هل تكفي ركعتين في قيام الليل
هل تكفي ركعتين في قيام الليل يعد سؤال جميل لمن يرغب في التقرب إلى الله، فصلاة قيام الليل من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد من ربه، حيث أنها صلاة من الصلوات التي تجعل الإنسان في معية ربه، ولما لا وهي صلاة تقلق الإنسان من أعز نومه ليقوم بين يدي ربه ويدعوه.
ولكن يتساءل المسلمون عن هل تكفي ركعتين في قيام الليل أم أن صلاة الليل أكثر من ذلك، وهذا ما سنعرضه عبر موقع وميض في هذا الموضوع.
اقرأ أيضا: متى يبدأ قيام الليل وما فضله
هل تكفي ركعتين في قيام الليل
هل تكفي ركعتين في قيام الليل هو سؤال يتبادر إلى الأذهان بمجرد الحديث عن صلاة قيام الليل:
يقول الرسول صل الله عليه وسلم: “إن صلاة الليل مثنى مثنى فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة.
فقال ابن عمر: ما مثنى مثنى؟ فقال: أن تسلم بعد كل ركعتين”.
- ومن خلال هذا الحديث يتضح أن صلاة قيام الليل يمكن أن يكون ركعتين فقط ولا حرج في ذلك، إذ أن الحديث يبدأ بركعتين إلى ما شاء الله للإنسان أن يصلي.
- ولكن من الأفضل أن يختم الإنسان صلاته بالوتر، لذلك فيمكن لك أن تصليها ركعتين أو أكثر لا تتقيد بعدد.
- ويقول الرسول صل الله عليه وسلم عن الصلاة:
“الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر”.
صلاة الليل
- صلاة الليل هي واحدة من الصلوات التي لا يقدر عليها إلى من أراد له التوفيق والهداية، فهي صلاة القانتين، كما أن هذه الصلاة هي وقت يفضل الإنسان فيها راحة قلبه عن راحة جسده.
- وذكر الرسول صل الله عليه وسلم أنه قال:
“إذا مضى شطر الليل الأول، أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا، فيقول : هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ حتى ينفجر الصبح”.
- وتشير كلمة صلاة الليل إلى عبادة الله عز وجل عبر صلاة تطوعية لم يفرضها الله عز وجل، ولكن نقلها المسلمون عن رسول الله صل الله عليه وسلم.
- وورد عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال:
“من صلّى العشاء في جماعة فكأنّما قام نصف اللّيل، ومن صلّى الصّبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله”، وفيه إشارة إلى قيمة صلاة الليل بأي شكل وبأنه يحبب المسلمين فيها.
- وقام الليل لا يتوقف على الصلاة فقط وإنما عبر الصلاة والتسبيح والاستغفار، حيث يقول الله تعالى:
“وبالأسحار هم يستغفرون”.
اقرأ أيضا: أسرار سورة البقرة الروحانية
ركعات قيام الليل
- في أثناء حديثنا عن هل تكفي ركعتين في قيام الليل يجب أن نعرف عدد الركعات التي يتم صلاتها في الليل والتي ورد عن النبي محمد صل الله عليه وسلم في هذا الشأن.
- لم يوجد أي دليل على عدد الركعات التي يجب أن يصليها المسلم في قيام الليل، ولكن تبعًا للرسول فإن عدد الركعات ما بين 11 ركعة و13 ركعة.
- ويأتي ذلك استنادا لما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت:
“كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء، وهي التي يدعو الناس العتمة، إلى الفجر، إحدى عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين، ويوتر بواحدة.
فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر، وتبين له الفجر، وجاءه المؤذن، قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن، حتى يأتيه المؤذن للإقامة”.
- كما روى ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقيم الليل ثلاثة عشر ركعة، إذ قال:
“فتتامت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فأتاه بلال فآذنه بالصلاة، فقام فصلى”.
- وهذه هي الركعات التي نقلها الصحابة عن رسول الله، وكان صلوات ربي عليه يصلي قيام الليل في سكينة وخشوع، فكان يطيل في سجوده.
- فقد روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
“أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة، كانت تلك صلاته – تعني بالليل- فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه”.
- وعلى الرغم من أنه ليس هناك عدد محدد من الركعات التي يجب على الإنسان أن يصليها إلا أنه الأفضل السير على منهج رسول الله وعلى حسب قدرة الإنسان، فالغرض من الصلاة ليس كثرة عددها وإنما التقوى والخشوع بها.
كيفية تأدية صلاة قيام الليل
من خلال حديثنا عن هل تكفي ركعتين في قيام الليل فيجب أن نذكر كيفية صلاة هذه الركعات والتي نذكرها فيما يلي:
- من الأفضل أن تتم صلاة قيام الليل بدءًا من ركعتين ثم ركعتين وهكذا حتى يوتر، وذلك كما ورد عن النبي محمد صل الله عليه وسلم:
عن زيد بن خالد الجهني – رضي الله عنه– قال: “صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين، ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين.
ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين هما دون اللتين قبلهما، ثم أوتر، فذلك ثلاث عشرة ركعة”.
- وهذا هو فعل النبي وقد أوصى النبي بالوتر في نهاية الصلاة حيث ورد في صحيح البخاري أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
“اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا”.
اقرأ أيضا: تجربتي مع حسبي الله ونعم الوكيل
أوقات صلاة الليل
إن صلاة قيام الليل من أفضل القربات لله عز وجل، فلا يمكن لإنسان يعرف هذا الفضل إلا وتسابق لصلاة الليل، وتتم صلاة الليل في الأوقات التالية حيث قام العلماء بتقسيمها على النحو التالي:
- الوقت الأول: يكون هذا الوقت بعد صلاة العشاء مباشرة وهو الثلث الأول من الليل.
- الوقت الثاني منتصف الليل وهو النصف الثاني من الليل.
- الوقت الثالث: وهو الثلث الأخير من الليل، ويعتبر من أفضل الأوقات التي يصلي فيها المسلم وفيها جهاد عظيم للنفس البشرية.
- حيث يقول الرسول صل الله عليه وسلم:
“أحَبُّ الصّلاة إلى الله صلاة داود عليه السّلام، وأحَبُّ الصّيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف اللّيل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويُفطر يوماً”.
- وورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:
“ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني، فأستجيب له من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له”.
- وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام:
“أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن”.
- وهذا دليل على فضل الصلاة في الثلث الأخير من الليل على الرغم من أنه يمكن للإنسان أن يصلي قيام الليل بعد صلاة العشاء حتى الفجر لا يوجد تقييد عليه في ذلك.
فضائل صلاة قيام الليل
من خلال التحدث عن هل تكفي ركعتين في قيام الليل يجب أن نذكر فضل قيام الليل في القرآن والسنة النبوية وذلك:
- تعتبر صلاة الليل من الصلوات التي لها فضل كبير على المسلم في حياته وبعد مماته، فهي سببًا رئيسيًا في الدخول إلى الجنة ورفعة الإنسان بها، وذلك لقوله:
“ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا”.
- الحصول على رحمة الله تعالى.
- تكفير الذنوب والبعد عن المعاصي.
- يزيد شكر الله في قلب المؤمن ويتقرب منه.
- تزكية النفس البشرية.
- لذة الأنس والتقرب من الله تعالى.
- الابتعاد عن الرياء، إذ أن هذه الصلاة لا يراها أي شخص، حيث يصلي الإنسان وغيره نائم.
- قام الليل شرف للمؤمن ودليل على حسن إيمانه وقربه من الله تعالى.
- الإيمان بالله على الوجه الذي يليق به وذلك لقوله تعالى:
“إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون، تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون”.
- وصف الله تعالى من يقيم الليل بأنه صاحب عقل وقد وضعه في مكانة عالية حيث يقول:
“أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب”.
- ليس هناك مساواة بينهم وبين غيرهم حيث يقول تعالى:
“ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون”.
- وصفهم الله تعالى بأنهم عباد لله، حيث يقول:
“وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما”.
- وصية الله تعالى نبيه، حيث قال تعالى:
“واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا* ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا”.
- وقد رغب النبي المسلمون لقيام الليل حيث ورد:
عن عائشة رضي الله عنها: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال:
«أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا، فلما كثر لحمه صلى جالسا فإذا أراد أن يركع، قام فقرأ ثم ركع”.
- وقد جاء عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار”.
اقرأ أيضا: صلاة الشفع والوتر جهرا أم سرا
كيف يعين الإنسان نفسه على قيام الليل؟
من خلال حديثنا عن هل تكفي ركعتين في قيام الليل يجب أن يعرف الإنسان كيفية التعود على صلاة الليل ويتم ذلك من خلال:
- يجب أن يبتعد الإنسان عن كل ما يغضب الله تعالى وعن المحرمات.
- النوم مبكرًا بعد صلاة العشاء حتى يتمكن من الاستيقاظ.
- عدم الإكثار من تناول الطعام قبل النوم والتي يؤدي بدوره للكسل.
- يجب أن يعرف الإنسان أن قيام الليل توفيق من الله تعالى، لذلك احرص على الدعاء كل ليلة قبل النوم أن يوفقك الله للقيام.
- الإكثار من التسبيح والاستغفار والتكبير.
الأمور المفضلة في صلاة الليل
إن صلاة الليل مثلها مثل أي صلاة فرضها الله تعالى غير أنها سنة، ولكن يفضل بها أن يصليها الإنسان وهو جالس طالما لا يوجد عذر شرعي، بالإضافة إلى كثرة الدعاء أثناء السجود فالمصلي في ذلك الوقت يتميز بالقرب من الله في موضعين قيام الليل والسجود، وعليه ألا يدعوا على أحد، ويستمتع بالقرب من الله عز وجل.
اقرأ أيضا: كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات
وفي ختام مقالنا عن هل تكفي ركعتين في قيام الليل نكون عرضنا كل المعلومات عن صلاة الليل وكيفية تأديتها بالإضافة إلى فضل هذه الصلاة العظيمة، وننصح كل إنسان أن يتقرب إلى الله تعالى بقيام الليل.