هل يجوز تأخير صلاة العشاء

هل يجوز تأخير صلاة العشاء؟ أم من الأفضل أن يتم أداؤها في موعدها المحدد؟ فصلاة العشاء هي آخر الصلوات الخمس التي يؤديها المسلم في يومه، وفي الكثير من الأحيان يأجلها البعض نظرًا للتعب أو عدم القدرة على صلاتها في موعدها، لذا سنعرض لكم من خلال منصة وميض إجابة سؤال هل يجوز تأخير صلاة العشاء.

هل يجوز تأخير صلاة العشاء

نظرًا لأن صلاة العشاء هي آخر الصلوات التي يؤديها المسلم في نهاية اليوم، فالكثير من الناس قد يكون متعبًا ولا يؤديها أو يتأخر في آدائها، لذا سنعرض لكم من خلال السطور التالية إجابة سؤال هل يجوز تأخير صلاة العشاء أم لا.

هناك أحد شيوخ الإفتاء الذي أكد أنه لا يجوز تأخير صلاة العشاء إلى وقت منتصف الليل أو آخره، خاصةً في حال عدم وجود عذرًا مقبولًا لتأخير الصلاة، ففي حال لم يكن هناك عذر لتأجيل الصلاة فيجب على المصلي أن يقيم صلاة العشاء في موعدها دون تأخير.

كان استدلال الشيخ على هذه الفتوى بأنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يصلي العشاء في الثلث الأول من الليل، ومن صلَ العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلَ الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله، لذا واقتداءً برسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلا يجوز للمسلم تأخير صلاة العشاء دون عذرٍ مقبول.

اقرأ أيضًا: حكم صيام العشر من ذي الحجة

آخر وقت لأداء صلاة العشاء

في صدد إجابتنا عن سؤال هل يجوز تأخير صلاة العشاء سنذكر آخر وقت يسمح فيه للمسلم بأداء صلاة العشاء حسب ما ورد عن دار الفتوى وعلماء الفقه بمختلف آرائهم.

من المتعارف إليه بين أهل العلم والفقه الشرعي أن صلاة الفرض حاضرًا في وقته المحدد هو أفضل من تأخير الصلاة لأي وقتٍ بعدها، أم عن تأجيلها فقد اختلفت الآراء حول آخر موعد يمكن أداء صلاة العشاء به، فمن العلماء من قال إنه لا يجوز تأخير صلاة العشاء بعد الثلث الأول من الليل، لأن ذلك ما كان يفعله الرسول – صلى الله عليه وسلم-.

أما عن الآراء الأخرى فمنهم من رأى أنه يمكن تأخير صلاة العشاء إلى نصف الثلث الأول من الليل، والبعض الآخر يقول إنه يمكن صلاة العشاء إلى الوقت قبل آذان الفجر، لكن في حال أذن الفجر، فهنا تكون صلاة العشاء قضائًا.

كما كان رأي الشافعي وبعض مذاهب المالكية أنه يمكن تأجيل صلاة العشاء إلى آخر الليل وقبل صلاة الفجر، وكان استنادهم إلى ذلك من بعض أحاديث السنة النبوية، فعن أبي قَتادةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: خطَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: “إنَّكم تَسيرُونَ عَشيَّتَكم ولَيلتَكم..” وذكر الحديث، وفيه: “أمَا إنَّه ليس في النومِ تفريطٌ، إنَّما التفريطُ على مَن لم يُصلِّ الصَّلاةَ حتى يَجيءَ وقتُ الصَّلاةِ الأخرى…” [رواه أبي قتادة الحارث بن ربعي بإسناد صحيح]

في هذا الحديث الشريف دلالة على امتداد الوقت الذي يجوز فيه أداء أي فرض من الفروض الخمسة إلى أن يحين وقت الصلاة التي تليها، وبالتالي يمكن أن يكون آخر وقت لأداء صلاة العشاء هو آخر الليل قبل صلاة الفجر.

اقرأ أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة الفجر

متى يتم صلاة العشاء؟

قام علماء الفقه والفتاوى بتقسيم الأوقات الجائز فيها أداء صلاة العشاء إلى أربع أوقات، أول هذه الأوقات هو وقت غروب الشفق الأحمر، أي أنه الوقت الذي تنتهي به صلاة المغرب، الثاني هو ما يسمى بوقت الجواز، وهو الوقت الذي يبدأ منذ سماع آذان صلاة العشاء.

الثالث يسمى في الفقه بوقت الوجوب، وهو الوقت عند قدوم منتصف الليل، وهو الوقت الذي يجب على الإنسان أن يصلي به العشاء ما لم يكن لديه عذرًا مقبولًا يمنعه من الصلاة، أما الرابع فهو الوقت الذي يمتد إلى ما قبل آذان صلاة الفجر.

أن يقوم الفرد المسلم بتأجيل صلاة العشاء من وقت آذانها وألا يصلي الفرض حاضرًا من الأمور التي قد يحمل لها المسلم وزرًا، أما من يؤجل صاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل دون عذر، فقد خالف الشرع في بعض الآراء التي وردت.

سُنة صلاة العشاء

بعد الإجابة عن سؤال هل يجوز تأخير صلاة العشاء، سنذكر السُنن التي كان يؤديها الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد الانتهاء من صلاة العشاء، والسُنة الخاصة بالعشاء هي صلاة ثلاث ركعات بعد العشاء، ركعتين وركعة منفردة، والركعتين هما الشفع والركعة الأخيرة هي الوتر.

أما في حال أراد المسلم أن يصلي قيام الليل بعد العشاء، فيجب عليه أن يقوم بصلاة ركعة الوتر المنفردة بعد الانتهاء من صلاة كامل ركعات قيام الليل.

اقرأ أيضًا: حكم سماع الأغاني في رمضان

كيفية أداء صلاة العشاء بطريقة صحيحة

صلاة العشاء هي أحد الفروض الخمس الأساسية التي تُصلى آخر اليوم، وهي صلاة رباعية، أي تتكون من أربع ركعات، وتختلف عن صلوات النهار بأنه يجب الجهر في أول ركعتين عند تلاوة فاتحة الكتاب وما تيسر من كتاب الله.

في البداية يجب على المُصلي أن يتأكد من شروط صحة صلاته ومن جواز وضوءه، ويتوجه إلى القبلة وينوي صلاة العشاء، ومن ثم يتبع الخطوات التالية لأداء الصلاة العشاء:

  • يبدأ المصلي افتتاح صلاته بتكبيرة الإحرام، ثم يتلو فاتحة الكتاب وأحد الصور الصغيرة أو ما تيسر له من آيات القرآن، ومن أحد السنن أن يقول دعاء الاستفتاح قبل تلاوة الفاتحة.
  • يكبر المُصلي بعد ذلك مجددًا معلنًا ركوعه وينحني للركوع قائلًا سبحان ربي العظيم ثلاث مرات، وذلك تبعًا لما ورد في السنة النبوية.
  • يرفع المُصلي رأسه قائلًا سمع الله لمن حمده وقوفًا من الركوع ثم يقول ربنا ولك الحمد والشكر.
  • وبعد ذلك يكبر معلنًا سجوده، وعند السجود يضع ركبيته أولًا قبل يديه على الأرض، ويسجد قائلًا في سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات، ويدعو الله بما في نفسه فدعاء السجود مقبولًا.
  • ثم يقوم من سجوده إلى الجلسة بين السجدتين ويقول ربِّ اغفر لي، ومن ثم يكبر للسجدة الثانية ويكرر قوله سبحان ربي الأعلى ثلاث رات ومن ثم الدعاء، والدعاء ليس شرطًا بل هو محبب ويزيد من خشوع الفرد في صلاته.
  • يقد المصلي لأداء الركعة الثانية من صلاة العشاء بنفس طريقة الركعة الأولى ومع الجهر بتلاوة الفاتحة والآيات التي تليها، لكنه يجلس بعد السجدة الثانية مباشرًا ليقوم بتلاوة التشهد الأوسط.
  • ثم يقف لأداء الركعة الثالثة، لكنه يقرأ فيها فاتحة الكتاب فقط ولا يجهر بالقراءة، وكذلك الركعة الرابعة، وبعد الركعة الرابعة والأخيرة يجلس ليتلو التشهد الأخير.
  • بعد ذلك يختم المُصلي صلاته بالتلسيم جهة اليمين أولًا وبعدها جهة اليسار، ويقوم بتلاوة دعاء ختام الصلاة كما ورد في الفقه والسُنة النبوية.

قد اختلفت الآراء حول إجابة سؤال هل يجوز تأخير صلاة العشاء أم لا، لكن مهما اختلفت الآراء فالرأي الأرجح والأصح هو أن الصلاة على وقتها هي الأفضل والأكثر ثوابًا، أما في حال وجود عذر مقبول، فقد أجاز الإسلام إمكانية تأجل الصلاة كما ورد في مختلف آراء الفقهاء.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.