حكم إزالة شعر الجسم للرجال
ما حكم إزالة شعر الجسم للرجال؟ وما حكم إزالة شعر اللحية؟ حيث إن وجود الشعر في الجسم له الكثير من الفوائد فهو منفذ للتخلص من بعض السوائل الموجودة بالجسم عن طريق مسامه وبصيلاته، وهو الموجود على الرأس لحمايتها، فيُعتبر وسيلة لتنفس الجسم من خلاله، لذا يوضح منصة وميض حكم إزالة شعر الجسم للرجال وكل ما يتعلق به من أمور خلال السطور الآتية.
حكم إزالة شعر الجسم للرجال
الأصل أن الشعر في جسم الرجل يكون موجودًا إلا في منطقتي العانة والإبط كما ورد في الحديث الوارد عن السيدة عائشةَ – رَضِيَ اللهُ عنها – قالت: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “عشرٌ من الفِطرة: قصُّ الشَّارب، وإعفاءُ اللِّحيةِ، والسِّواكُ، واستنشاقُ الماءِ، وقصُّ الأظفارِ، وغَسلُ البَراجِمِ، ونتفُ الإبْط، وحَلْقُ العانةِ، وانتقاصُ الماءِ”.
حالة الضرورة الطبية والعلاجية التي تستدعي إزالة شعر الجسم بالنسبة للرجال لا حرج فيها لحصول القاعدة الفقهية لا ضرر ولا ضرار، وعملية الإزالة للزينة أو لغيرها مباحة لعدم ورود نصوص تمنع أو تؤكد ذلك، لكن الأفضل ترك الشعر في غير الإبط والعانة لكونه طبيعة عند الرجال، بهذا يكون حكم إزالة شعر الجسم للرجال الإباحة مع التفضيل في تركه كما هو في غير وجود الضرر في غير الأماكن المنصوص عليها.
اقرأ أيضًا: حكم نزول الإفرازات أثناء الصلاة
حكم استخدام طرق مختلفة لإزالة شعر الجسم للرجال
توجد العديد من الطرق المتاحة للتخلص من الشعر الزائد في جسم الرجال، فبعد أن علمنا حكم التخلص من الشعر عند الرجال، نتطرق للطرق المستخدمة في إزالة هذا الشعر وهي كالتالي:
- إزالة الشعر بالليزر: يجوز إزالة الشعر في الأماكن المنصوص عليها بالليزر سواء أكانت الإزالة دائمة أو مؤقته، أما في غيرها من الأماكن المنصوص عليها يكون الأفضل تركه في حالة عدم الضرر.
- إزالة الشعر بكريم: لا حرج في التخلص من الشعر عند الرجال باستخدام كريمات إزالة الشعر، على أن يُراعى في الكريم أن يكون خالي من النجاسات كدهون الحيوانات المحرمة، وعلى عدم إزالة الشعر وجود ضرر كحدوث فتنة ما.
- إزالة الشعر بمعجون السكر والليمون: هذا المعجون الذي تستخدمه النساء في إزالة الشعر الزائد عندهن “الحلاوة”، ولكونه من مواد تؤكل فيكره استخدامه عند الرجال أو النساء للتخلص من الشعر.
- إزالة الشعر بالشفرة: يستخدم بعض الرجال ماكينة الحلاقة في إزالة الشعر، وهذا لا ضرر فيه.
حكم أنواع الشعر عند الرجال
بعد إجابة سؤال ما حكم حلق شعر الجسم للرجال نتوجه لمعرفة أحكام الشعر عند الرجال التي تتحدد على ورود النصوص بها، وعلى حكم إزالتها أهو مندوب أم منهي عنه أم مستحب، ويكون ذلك كالتالي:
1– الشعر المندوب إزالته
ورد حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يوضح هذا الندب في قوله:” الفطرةُ خمسٌ: الختانُ، والاستحدادُ، وقصُّ الشاربِ، وتقليمُ الأظفارِ، ونتفُ الآباطِ”، هذا وقد وضح الصحابي أنس بن مالك الكراهة المتعلقة بحالة ترك هذا الشعر في الأماكن المنصوص عليها في الحديث أكثر من أربعين يومًا دون إزالته.
2– الشعر المنهي عن إزالته
أوضحت الشريعة الإسلامية منع حلق اللحية لأمره -صلى الله عليه وسلم- بإعفائها أي تهذيبها حتى لا تزيد عن قبضة اليد استدلالًا بحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى”، وكذا عليه إزالة الحاجب عند الرجال يجب عليه تهذيبه فقط حتى لا يتشبه بالنساء.
3– الشعر المباح إزالته
كل أماكن الجسم يباح إزالة الشعر منها إلا الأماكن المنهي عنها، خاصةً إذا اقتضت الضرورة ذلك، كحالة الرجل الزائد في الشعر حد الضرر، مع كون الأصل تركه عند عدم التضرر منه، لعدم حدوث فتنة من هذا الفعل، وهذا لبيان حكم تقصير شعر الجسم للرجال.
حكم إزالة شعر من الحواجب عند الرجال
بعد تناول حكم إزالة شعر الجسم للرجال ننتقل لمناقشة حكم إزالة شعر من الحواجب للرجال، والذي يكون الحكم الخاص به هو الإباحة في حالة الضرر من وجود بعضه كاتصال الشعر ما بين الرأس والحاجب أو زيادة شعر الحاجب وطوله الشديد، لورود ما يدل عن فعل هذا من قِبل الإمام أحمد ابن حنبل، مما يدل على تهذيب الحاجب وجوازه.
لذا يكون حكم إعفاء الحاجب أو منع اتصاله جائز ولا حرج فيه، لكن إزالة الحاجب تمامًا من قِبل الرجال، يعد من قبيل النمص الموجود عند النساء وهو غير جائز شرعًا للتغيير في خلق الله من ناحية، والتشبه بالنساء من ناحية أخرى.
اقرأ أيضًا: حكم سماع الأغاني في رمضان
حكم إزالة شعر الصدر والساقين عند الرجال
بعد شرح حكم إزالة شعر الجسم للرجال، نتعرف على حكم إزالة الشعر عند الرجال من منطقتي الصدر والساقين، وهل فيه تشبه بالنساء أم لا، وما الحكم الشرعي الصحيح لذلك، وشرح ذلك فيما يأتي:
- حدد المشرع أن إزالة شعر الإبط والمناطق الحساسة من الفطرة لحديث أنسٍ رضِي الله عنه قال: “وقَّت لنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قصِّ الشَّارب، وقلْم الظُّفر، ونتْف الإبط، وحلق العانة – ألاَّ نترُكَ ذلك أكثرَ من أربعين يومًا” رواه مسلم، لهذا يُعد هذا الفعل سنة مؤكدة.
- نهى المشرع عن إزالة الشعر الذي يحدث منه التشبه بالنساء كالنمص في شعر الحواجب، فهذا كراهته تحريمية في حالة عدم الضرورة.
- سكت المشرع عن إزالة الشعر عن باقي أجزاء الجسم (الساقين والصدر منهم)، لذا يجوز إزالته أو تركة حسب الرغبة، ولغير استخدام الفعل في أمر منكر، ويستدل على ذلك من قوله صلى الله عليْه وسلَّم: “الحلال ما أحلَّ الله في كتابِه، والحرام ما حرَّم اللهُ في كتابه، وما سكت عنْه، فهو ممَّا عفا عنه” رواه الترمذي وصححه الألباني، لهذا يكون المسلم بالخيار ما بين الأمرين والكل مباح.
حكم حلق شعر اللحية عند الرجال
بعد معرفة حكم إزالة شعر الجسم للرجال ننتقل لمعرفة حكم حلق شعر اللحية عند الرجال، وآراء الفقهاء في هذا الأمر أهو حلق أم تهذيب أم إطلاق، ويكون توضيح ذلك في النقاط التالية:
1– تحريم حلق شعر اللحية
يرى فريق من العلماء تحريم حلق شعر اللحية استنادًا على حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى”، والذي قال به الكثير من العلماء كقول:
- ابن حزم: رأى أن حلق كل اللحية لا يجوز كما ذُكر في كتاب مراتب الإجماع.
- ابن القطان المالكي: ذُكر أن العلماء أجمعوا على عدم جواز حلق اللحية، كما جاء في الإقناع في مسائل الإجماع.
- ابن عبد البر: ذُكر في التمهيد بتحريم حلق شعر اللحية.
- الشيخ على محافظ: هو أحد علماء الأزهر ذكر اتفاق المذاهب الأربعة على حرمة حلق اللحية.
اقرأ أيضًا: حكم نزول ماء من المهبل عند البنات
2– كراهة حلق شعر اللحية
يرى فريق من العلماء عند عدم ورود نص صريح بالتحريم، فلا تحريم في المسألة، والحديث الوارد عن اللحية هو المتطلب لإعفائها أي تهذيبها، وتفصيل هذه الآراء كالآتي:
- رأى الدكتور علي جمعة: يجوز حلق اللحية استنادَا على الندب الموجودة عند الشافعية في الحكم، استنادًا على أنها من العادات.
- رأي الكراهة: يُستند على كونها عادة وليست عبادة، ولعدم ورود نص صريح بالتحريم فيما يخص حلقها، ومنهم من يرى أن حلق اللحية يكون بتقليد الإمام الشافعي وهذا دليل على جواز تقليد من أفتى لأن العهدة تكون عليه في فتواه.
- رأي دار الإفتاء: ترى أن حلق اللحية فيه الثلاث آراء، التحريم والجواز والندب، فمن أراد فليأخذ بأي رأي شاء، نظرًا لأن الإجماع فيها على مختلف فيه، طبقًا للقاعدة الفقهية (ينكر المتفق عليه ولا ينكر المختلف فيه).
إزالة الشعر من الجسم من الفطرة وهو جزء من نظافة جسد المسلم، لذا يجب معرفة الأحكام الخاصة بهذا الأمر، لاتباع الأحكام الشرعية الصحيحة.