حكم الصلوات الفائتة بسبب تأخير الغسل بعد الطهر من الحيض
حكم الصلوات الفائتة بسبب تأخير الغسل بعد الطهر من الحيض من أكثر الأمور التي تشغل المرأة وخاصةً الملتزمة بأداء الواجبات الدينية بعد أن تنتهي من فترة الحيض لديها، لذا سنعرف من خلال منصة وميض ما هو حكم الصلوات الفائتة بسبب تأخير الغسل بعد الطهر من الحيض، كما سنعرف أيضًا كيف يتم الاغتسال والتطهر الصحيح من الحيض لكي تصح وتجوز صلاة المرأة بعدها.
حكم الصلوات الفائتة بسبب تأخير الغسل بعد الطهر من الحيض
إن الإجابة عن سؤال حكم الصلوات الفائتة بسبب تأخير الغسل بعد الطهر من الحيض تكمن في أن المرأة يجب أن تقيم الصلوات التي توانت عن أدائها بسبب تأخرها في الاغتسال للتطهر من الحيض، وذلك لأن الصلاة للمرأة لا تجوز أثناء فترة الحيض حتى وبعد انتهائها ما دامت المرأة لم تغتسل كليًا لإزالة آثاره فالصلاة يلزمها الطهر.
للتوضيح أكثر يمكننا القول بأن المرأة إذا انتهت من حيضها عند صلاة العصر مثلًا ثم اغتسلت فعليها أن تقيم صلاة العصر بعدها ما لم ينقضِ وقتها نهائيًا، وهذا الأمر ينطبق على سائر صلوات وفروض اليوم الخمسة وفي حال تأخرت المرأة عن الاغتسال بعد انتهاء الحيض في الصباح حتى المساء، صار من الواجب عليها أن تصلي ما فاتها من فروض اليوم كجمع تأخير مع الاستغفار والحرص على ألا يتكرر أمر التأخر عن الاغتسال بعد الحيض مرة أخرى.
بمعنى آخر أن المرأة إذا انتهت من حيضها واغتسلت منه قبل أن تغرب الشمس فعليها أن تقوم بأداء صلوات الظهر والعصر، وفي حال انتهت من الحيض واغتسلت منه بعد أن غربت الشمس فعليها أن تؤدي صلاتي المغرب والعشاء، ولا يوجد في الدين ما يأمر المرأة بأداء الفروض التي سقطت عنها خلال أيام دورة الحيض، حيث إن تلك الفروض ساقطة عن كاهلها ولا تقبل لأنها كانت في وقت لا يجوز للمرأة فيه الصلاة أو الصوم أو الإمساك بالمصحف بأمر من الله.
اقرأ أيضًا: حكم نزول الإفرازات أثناء الصلاة
كيفية التطهر من الحيض
إن الحديث حول حكم الصلوات الفائتة بسبب تأخير الغسل بعد الطهر من الحيض لا يجب أن يخلو من ذكر أمر مهم جدًا وحقيقة مثبتة لا شية فيها، وهي أن اغتسال المرأة من دورة الحيض يختلف كل الاختلاف عن الاغتسال أو الاستحمام العادي، حيث إن التطهر من الحيض يلزم له اتباع خطوات مرتبة من أجل أن يتم.
معرفة حكم الصلوات الفائتة بسبب تأخير الغسل بعد الطهر من الحيض يلزما بتوضيح كيف يتم الاغتسال منه، فإن التطهر من الدورة الشهرية يلزم له أمران لا غنى عن أي منهما الأول هو عقد النية على الطهر من دم الحيض، ثم غمر الجسم بأكمله بالماء بأي وسيلة أو طريقة متاحة مع الاستنشاق والمضمضة.
أما الأمر الثاني فيتم من خلال غسل الكفين ثم القيام بتنظيف الفرج ثم بعد الوضوء بالطريقة المعتادة، بعد ذلك يتم غسل الرأس ثلاثة مرات مع سكب الماء على الجسم بالكامل، بالإضافة إلى أن غسل وتدليك الرأس هنا يجب أن يكون جيدًا بصورة أكثر من ضرورة غسيله وتدليكه بعد الجماع، ومن الضروري أيضًا أن تقوم المرأة بتطيب الفرج جيدًا لإزالة أثر رائحة دماء الحيض المنفرة.
يمكن الاستناد من أجل توكيد هذه المعلومات إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم حينما روت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها قائلة:
“ أنَّ أسْمَاءَ سَأَلَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن غُسْلِ المَحِيضِ؟ فَقالَ: تَأْخُذُ إحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وسِدْرَتَهَا، فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ علَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا المَاءَ، ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بهَا فَقالَتْ أسْمَاءُ: وكيفَ تَطَهَّرُ بهَا؟ فَقالَ: سُبْحَانَ اللهِ، تَطَهَّرِينَ بهَا فَقالَتْ عَائِشَةُ: كَأنَّهَا تُخْفِي ذلكَ تَتَبَّعِينَ أثَرَ الدَّمِ، وسَأَلَتْهُ عن غُسْلِ الجَنَابَةِ؟ فَقالَ: تَأْخُذُ مَاءً فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، أوْ تُبْلِغُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ علَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ حتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تُفِيضُ عَلَيْهَا المَاءَ فَقالَتْ عَائِشَةُ: نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأنْصَارِ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الحَيَاءُ أنْ يَتَفَقَّهْنَ في الدِّينِ. وفي رواية: نَحْوَهُ، وقالَ: قالَ: سُبْحَانَ اللهِ، تَطَهَّرِي بهَا واسْتَتَرَ“
اقرأ أيضًا: ما حكم مسك الريح في الصلاة و جميع مبطلات الصلاة
بعد أن عرفنا ما هو حكم الصلوات الفائتة بسبب تأخير الغسل بعد الطهر من الحيض، يجب التنويه بأن المرأة عليها وعلى الفور أن تغتسل من الحيض بمجرد أن ينتهي لأن تأخرها يحملها الأوزار.