حكم معاشرة الزوجة بعد الطلاق
حكم معاشرة الزوجة بعد الطلاق اختلفت آراء الفقهاء بخصوصه، حيث أشاد البعض بأنه من الأمور المُحرمة ويلزمها التوبة النصوح إلى الله تعالى، بينما البعض الآخر بأنه من الأمور الجائزة شرعًا، ذلك حسب بعض الحدود والتعاليم الدينية التي تخص كل نوع من الطلاق، لذا سوف نتطرق إلى عرض حكم معاشرة الزوجة بعد الطلاق من خلال منصة وميض.
حكم معاشرة الزوجة بعد الطلاق
يتواجد أنواع من الطلاق في الدين الإسلامي، منه الطلاق الرجعي ومنه الطلاق البائن، ولكلٍ منهما أحكام خاصة به وشروط تعامل بين الأزواج، كما قد اختلفت آراء الفقهاء حول إمكانية ممارسة العلاقة الحميمية بين كلٍ من الزوجين بعد الطلاق.
لذا وفيما يلي سوف نتطرق إلى عرض حكم المعاشرة بين الأزواج، في مختلف حالات الطلاق، وكيفية إرجاع الزوجة إلى العصمة مرة أخرى، لتجنب الإثم بالنسبة لرأي فقهاء الدين بالتفصيل:
1ـ حكم معاشرة الزوجة بعد الطلاق الرجعي
قد اختلف فقهاء الدين بخصوص حكم جماع الزوجة بعد الطلاق الرجعي، حيث قال البعض بأنه يجوز للرجل أن يجامع امرأته وأن تتزين له، فيمكن أن يعود لها مرة أخرى بالقول فقط دون الحاجة إلى كتابة عقد قران جديد.
بينما رأى بعض الفقهاء أنه لا يجوز للرجل أن يخلو بامرأته التي طلقها طلاقً رجعيًا، حيث تكون مُحرمة عليه، ولا يحق له أن يجامعها أو يخلو بها دون إرجاعها.
أي أنه من الأصوب أن يقوم الرجل بإرجاع زوجته في فترة عدتها، حتى يحق له أن يجامعها أو يتمتع بزينتها، وقد أجمع الفقهاء أنه يمكن إرجاع الزوجة لفظًا بأن يقول “أرجعتك إلى عصمتي” وقال البعض أن المعاشرة تعد طريقة إرجاع بالفعل.
مع التنويه أن الفقهاء قد أوضحوا ضرورة أن يكون الرجل قد عقد نية إرجاع الزوجة، لكي يتم رجوعها إلى عصمته، وأنه لا تصح الرجعة في حالة لم يعقد النية لذلك.
اقرأ أيضًا: حكم نفور الزوجة من زوجها
2ـ حكم معاشرة الزوجة بعد الطلاق البائن
الطلاق البائن هو أن تطلق المرأة ثلاث طلقات فتلك بينونة كبرى، أو طلقة واحدة وتنقضي فترة عدتها، وتكون حالة الطلاق بينونة صغرى، وفي كلٍ من الحالتين قد أوضح فقهاء الدين بأن معاشرة الزوجة في ذلك الوضع غير جائز، ولا يحل للرجل أن يتمتع بزينة امرأته أو ملامستها إلا بعد إرجاعها إلى عصمته.
اقرأ أيضًا: حكم شم رائحة دبر الزوجة
3ـ حكم المعاشرة بعد الطلاق بالخلع دار الإفتاء
قد أشاد الفقهاء في دار الإفتاء بخصوص حكم جماع الزوجة بعد الطلاق، بأنه لا يحل للرجل أن يجامع زوجته بعدما يطلقها طلاقًا بائنًا بالخلع في المحكمة أمام القضاء، حيث إنه يلزم الزواج مرة أخرى بعقد قران جديد ومهر جديد غير السابق كتابته.
كما أشاد فقهاء دار الإفتاء بأنه في حالة تم الجماع بين الرجل والمرأة وهي مطلقة طلاقًا بائنًا بالخلع أنه يجب على الرجل والمرأة الاستغفار والتوبة عن مثل ذلك الفعل، ويجب تجنب القيام به مرة أخرى دون انعقاد العقد الشرعي الجديد.
كيفية إرجاع الزوجة بعد البينونة الصغرى
في حالة طلاق المرأة طلاقًا رجعيًا، وانتهاء فترة عدتها دون إرجاع الزوج لها، تكون المرأة في تلك الحالة مُطلقة ببينونة صغرى، ويجب أن يتم إرجاع المرأة بشكل وظروف معينة لكي تحل لزوجها مرة أخرى.
حيث إنه في حالة البينونة الصغرى من الهام أن يُرجع المرأة إلى عصمته بكتابة عقد قران جديد، على أن يكون المهر مختلف عن عقد القران السابق، وألا يتم التهاون في أيٍ من تلك الشروط، فبدون ذلك تكون معاشرة الزوجة غير جائزة وتعتبر زنا شرعًا، كما لا يشترط أن يكون هناك شروط لهذا العقد.
كما أنه من الجدير بالذكر أثناء الحديث عن حكم معاشرة الزوج بعد الطلاق، أنه يحق للزوجة المكوث في بيت زوجها ما دامت في فترة عدتها بعد الطلقة الأولى أو الثانية، حيث يحق للزوج أن يعيدها في أية وقت لعصمته بالقول أو الفعل وهو الجماع.
فقد قال تعالى في كتابه الكريم:
{لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [سورة الطلاق، الآية: 1].
اقرأ أيضًا: حكم نزول الإفرازات أثناء الصلاة
كيفية إرجاع الزوجة بعد البينونة الكبرى
في حالة طُلقت المرأة ثلاث طلقات، ولم يعيدها زوجته إلى عصمته قبل انتهاء فترة عدتها التي تعد ثلاثة أشهر، فلا يمكن للمرأة أن تحل للزوج مرة أخرى سوى إلا بعد أن تتزوج من غيره، وإن تمت المعاشرة بعد الطلاق البائن فتلك من العلاقات المحرمة وتعد زنا.
كما يجدر بالذكر أن الفقهاء قد أكدوا على حرمانية الزواج من رجل آخر كي يتم الرجوع إلى الزوج السابق، حيث يشترط أن يكون الزواج طبيعيًا، ولا يتم الطلاق سوى لسبب من الزوج الجديد أو بعد وفاته، ومن ثم يحق للزوج أن يتزوج المرأة مرة أخرى.
يجوز للرجل أن يجامع امرأته بعدما يعقد النية ويعيدها إلى عصمته بالقول في حالة الطلاق الرجعي، بينما لا يحلّ معاشرة الزوجة في حالة الطلاق البائن أو بالخلع، ويُنصح بالاستغفار والامتثال لحدود الله تعالى.