خطورة أخذ عينة من الورم
ما هي خطورة أخذ عينة من الورم؟ وما هي الفئات المُعرضة للخطر عند إجراء هذا الفحص؟ وما هي أنواع الخزعات؟ تتوقف درجة خطورة أخذ عينة من الورم على الحالة الصحية للمريض، حيث تختلف درجة الضرر الواقع عليه من عمل الخزعة طبقًا للإصابة التي يعاني منها، لذا من خلال منصة وميض سنقوم بتوضيح إجابات كل هذه الأسئلة ومعرفة مدى خطورة أخذ عينة وفقًا لنوع الإجراء.
خطورة أخذ عينة من الورم
الخزعة الطبية هي طريقة من طرق أخذ عينة من الورم لتشخيصه، وهي عبارة عن إجراء طبي يتم تنفيذه من خلال أخذ عينة صغيرة من الأنسجة داخل الجسم، ويتم ذلك بأخذ قطعة من الجلد أو من الخلايا أو من الأنسجة نفسها، وتُحدد هذه الأنسجة حسب المرض، ثم يتم تحليل العينة بشكل أكثر وضوحًا للتعرف على مصدر الإصابة أو مدى خطورتها.
يُمكننا الإجابة عن سؤال ما هي خطورة أخذ عينة من الورم من خلال ذكر أهم المُضاعفات التي يُمكن أن يُصاب بها المريض بعد إجراء الخزعة الطبية، والتي تختلف باختلاف نوع الخزعة التي قام بها الطبيب، وتكون هذه المُضاعفات نتيجة إجراء الخزعة الطبية بشكل عام وتتمثل فيما يلي:
- الشعور بالآلام في منطقة إجراء الخزعة وخاصةُ عند القيام بإجراء الخزعة من خلال الإبرة.
- الإصابة بنزيف تختلف درجة حدته من مريض لآخر حسب نوع الخزعة التي تم إجراءها.
- قد تتعرض بعض الحالات إلى الإصابة بالعدوى.
- إصابة جلد المنطقة التي تم إجراء الخزعة فيها بالخدر.
- في بعض الحالات قد يحدث خطأ من الطبيب ويقوم بإصابة الأنسجة أو الأعضاء الموجودة حول النسيج المراد فحصه من خلال ثقبها، مما يؤدي إلى معاناة المريض من مشاكل صحية أخرى.
اقرأ أيضًا: هل يشفى مريض نزيف المخ
عوامل خطر الخزعات الطبية
بعد أن عرفنا مدى خطورة أخذ عينة من الورم يجدر بالذكر أن هناك عوامل تعتبر أشد خطورة وهي بمثابة الأعراض التي إذا ظهرت على المريض بعد القيام بإجراء الخزعة الطبية، يلزم الذهاب إلى الطبيب مرة أخرى واستشارته في أسرع وقت ممكن، وتتمثل هذه الأعراض الخطيرة فيما يلي:
- تورم المنطقة التي تم القيام بالخزعة فيها.
- خروج إفرازات من موضع الخزعة.
- الشعور بالألم الشديد في منطقة الخزعة.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل ملحوظ.
- عدم تحول الحالة الصحية من حيث الشعور بالألم إلى حالة أفضل بعد تناول المسكنات.
- الإصابة بالنزيف الشديد الذي لا يقدر المريض على السيطرة عليه بأي طريقة.
أنواع الخزعات
ذكرنا في السطور السابقة أن نوع الخزعة التي تم إجرائها هو عامل مهم من العوامل المؤثرة على درجة خطورة أخذ عينة من الورم بشكل كبير، لذا سنقوم بتوضيح أهم أنواع الخزعات فيما يلي:
1– خزعة الإبرة الأساسية needle biopsy
في هذا النوع من إجراء الخزعات يتم استخدام إبرة كبيرة الحجم بشكل أكبر من باقي الإبر وتكون حادة الطرف، حيث تقوم بسحب عينة من نسيج كبير الحجم الموجود في المنطقة المُشتبه بإصابتها.
2– سحب الخلايا بالإبر الرفيعة Fine Needle Aspiration-FNA
هو نوع من أنواع الوخز بالإبرة حيث يتم إدخال إبرة طويلة ورفيعة لأخذ عينة من السائل والخلايا في المنطقة المُشتبه بها، ويتم تحليل العينة بشكل آمن دون خطورة على المريض.
3– الخزعة الموجهة بالتنظير المهبلي Colposcopic Biopsy
يتم إجراء هذا النوع من الخزعات للكشف عن مصدر التهابات عنق الرحم، أو لفحص أي تغيرات غريبة قد طرأت على المنطقة التناسلية لدى الإناث، حيث يتم إدخال منظار مصنوع من الألومنيوم وهو مغلق في المهبل، ثم يتم فتحه بشكل تدريجي دون عنف، ويكون مزود بضوء يُمكن من خلاله الكشف عن اضطرابات في عنق الرحم بعد ترطيبه ببعض السوائل.
لا يتم إدخال المجهر الضوئي داخل الجسم، ولكن يتم الكشف عن الاضطرابات وهو خارجه، ثم يأخذ عينة من الأنسجة الموجودة في هذه المنطقة، وتختلف درجة الألم التي تشعر بها المريضة حسب نوع الغشاء الذي تم سحب العينة منه.
إذا تم إجراء الخزعة من منطقة عنق الرحم فإن مضاعفاته لا تتجاوز الألم البسيط بالإضافة إلى شعور بعدم الارتياح في هذه المنطقة، أما إذا تم إجراء الخزعة من منطقة المهبل فإن مضاعفاته تشمل الشعور بألم شديد في هذه المنطقة، وقد يحتاج إلى التخدير الموضعي لإتمام الإجراء، ولكن تتمثل مضاعفات هذا النوع بشكل عام في الأعراض التالية:
- الشعور بألم في منطقة الحوض.
- الإصابة بالنزيف.
- الشعور بعدم الراحة في منطقة الخزعة.
- الإصابة بالتهابات في منطقة الخزعة.
هناك بعض الإرشادات التي يلزم اتباعها قبل القيام بالتنظير المهبلي، وتتمثل فيما يلي:
- تناول أي مسكن آلام قبل بدء الإجراء.
- عدم ممارسة العلاقة الحميمية قبل موعد الإجراء بيومين كحد أدنى.
- عدم اختيار موعد الإجراء قريب من موعد الدورة الشهرية.
- الحد من التوتر؛ نظرًا لتأثيره الكبير في رفع حدة الشعور بالألم أثناء الإجراء.
- عدم تناول أي أدوية تخص المهبل قبل موعد الإجراء بيومين.
لا تخرج الحالة من المركز الطبي بشكل فوري بعد عمل الخزعة، كما يتم الحصول على النتائج للخزعة المهبلية بعد إتمام الإجراء بمدة تتراوح بين 30-45 يوم.
4– خزعة النخاع العظمي Bone Marrow Biopsy
هي خزعة يتم استخدامها عند اشتباه الإصابة بالسرطان في نخاع العظم، أو إذا شك الطبيب في وجود شيء غير طبيعي في الدم؛ للتحقق من سبب المشكلة، مما يجعل من هذه الخزعة كشف لأكثر من مشكلة من مشكلات الدم سواء كانت خاصة بالسرطان أو لا علاقة لها به.
يتم سحب العينة من الجزء الخلفي للنخاع العظمي عند عظمة منطقة الورك، باستخدام إبرة طويلة وقد يتم سحب العينة من أحد العظام الأخرى الموجودة في الجسم، يُفضل أخذ مخدر موضعي قبل البدء في الإجراء حتى لا يشعر المريض بالألم أو عدم الراحة أثناء إتمام الإجراء، وكما ذكرنا أن لكل نوع من الخزعات مضاعفاته الخاصة، فنجد أن مضاعفات هذا النوع تتمثل فيما يلي:
- الإصابة بنزيف بسيط.
- تكون أورام دموية تحت الجلد فيما يُسمى بالكدمات، نتيجة تسرب بعض الدم من الأوعية التي تتواجد بالقرب من مكان الخزعة ثم تكونه تحت الجلد.
- الشعور بتنميل في الأقدام، ولكن يختفي هذا الأثر بمرور وقت قصير.
- الإصابة بالحساسية من بعض أنواع الأدوية مثل أدوية التخدير المُستخدمة أثناء القيام بإجراء الخزعة.
- الشعور بالألم بعد انتهاء مفعول المسكن.
- الإصابة ببعض المشكلات في الجهاز التنفسي، ويُعتبر هذا من أخطر أعراض خزعة النخاع العظمي.
- الإصابة بالعدوى نتيجة تلوث الجرح الخاص بمنطقة الخزعة وتعرضه للالتهاب.
- الشعور بالدوار في الدقائق التي تكون بعد انتهاء الإجراء.
- إصابة منطقة الخزعة بالتهيج الجلدي.
- خروج إفرازات من منطقة استخراج الخزعة، وهو عرض من الأعراض الخطيرة التي تستلزم الذهاب إلى الطبيب فور ملاحظته.
5– الخزعة الموجهة بالتصوير
يتم إجراء هذا النوع من الخزعات عندما لا يستطيع الطبيب أن يكتشف الورم عند المُصاب نظرًا لعمق المنطقة المُراد فحصها، مثل مناطق الكبد أو البروستاتا أو الرئتين، فكلها أماكن لا يُمكن لشعور بها من تحت الجلد، ويتم إعطاء المريض مخدر موضعي قبل البدء في الإجراء بهدف تقليل الشعور بالألم، وينقسم التصوير المُستخدم في هذا الإجراء إلى عدة أنواع والتي تتمثل فيما يلي:
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- الموجات فوق الصوتية.
- الأشعة السينية.
- التصوير المقطعي المحوسب.
- التنظير.
6– خزعة الشفط والتفريغ المساعد aspiration biopsy
يتم هذا النوع من الإجراءات الطبية من خلال جهاز يقوم بسحب العينة من الأنسجة المُراد فحصها ويساعده على ذلك إبرة معينة، كما أن الجهاز يكون مسئول عن رفع كمية السوائل والخلايا التي تم سحبها عبر الإبرة؛ تجنبًا لزيادة عدد مرات إدخال الإبرة في مكان الخزعة لتجميع كمية مناسبة من العينة، لذلك يُعد هذا النوع من الخزعات لا يُشكل خطورة أخذ عينة من الورم.
7– الخزعة الاستئصالية Excisional Biopsy
هي نوع من أنواع خزعة الجلد، والذي يتم فيه أخذ العينة من خلايا الجلد نفسه فيتم التخلص من جزء الجلد الذي يُشكل مصدر غير طبيعي بشكل كامل، وفي بعض الحالات يتم عمل بعض الغرز لقفل مكان الخزعة، ولكن يتلقى المريض مخدر موضعي قبل البدء في الإجراء.
8– الخزعة بالمقراض
تُعد ضمن أنواع خزعة الجلد، ويتم إجراء هذه الخزعة باستخدام المشرط الذي يقوم بأخذ عينة صغيرة من الجلد، وقد يتم عمل بعض الغرز الجراحية لقفل مكان الخزعة، ولكن يختلف احتمال حدوث ذلك حسب كم الجلد الذي تم أخذه.
9– خزعة الحلاقة
تُصنف هذه الخزعة من أنواع خزعة الجلد، وتُعرف بذلك الاسم نظرًا لإجرائها باستخدام أداة تشبه شفرة الحلاقة، وهذا النوع لا يُشكل خطورة أخذ عينة من الورم.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي
10– الخزعة الاقتطاعية incisional biopsy
يُشبه هذا النوع الخزعة بالمقراض، حيث يتم قطع جزء صغير من الجلد باستخدام المشرط، وأيضًا تتوقف احتمالية عمل بعض الغرز الطبية لإغلاق مكان الخزعة حسب كمية الجلد التي تم قطعها.
11– الخزعة التخريمية Punch Biopsy
أحيانًا يتم استخدام هذه الطريقة لإجراء الخزعة الطبية بغرض أخذ عينة من طفح الجلد، من خلال جهاز تخريم يتراوح قطره بين 3-4 ملليمتر، ثم يتم غلق الثقب بخياطة جراحية والتي تلتئم دون أن تترك أثرًا.
12– الخزعة الجراحية Incisional Biopsy
يتم إجراء هذا النوع من الخزعات عند عدم الوصول إلى نتيجة حاسمة من خلال إجراء الأنواع الأخرى من الخزعات والتي تُناسب غرض القيام بها، وأحيانًا يتم استخدام هذه الطريقة عندما لا تستطيع الخزعات الأخرى الوصول إلى الخلايا المقصود فحصها.
تُستخدم الخزعة الجراحية عند التحقق من وجود سرطان في الثدي، أو سرطان العقد الليمفاوية، وقد يتم التخدير بشكل كلي قبل البدء في الإجراء إذا استدعي الأمر ذلك، وقد يبقى المريض في المستشفى لمدة بعد إجراء الخزعة؛ للتأكد من سلامة المريض بعدها، ولقد ذكرنا بعض أنواع الخزعة الجراحية في السطور السابقة بالتفصيل وهي الخزعة الاقتطاعية والخزعة الاستئصالية.
أهمية إجراء الخزعة الطبية
في ظل التحدث عن خطورة أخذ عينة من الورم، يجدر بالذكر أهمية إجراء الخزعة الطبية، من خلال القول إنه لا يوجد نسيج في جسم الإنسان إلا ويُمكن سحب عينة منه، لذلك تُعتبر الخزعة الطبية واحدة من أهم الفحوصات التي يُمكن الاستفادة منها في اكتشاف عدة مشاكل صحية، والتي تتمثل فيما يلي:
- الالتهابات المعوية.
- أمراض الأنسجة الضامة.
- الأمراض المُعدية.
- أمراض المناعة الذاتية.
- الأورام السرطانية أو غير السرطانية، والتي تتواجد في مناطق مختلفة كثيرة من الجسم مثل الكبد، والجلد، والكلى، والرئتين، والمثانة، والجهاز الهضمي، والدماغ، والثدي وغيرهم، وتُعتبر تلك أهم وأشهر مميزات فحص الخزعة الطبية.
الفئات المُعرضة للخطر
يكون إجراء الخزعة الطبية غير مُستحب نهائيًا بالنسبة لبعض الفئات، والتي يكون عليها أن توقع على إقرار بالموافقة على القيام بهذا الإجراء، أو توقيع الأهل بدلًا منها إذا كان المريض صغير السن؛ نظرًا لزيادة معدل خطورة أخذ عينة من الورم عند هذه الفئات، والتي تتمثل فيما يلي:
- المُصابون بتخثر الدم والنزيف.
- الذين يُعانون من أمراض في الرئتين.
- المُصابون بأمراض قلبية.
في حالة أن المريض مُتناول لبعض الأدوية مثل الأدوية المُضادة لتخثر الدم، والأدوية المميعة للدم وما يُشبه ذلك من الأدوية، فعليه إخبار الطبيب بذلك قبل إجراء الخزعة الطبية، قد يستبدل الطبيب هذه الأدوية بغيرها من الأدوية المُناسبة للقيام بإجراء الخزعة الطبية.
اقرأ أيضًا: هل استئصال الورم الخبيث كاف للشفاء ؟
الإرشادات المُتبعة بعد إجراء الخزعة الطبية
ينصح الأطباء باتباع بعض الإرشادات التي تساعد بشكل نسبي على راحة المريض وعدم شعور بالمضاعفات الخاصة بإجراء الخزعة، وهي النقاط المُقدمة إليكم فيما يلي:
- تجنب القيام بالأنشطة الرياضية الحادة والابتعاد التام عن رياضة رفع الأثقال.
- منح الجسم الراحة بشكل كافي.
- الحفاظ على جفاف الضمادة حول الجرح.
- الحفاظ على نظافة الجرح وعدم تعرضه إلى أي ملوثات.
- تقليل حركة الجزء الذي تم فيه إجراء الخزعة الطبية.
يصيب القلق عدد كبير من المرضى حول مسألة خطورة أخذ عينة من الورم، فهم لا يعلموا كيف يتم الأمر وما هي مدى خطورته، لذلك ذكرنا المضاعفات المحتملة لإجراء أخذ عينة من الورم.