علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية
علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية كثيرة ويعرفها الكثير، حيث سميت ليلة القدر بذلك الاسم لأنها الليلة التي تنزل فيها أقدار المسلم ويجب على المسلم معرفة فضل ليلة القدر وأهمية الدعاء والقيام فيها لطلب المغفرة من الله وفضل حيث فضل العبادة فيها يكون مضاعف.
فعند قيام المسلم بعبادة ربه فيها فذلك أفضل من عبادة ألف سنة، لذا من خلال منصة وميض سنذكر لكم كافة التفاصيل عن علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية.
علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية
ذكر العلماء أن هناك كثير من علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية ومن تلك العلامات وهي:
- تكون السماء صافية ومنيرة ويكون الجو معتدل وتمر نسمة هوائية جميلة وتخرج الشمس في الصباح بدون شعاع تشبه القمر في حالة اكتماله وما يدل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا).
- تكون ليلة القدر من الليالي الوترية في رمضان وتكون في العشر الأواخر ويدل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ).
- يعم شعور الراحة والسكينة وطمأنينة القلب ورغبة في أداء الطاعة بنشاط والاستمتاع أثناء الصلاة وتلاوة القرآن وقيام الليل ويدل على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم (ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ، ولَا سَحابَ فِيها، ولَا مَطَرٌ، ولَا ريحٌ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ) وذلك بناءً على قوله تعالى (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
- يكرم الله بعض من عباده المقربين باطمئنان قلوبهم وقيام الليل في تلك الليلة وتقربهم لله بالطاعات وذلك لما روته السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت: (يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي)
اقرأ أيضًا: هل يستجاب الدعاء في ليلة القدر؟
فضل ليلة القدر
ليلة القدر هي أفضل ليلة في السنة وذلك بسبب أن لها العديد من الفضائل وهي كالآتي:
- ليلة التنزيل: ففيها أنزل الله القرآن الكريم وقال ذلك في قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
- ليلة مباركة: ليلة القدر ليلة مباركة الأجر لمن قامها وقرأ القرآن فيها واستمر في ذكر الله وفيها يضاعف الأجر المحتسب لكل عبادة من عبادات الله وقال الله تعالى في ذلك: (إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ).
- ليلة الفصل: ليلة القدر ليلة تفصل فيها الأقدار التي تضم أمور الدنيا للعباد مثل الرزق والحوادث ومختلف الأقدار المكتوبة للمسلم وذلك في قول الله تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).
- ليلة الخير: منزلة ليلة القدر وفضلها والثواب الناتج من قيامها وعبادة الله فيها فهي أجرها مثل أجر عبادة ألف سنة (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
- ليلة الغفران: يغفر الله ذنوب من يقوم بتلك الليلة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
- ليلة السلام: لأن فيها سلام للمسلم الذي قامها وذكر الله فيها وذلك في قوله تعالى: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
الفائدة من معرفة علامات ليلة القدر
تتميز ليلة القدر بأنها الليلة التي أنزل الله فيها القرآن وأشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن الله سبحانه وتعالى اصطفى من البشر محمد عليه الصلاة والسلام ومن الشهور رمضان ومن الليالي ليلة القدر ولها الفضل الكبير والبركة والمغفرة والراحة النفسية واستجابة الدعاء إن شاء الله.
معرفة العلامات التي تدل على ليلة القدر تجعل المسلم يترقب ظهورها عند بدء العشر الأواخر من رمضان وينتظر أن يجد أي علامة تدل على أن الليلة هي ليلة القدر حتى يحيي تلك الليلة بالعبادات ويشكر الله على توفيقه لقيامها وعند معرفة أن الليلة ليلة القدر فهذه بشرى للمسلم لمضاعفة الأجر والثواب فعبادة المسلم في تلك الليلة تساوي العبادة خلال عمره كله.
عمل المسلم في ليلة القدر
عند معرفة المسلم لعلامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية فيجب عليه ترقبها للقيام بتكثيف العبادة واستغلال تلك الفرصة التي منحنا الله إياها وعند شعور المسلم بأنها ليلة القدر فيجب عليه أن يقوم بعدة أعمال منها:
1- تلاوة القرآن الكريم
يستحب قراءة القرآن الكريم ويفضل الختمة ففي ذلك أجر كبير ويستحب أن يتجمع المسلم مع أصحابه ويقرأون القرآن في حلقات في المسجد أو في المنزل فيقرؤون ما يقدرون عليه من القرآن الكريم حتى يحققوا ما قاله رسول الله صلى عليه وسلم في حديثه الشريف حيث قال: (وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).
2- الصلاة
من المستحب إحياء ليلة القدر بالصلاة والقيام والتهجد بقصد التقرب من الله والثواب لا الرياء ولا غيره فيغفر الله ما تقدم من ذنبه إن شاء الله وذلك حسب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) وتؤدي تلك الصلاة ركعتين ركعتين وذلك حسب فعل الرسول عليه الصلاة والسلام حيث ورد في الصحيحين: (صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى).
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قيام الليل إحدى عشرة ركعة وذلك وفقًا لحديث السيدة عائشة رضى الله عنها: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً) فمن اهتدى به كان أفضل وكان في عهد الرسول الصحابة رضوان الله عليهم يزيدون عن ذلك المقدار فمنهم من يصلي ثلاثة وعشرين ركعة ويرتاحون بين كل أربعة ركعات ولذلك سميت بصلاة التراويح.
اقرأ أيضًا: دعاء العشر الأواخر من رمضان مكتوب ودعاء ليلة القدر مستجاب
3- القيام بالاعتكاف
الاعتكاف هو التواجد باستمرار في المسجد للتفرغ للعبادات ويتفرغ للعبادة والذكر والصلاة ومن ضمن تلك الأيام ليلة القدر حيث قام النبي صلى الله عليه وسلم بالاعتكاف وقام الصحابة بذلك بعده وذلك ذكره في حديث شريف حيث قال: (إنِّي اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوَّلَ، أَلْتَمِسُ هذِه اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ، فقِيلَ لِي: إنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فمَن أَحَبَّ مِنكُم أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ معهُ) وينقسم الاعتكاف إلى ثلاث أقسام وهم:
- الخروج لحاجة لابد منها.
- الخروج لأمر طاعة غير واجبة.
- الخروج لأمر مناف للاعتكاف.
4- التضرع إلى الله بالدعاء
يستحب أن يكثر المسلم بالدعاء في ليلة القدر ويدعي بالأدعية التي يتمناها والتي يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يتقبلها منه ومن حسن الدعاء الذي أوصى به رسول الله صلى عليه وسلم هو اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عني وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (سَلِ اللهَ العَفْوَ والعَافِيَةَ في الدنيا والآخِرَةَ، سَلِ اللهَ العَفْوَ والعَافِيَةَ في الدنيا والآخِرَةَ فإِذَا أعطيتَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ فقد أفلحْتَ).
5- العمل الصالح
يحتسب الله العمل في تلك الليلة والخير في ليلة القدر خير من ألف شهر والعمل الصالح أفضل من عبادة الإنسان طول عمره فقد قال الله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ومن تلك الأعمال الصالحة إفطار صائم أو إخراج الزكاة فقد قال صلى الله عليه وسلم: (مَن فَطَّر صائمًا كُتِب له مِثلُ أجْرِه، إلَّا أنَّه لا يَنقُصُ مِن أجْرِ الصائمِ شَيءٌ).
اقرأ أيضًا: دعاء نشر المصاحف ليلة القدر
دعاء ليلة القدر المستجاب
وبعد معرفة علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية فتوجد بعض الأدعية التي نتمنى أن يستجيبها مننا الله تعالى وهي كالآتي:
- بسم الله بسم الله بسم الله.
- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
- استغفر الله وأتوب إليه (3 مرات)
- يا أرحم الراحمين برحمتك نستغيث أصلح لي شأني كله
- ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين (3 مرات).
- رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبحمد صل الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.
- اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي
- «اللَّهُمَّ اهْدِني فيمَنْ هدَيْت، وعَافِنِي فيمَنْ عافيتَ،
- وتَوَلَّني فيمن تَولَّيت، وبارِك لي فيمَا أعطيت، وقِني شرَّ
- ما قَضَيْت، فإنَّك تقضي ولا يُقْضَى عَليك، إنَّه لا يَذلُّ من
- واليت، تباركت ربنا وتعاليت».
- «ربي إني أعُوذُ بِرضَاك من سَخَطِك وأعُوذُ بمُعافاتك مِنْ عُقوبَتِك،
- وأعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثناءً عليكَ، أنْتَ كما أثنيت على نفسك».
نختم تلك الأدعية بالصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
اختلف الكثير من العلماء في تحديد ليلة القدر ولكن يجب على المسلم التسابق في عمل الخير والصلاة وقراءة القرآن الكريم وذكر الله في شهر رمضان الكريم كله وبالأخص في الليالي الفردية من العشرة الأواخر من الشهر.