هل يمكن إرجاع الزوجة بعد صدور وثيقة الطلاق البائن
هل يمكن إرجاع الزوجة بعد صدور وثيقة الطلاق البائن، بات هذا السؤال هو الشاغل الأول لأذهان كثير من الناس، خاصة بعد ازدياد حالات الطلاق زيادة مفجعة، وقد يحدث طلاق في ظروف غضب وعناد من الطرفين على يد مأذون ويكون طلاق بائن، فيتساءلون بعد ذلك هل يمكن العودة مرة أخرى.
أو بعد أن يتم الطلاق البائن يرغب الزوجان أن يعودا من جديد حفاظاً على كيان الأسرة، فما هو الحل، وهل يحق للزوجة رد مطلقته بائناً أم لا، هذا ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال عبر موقع وميض.
اقرأ أيضًا: هل يقع الطلاق على الحامل
هل يمكن إرجاع الزوجة بعد صدور وثيقة الطلاق البائن
لمعرفة إجابة هذا السؤال لابد أولاً من معرفة أن الطلاق نوعان وهما: طلاق رجعي وطلاق بائن، وينقسم الطلاق البائن إلى طلاق بائن بينونة صغرى، وطلاق بائن بينونة كبرى، وحالات إرجاع الزوجة تختلف كما يلي:
الطلاق الرجعي
ففي الطلاق الرجعي يمكن للزوج مراجعة زوجته، والطلاق الرجعي هو أن تكون المرأة ما زالت في شهور العدة وتكون هذه الطلقة الأولى أو الثانية ولم تنتهي عدتها بعد.
فيستطيع زوجها مراجعتها خلال شهور العدة بلا أي شروط، فقط يقول لها راجعتك وترد موافقة، حتى أن مراجعة الزوجة وردها في هذا الطلاق لا تطلب قول أي شيء، فبمجرد عقد النية أو إقامة علاقة جماع مع الزوجة يكون راجعها زوجها.
الطلاق البائن بينونة صغرى
أما الطلاق البائن بينونة صغرى وهو طلاق بائن وتم على يد مأذون شرعي، ولكن كانت هذه الطلقة الأولى أو الثانية ولكنها تمت على يد مأذون.
فيحق للزوج مراجعة زوجته ولكن بعد أن يتقدم لخطبتها مرة أخرى، ويدفع مهر جديد، وعقد جديد، ويشترط موافقتها.
الطلاق البائن بينونة كبرى
أما الطلاق البائن بينونة كبرى وهو الطلاق الأخير أي الطلاق الذي أتمت فيه المرة 3 طلقات، أي طلقت مرة وثانية ثم طلقها زوجها مرة ثالثة بائنة، فلا رجعة لها أبداً.
إلا إذا تزوجت رجلا آخر زواج شرعي كامل على أساس استقرار، وقد طلقت من هذا الزوج أو توفي عنها، فيمكن مراجعة مطلقها إذا ظنوا إصلاحاً.
ولكن لا يجوز زواج المحلل فهو باطل حتى وإن حدث جماع، فالزواج لا يحدد بمدة ولا سبب وإلا يكون باطل.
اقرأ أيضًا: بحث جاهز كامل عن الطلاق
طلاق بائن بينونة كبرى
هل يمكن إرجاع الزوجة بعد صدور وثيقة الطلاق البائن بينونة كبرى، لا يمكن إرجاع الزوجة فهي أصبحت محرمة عليه تحريما قطعياً، ولا يجوز إقامة علاقة معها، فهو طلاق بائن سبقته طلقتين، فبذلك تصبح المرأة محرمة على الرجل.
لا يمكنه إرجاعها إلا إذا تزوجت رجلاً آخر بهدف الاستقرار وإقامة حياة زوجية، لا بهدف المحلل، ولكن إذا مات زوجها أو طلقت منه لأي سبب آخر فيحق لمطلقها أن يتقدم لها ويتزوجها بعقد جديد ومهر جديد ويتطلب موافقتها، والأدلة على ذلك من القرآن الكريم والسنة المطهرة كثيرة، ومنها ما يلي:
قوله تعالى: (فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).
“سورة البقرة الآية رقم 230”
وورد في الصحيحين عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت:
(جاءت امرأة رفاعة القرظي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: كنت عند رفاعة، فطلقني فبت طلاقي، فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير، وإنما معه مثل هدبة الثوب، فقال:
“أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك”.
والمقصود هنا أن يتم النكاح والزواج بشكل شرعي وكامل.
اقرأ أيضًا: حدود العلاقة بين الزوجين في عدة الطلاق الرجعي
طلاق بائن بينونة صغرى
في حالة الطلاق البائن بينونة صغرى، أي على يد مأذون ولكن لم يصلوا إلى الطلقة الثالثة، فهو له أحكام وهي كما يلي:
- تصبح المرأة بمجرد وقوع هذا الطلاق البائن أجنبية عن مطلقها.
- تحرم الخلوة بينهما.
- لا يجوز الاستمتاع بها، مثل الطلاق الرجعي.
- لا يستطيع الرجل رد مطلقته إلا بعد موافقتها وإذنها.
- يمكن إرجاعها بعد موافقتها ولكن بعقد جديد ومهر جديد، حتى لو كانت ما تزال في فترة العدة.
- لا يرث أحد الزوجين الآخر في حالة الطلاق البائن بأنواعه.
- والطلاق البائن أيضًا يقع في حالة طلاق الرجل للمرأة قبل أن يمسها، فطلاق البكر قبل الدخول بها طلاق بائن لا رجوع فيه.
اقرأ أيضًا: متى لا يقع الطلاق الثالث
وفي الختام أتمنى أن أكون قدمت لكم إجابة وافية عن السؤال الذي يحيركم هل يمكن إرجاع الزوجة بعد صدور وثيقة الطلاق البائن، وعرفنا متي يمكن ذلك ومتي يكون مستحيلاً.