هل الاستحمام يغني عن الاغتسال من الحيض
هل الاستحمام يغني عن الاغتسال من الحيض؟ وما هم حكم تأخير الاغتسال من الحيض؟ حيث تقع العديد من النساء في خطأ الظنون والمعتقدات الخاصة بالدين، والتي لا مساحة فيها بالتلاعب أو الاعتقادات، ومن هذه المعتقدات ما سوف نوضح الخطأ به والصحيح والخاص بالاغتسال من الحيض في الإجابة عن سؤال هل الاستحمام يغني عن الاغتسال من الحيض عبر منصة وميض.
هل الاستحمام يغني عن الاغتسال من الحيض؟
هذا السؤال يثير جدل الكثير من السيدات، وتتراوح الإجابات به بين نعم ولا، ولكن ما هي الإجابة الصحيحة، وما حكم الشرع في هذا الأمر هذا ما سوف نوضحه من خلال السطور التالية.
على أساس حكم الشرع، ووفقًا لما أتى به الفقهاء عن الإجابة عن سؤال هل الاستحمام يغني عن الاغتسال من الحيض أنه لا، لا يجوز الاستحمام فقط على سبيل الاغتسال من الحيض.
حيث إن هناك قواعد وأسس يتم على أساسها القول إنه قد تم الاغتسال من الحيض، فلم يكن هذا الأمر في ديننا هباءً، بل له القواعد والأسس الخاصة به والتي يجب السير على أساسها والتعرف إليها جيدًا.
من الجدير بالذكر عن الاستحمام المقصود به هنا هو الدخول إلى الحمام والقيام بالاستحمام دون أي نية من الاغتسال، وهذا الأمر من الأخطاء الشائعة التي يفعلها الكثير من السيدات، ولكن ماذا عن الاغتسال الصحيح، هذا ما سوف نجيب عنه في إطار الفقرات التالية.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام القضاء
طريقة الاغتسال من الحيض
في حال القيام بفعل الخطوات التالية من أجل الاغتسال من الحيض يكون قد تم الاغتسال بنجاح، فهو ليس مُجرد أن يلمس الماء جميع أجزاء الجسم فحسب، وإنما يوجد له الإرشادات الخاصة به والتي نراها في الخطوات القادمة.
يجب العلم أولًا قبل أن نتطرق إلى الحديث عن الطريقة التي يتم بها الاغتسال أن هناك نوعان، من الغسل وهما الغسل المجزئ، والغسل الكامل، ولكل نوع طريقته الخاصة والتي سوف نذكرها في الفقرات التالية.
1ـ طريقة الغسل المجزئ
يُعد الغُسل المجزئ من أبسط أنواع الغُسل، ويمكن بعده أن تتم الصلاة بشكل طبيعي وتكون المرأة هنا قد تطهرت من الحيض، والذي يكون كالآتي:
- يتم رفع الحدث عن البدن.
- توضع الماء على الرأس بحيث يلامس جميع أجزاء الجسم.
- التأكد من تخلل الماء إلى جميع أجزاء الجسد.
- هذا الغُسل جائز، ولكن يجب أولًا أن تكون النية بفعل ذلك خالصة للتطهر من الحيض.
2ـ طريقة الغسل الكامل
هذه الطريق تم اتخاذها وفقًا للحديث النبوي الشريف، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ” أنَّ رسولَ اللهِ كانَ إذا اغتسلَ منَ الجنابةِ وضعَ لَه الإناءُ فيصبُّ علَى يدَيهِ قبلَ أن يُدخلَهما الإناءَ حتَّى إذا غسلَ يدَيهِ أدخلَ يدَه اليُمنَى في الإناءِ ثمَّ صبَّ باليُمنَى وغسلَ فرجَه باليُسرَى حتَّى إذا فرغَ صبَّ باليُمنَى علَى اليُسرَى فغسلَهما ثمَّ تمضمضَ واستَنشقَ ثلاثًا ثمَّ يصبُّ علَى رأسِه ملءَ كفَّيهِ ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ يفيضُ علَى جسدِه” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من هنا يمكننا أن نقوم بذكر الخطوات التي يتم من خلالها الاغتسال الكامل، والذي يحدث بشكل صحيح، وتكون كالآتي:
- يتم رفع الحدث عن البدن.
- ثم البدء بتسمية الله.
- يتم غسل اليدين ثلاث مرات.
- يتم غسل الفرج باليد اليسرى بالماء.
- يتم المضمضة 3 مرات.
- يتم الاستنشاق 3 مرات.
- يتم غسل الوجه 3 مرات.
- تُغسل اليد بالمرفق 3 مرات.
- لمس الماء لمنبت الشعر.
- سكب الماء على الرأس 3 مرات، ثم على الجسم بشكل كامل.
- وضع الماء على الجانب الأيمن من الجسم.
- ثم يتم وضع الماء على الجانب الأيسر من الجسم.
- ثم يتم غسل القدمين.
اقرأ أيضًا: علاج الرجل من دم الحيض
حكم تأخير الاغتسال من الحيض
يجب على كل امرأة مرت بفترة الحيض أن تقوم بالاغتسال فور انتهاء هذه الفترة، حيث إن العلماء والفقهاء قد اتفقوا في جميع الأحاديث في إطار هذا الأمر على وجوب اغتسال المرأة من الحيض فور الانتهاء منه.
كما أن هناك البعض الآخر من العملاء أثناء حديثهم عن إجابة سؤال هل الاستحمام يغني عن الاغتسال من الحيض، اختلفوا في الموعد الذي يجب أن تقوم المرأة بالاغتسال به من الحيض.
منهم من اتفق على وجوب الاغتسال فور الانتهاء من الحيض، وهذا هو الرأي الأرجح والذي يسير عليه الكثير في حياتهم، ومنهم من قال إن المرأة يجب عليها أن تنتظر قليلًا لأن الحيض يمكن أن ينقطع ثم يعود مرة أخرى.
لكن في جميع الأحوال ومن أجل اختيار الرأي الأمثل فإنه من الأفضل أن تقوم المرأة بالاغتسال فور انتهاء فترة الحيض، أما عن عودة الحيض مرة أخرى حينها يمكنها الاغتسال مرة أخرى إذا حدث.
كما أنهم قالوا إن المرأة التي تشك في أمر الطهارة، فإنه يجب عليها البقاء في فترة الحيض حتى التأكد من انتهائه، ومن ثم تقوم بالاغتسال.
يوجد بعض النساء اللواتي يؤخرن من الاغتسال بسبب مرض، أو أي مانع أو عذر آخر يُصابن به، وهنا اتفق جميع الفقهاء على أمر واحد، وهذا الأمر هو:
جواز عدم الاغتسال للمرأة التي تعاني من مرض ولا تقدر على النهوض من الفراش من أجل الاغتسال، وليكن البديل في هذه الحالة هو التيمم وفقًا لقوله تعالى: (وَإِن كُنتُم مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ اَلنِّسَاء فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا) [سورة النساء: 43].
حكم الصلاة لمن لم تغتسل من الحيض بطريقة صحيحة
أثار هذا الأمر العديد من الفقهاء أثناء قيامهم بالإجابة على هل الاستحمام يغني عن الاغتسال من الحيض أم لا، حيث إنهم قد صرحوا بالحكم الشرعي لمن تقوم بالصلاة في حين عدم قيامها بالاغتسال بشكل صحيح.
قال العلماء هنا عن المرأة التي تقوم بالاستحمام بادئة الأمر بنية الاغتسال من الحيض يكون الاغتسال لها هنا صحيح، وتُقبل صلاتها.
لكن إذا لم تقم المرأة بتعميم الجيد بالماء، فلا يجوز الاغتسال ولا تجوز لها الصلاة لحين قيامها بالاستحمام وتعميم الجسد بالماء.
لذا ووفقًا لهذا الأساس فإن المرأة التي تقوم بالصلاة وهي لا تغتسل بشكل صحيح تكون الصلاة غير مقبولة لها، وتكون غير صحيحة، وهذا على أساس ما صرح به العلماء وفقًا للشريعة الإسلامية.
لكن إذا كانت المرأة تعرف الشكل الصحيح للاغتسال وهو الغسل الكامل الذي تم ذكره سابقًا وقامت بالاغتسال المجزئ وقامت بالصلاة فتكون الصلاة باطلة لأنها تعرف الطريقة الصحيحة للاغتسال ولم تقم بها، وهنا يكون عليها أن تُعيد الصلوات التي قامت بها مرة أخرى.
أما عن رأي الشيخ ابن تيمية في هذا الأمر، فإنه قال إن المرأة التي لم تكن تعلم بالغُسل الصحيح لا حرج عليها، وغير مُلزمة بإعادة ما قامت بصلاته.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال من الحيض دون غسل الشعر
أحكام الحيض
يوجد الكثير من الأحكام الدينية التي وضعها الشرع الإسلامي للمرأة التي تكون بفترة الحيض، والتي يجب أن تتبعها جيدًا، وسوف نقدمها لكم من خلال النقاط التالية في إطار إجابة سؤال هل الاستحمام يغني عن الاغتسال من الحيض أم لا، وهي:
- يجب على المرأة ألا تُصلي أثناء فترة الحيض على الإطلاق.
- لا يجوز للمرأة التي في فترة الحيض أن تصوم.
- يجب على المرأة التي مرت بفترة الحيض أن تقوم بصيام جميع الأيام التي قد فاتتها من أيام الصيام لأنها لم تسقط عنها.
- المرأة غير مُلزمة بأداء ما فاتها من صلوات لأنها تسقط عنها.
- الجماع مُحرم شرعًا على المرأة التي في فترة الحيض، وفقًا لما ذُكر بالقرآن الكريم في قوله تعالى:
(فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْن) [سورة البقرة: الآية 222].
يجب الابتعاد عن أي أمر به شكوك بأنه حرام شرعًا، ومن الأفضل عند معرفة الصحيح من الشيء اتباعه والسير عليه، وفي حال السؤال عن هل الاستحمام يغني عن الاغتسال من الحيض يكون الغسل الكامل القائم على السُنة النبوية أفضل.