هل يقع الطلاق على الحامل
هل يقع الطلاق على الحامل؟ وما الحالات الأخرى التي لا يقع فيها الطلاق؟ فهناك اعتقاد لدى العديد من الناس أن الطلاق أثناء فترة الحمل لا يعتبر صحيح، ومن هنا بدأت الحيرة في هذا الأمر فهل الطلاق أثناء الحمل صحيح أم لا؟ ففي منصة وميض سوف نتعرف إلى إجابة هذا السؤال، مع عرض بعض الحالات التي لا يكون فيها الطلاق صحيحًا.
هل يقع الطلاق على الحامل
في العديد من الأوقات قد يحدث خلافات بين الزوجين، والتي يمكن أن تتفاقم لتصل إلى الطلاق في آخر المطاف، والجدير بالذكر أن الطلاق هو إنهاء عقد النكاح بين الزوجين مع توافر شروطه وأركانه.
فإذا قال الرجل لزوجته أنتِ طالق وكانت حامل هل يقع عليها الطلاق في هذه الحالة؟ الإجابة هي نعم، فهناك خطأ كبير يقع فيه العديد من الأشخاص، ألا وهو أن يعتبروا الطلاق للحامل غير صحيح، وهذا الأمر ليس له أي أساس من الصحة.
كما أن هناك إثبات من القرآن الكريم على هذا الأمر، وذلك في قوله تعالى “وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا” صدق الله العظيم.
في الآية الكريمة توضيح من الله سبحانه وتعالى أن المرأة الحامل تنتهي عدتها بعد الطلاق عندما تلد، وفي ذلك دليل على أن الطلاق في فترة الحمل صحيح.
كما أوضح فضيلة الشيخ عامر الأزهري، أن أكثر الأزواج الذين يتواصلون مع دار الإفتاء لكي يتساءلون عن أحكام الطلاق يملكون اعتقاد أن المرأة الحامل لا يقع عليها الطلاق ويكون غير صحيح، وأوضح أن ذلك الأمر غير صحيح تمامًا فالمرأة الحامل مثلها مثل غيرها يقع عليها الطلاق طالما توفرت شروط الطلاق.
اقرأ أيضًا: متى لا يقع الطلاق الثالث
شروط صحة الطلاق
بعد الإجابة عن سؤال هل يقع الطلاق على الحامل؟ فمن الجدير بالذكر أن هناك عدة شروط لا بد من توافرها حتى نقر بأن الطلاق صحيحًا، وفيما يلي سوف نتناول هذه الشروط والأحكام:
1- شروط تتعلق بالمطلق
حتى يقع الطلاق بشكل صحيح فلا بد من توافر عدة شروط في المطلق أو الزوج، فسوف نستعرض هذه الشروط، وذلك انطلاقًا من سؤال هل يقع الطلاق على الحامل؟ وتتلخص هذه الشروط فيما يلي:
- لا بد من وجود عقد صحيح يجمع بين الزوج والزوجة.
- البلوغ: فقد أجمع العلماء والفقهاء على أن طلاق الصبي الغير بالغ لا يقع ولا يصح.
- العقل: فقد أجمع العلماء والفقهاء على عدم صحة طلاق الشخص الغير عاقل أي الشخص المجنون.
- القصد: والمقصود بذلك أن يكون الشخص قاصدًا لما يقوله فإذا كان مكرهًا والإكراه كان قويًا مثل التهديد بالقتل، فلا يقع الطلاق، أما إذا كان الإكراه ضعيفًا فإن الطلاق يقع ويكون صحيحًا.
أو الغضبان وذلك الذي بلغت درجة غضبه حتى وصلت أنه لم يكن يدرك ماذا يقول، ففي هذه الحالة لا يقع طلاقه، أما السفيه الذي ينفق المال بغير حكمة ومخالفة لتعاليم الشرع، فأجمع العلماء أن طلاقه يقع ويكون صحيحًا.
كذلك المريض فإن طلاقه واقع على أي حال، ما دام لا يوجد مرض في العقل.
2- شروط تتعلق بالمطلقة
مازلنا في نطاق الإجابة عن سؤال هل يقع الطلاق على الحامل؟ فهناك مجموعة من الشروط لا بد أن تتوافر في المرأة التي يقع عليها الطلاق وهي:
- لا بد أن تكون المرأة زوجة المطلق بشكل رسمي حتى يقع عليها الطلاق.
- تعيين المطلقة: فقد أجمع العلماء أنه لا بد من تعيين المطلقة من خلال ثلاثة طرق النية أو الوصف أو الإشارة.
3- شروط متعلقة بصيغة الطلاق
الجدير بالذكر أن صيغة الطلاق هو اللفظ الذي يتلفظ به المطلق حتى يقع الانفصال، وفي بعض الأحيان تستخدم الكتابة بدلًا من اللفظ أو الإشارة في بعض الأحيان، ولكل منهم شروط نعرضها لكم فيما يلي:
- شروط اللفظ وتتمثل في التأكد من الطلاق وإدراك معناه، والنية للطلاق.
- شروط الكتابة فلا بد أن تكون الكتابة على شيء ثابت وتكون الكتابة واضحة وهناك ما يثبت حدوث الطلاق من خلاله.
- الإشارة وقد ثبت عدم صحتها في حالة القدرة على الكلام.
اقرأ أيضًا: إذا طلبت الزوجة الطلاق هل يحق لها المؤخر
أركان الطلاق
في نطاق الإجابة عن سؤال هل يقع الطلاق على الحامل؟ لا بد من التعرف أولا على ما يختلف بين الشروط والأركان، فالأركان هي جزء من الحكم وتؤثر على صحة وقوعه، بينما الشروط هي خارج نطاق الحكم لكنها تؤثر على صحته أيضًا، وفيما يلي سوف نستعرض الأركان التي يتوقف عليها صحة الطلاق من عدمه:
- المطلق: والقصد بذلك هو الزوج الذي يقوم بفعل الطلاق، والجدير بالذكر أنه في بعض الأحيان يقوم القاضي بإجراء الطلاق، كما أن الزوج في هذه الحالة يوكل من ينوب عنه.
- قصد الطلاق: وهو الركن الثاني من أركان الطلاق ويشير إلى لفظ الطلاق الذي ينطق به الزوج كما يجب ألا يكون مجبرًا على ذلك.
- الصيغة: أي اللفظ الذي يقصد به وقوع الطلاق، وفي بعض الأحيان يتم الاستعانة بالكتابة بدلا من اللفظ.
- محل الطلاق: ويقصد بذلك الزوجة التي يقع عليها الطلاق.
- الولاية على محل الطلاق: معنى ذلك أن تكون الزوجة غير أجنبية عن الزوج، مثلما تكون المرأة قبل زواجها بالرجل.
اقرأ أيضًا: حدود العلاقة بين الزوجين في عدة الطلاق الرجعي
الحالات التي لا يكون فيها الطلاق صحيح
بعد تناول الإجابة عن سؤال هل يقع الطلاق على الحامل؟ وبعد معرفة أن الطلاق يقع على المرأة الحامل كغيرها من النساء، فهناك بعض الحالات التي يعتبر الطلاق فيها باطل، وفيما يلي سوف نستعرض هذه الحالات:
- الإكراه: وفي هذا الأمر هناك رأيان، الرأي الأول وهو رأي الحنفية، الذي يقول بأن الطلاق المكره يقع على أي حال، فإن المكره قد يدفع من أكرهه على الطلاق بأي شيء آخر.
الرأي الثاني وهو رأي كل من الشافعية والمالكية والحنابلة، الذين أجمعوا على ضرورة البحث وراء حقيقة الإكراه، ففي حالة أن كان الإكراه قويًا مثل التهديد بالقتل ولا يستطيع الرجل أن يتخلص منه، فإن الطلاق لن يكون صحيحًا، لكن إذا كان الإكراه ضعيفًا فهو يقع ويكون صحيح تمامًا.
- السكران: ففي حالة أن كان الرجل مغيبًا بمادة تناولها وأثرت على عقله ثم طلق زوجته وكان الطلاق بدون أن يتعدى عليها فأجمع العلماء على عدم صحة الطلاق في هذه الحالة.
- طلاق الغضبان: فيختلف الحكم في هذه الحالة على حسب قوة الغضب، فإذا كان الغضب لا يحدث تأثيرًا على عقل الشخص وهو يعي تمامًا ما يقول وما يفعل، فإن الطلاق يقع ويكون صحيحًا، أما في حالة أن كان شديد الغضب لا يعرف ما يقول ففي هذه الحالة لا يكون طلاقه صحيح.
- طلاق المجنون: فكما ذكرنا أن من شروط وقوع الطلاق أن يكون الإنسان عاقل ومدرك لما يقول، لذلك فإن طلاق المجنون لا يصح ولا يقع على أي حال.
هكذا يعتبر الدين أن الطلاق للمرأة الحامل يقع ويكون صحيحًا، لكن هذا لا يعني أن الطلاق ليس له مبطلات، بل هناك بعض الأحيان التي لا يعتبر فيها الطلاق صحيحًا، كما وضع الله سبحانه وتعالى شروطًا لصحة الطلاق حتى لا يكون أمر سهل ولعبة بين الأزواج.