خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة
خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة وفقًا لِما ذُكر في الآيات القرآنية، وهذا ما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم، أوصانا الله -جل وعلا- بالزواج وخلقنا أزواجًا لنسكن إلى بعضنا، وليكون بيننا مودة وحب، فالزواج هو بداية لتعمير الأرض، وإنشاء جيل صالح يعبد الله جل وعلا، ولكن يجب الانتباه جيدًا عند اختيار شريك حياتك، ومن خلال منصة وميض سنتكلم عن قول النبي خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة.
خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدُّنيا متاعٌ وخيرُ متاعِها المرأةُ الصَّالحةِ) حديث صحيح، رواه عبد الله بن عمرو، إذًا فالدنيا كلها لهو ولعب ومتع، وخير المتاع فيها هو الزوجة الصالحة، لذلك فاختيار الزوجة الصالحة من الأمور المهمة التي تسعد الإنسان طوال حياته، ولأن الزواج هو وثاق قوي بين الرجل، والمرأة، وهو عفة للنفس.
يجنبهما الوقوع في الحرام، وهو سكن وطمأنينة، ويبعث على الأنس، كما أنه يبنى على حب يضفي على القلب سرورًا، والزواج طاعة لأوامر الله، ورسوله -صلى الله عليه وسلم- فهو ليس فقط متعة في الدنيا، وإنما هو حسنات، وأجر في الدنيا يكافأ عليها العبد يوم القيامة.
قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون) (سورة الروم: 21)، فالزواج سكن، وأمن، ورحمة للرجل، والمرأة كما تعددت الآيات والأحاديث في فضل الزواج، ومن هنا يبدأ موضوعنا في اختيار الزوجة الصالحة التي هي نعيم الدنيا، وفي الجنة تكون سيدة الحور العين.
وضح لنا الله -عز وجل- أن عباده الصالحين يدعونه بأن يرزقهم أزواجًا صالحين، وذرية صالحة، حيث قال الله جل وعلا: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)، وأصبح الشباب يبحثون في تلك الأيام عن الزوجات الجميلات، ولا يهتمون بصلاحهم.
لكن زوجة جميلة، وثرية دون أن تكون صالحة لا تعد نعمة، وإنما هي نقمة، وليس بذلك ألا يهتم بجمال المرأة، ولكن عليه أولًا أن يهتم بخلقها، ودينها، وقال الله تعالى في سورة النساء: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ).
اقرأ أيضًا: حكم نفور الزوجة من زوجها
اختيار الزوجة الصالحة
خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة فهي أعظم نعمة يمكن أن ينعمها الله على بشر، والمتاع هو ما يستنفع به الإنسان، وما يستمتع به وينسيه همه، وخير هذا المتاع هي الزوجة الصالحة، فهي التي تخفف عنك آلامك، وتحاول مساعدتك بكل ما تملكه من قدرة، هي التي تفرحك بمجرد النظر إليها، وهي التي تطيعك، وتحفظ سرك، وتعمل على إسعادك.
ففعلًا لا توجد نعمة، ولا متاع بقدر الزوجة الصالحة، ولا يكون اختيارها عبثًا حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) حديث صحيح، رواه أبو هريرة.
قد حدد النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يسعى إليه كل رجل، وكل شاب يقدم على الزواج، وقد حددها في أربعة أشياء: “المال، والجمال، والحسب، والدين”، فأما المال لا يكون شرطًا يسعى إليه الرجل بسوء نية، فإن الرجل الذي يسعى إلى الزواج من ذات المال فقط فقد خاب، وخسر، فالمال وحده ليس سببًا في إدخال السعادة، والود، والحب بين الزوجين.
فمن يبحث عن المال في الزواج فسوف يجد طغيانًا كبيرًا، ولن يحصل على السعادة التي يريدها، وإنما المال جزء بسيط من الأمور الأربعة، ثم يأتي جمال المرأة بأن يكون سببًا في الزواج، والجمال هو فتنة النساء للرجال، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أضَرَّ علَى الرِّجالِ مِنَ النِّساءِ) حديث صحيح، رواه أسامة بن زيد، مصدره صحيح البخاري.
لذلك علينا أن نتقي شر تلك الفتنة، ومن يبحث عن الجمال فقط في المرأة، ويهمل دينها، وخلقها فقد لقى متاعب الدنيا، وليس متاعها، والجمال ليس جمالًا جسديًا فقط فالجمال الجسدي يرحل بكثرة المعاشرة، وإنما الجمال جمال روحي، فجمال الروح دائم لا يرحل إلا برحيل صاحبه، وجمال الروح ينبعث منه جمال الطبع، وجمال الخُلق، وهذا الجمال، هو ما يدخل القلب رغمًا عن الجمال الجسدي.
اقرأ أيضًا: رسائل حب للزوجة قصيرة جميلة
صفات المرأة الصالحة التي رغب فيها الشرع
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة، وذُكر في أحد الأحاديث النبوية نحو ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (إنَّ اللهَ تعالى لمْ يفرضِ الزكاةَ إلا ليُطَيِّبَ بها ما بَقِيَ منْ أموالِكمْ، وإنَّما فرضَ المواريثَ لتكونَ لمنْ بعدَكمْ، ألا أخبركُ بخيرِ ما يكنزُ المرءُ؟ المرأةُ الصالحةُ، إذا نظرَ إليها سرَّتْه، وإذا أمرَها أطاعَتْه، وإذا غابَ عنها حفظَتْه) حديث صحيح.
المرأة الصالحة هي خير كنز يحصل عليه الرجل من الدنيا، وقد عدد النبي -صلى الله عليه وسلم- صفاتها، فهي التي ينظر إليها فترسم على وجه فرح، وسرور، وهي التي تطيعه فيما يقول وتتقرب بذلك إلى الله جل وعلا، وهي التي تحفظه في غيابه، فتعف نفسها عن باقي الرجال، وهي التي تعينك على طاعة الله -جل وعلا-.
نعود إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) “حديث صحيح”، فيجب ألا يكون اهتمام الرجل منصبًا على الجمال الجسدي، ولا على المال فقط، وإنما الرجل البصير هو الذي يجمع بين الأمور الأربع، ويهتم بدينها، وهذا هو الأساس، ثم يهتم بحسبها ونسبها، فهو أمر هام فعليه أن يختار أهلًا صالحين لا يطغون عليه، ولا يعصون الله، فيجب أن يكونوا طيبين مساندين له.
كما يجب على الرجل أن تكون له رؤية كاملة لمستقبله مع من أحبها، فهي ستكون سكنًا له، وهي من ستساعده على تربية جيل صالح، وأبناء صالحين يحفظونهم عند الكبر، فهو لا يختار زوجة يتمتع بها فقط، وإنما يختار أمًا لأبنائه تربيهم على طاعة الله، وتكون هي الجزء المكمل له ولدينه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إذا تَزَوَّجَ العبدُ فقدِ اسْتكمَلَ نِصْفَ الدِّينِ، فلْيَتَّقِ اللهَ في النِّصفِ الباقِي) حديث حسن، رواه أنس بن مالك، مصدره صحيح الجامع.
اقرأ أيضًا: كم كان عمر خديجة عندما تزوجها الرسول
آيات قرآنية تحث على الزواج
الله -جل وعلا- قد رغبنا في الزواج طاعة الله، فهو مصدر كسب حسنات من متع دنيوية، كما أن الزواج يحقق طمأنينة في النفس، ويحفظ العبد من الحرام، ويحفظ فرجه، وبصره، وقد وضح الله -جل وعلا- في كتابه الحكيم أهمية الزواج في بعض آيات القرآن الكريم، ومن خلال موضوع مقالنا خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة، نذكر الآيات القرآنية التي تحث على التأني في اختيار الزوجة وشريكة الحياة:
- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) (سورة النساء: 1).
- قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) (سورة الرعد: 38).
- قال الله تعالى: (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى) (سورة النجم: 45)
- قال الله تعالى: (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (سورة البقرة: 235).
- قال الله تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (سورة النور:32)
- قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون) (سورة الروم: 21).
الزوجة الصالحة هي نعيم ينعم الله به على العبد في الدينا، فهي التي توفر له سُبل الراحة في الدنيا، وهي التي يسكن إليها، وتسكن إليه، والدنيا متاع، وخير متاعها الزوجة الصالحة.