كيف تعرف الحاسد من كلامه

تحرير: عمرو في 27 أغسطس 2023 0

كيف تعرف الحاسد من كلامه؟ وكيف تتعامل معه؟ دائمًا ما تجد الحسد يحدث بين الناس خاصة القريبين منك، فهو من أكثر الأمور التي يمكن أن تدمر الشخص وتجعله غير ناجح في حياته ويشعر دائمًا بالإحباط، فالحسد مذكور في القرآن ويجب التحصين منه، لذا من خلال منصة وميض سوف نسلط الضوء على كيفية معرفة الشخص الحاسد وكيفية التعامل معه.

كيف تعرف الحاسد من كلامه

تجد دائمًا الشخص الحاسد يكره الخير للأشخاص القريبين منه والغير قريبين، نجد دائمًا في كلامه أنه يستهزأ بمن حوله ويجعلهم يشعرون بالإحباط.

دائمًا يكره أن يكون هناك شخص أفضل منه ولا يحب الخير لغيره، دائمًا تسيطر عليه الأنا وهي حبه لذاته فقط، فمجرد رؤية شخص أفضل منه تزعجه، ولا يمدح ولا يثني على أحد.

يشعر في أكثر الأوقات بعقدة النقص والتي تسيطر عليه وتجعله يُظهر الشخص الذي يكرهه ويحقد عليه بصورة سيئة أمام الناس، فالشخص الحاسد تجده دائمًا في كلامه يقول “لماذا أنت وليس أنا”.

تجده دائمًا ينظر إلى حياتك بجميع تفاصيلها ويشعر بالغيرة منك، فلا يريد فقط أن يكون مثلك، بل يريد أن تزول منك تلك النعم ليحصل هو عليها، فذلك هو الحاسد الحاقد الذي نوه الله -سبحانه وتعالى- عنه في قوله: “ومن شر حاسد إذا حسد”.

لذا تمامًا تلك الصفات من شأنها أن تظهر في حديث الحاسد، فحقده يكشفه، ولا يستطيع الظهور بمظهر آخر، فتجده منبوذًا مكروهًا ينفر منه الناس ويخافون وجوده، وتتعدد الأسباب التي تدفع البعض إلى الحسد، ولكنها غير مبررة بل لا تعد أسبابًا من الأساس إن صح القول، إلا أننا نشير إلى أن وجود العداوة بين البعض من شأنها أن تخلق الحسد والحقد بينهم.

كذلك من أكثر الأسباب التي تدفع الشخص إلى الحسد أن يكون المحسود كثير النعم، فتلك النعم تجعله في حال يُحسد عليه، خاصة إن كان لا يُحصن نفسه بالقرآن والأذكار.

كيفية التعامل مع الحاسدين

في إطار الحديث عن كيف تعرف الحاسد من كلامه؟ نذكر أن هناك العديد من التصرفات التي يجب أن نتبعها حتى نعرف كيفية التعامل مع الحاسدين وتجنبهم قدر الإمكان، وتلك التصرفات هي:

يجب أن تتجنب استهزائه بك ولا تجعل كلامه يؤثر عليك لأنه دائمًا يكون هذا الكلام بسبب أنه يشعر بالنقص والغيرة، فاعلم أنك أفضل منه وكن واثقًا من نفسك، ولا تجعل الشك وعدم الثقة يعرفون طريق حياتك.
كن دائمًا ناجحًا وافعل الأشياء التي تجعلك ناجحًا وواثقًا واعلم أن هناك أشخاص يدعمونك ويتمنون لك النجاح، ولا تتردد في أن تبعد هؤلاء الحاسدين عنك.
قم بتجاهل جميع التعليقات السلبية السيئة التي تسبب لك الإحباط وتشعرك دائمًا بالنقص، وهو أمر ليس بالسهل ولكن حاول أن تتجنبها.
تجاهل من ينظر إليك نظرة حاسدة، ولا تدع له اهتمامًا.
حاول أن تقلل من تفاعلك معه إذا كان إيجابي أو سلبي.
إذا صادفك الأمر وقابلت هذا الشخص الحاسد، قم بالتحية أولًا واتركه وارحل.
عليك التغيير في الأماكن والطرق والشوارع التي يمكن أن تصادفه بها.
أن تضع حدود بينك وبين هذا الشخص الحاسد أفضل لك، فلا تجعله موجدًا في حياتك ولا تجعله يشاركك شيء، ولا تجعله يعلم عنك شيء وابتعد عنه بطريقة لطيفة، ولكن لا تترك شخص مثل هذا في حياتك مرة أخرى.
اجعل هذا الشخص يقوم بالأفعال التي يكون عاجزًا عن فعلها ويشعر بالنقص بها.
عدم التأثر بكلام الحاسد بل نتخذه حافز لنا لكي ننجح.
لا تحكي عن صفاتك السيئة أو مواقفك أمامهم لأن هذا الشيء يستخدمونه ضدك في تشويه صورتك أمام الناس.
لا تحاول أن تغير من نفسك بسبب تعليقاتهم كن أنت فقط ولا تهتم بغيرك.

التحصين من العين والحسد

استكمالًا لمعرفة كيف تعرف الحاسد من كلامه نذكر أن الكثير من العلماء أكدوا على أن العطور والبخور خاصة ذات الرائحة الجميلة تعالج الحسد وتطرد الشياطين من المنزل، وتساعد على وجود الروح الإيجابية داخل المنزل وتتسبب في قلة المشاكل.

كذلك من أجلّ سُبل التخلص من الحسد يتسنى عن طريق الصلاة وقراءة القرآن الكريم، وتشغيله على الدوام في المنزل، والدعاء المستمر وأيضًا قراءة أذكار الصباح والمساء.

أما عن الرقية الشرعية فمعروف عنها أنها تساعد على طرد الروح السلبية والعين من أماكن تواجدها، وتقي الإنسان من الشرور وتحصنه، ومن آياتها ما يلي:
“وإلهكم إلهٌ واحدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ” (البقرة: 165-163).
“لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” (البقرة: 286-284).
“إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ*ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ” (الأعراف: 56-54).

علامات الحسد

علمنا كيف تعرف الحاسد من كلامه؟ وكذلك علينا الإشارة إلى علامات الحسد التي تظهر على الناس بشكل يلاحظه أي شخص لتشير إلى أنه محسودًا من أحدهم، ومنها:

الشعور الدائم بالمرض الشديد دون سبب عضوي.
اصفرار الوجه وبهتانه.
تجد شخص ناجح في حياته ويحقق كل شيء يتمناه ولكن كل ذلك يزول ولا تعرف ماذا حدث.
أحيانًا من الممكن أن يقتلك الحسد دون أن تعرف عند إصابتك بمرض شديد ولا يوجد علاج له أو مرض عقلي، فالحسد يشبه السحر يمكن أن يؤذي صحابه إلى حد الموت.

على أن علاج الحسد يكون في الوضوء الشرعي والصلاة والرقية الشرعية وأن نقوم بالتضحية بالنفس والمال أيضًا، لتنجيتها من مخاطر الحسد، ونعلم أن الأمر بيد الله في كل الأحوال، إلا أن الأمر لا يخلو من الأخذ بالأسباب.

أقوال السلف عن الحاسد والحسد

في حديثنا عن جواب كيف تعرف الحاسد من كلامه نشير إلى أن هناك من أقوال الأسلاف والأئمة ما كان عن الحسد والحساد من البشر، نتخذ من تلك الأقاويل العبرة والعظة من الأمر، ومنها ما يلي:

قال معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما-: (كلُّ الناس أستطيع أن أرضيه إلا حاسد نعمة، فإنه لا يرضيه إلا زوالها).
قال ابن سيرين: (ما حسدت أحدًا على شيء من أمر الدنيا؛ لأنَّه إن كان من أهل الجنة، فكيف أحسده على الدنيا، وهي حقيرة في الجنة؟! وإن كان من أهل النار، فكيف أحسده على أمر الدنيا، وهو يصير إلى النار؟!).
قال الحسن البصري: (ما رأيت ظالـمًا أشبه بمظلوم من حاسد، نفس دائم، وحزن لازم، وغمٌّ لا ينفد).
قال أبو الليث السمرقندي: (يصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل حسده إلى المحسود: أولاها: غمٌّ لا ينقطع. الثانية: مصيبة لا يُؤجر عليها. الثالثة: مذمَّة لا يُحمد عليها. الرابعة: سخط الرب. الخامسة: يغلق عنه باب التوفيق).

إن التحصين من الحسد يجب على المسلم اتباعه حتى لا يتعرض لخطر الحاسدين الحاقدين، فهم مرضى النفوس من تسيطر عليهم الشرور، لذا كان لزامًا معرفة الحاسد لتجنب التعامل معه قدر الإمكان.