من هو النبي الذي ابتلعه الحوت
من هو النبي الذي ابتلعه الحوت؟ وماهي قصته بالكامل؟ وما الآيات المذكورة باسمه؟ أنزل الله سبحانه وتعالى كلامه وأوامره على مجموعة من الأنبياء بدايةً من سيدنا آدم عليه السلام، ونهايةً بسيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم، وعرفنا قصص الأنبياء من خلال ما ذُكر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وكان أبرزهم قصة النبي الذي ابتلعه الحوت، لذا سنُجيب عبر الفقرات الآتية على سؤال من هو النبي الذي ابتلعه الحوت من خلال منصة وميض.
من هو النبي الذي ابتلعه الحوت؟
قصص الأنبياء تم تجميعها في كتب تشمل 25 نبي من المذكورين قصصهم في القرآن الكريم بدءًا من آدم -عليه السلام- وحتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتشمل القصص حياة الأنبياء قبل النبوة وأثناء نشر الدعوة والابتلاءات التي مروا بها والمُعجزات التي كرمهم الله بها.
كانت من أبرز هذه القصص هي قصة النبي الذي ابتلعه الحوت، وذُكر في كتابه الكريم أنه يونس بن متى عليه السلام، وذُكر في بعض الروايات أن اسمه يونان، وعاش سيدنا يونس -عليه السلام- في القرن الثامن قبل الميلاد في مملكة إسرائيل وهي بلدة قديمة، وكان نبي الله يونس مشهور بقصة ابتلاع الحوت له.
ورد في القرآن الكريم سورة كاملة باسم سيدنا يونس -عليه السلام- وذُكر نبي الله يونس كاسم صريح، وذُكر مرتين في القرآن الكريم بلقب ذي النون في سورة الأنبياء ولُقب صاحب الحوت في سورة القلم، وكانت إجابة صريحة على من هو النبي الذي ابتلعه الحوت.
يجب التنويه أن النبوة لا تُكتسب كما يظن البعض أنه إذا اجتهد العبد يُمكنه أن يكون نبي، النبوة هي اصطفاء واختيار من الله عز وجل، يُهيئ الأنبياء منذ ولادتهم ليتحملوا مشاق الدعوة وتبليغها، فالرسل جاءت حتى تسقط الحجج عن قومهم والدليل في قوله تعالى في سورة طه آية 134 قال تعالى:
(وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَٰهُم بِعَذَابٍۢ مِّن قَبْلِهِۦ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلَآ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ ءَايَٰتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ)
اقرأ أيضًا: سبب وفاة النبي يوسف
قصة نبي الله يونس في القرآن الكريم
استكمالًا في التعرف على من هو النبي الذي ابتلعه الحوت، يُمكننا توضيح القصة كاملةً كما وردت في آياته الكريم، حيث قال تعالى في سورة الصافات:
“وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ* فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ* فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ* وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ* وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ* فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ* فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ* أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ* أَلا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ”.
كان سيدنا يونس بن متى من سلالة النبي يعقوب عليه السلام، كرّمه الله عز وجل حينما بُعث له الرسالة لتبليغها لبني إسرائيل والآشوريين الذي يسكنون على نهر دجلة وكانوا يعبدون الأصنام والملوك ويتقربون لهم بالقربات والهدايا، وأرسل الله نبيه يونس عليه السلام إلى قوم نينوى وهم قوم يعيشون في مكان قريب من البحر.
أرسلهُ حتى يدعوهم إلى عبادة الله وحده ونُصحهم للخير ويُذكرهم بيوم القيامة وعذاب النار، لم يكن الأمر بأكمله تخويف من يوم يُبعث الخلق، بل سرد لهم عن الجنة ونعيمها الذي لا يُخطر على قلب بشر، وظل نبي الله يونس ينصح قومه بعبادة الله وحده ولكنهم رفضوا ولم يؤمن منهم أحد مما جعل سيدنا يونس يشعر باليأس الشديد والحزن والغضب منهم.
حينها قرر سيدنا يونس -عليه السلام- أنه سوف يُهاجر قومه ووعدهم أن الله سبحانه وتعالى سيُنزل عليهم عذابٌ شديد بعد ثلاثة أيام، ولم يكن أمر خروج نبي الله يونس من القرية أمر إلهي بل خرج من القرية بعد الوعيد بالعذاب الشديد من ربهم، وعندما تأكد أهل القرية من نزول العذاب بهم ألقى الله بقوته في قلوبهم التوبة وجعلهم نادمين على عدم طاعة سيدنا يونس.
تاب قوم يونس بعد خروجه وتضرعوا لله عز وجل ليُزيح عنهم العذاب وقد آمن أهل القرية، وكان عددهم مائة ألف ويزيدون وكشف الله عنهم العذاب برحمته وقوته بعد ما أحس منهُم صدق الإيمان، وقال تعالى عن قصة قوم يونس في سورة يونس:
(فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ ءَامَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَٰنُهَآ إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ ءَامَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزي فِي الْحَيَوةِ الدُّنيَا وَمَتَّعْنَهُمْ إِلَى حِينٍ).
قصة سفينة يونس
مازلنا نُتابع قصة نبي الله موسى، والتعرف على من هو النبي الذي ابتلعه الحوت، حيث قال تعالى في سورة الأنبياء:
“النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُلُمَتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبحَنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظٰلِمِينَ“.
عندما ذهب سيدنا يونس غاضب من قومه ركب سفينة وارتفع الموج من حولها وأخذت تتأرجح بالرُكاب، ظنّ أحدهم أن هذا بسبب غضب الله تعالى من أحد ركاب السفينة، وذلك لكثرة ارتكاب الذنوب والمعاصي، وبدأوا في التفكير حول هذا الشخص للبدء في إلقاءه في ماء البحر لينجو من بالسفينة.
بعد كثرة التفكير في هذا الشخص وجدوا أن الحل هو عمل قرعة، فقاموا بأخذ سهام ورموها وقرروا أن السهم الذي يطفوا يقومون بلقيه الشخص التابع له في الماء، وألقوا السهام وطاف سهم يونس وكان معروفًا عندهم بالصلاح، لذا اعتقدوا أن هذا الأمر ليس من غضب الله، فقاموا بإعادة القرعة مرة أخرى، وطاف سهم نبي الله.
ازداد الشك فيما بينهم ولم يتفهموا سبب ذلك، لذا قاموا بإعادة القرعة للمرة الأخيرة وطاف سهم نبي الله مرة أخرى، حينها تأكد الرُكاب أن سيدنا يونس هو من يتسبب في هذا الأمر وقاموا بإلقائه في الماء، حين وقوعه في الماء قام الحوت بابتلاعه والتقامه لأنه عصى الله سبحانه وتعالى ولم يؤدي الرسالة وترك قومه غاضبًا، وهذا إجابة من هو النبي الذي ابتلعه الحوت.
أمر الله عز وجل الحوت ألا يخدش ليونس لحمًا أو أن يكسر له عظمًا، وظل داخل بطن الحوت ثلاثة أيام، وبمجرد ما التهمه الحوت علم نبي الله يونس أن الله تعالى يُعاقبه فتاب إلى الله، وعندما أحس سيدنا يونس خلال الثلاث أيام بالضيق استغفر ربه قائلًا:
(لآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ).
سمعه الله سبحانه وتعالى من بين ثلاث ظلمات: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، ويقال إن الله سبحانه وتعالى رأى نورًا في البحر وعندما سأله أحد الملائكة عن مصدر هذا الضوء قال: إنه عابد تائب.
اقرأ أيضًا: نسب النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه وأمه وما قيل من إشاعات في هذا الأمر
الخروج من بطن الحوت
بعد التطرق بشكل مُفصل عمن هو النبي الذي ابتلعه الحوت، نستكمل ما حدث بعد إلحاح سيدنا يونس في الدعاء وهو بداخل بطن الحوت، حيث عندما سمع الله عز وجل صوت دعاء يونس استجاب وأمر الحوت أن يُلفظه على الشط، وخرج نبي الله أخيرًا من بطن الحوت وكان سقيمًا عاري الصدر، وأمر الله سبحانه وتعالى أن تنبت الأرض له نبات القرع.
صرح بعض علماء الدين عن أمر الله تعالى بإنبات الأرض نبات القرع خاصةً أن يوفر الكثير من الفوائد الصحية للجسم، حيث يُساعد على تقوية الدماغ، كما أنها ناعمة وورقها طويل ويُمكن أن يستظل بها لا يقربه الذباب، ويُمكن أكل ثمارها منذ نموه ويمكن أكله نيًا أو مطبوخًا، وهذا من حكم الله عز وجل، وحينما عاد يونس عليه السلام إلى قومه أستكمل رسالته.
قصة نبي الله يونس في الإنجيل
لم تُذكر قصة نبي الله يونس في الدين الإسلامي فقط، بل ذكرت العديد من الديانات الأخرى قصة من هو النبي الذي ابتلعه الحوت، واشتهر نبي الله في الديانة اليهودية والمسيحية باسم اليونان، وقصة سفر اليونان من القصص الهامة في الكُتب الخاصة بهم خاصةً عند اليهود حيث يقومون بقراءتها في يوم الغفران، أما عن المسيحيين وبعض الطوائف الأخرى يعتبرونه قديس.
اجتمعت الديانات أن يونس -عليه السلام- واحد من الأنبياء، لكن القصة المسرودة تختلف في بعض تفاصيلها، ويجدر بنا الإشارة بعد ذكر قصته في الدين الإسلامي وذكر من هو النبي الذي ابتلعه الحوت، أن نذكُر التفاصيل الأخرى التي تم سردها في الإنجيل.
يروي اليهود أن هناك قصة نبي عبري يُدعى يونان بن أمتاي أرسله الله لتدمير قوم نينوى إذا لم يؤمنوا لكنه قرر الهرب وعدم إكمال مهمته عندما أيقن أن قومه لن يؤمنوا، فهرب في سفينة تذهب إلى يافة ولكن البحر هاج بالسفينة فأصبحت تتمايل بسبب البحر وكادت أن تُغرق وكان ركاب السفينة وثنيين فظنوا أن ما يحدث لهم علامة على غضب الله على أحد من السفينة.
فاعترف يونان بذنبه وأنه عصا الله فرموه في البحر حتى تسكن العاصفة، وأعد الله سبحانه وتعالى حوتًا ضخمًا التقم يونان وظل ثلاث أيام في حجرة تنفس الحوت لأنه لو ظل في بطن الحوض لمات بسبب مادة هضم الطعام، وأثناء بقاءه في بطن الحوت دعا الله واعترف بذنبه فقذفه الحوت إلى الساحل وذهب إلى المدينة العاصية التي كان فيها ودعاهم إلى الإيمان بالله فآمنوا به.
دعاء نبي الله يونس في بطن الحوت
بعد الإلمام بقصة نبي الله موسى ومعرفة من هو النبي الذي ابتلعه الحوت، يجدر بنا الإشارة ذكر دعاء نبي الله يونس الذي كان سببًا في خروجه من بطن الحوت سالمًا واستجاب له الله بعد مرور ثلاثة أيام، حيث دعا وقال:
(لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
هذا الدعاء لم يدع به أحد وكان مؤمن بقوة الله إلا واستجاب الله له، والدليل على ذلك قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ” إني لا أعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرّج الله عنه، كلمة أخي يونس عليه السلام لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”
يكمن دعاء نبي الله يونس في قول “لا إله إلا الله” أنه اعتراف على قوة الله ووحدانية الله عز وجل، كما اعترف فيه سيدنا يونس عليه السلام بالذنب الذي اقترفه عندما ترك أهل القرية وغضب منهم ولم يصبر عليهم في قوله “سبحانك إني كنت من الظالمين”.
اقرأ أيضًا: زيارة النبي يوم السبت والدعاء المأثور لهذا اليوم
لقب نبي الله يونس
لُقب نبي الله يونس عليه السلام باسم ذو النون، ويُقصد بالنون هو الحوت لأن الحوت ابتلعه ولهذا أُطلق عليه صاحب الحوت، وهذه إجابة من هو النبي الذي ابتلعه الحوت، والدليل في قوله تعالى :في سورة الأنبياء آية 87-88
{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}.
هل سيدنا يونس مذنب؟
بعد التعرف على من هو النبي الذي ابتلعه الحوت، يراود أذهان الكثير من الناس هذا السؤال وكيف له أن يكون ذلك والأنبياء معصومون من الخطأ، وهو كذلك لكن كما يُقال “حسنات الأبرار سيئات المقربين”، على سبيل المثال في حال كان الشخص الذي هرب من القرية بسبب كفرهم وجحودهم هو عبد إنسان صالح وليس بنبي سيؤجر على ذهابه وترك قومه الكثير من الحسنات.
لكن النبي عليه السلام أرسله الله بمهمة ودعوة ولم يكملها وقرر الذهاب عن قومه دون إكمالها لهذا عاقبه الله، ولهذا الحدث أمرنا الله بالصبر في قوله تعالى في سورة القلم آية 48:
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ)
معلومات عن سورة يونس
خلال تعرُفنا على من هو النبي الذي ابتلعه الحوت، المتدبر في القرآن الكريم يرى أنه يوجد الكثير من السور التي سُميت بأسماء الأنبياء ومنها سورة هود وسورة محمد وسورة يوسف وسورة إبراهيم وغيرها، وتُعد سورة يونس من السور المكية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة.
سورة يونس من أواخر السور التي نزلت على رسول الله الكريم وعدد آياتها 109آية، وردت بها عدة قصص منها الخاصة بالعقيدة والخاصة بأنباء السابقين لأخذ العِبرة منهم كما ذُكرت مشاهد يوم القيامة، وبعض آيات الله ومعجزاته في الكون.
تضمنت السورة في مطلع الآيات إعجاز القرآن الكريم في الحروف المقطعة في قولة تعالى الآية الأولى:
“الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ”
، وفي الآية الثانية توضح السورة رفض الكفار للدعوة الإسلامية والتوحيد بالله سبحانه وتعالى، ويقول الله عز وجل في كتابه قال تعالى:
“أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ رَجُلٍۢ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الكفِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَحِرٌ مُّبِينٌ”.
كما توضح السورة فطرة الإنسان وطبيعته فإن أصابته ضراء توجه إلى الله عز وجل وطلب مغفرته وإذا كشف الله عنه الضر عاد إلى الضلال مرة أخرى، ثم يوجه الله عز وجل أسئلة استنكار من فعل المشركين وتحداهم بأن يأتوا بسورة مثل سور القرآن الكريم، فعجزوا عن هذا.
وردت في سورة يونس أيضًا قصة موسى مع فرعون وما حدث بينهم وإصرار فرعون على كفره حتى عاقبه الله سبحانه وتعالى بالغرق، ووضحت السورة مصير الناس الذين آمنوا والذين لم يؤمنوا وأصروا على الكفر، وهذا ما نتهت به السورة الكريمة قال تعالى:
(قُلْ يَأَيُّهَا النَاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الحَقّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا۠ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ).
اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي لم يمت ؟ وما أسمه ؟
الدروس المستفادة من السورة
جاءت السورة موضحه من هو النبي الذي ابتلعه الحوت، وبينت الكثير من الدروس والعبر المستفادة من القصص التي تحملها، ومنها:
- الإيمان هو ما يزيل الفرج لهذا عند وقوع أي مصيبة يجب الإيمان بقوة الله عز وجل في تفريجها فلولا دعاء يونس وتوبته وهو في بطن الحوت لظله داخله دون خروج، والدليل في قوله تعالى:
(فَلَولَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).
- تحمل الآية السابقة بشرى للمؤمن الذي يعاني من هم ما أن الله سبحانه وتعالى سيزيل الهم فور التسبيح والإيمان بالله.
- عظمة قدرة الله عز وجل فقد سمع دعاء عبده يونس عليه السلام في بطن الحوت بين ثلاث ظلمات ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت.
- من المُمكن أن يُعاقب المؤمن على ذنب ارتكبه في الدنيا قبل الآخرة وهذا المعنى يكمن في قوله تعالى:
(وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍۢ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ).
- التوبة إلى الله عز وجل تمنحك القوة وتجعلك من المُقربين شرط أن تكون التوبة نصوحة صادقة وافية لكافة الشروط قال تعالى في سورة يونس:
(فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ ءَامَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَٰنُهَآ إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ ءَامَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْىِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَٰهُمْ إِلَىٰ حِينٍۢ).
- تفسير الآية السابقة أنه عندما آمنوا أهل القرية فقط لإزالة الهم عنهم، لم ينفعهم إيمانهم لكن قوم يونس عندما تأكدوا أن الله سبحانه وتعالى سينزل بهم العذاب تابوا إلى الله توبةً نصوحة ولما علم الله بصدق نواياهم في التوبة كشف عنهم العذاب.
- الدعاء الذي قاله نبي الله يونس في بطن الحوت له الكثير من الفضائل ففي قول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: “أَلَا أُخْبِرُكُمْ بشيءٍ إذا نزلَ برجلٍ منكم كربٌ، أو بلاءٌ، مِنْ أمرِ الدنيا دعا بِهِ فَفُرِّجَ عنه؟ دُعاءُ ذي النونِ: لَا إِلهَ إلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنَّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ“.
- حتى ينال المرء رضا الله عز وجل يجب التحلي بالصبر، فالصبر من آداب الدعاء.
- تميز نبي الله يونس عليه السلام بأنه تعبد وذكر اسم الله في مكان لم يتعبد فيه أحد.
التسرُع والعجلة من الشيطان فقد آمن أهل يونس كلهم بعد خروجه ولوأنه مكث فيهم قليلًا كانوا آمنوا، لهذا عاقبه الله على تسرعه.