هل يحق لأبي الزوجة أخذ ابنته من بيت زوجها
هل يحق لأبي الزوجة أخذ ابنته من بيت زوجها؟ وما حكم الدين في هذا الأمر؟ في حالة حدوث مشاكل بين الزوجة وزوجها تلجأ الزوجة مباشرةً إلى والدها حتى يحل هذا الأمر، ففي حالة إذا لم يتمكن الأب من حل هذه المشكلة فهل يحق لأبي الزوجة أخذ ابنته من بيت زوجها، هذا ما سنعرضه لكم من خلال منصة وميض.
هل يحق لأبي الزوجة أخذ ابنته من بيت زوجها
من الجدير بالذكر أن خروج المرأة من منزلها لا يحل دون علم زوجها، لكن عند أخذ الأب أبنته من بيت زوجها بعلم من الزوج، فهذا الأمر لا يوجد به لبث.
أما في حالة إذا قام الأب بأخذ أبنته من بيت زوجها دون علمه، فهذا الأمر لا يحق له إلا في حالة إذا كان الأب قد شرط على الزوج أن يأخذ أبنته وقتما شاء من بيتها ووافق الزوج بالفعل على هذا الشرط، فيكون أخذ الأب أبنته من بيت زوجها حقً له.
حيث يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- في هذا الأمر: ” إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج“، فيقول النبي الكريم في هذا الحديث الشريف أنه يجب على الطرفين أن يوفوا بالشروط المتواجدة في عقد النكاح.
فلم يضع الرسول- صلى الله عليه وسلم- أي شروط للنكاح، وذلك لأن هذه الشروط تختلف، ولكن الذي يتفق عليه الجميع هو وجوب القيام بما أمر الله به من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
فيقول الترمذي عن هذا الأمر “والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من الصحابة منهم عمر؛ قال: إذا تزوج الرجل المرأة، وشرط ألا يخرجها، لزم، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق”، ففي حالة إذا وضع الزوج شرطًا في عقد الزواج ينص على عدم خروج الزوجة من المنزل، فلا بد من تطبيق هذا الشرط إلزاميًا طالما وافقت عليه الزوجة وأهلها.
استكمالًا لحديثنا حول إجابة سؤال هل يحق لأبي الزوجة أخذ ابنته من بيت زوجها، فهذا لا يحق له، وذلك لأن البنت بعد زواجها، تكون قد خرجت من ولاية والدها وأصبحت في ولاية الزوج، فلا بد من الأب أو الأبنة أن تقوم باستئذان زوجها قبل الخروج من بيتها والذهاب مع والدها.
اقرأ أيضًا: حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت
حكم الدين في أخذ الأب أبنته من بيت زوجها
في حالة حدوث بعض المشاكل بين الزوج وزوجته ووصلت هذه المشكلات إلى رغبة الزوجة في الانفصال، وعدم رغبة الزوج في القيام بهذا، فتلجأ المرأة في هذه الحالة إلى والدها، فهل يحق لأبي الزوجة أخذ ابنته من بيت زوجها.
لا يحق للأب أن يأخذ أبنته من بيت زوجها في أي حالة كانت، إلا في حالة إذا كانت أبنته تتعرض للإهانة من زوجها، ففي هذه الحالة يحق للأب أن يأخذ أبنته من بيت زوجها، ولكن من الجدير بالذكر أنه لا يحق للأب أن يأمر أبنته بالانفصال أو الرجوع إلى زوجها، فهذا الأمر يجب على الأبنة أن تقوم هي بنفسها بأخذ القرار الصائب لأجل حياتها.
ففي حالة أخذ الأب أبنته من بيت زوجها، ولكن لم يصمت الزوج عن هذا الأمر، وكان يرغب في رجوعها إليه وإلى بيتها، وكان يُحاول بكثير من الطرق فلا يحق للأب التدخل في هذا الأمر، ولا بد على الزوج أن يقوم بأخبار المرأة بعواقب الطلاق الذي أمر بها الرسول الكريم.
حيث يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- في هذا الأمر:” أيما امرأة سألتْ زوجها الطلاق من غير ما بأسٍ، فحرام عليها رائحة الجنة“، بالإضافة إلى قول الرسول عن وجوب اتباع المرأة لكلام زوجها:” إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها؛ دَخَلَتْ مِن أي أبواب الجنة شاءتْ”.
فيقول النبي في هذا الحديث الشريف أن المرأة التي تُطيع زوجها، وتُحصن نفسها من فعل الأمور التي تغضب الله، ومن صوم وتُقيم الصلاة في مواقيتها، تدخل الجنة من أي باب شاءت في الدخول منه.
كما يقول الرسول عن فضل المرأة ومكانتها عند الرجل:“ استوصوا بالنساء خيرًا، فإنما هنَّ عندكم عوان”، حيث يحث الرسول في هذا الحديث الشريف على فضل رعاية المرأة، وكما يأمر الرجال أن يستوصوا بالنساء خيرًا.
اقرأ أيضًا: ماذا تفعل الزوجة عندما يهجرها زوجها
واجب الزوجة في استئذان زوجها عند الخروج
استمرارًا لحديثنا حول إجابة سؤال هل يحق لأبي الزوجة أخذ ابنته من بيت زوجها، فمن الجدير بالذكر أن الدين يحث المرأة على وجوب استئذان الزوج عند الخروج.
ذلك لأنها أصبحت في ولاية هذا الرجل بعد الزواج منه، فلا بد من أن يعرف بجميع تحركاتها، والأماكن التي تذهب إليها، بالإضافة إلى وجوب معرفته بخروجها من المنزل قبل أن تخرج.
كما يجب على الوالدين وخاصةً الأب أن ينصح أبنته بأن تفعل هذا الأمر قبل أن تخرج من البيت، فكيف يكون من واجبات الأب على أبنته أن ينصحها بألا تخرج من البيت دون علم من زوجها، أن يقوم هو بنفسه بإخراجها.
يُمكن أن يحدث هذا الأمر كما سبق القول عند حدوث مشاكل بين الزوجة وزوجها، وكانت هذه المشاكل تصل إلى رغبة الزوجة في الانفصال عن زوجها، ولكن لا بد من عدم تدخل الأب بين مشاكل أبنته، لكن يحق له التدخل في حالة إهانة المرأة في بيت زوجها وعدم تحملها لهذا.
اقرأ أيضًا: حكم نزول ماء من المهبل عند البنات
حكم الدين في خروج المرأة من بيت زوجها حتى تذهب لوالدها
استكمالًا لحديثنا حول إجابة سؤال هل يحق لأبي الزوجة أخذ ابنته من بيت زوجها، ففي حالة خروج المرأة من بيت زوجها والذهاب إلى بيت والدها بدون علمه أو رضاه، فهنا يكون ليس من حق الزوجة أن تخرج من البيت أيضًا بدون علم أو استئذان زوجها عند الخروج، لكن يوجد لبث أو خطأ أيضًا على الزوج في هذه الحالة.
ذلك لأنه يحق للزوجة أن تذهب إلى بيت أهلها وقتما شاءت، فلا بد فالأصل أن يعاشر الزوج زوجته بالمعروف، ولا يتعرض لها بأذى مادي أو معنوي، إلا في حالة حدوث بعض الاستثناءات التي يُمكن أن تحدث بين الزوج وعائلة الزوجة.
لكن يجب على الزوج أن يعامل زوجته كما أمر بالمعروف فيبدأ بالوعظ، ومن ثم بالهجر، ومن ثم بالضرب غير المبرح كما أتى في الشرع.
فقال العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله في هذا الأمر:” إلا أن يشرف البيت… على انهدام. أو تخاف على نفسها أو مالها -كما هو ظاهر- من فاسق أو سارق… أو تحتاج إلى الخروج لقاضٍ تطلب عنده حقها أو لتعلم أو استفتاء إن لم يغنها الزوج الثقة“.
فيقصد في هذا الحديث أن الأب أو الزوجة بشكل عام لا يحق لها الخروج من بيت زوجها إلا في بعض الحالات التي تستدعي منها الخروج مجبرةً، ومن هذه الحالات التي ذكرها ابن حجر الهيتمي رحمه الله:
في حالة عدم إشراف زوجها على البيت ولا الاعتناء به، انهدام البيت، في حالة شعور المرأة بعدم الأمان مع زوجها، أو الخوف منه سواء على نفسها، أو على ماله، أو على أولادها، فإذا كان الزوج فاسق أو سارق فيحق للزوجة الخروج من البيت مع والدها.
من خلال حديثنا حول هل يحق لأبي الزوجة أخذ ابنته من بيت زوجها، فيجدر بنا الإشارة أن للمرأة بعض الواجبات التي يجب عليها أن تقوم بعملها تجاه زوجها، ومن أهمها استئذان الزوج عند الخروج.