كم كان عمر خديجة عندما تزوجها الرسول
كم كان عمر خديجة عندما تزوجها الرسول؟ وهل كان زواجها من الرسول أول زواج لها؟ خديجة التي لم يضاهى حبها أحدًا في قلب النبي، كانت أولى زوجاته قبل نزول الوحي عليه وأول من لجأ إليه النبي الكريم في خوفه وأزماته، سوف نتعرف عليها وعلى حياتها قبل وبعد النبي وكم كان عمر خديجة عندما تزوجها الرسول من خلال منصة وميض.
كم كان عمر خديجة عندما تزوجها الرسول
كانت خديجة بنت خويلد من كبار سيدات قريش في مكة المكرمة التي عملت بالتجارة، وللفقهاء أقاويل في إجابة سؤال كم كان عمر خديجة عندما تزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
- فمنهم من قال إنها كانت في سن الأربعين وأيد هذا القول ابن كثير وحكيم بن حزام.
- منهم من قال إنها كانت في سن الخامسة والثلاثين.
- على أن أصح الأقاويل إنها كانت في سن الأربعين، فهي تكبر الرسول الكريم بخمسة عشر عامًا وعندما تزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان في سن الخامسة والعشرين من عمره ولا خلاف بين أهل العلم في سن زواج الرسول من خديجة بنت خويلد.
بعد العلم كم كان عمر خديجة عندما تزوجها الرسول جدير بالذكر الإشارة إلى قول الفقهاء إن العام الذي تزوج فيه الرسول من خديجة بنت خويلد كان عام 595 أو 596م.
اقرأ أيضًا: كم كان عمر الرسول عندما توفيت أمه
من هي خديجة بنت خويلد؟
إن سيرة خديجة بنت خويلد من أجمل سير النساء في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لذا علينا معرفة نسبها حياتها ونشأتها.. هذا ما يتسنى من خلال النقاط التالية:
- هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، حيث يلتقي نسبها بنسب النبي -صلى الله عليه وسلم- في قصي بن كلاب.
- كان أبيها من سادة قريش وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم وجدتها هالة بنت عبد مناف بن قصي بن كلاب.
- لديها خمس أخوة من البنين وأربعة من البنات.
- ولدت في مكة المكرمة في عام 556 م، في بيت يملأه الجاه والغنى والعز.
- كان لها لقب تدعى به قبل زواجها من الرسول وهو (الطاهرة).
حياة خديجة قبل الرسول
كان لخديجة بنت خويلد حياة خاصة بها قبل زواجها من الرسول فقد كانت تعمل بالتجارة بين الشام واليمن، وتزوجت خديجة -رضي الله عنها- مرتين قبل زواجها من الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
- كان أول زواجها من “أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمي” الذي أنجبت منه هند وهالة، ثم مات تاركًا لها ثروة ضخمة عاشت بها وبدأت عملها بالتجارة.
- ثاني زواجها كان من رجل يدعى “عتيق بن عائذ ابن عبد الله المخزومي” الذي لم تلبث معه طويلًا، فقيل إنه طلقها وقيل إنه توفى بعدما أنجبت منه ببنت أسمتها هند.
ثم بعد ذلك تفرغت خديجة لتجارتها وتربية أولادها وكان يعمل لديها الكثير من الرجال الذين يسافرون بتجارتها إلى الشام واليمن.
علمت خديجة بسيرة الرسول الطيبة وصدق أمانته فأرسلت له ليعمل لديها في التجارة، فكان أول سفر للرسول إلى الشام بتجارة خديجة التي أرسلت معه غلام يدعى (ميسرة) الذي علم من خلال رحلتهم تلك أن محمدًا سوف يصبح نبيًا، بل آخر الأنبياء لما أخبره به الراهب نسطور الذي قابله أثناء رحلته مع الرسول إلى الشام.
أخبر ميسرة السيدة خديجة بما حدث معهم بما ربحوا في تجارتهم، وبما قاله الراهب نسطور عن الرسول، ففرحت بما سمعت وبدأ حبها للنبي يزداد شيئًا فشيئًا.
اقرأ أيضًا: بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة السرية
زواج السيدة خديجة من الرسول
في إطار الحديث عن إجابة كم كان عمر خديجة عندما تزوجها الرسول نشير إلى أنه عندما أيقنت خديجة بنت خويلد من حبها للرسول -صلى الله عليه وسلم- وأنها تريده زوجًا لها تحدثت مع صديقتها التي تدعي (نفيسة) بما يجول في خاطرها.
فقالت لها: سوف أعرض عليه أمر نكاحك منه، وقيل إن خديجة هي التي ذهبت إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعرضت نفسها عليه فقبل الرسول الكريم نكاحها.
ذهب الرسول إلى بيت خديجة لخطبتها مع أعمامه فقال عمه أبى طالب الخطبة الشهيرة في مدح هذا النسب ألا وهي:
“الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضئضىء معدّ، وعنصر مضر، وجعلنا حَضَنَةَ بيته، وسوّاس حرمه، وجعل لنا بيتًا محجوجًا، وحرمًا آمنًا، وجعلنا حكام الناس، إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل من قريش شرفاً ونبلاً وفضلاً إلا رجح به، وهو إن كان في قل فإن المال ظل زائل، وأمر حائل، وعارية مسترجعة، اليوم معك وغداً يكون مع فلان وفلان، وهذا يكون غنياً ثم فقيراً، والفقير يصبح غنياً والدول هكذا… وبعد هذا هو والله له نبأ عظيم وخطب جليل جسيم، وله في خديجة بنت خويلد رغبة، ولها فيه مثل ذلك، وما أحببتم من الصداق فعلي”.
ثم رد عليه ورقة بن نوفل -ابن عم خديجة بنت خويلد- الذي ذهبوا إليه عندما نزل الوحي على الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليؤكد لهم أنه نبي هذه الأمة، قائلًا:
“الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم؛ وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم فاشهدوا عليّ معاشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله على كذا”
تم زواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- من خديجة بنت خويلد وهي في سن الأربعين من عمرها وذلك تأكيدًا على إجابة سؤال كم كان عمر خديجة عندما تزوجها الرسول.
نزلت بعد ذلك آية من آيات القرآن الكريم في ذلك الزواج عندما أصبح محمدًا نبيًا وهي آية في سورة الضحى والتي تقول:
“وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ (8)”
، أي كنت فقيرًا يا محمد فأغناك الله بخديجة وحبها ومالها.
عاشت السيدة خديجة مع الرسول قبل بعثته خمسة عشر عامًا من الحب وحسن المعاشرة، أنجبت منه ستة أطفال وهم: زينب، رقية، أم كلثوم، القاسم، فاطمة، عبد الله، لكن عبد الله أنجبته بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.
كانت السيدة خديجة خير زوجة لرسول الله، فقد أحبته حبًا جمًا وكانت توفر له كل ما يحتاج حتى كانت تذهب إليه بالطعام والشراب إلى غار حراء، وهو يتعبد قبل بعثته وكانت تنصره بعد بعثته.
حياة خديجة مع الرسول بعد البعثة
كانت خديجة بنت خويلد خير معين للرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل وبعد البعثة فكانت نعم الزوجة ونعم الأم، وقد أحبها النبي كثيرًا حتى أنه قال فيها: (رُزقت حُبها).
لم يتزوج عليها حتى ماتت، كانت أول من يلجأ له عندما نزل عليه الوحي في غار حراء وكان خائفًا مرتعدًا مما سمع ورأى، فما كان على خديجة أن تطمئنه وتهدئ من روعه.. فقالت له: كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا؛ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقّ. صحيح البخاري.
ثم ذهبت به إلى ابن عمها (ورقة بن نوفل) وهو الذي عنده علم بالديانات السماوية، فقص عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما رآه فقال ورقة: هذا النَّاموسُ” أي: جبريلُ، الذي أُنزِلَ على موسى، “ليتني فيها” في مُدَّةِ النبوَّةِ أو الدَّعوةِ “جَذَعًا” أي: ليتَني شابٌّ فيها، “ليتَني أكونُ حَيًّا حين يُخرِجُك قَومُك” مِن مَكَّةَ. صحيح البخاري.
تعجب النبي فقال له: أو مُخرجِيَّ هم” فأجابه ورقةُ: نعم؛ لم يأتِ رَجُلٌ بما جِئتَ به مِنَ الوَحيِ إلَّا أوذِيَ وعُودِيَ، وإنْ يُدرِكْني يومُك- أي: يومُ انتشارِ نُبوَّتِك- حَيًّا، أنصُرْك نَصرًا “مُؤَزَّرًا” صحيح البخاري.
كانت خديجة أول من آمنت بالرسول -صلى الله عليه وسلم- وأول من علمه النبي الوضوء عندما علمه له جبريل عليه السلام، فحملت معه هم الدعوة وكانت تشد من أزره وتخفف عنه، حتى أنها تركت قبيلتها بني أسد عندما اشتد حصار قريش عليهم وذهبت مع زوجها الرسول الكريم لتعاني معه ما يعاني من جوع وفقر.
كان لخديجة بنت خويلد فضل عظيم عند الله، حين أمر الله جبريل عليه السلام أن يقول للرسول الكريم أن الله يخبرها السلام منه ويبشرها ببيت لها في الجنة، والدليل على ذلك:
روى الشيخان بإسنادهما إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب ولا نصب).
اقرأ أيضًا: من هو جد الرسول وما هي ملامحه الشخصية؟
وفاة خديجة وحزن النبي عليها
كان لوفاة خديجة أثرًا كبير في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد حزن عليها حزنًا شديدًا حتى أنه سمى عام وفاتها بعام الحزن نظرًا لوفاة عمه أيضًا (أبى طالب) قبلها بحوالي ثلاثة أيام فكان حزنه أشد.
قيل بعض العلماء إنها توفت قبل الهجرة بثلاث سنوات وكانت تبلغ من العمر خمس وستون عامًا، وقد ظل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحب خديجة حتى بعد وفاتها فكان يزور صديقاتها التي كانت تحبهم ويرسل لهم من الشاة التي كان يذبحها، والدليل على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه).
لقد روى مسلم في صحيحه أن السيدة عائشة أم المؤمنين كانت تغار على الرسول -صلى الله عليه وسلم- من هذا الفعل.
كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال إن خير النساء في زمانها هي خديجة، فكانت له نعم الزوجة الصالحة المعينة لزوجها في دعوته وتحمله في أزماته وخير أم ربت أولاده الذي لم ينجب من أحد غيرها إلا إبراهيم من السيدة مارية القبطية.
كان زواج الرسول من السيدة خديجة وهي في سن الأربعين خير زواج له كان فضلها كبير عند الله، أحبها النبي حبًا جمًا في حياتها وبعد مماتها فكانت خير النساء في زمانها.