بالعين المجردة، والتي تظهر وتُعرف بالبصمات، وهي خطوط معاكسة لخطوط الكف ولا تتشابه أبدًا بين شخص وآخر.
من هذا المنطلق، وبناءً على التحليل العلمي لخطوط اليد ودلالاتها العلمية لدى العلماء، يمكننا التأكيد على ان الجدل الذي يحدث بين جميع الشر في أمر ربط خطوط اليد بموعد الزواج او ما شابه من متعلقات الزواج لا أساس علمي له.
كما أنها تؤكد على أن خطوط اليد خُلقت فقط من أجل التفريق بين شخص وآخر من خلال بصمة الإصبع، والتعرف على ما إذا كان هناك خلل بكروموسومات الإنسان مما يعرضه على الإجابة بمرض أم لا، ولا علاقة لها بالتنجيم، وهذا الإثبات المُتعلق بالعلم في إجابة سؤال خط الزواج في اليد اليمنى أو اليسرى.
بعد أن انطلقنا بحديثنا عن خط الزواج في اليد اليمنى أم اليسرى وبعد الوصول على جميع الإثباتات التي تم ذكرها يجب أن نلتفت قليلًا نحو استخدام عقولنا في تلك الأمور الضالة التي تُشيع الفتن بين الناس والحد منها والكف عن الحديث عنها لأنها تساعد على إضعاف الإيمان بالله.