قصة سيدنا إدريس مع ملك الموت
قصة سيدنا إدريس مع ملك الموت صعبة، حيث يوجد الكثير من الخلافات حول حقيقة موت سيدنا إدريس وحقيقة صعوده إلى السماء مع الملائكة، وهناك الكثير من الأقاويل حول قصته فهو يعتبر من أعظم الأنبياء وقد ذكره الله في القرآن مرتين، حيث قال تعالى “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا”، لذا ومن خلال منصة وميض، سوف يتم شرح قصة سيدنا إدريس مع ملك الموت بشكل بسيط وسهل.
قصة سيدنا إدريس مع ملك الموت
تعتبر قصة سيدنا إدريس من أصعب القصص التي قد رويت عن الأنبياء، فهناك الكثير من الاختلافات حول القصة الحقيقة ما بين كتب الدين والعلماء، يوجد أيضًا الكثير من الأقاويل حول العصر الذي ولد فيه، والعصر الذي مات فيه وكيفية موته في حد ذاتها، فكانت قصة سيدنا إدريس مع ملك الموت شاقة للتطرق.
ذكر الله سبحانه وتعالى سيدنا إدريس في القرآن مرتين فقد قال تعالى “وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا”، حيث رفعه الله سبحانه وتعالى إلى السماء الرابعة وهناك رأى رسول الله صلى الله علية وسلم، وهناك إحدى الروايات التي تنص على أن الله أوحى إلى إدريس عليه السلام بأنه يرفع إليه كل يوم مثل عمل بني آدم.
فأحب النبي أن يزداد عمله دون غيره من الناس فتحدث مع صديقًا له من الملائكة وقال له ما أوحي به الله سبحانه وتعالى إليه طلب منه أن يقوم بالتحدث مع ملك الموت ليؤجل قبضة روحه من أجل أن يعمل حتى يزداد عملًا وتقربًا من الله سبحانه وتعالى، فلبى الملك طلبه أخذه معه للسماء.
عندما وصل إدريس للسماء الرابعة رأى ملك الموت فعرفه الملك بما طلبه منه سيدنا إدريس عليه السلام وعندما رأى ملك الموت سيدنا إدريس، قال ملك الموت له:” يا للعجب قد بُعثت لأقبض روحه فكيف لي أن أقبض روحه في السماء وهو في الأرض” وبعدها قام ملك الموت بقبض روح سيدنا إدريس مكانه.
بقي هناك في السماء الرابعة حتى رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى في الإسراء والمعراج وهناك تقابلا وقال أهلًا بالنبي الصالح والأخ الصالح، وفي رواية أخرى يقال إنه عندما رأى ملك الموت سيدنا إدريس في السماء الرابعة طلب منه سيدنا إدريس أن يلقي نظرة على الجنة ليحدث أهل الأرض عنها.
فعندما وصلا إلى أبواب الجنة أمر الملائكة بفتحها فزعر الملائكة وقتها وقالوا له إذا كان الله أمره بشيء فرد قائلًا: “لو كنت أمرت ما كنت لأنتظر سؤالكم ولكن نبي الله إدريس أراد أن يلقي لمحة إلى الجنة” وبعدها فتح باب الجنة.
تطلع سيدنا إدريس وأصابه من بردها وجمالها وريحها شيء من الجمال فقال لملك الموت إني أريد أتطيب من أكل الجنة وثمارها فسمح له ملك الموت بها وبعد ذلك أمره ملك الموت بالخروج منها.
فتمسك نبي الله بجذع شجرة وصمم عدم الخروج ولو أخرجه الملك عندًا فهو خصيمه إلى يوم القيامة، فرد الله له سؤاله وأمر الله ملك الموت بقبض روح إدريس في جنة السماء السابعة ولم يخرج منها لهذا الوقت.
اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء
نبذة عن حياة سيدنا إدريس
يعتبر سيدنا إدريس هو ثالث الأنبياء الذين أتوا من بعد سيدنا آدم وسيدنا، كما تعتبر قصة سيدنا إدريس من أعظم القصص التي قد أتت في كتب التاريخ حيث كان لسيدنا إدريس حياة مختلفة قليلًا عن باقي الأنبياء، لأنها كانت حياة شله فارغة من الحروب والمشاكل مع المشركين والكفار على عكس الكثير من الأنبياء الذين واجهوا العديد من العقبات.
استغل النبي إدريس معظم حياته في عبادة الله وذكره فقد عاش ما يقرب 300 عام، وكان النبي إدريس من أنبغ الأنبياء وكان كثير الشغف بالكتب والعلم والاستكشافات والذي استطاع من خلال الكثير من الدراسات أن يقوم بتعليم الناس العديد من الأمور في مختلف المجالات.
من أهم الأعمال التي تذكرها كتب التاريخ هو أن سيدنا إدريس أول من قام بمسك القلم والبدء في الكتابة، وظل يعلم الكثير من قومه لفترات طويلة كيفية الكتابة سواء الرسائل أو غيرها، وقد قام باحتراف بعض المهارات الأخرى كالخياطة واستطاع خياطة الكثير من الملابس وتنوع في تصميمها لِما يتناسب مع تعاليم الدين في ذلك الوقت.
استطاع النبي إدريس خلال فترة حياته تعلم الكثير من الأمور التي تكاد تكون مختلفة كثيرًا في عصره، فقد تمكن من دراسة الكثير عن علوم الدين والطبيعة والطب والفلك والنجوم والكواكب والهندسة، فقد كان عبارة عن موسوعة معلومات متحركة على الأرض.
كما كان حكيم لدرجة كبيرة فكان يجدي الكثير من الآراء الحكيمة في مختلف الموضوعات أفضل من أفضل قاضي موجود حينها، علا شأن سيدنا إدريس في حياته بشكل كبير، فمن أعظم ما روى أنه كان يصعد للسماء كل يوم كما رأى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في السماء الرابعة.
كما كان سيدنا إدريس نشيطًا لدرجة كبيرة حيث إنه كان يعمل بجد كل يوم ولا يتكاسل في عمله أبدًا، وكان من أحب عباد الله إليه حيث طلب من الله أن يطيل في عمره ليس من أجل التمتع بأمور الدنيا بل من أجل إكمال مسيرته في عمله سواء الدنيوية التي تتعلق بالخياطة والتدريس والتعلم أو الأمور الدينية التي تتعلق بدعوته للناس بالإيمان بالله الواحد الأحد.
الجدير بالذكر أن سيدنا إدريس كغيره من الأنبياء الذين تعرضوا للأذى النفسي والجسدي من قِبل الكفار والمشركين إلا أنه أكمل رسالته على أكمل وجه ولم يتخاذل أو يتراجع فيها أبدًا رغم كل شتات الدنيا.
اقرأ أيضًا: قصة سليمان عليه السلام كاملة مكتوبة
تعتبر قصة سيدنا إدريس مع ملك الموت من أغرب القصص التي قد تورد على عقل بشر، لكن الجدير بالذكر هو أن سيدنا إدريس من أعظم الأنبياء الذين بعثهم الله ليهتدوا بأهل الأرض مصاحبًا بعلمه.