تفسير سورة الأعلى للاطفال
تفسير سورة الأعلى للاطفال سيجعل حفظ سورة الأعلى سهلًا ومُبسطًا على أطفالنا، حيث إنه من القواعد التربوية الهامة التي يجب أن ينشأ الأطفال عليها هو حفظ القرآن الكريم، وقد سعى منصة وميض نحو المشاركة في تلك التربية الحميدة بعرض تفسير سورة الأعلى للاطفال لمساعدة الآباء على قراءتها وتوعية الأبناء بها أثناء حفظهم لهذه السورة.
تفسير سورة الأعلى للاطفال
من الجدير بالذكر إن سورة الأعلى من السور التي أنزلها الله سبحانه وتعالى من أجل التعرف إلى قدرته في خلقه، والحث على ذكره وشكره، والإحسان بعبادته، ومن أجل عرض تفسير سورة الأعلى للأطفال سوف نكتُبها لكم مع مراعاة وضع التشكيل الدقيق لإتقان قراءتها:
قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى (1) ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ (2) وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ (3) وَٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلۡمَرۡعَىٰ (4) فَجَعَلَهُۥ غُثَآءً أَحۡوَىٰ (5) سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ (6) إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ (8) فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ (9))
(سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ (10) وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى (11) ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحۡيَىٰ (13) قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (14) وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ (15) بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا (16) وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ (17) إِنَّ هَٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ (18) صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ (19)) صدق الله العظيم.
إن التفسير العام لسورة الأعلى إن الله سبحانه وتعالى قد أمر الناس جميعًا أن يحرصوا على التذكير بأمره، لما به منفعة عائدة على الناس وفوائد عظيمة، وحث في آيات سورة الأعلى على تقديم الآخرة على الدُنيا والبُعد عن الأغواء الزائلة.
فقد حث الله المؤمنين بها على اتباع إرشاداته والسير على نهجه والبُعد عن المنكر لكسب الآخرة، كونها دار الخُلد والبقاء، ومن خلال الفقر التالية سوف يتم عرض التفسير مُفصلًا لآياته الكريمة بسورة الأعلى.
اقرأ أيضًا: حكم قراءة سورة البقرة يوميا ابن باز
تفسير سورة الأعلى الآيات (1 ـ 8)
من المهم أن يحرص الآباء على تقديم تفسير سورة الأعلى للاطفال بصورة مُفصلة ومُرتبة وتحقيق الإتقان بالتفسير من أجل أن يفهم الأبناء أصول دينهم ويكون لديهم الوعي الكافي بتعاليم الله سبحانه وتعالى وعلى أي شيء قد نهاهم لكي يتجنبوه وأي شيء قد سمح لهم بفعله.
هذا ما سوف نحرص على تحقيقه في تفسير سورة الأعلى للأطفال بداية من الآية 1 وحتى الآية 8 وأيضًا في المتبقي من الآيات الأخرى، والتفسير يكون كالآتي:
- في قوله تعالى: (سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى) حث الله بهذه الآية المؤمنين على التنزيه باسمه بطريقة تليق بعظمته، والذي يليق بعلو مكانته عن أي شريك به والعياذ بالله.
- في قوله تعالى: (ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ) يعني هذا أن الكون كله قد خلقه الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك الله، وقد أحسن صنعه، وأبدع به وأتقنه حتى ظهر في هذه الصورة التي عليها الآن، سبحانه مُحسن التدبير وقادر على كل شيء.
- في قوله تعالى: (وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ) قدر الله سبحانه وتعالى لجميع المُسلمين ما ينفعه وما هو في صالحه عن غيره من المخلوقات، وهداه نحوه لفعله وكسبه، وقدم له الفهم الكافي لأوجه النفع والاستفادة لما توجه نحوه.
- في قوله تعالى: (وَٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلۡمَرۡعَىٰ) فالله سبحانه وتعالى أنبت للإنسان من النبات أشكالًا مُختلفة تراعها الدواب.
- في قوله تعالى: (فَجَعَلَهُۥ غُثَآءً أَحۡوَىٰ) في هذه الآية عبرة كبيرة وعظة لمن يقرأها، فبعد أن خلق الله سبحانه وتعالى النبات من الأرض استطاع بقدرته أن يجعله يابس وجاف، وبها تأكيد على أن الحياة مُننتهية وزائلة لا داعي للحرص عليها، فمثلما تهر للإنسان جميلة بالبداية سوف يرى كم هي فانية والآخرة هي من تبقى بالنهاية.
- في قوله تعالى: (سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ (6) إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ) تذكير لفضل الله على رسوله الكريم ببشرى بها شرح الصدر وسعادة آتية وراحة بحفظ القرآن وتذكره دون نسيان، فالله قادر على كل شيء ويعلم السر والجهر.
- في قوله تعالى: (وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ) خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وتذكير أنه يميل نحو كل أمر يسير، وهذا بالفعل ما اتضح بالأحاديث النبوية الشريفة كم كان يحث على اليُسر واللين.
اقرأ أيضًا: قراءة سورة الفيل 41 مرة
تفسير سورة الأعلى الآيات (9 – 19)
استكمالًا لتفسير سورة الأعلى للأطفال سوف نحرص على الاستمرارية في الأسلوب المُبسط اللين الذي يُقدم به التفسير مراعاةً للقدرة الاستيعابية عند الطفل، موضحين الآتي:
- في قوله تعالى: (فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ) حث من الله للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ نحو الاستمرار في تذكير الناس من حوله لعل من هو مُرتد عن دين الله يرجع له ويهتدي إليه، ويقصد بقول إن نفعت الذكرى إن هناك من يُعاندون ويكابرون على الخطيئة ويستمرون عليها مُصرين على الكفر وهؤلاء لا يفيد معهم التذكير.
- في قوله تعالى: (وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى (11) ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحۡيَىٰ) بها وعود من الله للكافرين المُصرين على كُفرهم بأن لهم النار التي لا موت فيها ولا راحة، ولا وجود لحياة هنيئة بها، ويخلد بالعذاب العظيم الذي يجعله نادمًا على ما فعل.
- في قوله تعالى: (قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (14) وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ) فمثلما وعد الله المشركين بالعذاب، جاء بوعده مع المؤمنين بالفلاح والفوز العظيم والنجاة من العذاب، والمؤمنين هم من يذكرون الله بقلوبهم وألسنتهم وسوف يرون جزاء ذكرهم والفلاح بالآخرة نظير هذا التذكير المنطوق بخشوع.
- في قوله تعالى: (إِنَّ هَٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ (18) صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ) كانت هذه الآيات ردًا على القاسية قلوبهم والمتعلقين بالحياة الفانية متغافلين عن دوام الآخرة بأن جميع ما جاء بالوحي للنبي هو دين الله الواحد الأحد الآتي بصحف إبراهيم وموسى، فقط مظاهره هي المتعددة ولكنها أوامر واحدة ودين واحد وهو دين الله الواحد القهار الذي لا شريك له.
اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة الطارق
فوائد تفسير القرآن قبل حفظه
كما ذكرنا أن القرآن به الكثير من الكلمات التي قد يكون الأطفال ليسوا على قدر كافي للوعي بمعانيها، وهذا التفسير يعود على الأطفال والكبار أيضًا بجمال الفوائد التي تكون عالقة بذهنه وراسخة بقلبه، ونظرًا لتلك الفوائد حرصنا على تقديم تفسير سورة الأعلى للأطفال، ومن منطلق هذا التفسير سوف نتطرق لعرض الفوائد من خلال النقاط التالية:
- يساعد التفسير على فهم أصول الدين مما يمنح القدرة للجميع على العمل بالنافع وتجنب الضار وأخذ الموعظة الحسنة.
- يكون تعليم الدين متخذًا صورة سهلة ومُبسطة لأن التعليم ينتج من قصص الخلفاء، وعواقب الشرك بالله، وما كان يفعله المشركون بالرسول مما يساعد على التحلي بالصبر وقوة الإيمان، فهذا يجعل الأطفال أكثر رغبة في التشبه بالرسول الكريم والتحلي بأخلاقه.
- سهولة التفرقة بين الخير والشر، الصالح والطالح، الإثم والثواب، الإيمان والكفر، فالقرآن هو دليل المسلمين للتعرف إلى أوجه الاختلافات.
- إمكانية التعرف إلى الإعجاز الكوني، والعلمي الذي تم استنباطه من الآيات القرآنية العظيمة التي استطاع العلماء من خلالها اكتشاف النظريات الكثير العلمية.
- القضاء على التعاليم المغلوطة التي أصبحت تنتشر في الوقت الحالي نتيجة التطورات التكنولوجية الحادثة بين المجتمعات، وانتقال الثقافات الخاطئة التي لا تتناسب مع أصول الدين، مما يساعد على عدم اكتسابها وانتشارها بتوسع.
- إمكانية التواصل مع الله سبحانه وتعالى بشكل مفهوم، والقدرة على السيطرة على الأفكار السيئة التي قد تتملك من الإنسان بالرجوع إلى القواعد والأسس الدينية المفهومة والراكزة في النفوس.
للوالدين أهمية كبيرة في تحفيظ الأبناء القرآن الكريم، فيجب عليهم أن يساعدوا أبنائهم على حفظه بشكل سليم والتشجيع على ذلك بتقديم التفسير الخاص بالآية التي يتجهون لحفظها ودفعهم نحو حفظ القرآن حتى وإن كان آية واحدة طوال اليوم أفضل من هجره.