هل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته
هل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته؟ وما الذي يجوز بينهما في تلك الفترة؟ حيث إن هناك العديد من الأحكام التي يجب على الرجل والمرأة الالتزام بها، حتى يبارك الله لهما في تلك العلاقة، لذا ومن خلال منصة وميض، دعونا نتعرف على حكم الدين في هل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته؟ وذلك عبر السطور التالية.
هل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته؟
شرع الله للرجل أن يتزوج من المرأة التي يرى أنها تناسبه وتصلح أن تكون زوجة له تعينه على الكثير من الأمور الحياتية، إلا أنه يجب أن تكون بينهما العلاقة المبدئية التي من شأنها أن تخبرهما إن كانا يصلحان لبعضهما البعض أم لا، حيث إن فترة الخطبة من شأنها أن تكون كاشفة للطباع التي تكون عليها المرأة وأيضًا الرجل، فيقرران بعدها أن يصلا إلى مرحلة الزواج أم لا.
ففترة الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، ولا يجوز فيها أن يرى فيها أي من مفاتنها أو زينتها، فهو أجنبي عنها، فقد قال الله عز وجل في سورة النور الآية رقم 31:
” وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ“.
فقد أقر الكثير من أئمة الدين أن من تقوم بذلك آثمة لا محالة، كما يلقون اللوم على الأب والأخ الذين يرون ذلك ولا يشرعون في منعه، فالخاطب ما هو إلا شخص دخل البيت من أجل التعرف عليها ولا نضمن أسيكمل معها إلى أن يتزوجا أم لا، وبذلك نكون قد أجبنا على سؤال هل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته أم لا.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الجمع والقصر بعد الوصول من السفر
ما لا يجوز للمخطوبين في الإسلام؟
على كلًا من الرجل والمرأة أن يعلما أن ديننا دين يسر وليس عسر، إلا أنه يحافظ على المرأة ويجعل لها المكانة العالية، فلا يرى أي من الأشخاص زينتها ما لم يكون محرم لها، أو زوجها بأمر الله تعالى.
مع ذلك فإن الإسلام قد شرع للمخطوبين العديد من الأمور على أن تكون مشروطة ببعض الضوابط، إلا أنه في عصرنا هذا قد ظهرت العديد من الأمور غير الشرعية التي يجب أن نضع عليها أيدينا من أجل تجنبها، حيث أتت على النحو التالي:
1- كلمات العشق والهيام
في إطار التعرف على جواب سؤال هل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته؟ يجب على كلًا من المرأة والرجل ممن تمت خطبتهم أن يعلما أن كلمات الحب والعشق محرمة بينهما، حيث إن من شأن تلك الكلمات أن تستميل القلب وتجعله يفكر في الشهوات، كما أنها من الممكن أن تتسبب في طمع الرجل في المرأة، فمهما كان هو غريب عنها، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الأحزاب الآية رقم 32:
” يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا“
،لذا على المرأة أن تقتدي بنساء النبي ولا تكون خاضعة معه بالقول، حتى لا تندم ندمًا شديدًا إلا لم يرد الله عز وجل أن يكملا ويتزوجها على سنة الله ورسوله لأي من الأسباب.
2- ملامسة الخطيب لخطيبته
كما ذكرنا سلفًا من خلال الإجابة على سؤال هل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته؟ فإنه غريب عنها فكيف له أن يقترب منها أو أن يلامسها، فكل ما شرعه الله عز وجل له أن ينظر إلى وجهها ليعرفها، وإلى يدها كي يعلم من خلالها مدى بدانتها من عدمها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية معقل بن يسار:
“لَأنْ يُطعَنَ في رأسِ رجلٍ بِمِخْيَطٍ من حديدٍ خيرٌ من أن يمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ له” (صحيح)، كذلك على المرأة ألا تعطي فرصة للرجل أن يستميل قلبها ليحصل منها على أي من الملامسات التي من شأنها أن تكون سببًا في حمل الكثر من الأوزار، كما ينبغي على الأهل ألا يتركوا المجال للخاطب أن يجالس خطيبته دون أن يكون هناك أحدًا من محارمها، مما يفتح له المجال لذلك.
فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “أُوصيكُم بأصحابي ثمَّ الَّذينَ يلُونَهم، ثمَّ يَفشو الكَذبُ، حتَّى يَحلِفَ الرَّجلُ ولا يُستَحلَفَ، ويشهدَ الشَّاهدَ ولا يُستشهَدَ، ألا لا يخلوَنَّ رَجلٌ بامرأةٍ إلَّا كان ثالثَهُما الشَّيطانُ، عليكُم بالجماعَةِ، وإيَّاكُم والفُرقةُ؛ فإنَّ الشَّيطانَ معَ الواحدِ، وهوَ معَ الاثنينِ أبعَدُ، مَن أرادَ بَحبوحةَ الجنَّةِ فلَيلزمُ الجماعةَ، مِن سرَّتْهُ حَسَنَتُه، وساءَتْهُ سيِّئتُهُ، فذلِكُم المؤمِنَ“ (صحيح).
اقرأ أيضًا: هل يجوز قول جمعة مباركة
3- التعطر في وجود الخطيب
يجب على الفتاة أن تعلم أن تعطرها من شأنه أن يثير غرائز الخطيب، وفي تلك الحالة من شأنها أن تحمل وزره، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية أبي موسى الأشعري:” إذا استعْطَرَتْ الْمَرْأَةُ، فمَرَّتْ علَى القومِ لِيَجِدُوا رِيحَها، فهِيَ كَذَا وَكَذَا قال قولًا شديدًا” (صحيح)، كذلك على الفتاة ألا تقوم بالتزين أو إبداء أي من مفاتنها.
فإن نظرنا إلى الأمر دون الناحية الدينية نجد أن الخطيبة إن قامت بكل تلك الأمور في تلك الفترة، فما الذي ستشعر به بعد الزواج من مشاعر مستجدة بينها وبين الشخص الذي اختارت أن تعيشها معه، كذلك من شأن الخطيب أن يكون تقيًا معها، وأن يحثها على الاقتراب من الله عز وجل حتى يبارك الله لهما في علاقتهما.
4- إطالة النظر بينهما
على المسلم دائمًا أن يغض بصره، عن خطيبته، فهو لا يدري هل ستكون زوجته أم لا، فهي لا تزال أجنبية عنه، فليس عليه أن ينظر إلى مفاتنها، أو يسترق النظر إلى أي من أجزاء جسدها، سواء بعلمها أم لا، والجدير بالذكر أيضًا أنه على المرأة أن تقوم بذلك، فالأمر لا يقتصر على الرجل فقط.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام القضاء بدون نية
5- الخروج دون محرم
لا يجوز أن يخرج الخطيب مع خطيبته دون أن يكون هناك أحد من المحارم، ففي تلك الحالة من الممكن أن تسول لهما أنفسهما الخلوة في أي من الأماكن، لا نذم في أخلاق الرجل والمرأة المسلمة، بينما هي فطرة قد فطر الإنسان عليها، وهي رغبته الحميمة، لذا على كل من المسلم والمسلمة أن يتقيا الله في أنفسهما وأن يبتعدا عن مواطن الشبهات وخطوات الشيطان.
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن البشير: “الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ، ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ” (صحيح).
يجب على الفتاة أن تعلم أن دين الإسلام قد حافظ عليها أشد محافظة، لذا يجدر بها الالتزام بحكم الدين في الجواب على سؤال هل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته.