حكم مس المصحف بدون وضوء
حكم مس المصحف بدون وضوء موضح بشكل صريح في الأدلة القرآنية والسنة النبوية، حيث إن القرآن الكريم هو لوح الله المحفوظ إلى يوم القيامة، وينزهه الله تعالى عن أية نجاسة، وهو ما يجعل من الهام على المسلم معرفة كافة الأحكام الشرعية.
التي تكون متعلقة بقراءة أو مسك المصحف الشريف لتجنب ارتكاب إثم، لذا سوف نتطرق إلى عرض حكم مس المصحف بدون وضوء من خلال منصة وميض.
حكم مس المصحف بدون وضوء
من ضمن الآداب الخاصة بقراءة القرآن الكريم هي أن يتم التطهر والوضوء بشكل صحيح قبل مسك المصحف، حيث إنه جاء في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي توجب الطهر قبل مساس المصحف، وقد أمر الله تعالى بذلك في كتابه الكريم في قوله تعالى:
﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [سورة الواقعة: الآية 79]
على هذا فقد أوضح فقهاء دار الإفتاء أنه لا يجوز شرعًا مسّ المصحف للقراءة دون أن يتم الوضوء بشكل مسبق، وهو ما أجمع عليه كلًا من المالكية والشافعية والحنابلة.
اقرأ أيضًا: طريقة الغسل من الجنابة
حكم مسك المصحف من الحمَّالة بدون وضوء
إكمالًا في توضيح حكم مس المصحف بدون وضوء، نتطرق إلى عرض نقطة هامة بخصوص ذلك الأمر، ألا وهي حكم مسك المصحف دون مسّ آيات القرآن الكريم، فقد أجاز فقهاء المذهب الحنفي أنه يجوز مسّ المصحف من حمَّالته دون الوضوء، وخالف ذلك كلًا من فقهاء المذهب المالكي والشافعي.
حكم قراءة القرآن الكريم من الهاتف بدون وضوء
كما سبق التوضيح في حكم مس المصحف بدون وضوء، وهو أنه لا يجوز أن يتم قراءة القرآن الكريم دون التطهر لمسّ كلام الله تعالى، بينما قد أجاز الفقهاء إمكانية قراءة القرآن الكريم من الهاتف المحمول دون مسّ المصحف بدون وضوء.
حيث إنهم قد أتاحوا إمكانية قراءة المرأة الحائض للقرآن الكريم من المصحف الإلكتروني، وهو ما يوضح أن القراءة من القرآن الكريم لا تحتاج إلى التطهر في حالة كان المصحف إلكترونيًا.
كما أوضح الفقهاء كذلك أنه لا يشترط أن يكون الشخص على وضوء لترتيل آيات القرآن الكريم التي قد حفظها من قبل، أو في حالة قراءة أذكار الصباح والمساء، وذلك لأن الله تعالى يتقبل ذكر الناس سواء في أية أحوال، فقد قال تعالى في كتابه الكريم:
(فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) [سورة النساء: الآية 103].
هل يجوز للمريض مسك المصحف بدون وضوء؟
من ضمن الآراء التي أوضحها فقهاء دار الإفتاء بخصوص حكم مس صفحات المصحف بدون وضوء، هي التي تتعلق بالأشخاص الغير قادرين على الوضوء، فقد أجازوا أن يقرأ المريض الغير قادر على الوضوء والقيام من الفراش أن يمس المصحف، فهو في تلك الحالة في حكم الاضطرار.
اقرأ أيضًا: كيفية الغسل من الجنابة والطريقة الصحيحة للاغتسال
حكم مس المصحف بدون وضوء من السنة النبوية
السيرة النبوية هي الميثاق الذي يسير عليه العبد المؤمن في حياته، فلا يشقى أو يُخطئ، فإن نبينا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ قد أوضح لنا العديد من الأحكام التي قد يطرأ تساؤلها في أمور ديننا ودنيانا بالأحاديث الشريفة، التي انتقلت لنا على ألسنة الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ.
فمن ضمن الأمور التي أوضحها لنا نبينا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ في أمور الدين هي التي تتعلق بحكم مسك المصحف بدون وضوء، فعن عبد الله بن أبي بكر بن حزم ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول عليه الصلاة والسلام ـ قال: “أن لا يَمَسَّ القرآنَ إلا طاهرٌ.“ [حديث صحيح الألباني].
فالقرآن الكريم هو كتاب الله المقدس والمحفوظ ومكانته عليا، وقد أمرنا الله تعالى بأن يتم تكريمه وحفظه في القلوب، ومن أشكال حفظ القرآن الكريم هي ألا يتم مسّه بدون طُهر، والطُهر في الحديث النبوي هنا يعني الخالي من النجاسة المعنوية أو الحسية.
التي قد تنشأ عن الحدث الأكبر أو الجنابة أو الحيض، وهذا ما يوضح أن حكم مسّ القرآن الكريم بدون وضوء غير جائز في الإسلام، ولا يجب أن يمسّه الإنسان سوى وهو طاهر ومُحسن الوضوء.
هل يجوز للحائض مس المصحف الشريف؟
بالحديث عن حكم مسك المصحف بدون وضوء، نتطرق إلى عرض نقطة هامة بخصوص ذلك الصدد، ألا وهو حكم مس الحائض للمصحف الشريف أثناء فترة حيضها، وهو من الأمور الغير جائزة بإجماع الفقهاء، فكما يسقط عنها فرائض الصلاة، فلا يجوز لها مس المصحف الشريف لوجود حدث ينقض الطهر.
بينما يجوز للحائض أن تقرأ القرآن الكريم من المصحف الإلكتروني المتواجد على الهاتف المحمول الخاص بها كما تشاء، كما يجوز لها قراءة القرآن الكريم عن ظهر قلب من خلال ما حفظته من آياته الكريمة، أو يمكنها الاستماع إلى ما تيسر من القرآن كذلك، ولا يقع عليها إثم.
فعن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “افْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي” [حديث صحيح مسلم]، ويوضح ذلك الحديث أن الحائض طهور ويمكنها أن تذكر الله تعالى كيفما تشاء، دون أن تمسّ المصحف أو تصلي وتصوم ليس إلا.
حكم مسّ الأطفال للمصحف بدون وضوء
قد أجمع فقهاء المذاهب الأربعة على أنه يجوز للطفل أن يمسّ المصحف دون وضوء، ويُرفع من عليهم الحرج، وذلك لأن الطفل لا يكون مطالب بأية أحكام دينية في ذلك العمر ويُرفع عنهم التكليف.
ذلك حتى لا يشقى الطفل، ويشعر بالملل من حضور دروس حفظ القرآن الكريم، ويملّ، لكنهم قد أوضحوا ضرورة تعليم الطفل الصحيح في الدين، حتى يتم رفع الحرج والمشقة عنهم، فيمكنك توجيهه لذلك الأمر فقط في البداية.
بأن يتم الوضوء أمامه مثلًا، أو أن يتم تعليمه الوضوء من فيديوهات دينية تعليمية للأطفال، ومن الممكن أن تساعد القصص المصورة الدينية في أن يتعلم الطفل، حيث إنها تتميز بالألوان والصور الكرتونية التي تجذب الطفل بشكل قوي.
حكم مسّ المصحف لنقله بدون وضوء
من ضمن الأمور التي أوضحها فقهاء الدين هي أنه لا يجوز أن يتم مسّ المصحف لنقله من مكانه، أو حتى للقراءة دون الوضوء قبل ذلك الأمر، فالقرآن الكريم هو كتاب الله المقدس والمحفوظ، وعلى المسلم أن يحرص على التمسك بتعاليم دينه الكريم والحفاظ على المصحف الشريف.
اقرأ أيضًا: النوم على جنابة في رمضان وحكم تأخير الاغتسال من الجنابة أثناء الصيام
أجر قراءة القرآن بالوضوء
من آداب تلاوة القرآن الكريم هي أن يتم تلاوة الآيات بصوت جميل ومحبب للآذان، وأن يتم الوضوء والتطهر قبل ذلك لأخذ الأجر كاملًا بإذن الله.
فمن الجدير بالذكر في موضوعنا بخصوص حكم مس المصحف الشريف بدون وضوء، هو فضل وثواب قراءة القرآن الكريم بالوضوء، والتي تتمثل في:
- قارئ القرآن الكريم من أعلى الناس منزلةً يوم القيامة بإذن الله، والحرف الواحد في القرآن الكريم بعشر حسنات، فكيف للمسلم أن يترك مثل ذلك الأجر بسبب التكاسل عن الوضوء!
- يوم القيامة يأتي القرآن الكريم شفيعًا لأصحابه، فيظلّهم الله تعالى في يوم لا ظل إلا ظله.
- لقارئ القرآن يوم القيامة منزلة عند الله تعالى، فيمكنه أن يشفع لوالديه، أقاربه، أصحابه أو أحبابه.
- تدعوا الملائكة لقارئ القرآن بالمغفرة والرحمة.
- قراءة القرآن الكريم بالتطيب وخشوع لها أثر كبير وعظيم على نفس المؤمن، فتجعله يشعر بالسكينة والهدوء وينسى ما يعكر مزاجه من الدنيا، مستشعرًا عظمة الله وقوته عز وجل.
- قارئ القرآن الكريم بعناية وبالتجويد يجعله الله مع السفرة الكرام في يوم القيامة.
- القرآن الكريم هو المُنجي في الدنيا من الأمور التي تشتت العقل، وهو المُنجي في الآخرة.
على المُسلم أن يمتثل لأحكام الدين الإسلامي، ويحاول التمسك بتعاليم النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ ويحرص على طهارته أثناء الصلاة أو مسّ المصحف الشريف؛ للحصول على الأجر كاملًا إن شاء الله.