هل يمكن علاج القلق نهائيًا
هل يمكن علاج القلق نهائيًا؟ وما هو اضطراب القلق؟ وما الأسباب المؤدية إلى القلق؟ فالقلق من قبيل الاضطرابات النفسية التي تجعل المصاب في دائرة مغلقة من التوتر والارتياب وغيرها من الأعراض التي ما إن لم يتم علاجها من الممكن أن تتفاقم مسببة مرض نفسي خطير، ومن هنا ومن خلال منصة وميض سنشير إلى طرق علاج اضطراب القلق بشيء من التفصيل.
هل يمكن علاج القلق نهائيًا؟
القلق هو حالة نفسية وفسيولوجية تصيب الإنسان وتجعله يشعر بالتوتر والخوف بشكل غير طبيعي، وهنا يمكن القول إن جميعنا يُصاب بالتوتر من حين لآخر، ولكن المغزى هنا ليس في القلق العادي، إنما يصبح القلق مضر عندما يتحول إلى قلق مرضي.
يصاحب القلق عادة بعض من السلوكيات التي تبدأ في الظهور على الشخص مثل الحركات الجسدية والشعور بعدم الراحة، على أنه يمكن معالجة القلق عندما يقوم الشخص بتلقي العلاج المناسب له، حيث يختلف العلاج بين حالة وأخرى، ويمكن معرفة ذلك من خلال الطبيب المخصص لتلك الحالة، ومن أنواع علاج القلق ما يلي:
1- العلاج الكيميائي للقلق
العلاج الذي يقوم على تناول المريض للأدوية الطبية تحت إشراف الطبيب المخصص لذلك، فتعمل هذه الأدوية على تهدئة المريض وتخفف من شعوره بالقلق والتوتر.
كما أن هذه الأدوية تحتوي على نسبة من المخدر، وإذا تم تناولها بشكل غير صحيح فسوف يتعرض المريض إلى الخطر والكثير من المشكلات من ضمنها الإدمان.
من الجدير بالذكر أن هذا النوع من الطرق العلاجية لا يتسنى إلا في الحالات الخطيرة من تطور القلق والاضطراب وتفاقم أعراضه.
اقرأ أيضًا: علاج التأتأة عند الأطفال بالقران
2- علاج القلق النفسي
هذا النوع من العلاج يعتبر واحد من أهم وأفضل العلاجات التي يجب أن يحصل عليها المريض من خلال زيارته للطبيب النفسي، ويتم العلاج عن طريق عدد من الجلسات يقوم بها مع الطبيب للكشف عن أسباب قلقه والعمل على حل تلك المشكلة وإيجاد العلاج المناسب لها.
فعلى سبيل المثال، الأطفال الذين تعرضوا إلى مشاكل أسرية ونفسية ومعاملة قاسية، فإن الأطباء في تلك الحالة يستطيعون خلق جو مناسب للتحدث معهم والعمل على علاج ذلك، ومن خلال هذه الجلسات، يتلقى المريض خبرة في كيفية التعامل مع المواقف المشابهة وعدم الوقوع بها مرة أخرى.
3- العلاج من خلال المواجهات والتحليل
يتم في هذه الطريقة محاولات الطبيب في الاستماع إلى شكوى المريض، فيقوم بخلق الجو النفسي المناسب للحديث مع الحالة وحينها يتم النقاش معه في جميع ما يشعر به والأسباب التي أدت إلى وصوله لتلك المرحلة، ومن خلال مناقشته للحالة يستطيع إيجاد الحل المناسب لعلاج القلق والتخلص منه.
4- دور الطبيب النفسي للتخلص من القلق
الطبيب النفسي له دورًا كبيرًا في رحلة علاج المريض، لكن هل يمكن علاج القلق نهائيًا من خلال الطب النفسي؟ هنا يمكننا القول إن الطبيب يمكنه بطرق معينة مساعدة الحالة في الحد من الشعور بالتوتر.
5- إزالة مخاوف المريض بشكل تدريجي
هذا النوع من العلاج يحتاج إلى الصبر ووقت ليس بالقصير للوصول إلى نتائج مرضية، وهنا يقوم الطبيب بالتعامل مع جميع المشاكل والمخاوف التي تثير قلق الحالة حتى يستطيع التعامل معها بالشكل المباشر، وهنا يمكن القول إن هذا النوع من العلاجات يقضي على القلق بشكل نهائي.
يعرض الطبيب على المرضى الطرق العلاجية المتنوعة، وهنا يقوم المريض باختيار الطريقة العلاجية المناسبة له حتى يتمكن من التخلص من القلق بشكل نهائي.
اقرأ أيضًا: علاج رفة العين اليسرى بالقرآن
6- العلاجات التكميلية
تلعب العلاجات التكميلية دورًا عظيمًا في رحلة علاج المصاب، فتكون ذات أهمية مثل العلاج النفسي والدوائي، وتشمل العلاجات التكميلية ما يلي:
- الإبر الصينية
- اليوجا
- علم المنعكسات
- رياضة التأمل
- التدليك والمساج
7- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة
هو واحد من العلاجات المستخدمة للتخلص من القلق نهائيًا، حيث من خلاله يتم استخدام المجالات المغناطيسية لتدعيم الخلايا العصبية للدماغ حتى تستطيع عمل تغيرات بالدماغ، حيث تنتج عن هذه التغيرات أفكارًا مختلفة بشكل كبير عن الأفكار المتعلقة بالقلق والتوتر.
8- العلاج السلوكي
يعتمد هذا النوع من العلاج على تعليم الحالة الاستجابة السوية للمواقف التي يتعرض لها ومن الطرق التي يعتمد عليها:
- العلاج عن طريق تحليل الشخصية: حيث يقوم الطبيب بالتحدث مع المريض والكشف عن أسباب خوفه وقلقه والضغوطات التي أدت إلى وصوله لهذه المرحلة، وحينها يقوم المعالج باختيار أنسب الطرق العلاجية له.
- العلاج بالاسترخاء: وهنا يقوم المعالج بإعطاء المريض بالقلق بعض الوقت للمكوث بجانب بيئة تتميز بالهدوء والاسترخاء للقضاء على قلقه.
- استنشاق الزيوت العطرية المهدئة: وأيضًا تناول المشروبات المهدئة مثل النعناع.
- اتباع نظام غذائي صحي: يحتوي على أحماض أوميجا 3 التي تساعد في الحد من القلق والتوتر.
- الحد من تناول الكافيين: حيث إن المشروبات التي تحتوي على الكافيين ترفع مستوى الطاقة بشكل واضح وكبير، وعندما يشعر الشخص بالضغط تجاه شيئًا ما فإن هذه الطاقة ستزيد من الشعور بالقلق والتوتر.
- تنظيم الوقت: حيث إن تأجيل القيام بالمهام والالتزامات من الأشياء التي تثير القلق بنسبة كبيرة، لذلك عند قيام الشخص بتنظيم وقته ذلك سيعمل على الحد من إثارة القلق في نفسه.
اقرأ أيضًا: القلق والتوتر والخوف من المرض
9- علاج القلق بالأعشاب
شعور الشخص بالقلق والارتباك يعرقل حياته ويعرضه للكثير من المشاكل والمواقف المحرجة، ومما لا شك فيه أن العلاج بالدواء أو تعديل السلوك وغيرها من الأساليب الأخرى له فائدة عظيمة، كما نجد أيضًا أن علاج القلق بالأعشاب واحد من أفضل العلاجات في هذا الصدد.
نظرًا لوجود بعض النباتات التي تساعد في التخلص من القلق، ومنها ما يلي:
- عُشبة البابونج: فيساعد على الحد من التوتر ويعمل على هدوء الأعصاب والشعور بالاسترخاء.
- زهرة العاطفة: تُستخدم في علاج القلق والوسواس حيث تعتبر مضادة للاكتئاب والأرق.
- الشاي الأخضر: يساهم في الحد من ارتفاع مستوى ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
- زهرة اللافندر: وهي من الزهور العطرية المنتشرة المعروف عنها أنها تساهم في الشعور بالراحة والاسترخاء، وتُستخدم عن طريق استنشاقها أو شربها.
- عشبة سانت جون: تعتبر من أقدم الأعشاب التي تم استخدامها للشعور بالراحة والاسترخاء والتخلص من القلق.
- عشبة الاشواغاندا: تم استخدامها في السنين الماضية للحصول على الراحة والتخلص من الاكتئاب والضيق.
كيفية الحد من الشعور بالقلق والتوتر
علاوة على الطرق العلاجية الموصي بها، نجد أن هناك بعض الإرشادات التي من شأنها أن تحد من الشعور بالقلق والتوتر إن تم اتباعها على النحو الأمثل، وتعتبر تعزيزًا لإجابة هل يمكن علاج القلق نهائيًا أم لا، هكذا وتتمثل تلك الإرشادات فيما يلي:
- ممارسة الرياضة، هي واحدة من أفضل طرق الحفاظ على العقل والجسم، وتعتبر الرياضة أو المشي حتى لو لمدة قصيرة من العادات الصحية المفيدة التي لها دور في تحسين الحالة المزاجية والتوتر لدى الأشخاص، لذلك تساعد الرياضة على الحد من الإصابة بالاكتئاب والملل، فالعقل السليم في الجسم السليم.
- الشعور بالقلق يعمل على انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم، وللحد من ذلك والتخلص من القلق يمكنك تناول قطعة من الشوكولاتة للحصول على نسبة الجلوكوز بشكل طبيعي.
- تناول الأطعمة التي تساعد على تحفيز عنصر الماغنسيوم الذي من شأنه أن يقلل من الشعور بالتوتر والقلق كما تعمل على ضبط ضغط الدم.
- تناول المأكولات التي تحتوي على عنصر أوميجا ٣ مثل الأسماك والمكسرات المختلفة، حيث له فوائد عديدة في الحفاظ على القلب والتقليل من الشعور بالقلق.
أعراض القلق
بعد استيفاء كافة عناصر الإجابة على سؤال هل يمكن علاج القلق نهائيًا، نشير إلى أن هناك نوعان من أعراض القلق، الأعراض الجسدية والأعراض النفسية.. سنشير إليهما على نحو مفصل في الفقرات التالية:
1- الأعراض الجسدية للقلق
فضلًا عن كون القلق يرتبط بشكل كبير بحالة الفرد النفسية، إلا أن له آثارًا عضوية لا يمكن التغافل عنها منها ما يلي:
- الشعور بالصداع الشديد.
- العصبية الزائدة، حيث يبدأ الشخص المصاب بالقلق بالميل إلى العصبية المفرطة في المواقف التي لا تتطلب منه ذلك.
- يبدأ المريض بالشعور بعدم التركيز وصفاء الذهن، وذلك أثناء قيامه بالعمل أو المذاكرة أو أي شيئًا يتطلب منه التركيز.
- يشعر المريض بالارتباك وألم في بطنه.
- تظهر مشاكل في النوم للشخص المصاب بالقلق، حيث يشعر إنه غير قادر على النوم بشكل طبيعي، علاوة على شعوره بالإجهاد.
- جفاف الفم، كثرة التعرق، الإسهال، الارتعاش، ضيق في التنفس.. وغيرها من الأعراض الأخرى التي تختلف باختلاف الحالة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع القلق النفسي
2- الأعراض النفسية للقلق
أما عن الأعراض النفسية المصاحبة لمتلازمة القلق فتأتي كما يلي:
- يبدأ المريض في الشعور بالخوف من الموت والوحدة حيث يشعر أنه دائمًا في خطر.
- ظهور مشكلات في النوم لديه حيث لا ينام بشكل كافي أو بالشكل الطبيعي.
- عند قيام المريض بأقل مجهود، يشعر بالإرهاق الشديد والتعب.
- يشعر بعدم الارتياح بدون سبب بشكل كبير ومستمر.
- الانعزال وفقدان السيطرة على مشاعره، علاوة على الارتباك الشديد.
أنواع القلق
للقلق أنواع، وتلك الأنواع لها نصيبًا من تحديد إجابة هل يمكن علاج القلق نهائيًا أم لا، كذلك يرتبط كل نوع بأعراض معينة تختلف في شدتها حسب الحالة المرضية، وتلك الأنواع هي:
- القلق بسبب الحالة المرضية: يصيب الفرد عندما يصيبه مرض شديد، حينها يشعر بالقلق الدائم والخوف من تكرار هذا المرض.
- قلق اجروفوبيا: شعور الشخص بالخوف تجاه بعض الأشياء مثل تواجده في أماكن تجمعات أو الأماكن الضيقة حيث تصيبه بضيق تنفس أو ربما يصيبه في الأماكن المرتفعة.
- اضطرابات الهلع: وهي واحدة من أصعب أنواع القلق حيث تجعل المريض حينها يشعر بالارتفاع الشديد في ضربات قلبه وتكون سريعة جدًا، حينها يشعر بألم وعدم القدرة على التنفس.
- الصمت الاختياري: عندما يكون المريض في مواقف معينة لا يستطيع البوح والتعبير عنها تعبيرًا صحيحًا، هنا يشعر الشخص بالقلق والضيق ويصاب بالتوتر.
- قلق الانفصال: هذا النوع من القلق يصيب الأطفال تحديدًا عندما ينفصل الوالدين عن بعضهما.
اقرأ أيضًا: سورة تزيل الهم والقلق والخوف وتريح القلب
أسباب القلق
تتعدد الأسباب التي تجعل هناك مساحة لظهور أعراض متلازمة القلق، بمختلف أنواعه السابق ذكرها، على أن تلك الأسباب ما هي إلا طريقًا ممهدًا لتلقي العلاج حين العلم بها وتشخيصها بدقة، وهي:
- الاضطرابات النفسية: يصاب الشخص بها نتيجة تعرض الدماغ للمواد الكيميائية والتي تصيب الفرد بالتوتر.
- العمليات البيولوجية: وهي من أهم الأسباب المؤدية إلى القلق، حيث تتم هذه العمليات بسبب العوامل الوراثية والبيئية.
- الطفولة الجافة: عندما يتعرض الطفل إلى الأفعال القاسية بسبب الوالدين أو البيئة المحيطة، يبقى أثرها داخل الفرد والذاكرة حيث يكون لها تأثير كبير خلال تكوين شخصيته.
- التعرض إلى الأزمات المالية: عندما يتعرض الشخص إلى ضيقة مادية ومشاكل في ظروفه الاقتصادية يشعر بالقلق والتوتر وحينها يشعر بالإحباط من تدنى مستواه المادي فيما بعد.
- شخصية الفرد: حيث توجد بعض الشخصيات التي لا تستطيع تحمل مشكلاتها أو الضغوط التي قد تواجههم، لذلك يصابوا بالتوتر والقلق في كثير من المواقف.
مضاعفات القلق
يتعرض المصاب بالقلق المرضي إلى الكثير من المضاعفات التي يجب عليه إيجاد حلول لها حتى لا تتفاقم آثارها، ومنها:
- تعاطى المخدرات والإدمان، وذلك يحدث نتيجة الرغبة في التخلص من الإحساس بالقلق والتوتر الدائم.
- اضطرابات هضمية وصداع حاد نتيجة الدخول في نوبات من البكاء المستمر والاكتئاب الذي ينتاب مريض القلق.
- أيضًا يتعرض المريض إلى مشكلات القلب الخطيرة، اضطرابات في ضغط الدم، الصداع المزمن.. وما إلى ذلك.
كذلك هناك مضاعفات غير متوقع حدوثها تتعلق بمدى إصابة الفرد وتأثره بالمواقف من حوله، فهي تتحدد وفقًا لشدة الحالة.
اقرأ أيضًا: هل يشفى مريض الاضطراب الوجداني
درجات مرض القلق
أما بالنسبة إلى مستويات القلق، فهي تلك المراحل التي يتحدد على أساسها إصابة مرضى القلق النفسي، وتلك المستويات غاية في الأهمية حيث يتحدد وفقًا لها أعراض المرض ومضاعفاته وإمكانية علاجه، الأمر الذي يتحدد بناءً عليه إجابة سؤال موضوعنا عن هل يمكن علاج القلق نهائيًا أم لا، على أن تلك المستويات تتصنف كما يلي:
- المستويات المنخفضة: هذا المستوى من القلق يكون فيها المصابون ذوي قدرة على الانتباه واليقظة ويرتفع لديهم مستوى الحساسية تجاه الأحداث، كما في هذه الحالة يتسنى للشخص كيفية التعامل مع المشاكل والأخطار الخارجية.
- المستويات المتوسطة: هذا المستوى يكون هناك عجز عن ابتكار كل ما هو جديد، حيث يصاب الشخص بحالة من الجمود الفكري ويصبح كل شيء جديد عليه بمثابة خطر له، ولكنه يقوم بالسلوك المناسب في مواجهة مواقف الحياة المختلفة.
- مستويات القلق العليا: يصل المصاب في هذا المستوى من القلق بحالة من الانهيار في سلوكه، حيث لا يستطيع التعامل مع المواقف البسيطة بشكل طبيعي، ويبالغ في سلوكياته تجاه المواقف، وهنا يمكن الكشف عن وجود خلل في ردود أفعاله، ويعتبر هذا المستوى بحق هو القلق المرضي.
عليك بالتفكير الإيجابي تجاه المواقف حيث يساعد في الحصول على الراحة وعدم الشعور بالقلق، وإذا شعرت بإحدى علامات القلق يجب عليك استشارة الطبيب والبدء في رحلة العلاج كي تتمكن من العيش بشكل طبيعي.