هل الحب حرام قبل الزواج
هل الحب حرام قبل الزواج؟ وما هو الحب العفي؟ يذهب البعض في كثير من الأحيان إلى بعض الاتجاهات الخاطئة قبل الزواج، ألا وهي الدخول في بعض العلاقات الغير مستحبة في الإسلام دون ضوابط شرعية، لأن الإسلام أمر بالزواج في حالة الرغبة في أي فرد، انطلاقًا من ذلك نعرض لكم عبر منصة وميض هل الحب حرام قبل الزواج؟
هل الحب حرام قبل الزواج؟
يعرف الحب بأنه من المشاعر السامية الجميلة التي تنشأ بين الرجل والمرأة، وتشتعل تلك المشاعر في مرحلة ما قبل الزواج، حيث مشاعر اللهفة والإعجاب.
الحب له مكانة كبيرة في الإسلام، لأنه الحقيقة الإنسانية الواقعة، كما كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- أكبر مثال للمحبين، ويظهر ذلك في تعبيره عن الحب حين قال عن السيدة عائشة حين قال:” إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا” روته عائشة أم المؤمنين.
في إطار الإجابة عن ذلك هل الحب حرام قبل الزواج؟ فهو ليس حرامًا إلا في حالة قيامه على أساس علاقة محرمة، سواء كانت تلك العلاقة من خلال الاتصال الجسدي أو المراسلة، ولكن رغبة الفرد في الزواج بعد الوقوع في الحب بغرض عدم الدخول في أي علاقة محرمة من قبل الشرع فهذا ليس حرامًا.
اقرأ أيضًا: دعاء لجلب الحبيب في لمح البصر
الحب الحرام قبل الزواج
بعد معرفة إجابة سؤال هل الحب حرام قبل الزواج، نعلم أن الشيطان يغوي البشر بشكل مستمر ولا يتوقف عن ذلك، ويظل يوسوس له إلى أن يصل به للفاحشة الكبرى، والعشق له عدة مراحل أولها الاستحسان، ثانيها الإعجاب الذي ينتج عنه العشق الكبير للفرد، ومن ذلك فتلك المراحل يظهر بعدها التفكير الكثير بسبب القلب الخالي الذي تمكن منه الحب.
لذلك عادةً ما يقال إن الصبر في غض البصر أفضل وأسهل من الصبر على ألم الناتج عن عدم غض البصر، فإذا وقع الفتى أو الفتاة في الحب دون الابتعاد عن تلك العلاقة المحرمة التي ليس بها زواج، فمن الممكن أن يتبع ذلك التجاوزات دون الخوف من الله تعالى أو من ضمير الإنسان.
يقوم الكثيرين بالعلاقات المحرمة قبل الزواج التي تندرج تحت مسمى الحب للعديد من الأسباب منها:
- انعدام الخجل من الله تعالى.
- جهل الفرد بدينه.
- اختفاء القدوة الصالحة.
- التربية السيئة وانشغال الأهل عن أبنائهم وبناتهم.
- فساد الأصدقاء، لأن الصحبة تؤثر على سلوك الفرد بشكل كبير.
- الفراغ والوحدة، لأن القلب الفارغ يذهب إلى فعل الجوارح، هكذا يعاني الشباب في يومنا من الفراغ الكبير في القلب والعقل والنفس.
- التأثر بالمسلسلات والأفلام والأغاني التي من شأنها التشجيع على الرذيلة، والتشجيع على مشاعر الحب المحرمة وتبرج الفتيات، والتعري الفاضح، من ذلك يجب الوقوف على ما يبث في التلفاز والإنترنت.
- عدم الانضباط في الاختلاط، حيث يجب وضع الحدود بين الجنسين في التعامل، وأخذ الحذر من أي فرد على الرغم من كلامه وأفعاله المعسولة.
أثر علاقات الحب المحرمة
الحب الذي ينشأ دون زواج أو يكلل به له الكثير من العواقب على الفرد في حياته، تظهر تلك الآثار السلبية على الفرد في النقاط التالية:
- يضيع وقت الفرد فيما لا يفيد.
- تبديد الأموال في الأمور المحرمة.
- يتعذب وينشغل القلب بالمحبة، وبالتالي الابتعاد عن العبادات وذكر الله عز وجل.
- تصبح غاية الفرد حقيرة.
- الابتعاد عن الحق.
- غضب الله عز وجل بسبب معادية الأوامر الخاصة به، وارتكاب المعاصي التي نهى عنها.
الحب العفيف
من خلال تناول هل الحب حرام قبل الزواج، يُعرف الزواج بأنه الأفضل إلى المتحابين على أساس ما ذُكر في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث قول الرسول –صلى الله عليه وسلم- ” لم يُرَ للمُتحابَّينِ مثلُ النكاحِ” رواه عبد الله بن عباس.
لذلك على الرجل في حالة ميل قلبه إلى فتاة أن يسعى في الزواج منها، لكن دون التعرف إليها لوقت طويل دون علم أهلها والاتصال ببعضكم، لأن السير في طريق الخير يؤدي إلى تيسير الله تعالى لأمر الزواج، وتقوم تلك الفتاة بالقبول بالزواج منك بشكل سهل.
فإن أكرمك الله تعالى بالتوفيق في الزواج منها فكان خيرًا، ولكن إن لم يكن لك فيها نصيب فيها يجب أن تقطع علاقتك معها بشكل فوري، وأن تجتهد في نسيانها وينصرف قلبك عنها، وسوف يسهل الله عليك ذلك إن كنت صادقًا، ونويت القيام بذلك بعزم كبير.
في حالة الابتعاد عنها أيضًا لا يجب التواصل معها، ولا تتحجج بأنك ترسل لها أذكار الصباح والمساء، وتذكرها بأن تحتشم، لأن في تلك الحالة قد يقوم الشيطان الرجيم بتوقيعكما في معاصي الله تعالى، ويظهر ذلك في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [سورة النور: الآية 21].
اقرأ أيضًا: آية قرآنية لجلب الحبيب في نفس اليوم
الحب في الإسلام
يقوم دين الإسلام ببناء النفس وتربيتها بشكل متزن، ومن خلال الأسلوب العلمي الذي يجب فيه مراعاة الجانب المادي والروحي، حيث لا يقوم ذلك الأسلوب بالاهتمام بإحدى الجوانب أكثر من الآخر.
يراعي الإسلام إخراج النفس مما يحزنها ويكربها، ويقوم بتحويل حياة العبد من الاستقرار إلى عدم الاتزان، وتعرف مشاعر الحب بأنها مشاعر ذات مكانة عالية في الإسلام الذي يعرف بأنه دين المودة والرحمة، فالحب لا يستطيع أن يتم الاستغناء عنه من قبل الفرد الذي يبحث عن الاستقرار النفسي.
حيث تعرف مشاعر الحب بأنها الجانب الروحي من الإنسان الذي لا يمكن أن ينفصل عن الجانب المادي، لذلك كان الإسلام حريصًا على إعمال التوازن في مشاعر الحب بطريقة تحقق السعادة والطمأنينة إلى الفرد.
من الممكن تقسيم الحب في القلب إلى قسمين في النقاط التالية:
- القسم الأول من الحب هو الذي لا يقدر القلب على رده، ولا يكون للإنسان أي دخل فيه، ولا يحصل المرء على الذنب بسببه لأن لا دخل له فيه.
- القسم الثاني من الحب هو الذي يختاره القلب من أجل فعل الحب وفيه تظهر الجوارح من كلام معسول وارسال الرسائل التي تعد من المحرمات، وفي بعض الأحيان ينتج عن ذلك الحب الخلوة والاختلاط، وبالتالي فساد البيوت والمجتمعات.
كما ينتج عنه ظهور الكراهية بين الأفراد، والحكم في ذلك الحب يكون حرامًا، في حال لقاء الطرفان بشكل مباشر أو غير مباشر عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: هل الزواج نصيب أم اختيار للشيخ الشعراوي
أنواع الحب في الإسلام
بينما نعرض هل الحب حرام قبل الزواج، تعددت أنواع الحب في الإسلام لجميع الناس، ونعرض تلك الأنواع في النقاط التالية:
- حب الله تعالى والرسول –صلى الله عليه وسلم- لأنها تعد من الفروض على كل المسلمين، وتعد من شروط الإيمان بالله تعالى، حيث قال الرسول –صلى الله عليه وسلم-:” لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ” رواه أنس بن مالك.
- حب الصالحين يكون من أقرب أنواع الحب إلى الله تعالى، حيث قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:” ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ” رواه أنس بن مالك.
- حب الزوجة والأبناء لأن الرجل بفطرته يميل إلى الزوجة، كما أيضًا محبة الأبناء التي تعد من الأمور الفطرية، ولا يوجد على الرجل أي ذنب في تفضيل ابن على الآخر، أو تفضيل زوجة على الأخرى، ولكن الذنب يكون في تفضيل إعطاء العطايا، حيث قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: ” مَن كان له امرأتان فمَالَ إلى أَحَدِهما جاءَ يومَ القيامةِ و شِقُّهُ مائلٌ” رواه أبو هريرة.
- حب الوالدين والأقارب حيث إن حب الوالدين يكون بالفطرة لأنهما سبب وجود الفرد في الحياة بعد الله سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى التعب والقلق والسهر على الابن ليستطيع الحصول على الراحة.
إن الحب في الإسلام ليس حرامًا، فعرفه الإسلام بأنه من المشاعر السامية الرقيقة، ولكن في حالة الشعور بالإعجاب ناحية أي شخص يجب الذهاب إلى الزواج منها، وتجنب الحديث معها والخلوة بها قبل العقد عليها.