كيف مات زكريا عليه السلام
كيف مات زكريا عليه السلام هذا السؤال يريد معرفة إجابته عدد كبير من الأشخاص، هذا لأن يوجد العديد من الروايات عن طريقة وسبب قتل سيدنا زكريا عليه السلام، ونحن نعلم جيداً مكانة جميع الأنبياء عظيمة وكبيرة في قلوبنا.
كما أننا نعلم قصة سيدنا زكريا ودعائه لله عز وجل حتى يرزقه بالذرية الصالحة، لكن لا نعلم قصة وفاته لذلك سوف نتحدث عن قصة وفاته بالتفصيل من خلالنا مقالنا هذا عبر موقع وميض .
اقرأ أيضًا: قصة سيدنا سليمان كاملة
كيف مات زكريا عليه السلام
يوجد عدة روايات حول كيف توفي سيدنا زكريا عليه السلام، لكن هذه الروايات كانت مختلفة عن بعضها البعض لكنها تتفق فقط في أنه قتل على يد بني إسرائيل بالمنشار.
وقد اتفق المؤرخون أن سبب قتل سيدنا زكريا عليه السلام هو فساد بني إسرائيل، وهذا الأمر قد ذكره الله عز وجل في القرآن الكريم في عدة آيات.
فقد قال الله تعالى:
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) صدق الله العظيم، سورة آل عمران الآية: 112.
وقال الله تعالى:
(أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) صدق الله العظيم، سورة البقرة الآية: 87.
كما قال الله تعالى:
(فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم، سورة البقرة، الآية: 91.
كل هذه الآيات تدل على أن هناك أنبياء تم قتلهم بغير حق، لكن لا يتم ذكر دليل واضح على مقتل سيدنا زكريا عليه السلام، لذلك سوف نتحدث عن وفاته حسب الروايات على لسان الصحابة الكرام والتابعين، والروايات هي كالآتي:
1. الرواية الأولى
- هذه الرواية توضح أن سيدنا زكريا عليه السلام قد مات بالمنشار على يد يهود بني إسرائيل.
- هذا الأمر قد حدث بعد انتشار خبر حمل السيدة مريم العذراء، فقد كان يكفلها سيدنا زكريا عليه السلام في تلك الفترة.
- لذلك قد اتهمها البعض أنها حملت من سيدنا زكريا عليه السلام؛ لأنه الوحيد الذي كان يدخل عليها المحراب فهو الشخص الذي تكفل بها.
- لذلك أمروا بقتله لأنه قد زنا مع مريم العذراء، وقد جاء هذا الاتهام بعد أن زين لهم الشيطان هذا الأمر، وبالفعل اجتمعوا لكي يقتلوه وقاموا بشقه بالمنشار، وبهذا نكون قد أوضحنا كيف مات زكريا عليه السلام؟.
2. الرواية الثانية
- في هذه الرواية تؤكد أن بني إسرائيل هم من قاموا بقتل سيدنا زكريا عليه السلام، فقد اتهموا بالزنا مع مريم العذراء وقد اتضح الأمر بعد حملها منه.
- كما أن هذا الأمر قد أوضح مدى كره بني إسرائيل لسيدنا زكريا عليه السلام؛ لأنه يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل.
- وقد تم قتله بأيديهم بسبب عنادهم وكبرهم وعصيانهم لله عز وجل، كما وسوس لهم الشيطان ليتخلص منه.
- فعندما علم سيدنا زكريا بذلك هرب بعيداً إلى الغابة ليختبئ بين الأشجار، لكنهم لحقوا به لذلك أخبرته شجرة بأن يختبئ بداخلها.
- وبالفعل انشقت الشجرة حتى يدخل سيدنا زكريا بداخلها لكن جزء من ملابسه ظلت خارج الشجرة.
- وعندما وصلوا للشجرة أخبرهم إبليس أنه متواجد داخل الشجرة، لكنهم لم يصدقوه لذلك استدل بملابسه التي كانت خارج الشجرة.
- لذلك قاموا باستخدام المنشار وشقوا الشجرة إلى نصفين، وعندما سمع الله عز وجل أنينه من شدة الألم تحدث معه وأخبره إن صدر منه أي صوت سوف يقلب الأرض رأساً على عقب.
- فخشى سيدنا زكريا على قومه أن يصابوا بالهلاك فصمت حتى توفي، وكان الدليل على ذلك ما ذكره سليم بن قيس في كتابه، وبهذه الطريقة نكون قد تعرفنا على كيف مات زكريا عليه السلام؟.
- حيث ذكر أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قد أرسل رسالة إلى معاوية وقال فيها:
(يا معاوية إن نبي الله زكريا نشر بالمنشار، ويحيى ذبح وقتله قومه وهو يدعوهم إلى الله عز وجل وذلك لهوان الدنيا على الله).
اقرأ أيضًا: قصة سيدنا إبراهيم للأطفال
3 الرواية الثالثة
- في هذه الرواية قيل أنه قد تم قتله على يد أحد الملوك وكان ظالماً، فقد أعطى الأمر بقتل سيدنا يحيى عليه السلام وأيضاً بقتل والده سيدنا زكريا عليه السلام.
- هذا بسبب أن سيدنا يحيى عليه السلام نهى الملك من الزواج من امرأة كانت محرمة عليه، لكنها تزوجت من الملك دون الإنصات إلى فتواه، ثم طلبت من الملك قتل سيدنا يحيى وسيدنا زكريا.
- وكان الدليل على هذه الرواية ما جاء في كتاب ابن كثير حيث قال:
أن بعض ملوك بني إسرائيل في مدينة دمشق أراد الزواج ممن تحرم عليه في شريعتهم، فنهاه يحيى عليه السلام عن فعل ذلك، فلم ينته عما أراد فستنكحها لنفسه، وطلبت منه دم يحيى فقتل يحيى إرضاء لها.
4. الرواية الرابعة
- أما في هذه الرواية قيل أنه قتل بسبب امرأة كانت زانية وقد رفض سيدنا يحيى عليه السلام أن يزني معها، فطلبت من الملك في ذلك الوقت أن يأتي لها برأسه.
- وبالفعل أرسل الملك جنود لقتل سيدنا زكريا وسيدنا يحيى عليه السلام، وكان الدليل على ذلك ما قاله ابن شبيه في كتابه، حيث قال:
ما قلت يحيى بن زكريا إلا في امرأة بغي قالت لصاحبها لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه، فذهب فأتاها برأسه في طست.
وقد روى أيضاً عبد الله بن الزبير قال: قتل يحيى بن زكريا في زانية كانت جارية. رواه الحاكم موقوفاً، كما صححه الذهبي، وبتلك الطريقة نكون قد تعرفنا على كيف مات زكريا عليه السلام؟.
- أما الدليل الثاني قد جاء في حديث نبوي والذي أوضحه ابن إسحاق بن بشر في كتابه، لكنه فيما بعد أوضح أن هذا الحديث ضعيف في روايته.
حيث قال: أنبأنا يعقوب الكوفي، عن عمرو بن ميمون عن أبيه، عن ابن عباس أن رسول الله ليلة أسري به رأى زكريا في السماء، فسلم عليه وقال له: “يا أبا يحيى أخبرني عن قتلك كيف كان ولم قتلك بنو إسرائيل؟”.
فقال: “يا محمد أخبرك أن يحيى بن زكريا كان خير أهل زمانه، وكان أجملهم وأصبحهم وجهاً، وكان كما قال الله تعالى: (وسيدا وحصورا)، وكان لا يحتاج إلى النساء.
فهوته امرأة ملك بني إسرائيل، وكانت بغية فأرسلت إليه وعصمه الله وامتنع يحيى وأبى عليها، فأجمعت على قتل يحيى بن زكريا، ولهم عيد يجتمعون في كل عام، وكانت سنة الملك أن يوعد ولا يخلف ولا يكذب.
ثم خرج الملك إلى العيد فقامت امرأته فشيعته، وكان بها معجبا ولم تكن تفعله فيما مضى، فلما أن شيعته قال الملك:
سليني فما سألتني شيئا إلا أعطيتك.
قالت: أريد دم يحيى بن زكريا، قال لها: سليني غيره، قالت: هو ذاك فقال لها: هو لك، وقال: فبعث جلاوزته إلى يحيى وهو في محرابه يصلي، وأنا إلى جانبه أصلي.
فذبح في طشت وحمل رأسه ودمه إليها، فقال رسول الله: فما بلغ من صبرك؟، قال: “ما انفتلت من صلاتي” وقال: فلما حمل رأسه إليها، فوضع بين يديها.
فلما أمسوا خسف الله بالملك وأهل بيته وحشمه، فلما أصبحوا قالت بنو إسرائيل: قد غضب إله زكريا لزكريا، فتعالوا حتى نغضب لملكنا فنقتل زكريا.
فخرجوا في طلبي ليقتلوني، وجاءني النذير فهربت منهم، وإبليس أمامهم يدلهم علي، فلما تخوفت أن لا أعجزهم، عرضت لي شجرة فنادتني وقالت: إلى إلى.
وانصدعت لي ودخلت فيها، قال: وجاء إبليس حتى أخذ بطرف ردائي، والتأمت الشجرة وبقي طرف ردائي خارجا من الشجرة، وجاءت بنو إسرائيل.
فقل إبليس: أما رأيتموه دخل هذه الشجرة، هذا طرف ردائه دخلها بسحره، فقالوا: نحرق هذه الشجر، فقال إبليس: شقوه بالمنشار شقا، قال: فشققت مع الشجرة بالمنشار).
- هذا هو الحديث الشريف لكن الله أعلم عن صحة هذا الحديث.
اقرأ أيضًا: من هو قاتل علي بن أبي طالب وما هي قصة قتله؟
سيرة سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا زكريا هو زكريا بن دان بن مسلم بن صدوق، يصل نسبه إلى سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام ثم يصل النسب إلى يهوذا بن سيدنا يعقوب عليه السلام.
- وكان يعمل سيدنا زكريا عليه السلام في النجارة وقد تم ذكره في القرآن حوالي 8 مرات، وتم ذكر اسمه كثيراً في سورة مريم وأيضاً في سورة آل عمران.
- فقد بعث سيدنا زكريا عليه السلام إلى بني إسرائيل ليؤمنوا بالله عز وجل وعدم الشرك به، لكنه شهد أنواع متعددة من الكفر والظلم والقتل أيضاً الذي قد تفشى بينهم.
- لم ينجب سيدنا زكريا عليه السلام فلما شعر أنه أصبح عجوزاً وامرأته ما زالت عاقراً، ذهب إلى المحراب ودعا ربه وذكر دعائه في القرآن الكريم، لذلك كان علينا معرفة كيف مات زكريا عليه السلام؟.
- فقد قال الله تعالى:
(وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيا*يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا).
صدق الله العظيم، سورة مريم الآية (5-6).
- ثم قال سيدنا زكريا عليه السلام لله عز وجل فقال الله تعالى:
(ربِّ هَب لي من لدُنكَ ذريَّةً طيِّبةً إنَّكَ سميعُ الدعاء).
صدق الله العظيم، سورة مريم الآية (13).
- ثم استجاب له الله عز وجل وقال الله تعالى:
(يا زكريَّا إنَّا نُبشِّرُك بغلامٍ اسمه يحيى لم نجعلْ لهُ من قبلُ سميًّا) صدق الله العظيم، سورة آل عمران الآية (38)، لذلك كان ينبغي في البداية أن نتعرف على كيف مات زكريا عليه السلام؟.
اقرأ أيضًا: قصة محمد صلى الله عليه وسلم بالتفصيل
في الختام لقد تناولنا كيف مات زكريا عليه السلام، كما تحدثنا عن سبب وفاته بعدة روايات مختلفة، وأخيراً أوضحنا سيرة ونسب سيدنا زكريا عليه السلام.