خروج فقاعات من الدبر هل تبطل الوضوء
خروج فقاعات من الدبر هل تبطل الوضوء؟ وما هي أسباب خروجها؟ من المعروف أن وزن الهواء خفيف ويمكن دخوله في الكثير من مناطق الجسم، مثل الفم أو العين أو الأنف أو غيرهم، حيث يرتفع إلى أعلى مكان بالمنطقة التي دخل إليها وعند خروجه يحدث فقاعة من الهواء يشعر بها الشخص.
لذا فقد يثير شك العديد من الأشخاص حول إعادة الوضوء مرة أخرى، وهو ما سنتعرف عليه من خلال منصة وميض في السطور القادمة.
خروج فقاعات من الدبر هل تبطل الوضوء
إن الإجابة على هذا التساؤل تتعلق بيقين الشخص إن كان متيقن بأن ما خرج منه هو فقاعات هوائية فهنا يتوجب عليه إعادة الوضوء وإن كان قد أدى الصلاة فيتوجب عليه أيضًا إعادتها، أما في حالة عدم ثبوت اليقين بأن الخارج من الشخص فقاعات هوائية أم لا، فهنا لا يوجب الوضوء ويكمل صلاته بشكل طبيعي دون إعادتها.
إذن فإن اليقين والشك هما الأساس في تحديد بطلان الوضوء من جوازه، وهو ما روي عن أبي داود في حديث صحيح عن النبي (صلى الله عليه وسلم): “إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد حركة في دبره أحدث أو لم يُحدث فأشكل عليه فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا“.
يشير رسولنا الكريم إلى أن في حالة الشعور ببعض الحركات الداخلية مثل الفقاقيع أو تقلصات المعدة التي ينتج عنها أصوات في بعض الأحيان، ولم يتأكد من أنها غازات فيكمل صلاته بشكل طبيعي ولا يتركها إلا في حالة سماع صوت يشبه الغازات أو خروج رائحة.
إذن فينبغي عدم الانتباه إلى مثل هذه الأمور التي يتخيلها الشيطان حتى يصرفك عن أداء الصلاة، وإذا تيقنت من أن ما خرج منك هي فقاعات أو غازات فقد انتقضت الصلاة وبالفعل الوضوء، فلن يكمل الشخص صلاته ويذهب للوضوء مرة أخرى وإعادة الصلاة.
أسباب خروج فقاعات من الدبر
تعرفنا على إجابة سؤال خروج فقاعات من الدبر هل تبطل الوضوء، وكانت الرد يرتكز على الشك واليقين كما سبق الإشارة إليه، لذا ينبغي التطرق إلى الأسباب التي تؤدي إلى خروج فقاعات الدبر، وهي كما يلي:
- تنتج فقاعات الهواء من خلال دخوله إلى الفم وابتلاعه، لذا فإن أكثر الأشخاص المعرضين لها هم من يتناولون العلكة بشكل مستمرة حيث يصدر عنهم الغازات والفقاعات الهوائية من الدبر.
- الإصابة ببعض الأمراض التي تتمثل في حموضة المعدة والتهاب الأمعاء والقولون وغيرهم من الأمراض التي تساعد على خروج الغازات بكثرة ويصحبها بعض الفقاعات الهوائية.
- تناول الأطعمة الغذائية التي تحتوي على بعض العناصر الدهنية أو الأطعمة المقلية في الزيوت أو الملفوف (الكرنب) والقرنبيط وبعض أنواع البقوليات، جميعهم يتسبب في آلام في المعدة وانتفاخات في البطن مما ينتج خروج الغازات ذات الرائحة الكريهة وفقاعات الهواء.
- عدم تناول كمية وفيرة من الماء، نظرًا لأن عدم شرب الماء بشكل مستمر ينتج عنه تراكم الفضلات داخل الجسم مما يتسبب في خروج فقاعات الهواء والغازات.
- عنصر اللاكتوز الموجود في بعض الأطعمة والمشروبات الغذائية يتسبب في خروج الغازات وفي بعض الأحيان فقاعات الهواء، وذلك لعدم قابلية المعدة لمركباته.
اقرأ أيضًا: صلاة الرجل مع زوجته بمحاذاة بعض هل تجوز أم لا؟
نواقض الوضوء المتفق عليها
سبق وقد أجبنا على خروج فقاعات من الدبر هل تبطل الوضوء، وتأكدنا بأن الأمر يعتمد على اليقين والشك، إلا أن هناك بعض المبطلات والنواقض التي شأنها شان الفقاعات الهوائية، أي أنها تلزم المسلم بالوضوء مرة جديدة، وجميعها اتفق عليها الأئمة الفقهية، وتتمثل أهمها فيما يلي:
1- غياب العقل
يقصد بغياب العقل هو حدوث أمرًا ما جعلك تعجز عن الإدراك، وتتمثل فيما يلي:
- النوم حيث إن النائم لا يتمكن من الإدراك أو التفكير لذا يسمى بمغيب العقل، ومن ثم فينبغي إعادة الوضوء عند الاستيقاظ من النوم.
- حالات الإغماء أو نوبات الصرع أو الجنون، جميعهم عوامل تنقض الوضوء ويتوجب على صاحبها إعادة الوضوء ليمكن من الصلاة.
- المواد الكحولية والمخدرات، هي أمور تذهب العقل فلا يتمكن الشخص من إدراك ما يقوم به من سلوكيات، لذا فيتعين عليه تجديد الوضوء.
2- الخارج من السبيلين
عندما نتطرق إلى سؤال حديثنا عن خروج فقاعات من الدبر هل تبطل الوضوء أم لا، فإن الأمر هنا يجعلنا نشير إلى أن الغازات والروائح الكريهة التي تصدر من الجسم والبول والبراز جميعها تنقض الوضوء.
ذلك بالاستناد إلى قوله تعالى في سورة المائدة الآية 6: “أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا“، فضلًا عن المني والمذي اللذان يوجبان الوضوء في حالة خروجهم بغير شهوة، أما في حالة خروجهما بشهوة فيتوجب هنا الغسل.
لذا فإذا تعرضت لواحدة من العوامل السابقة، فينبغي إعادة الوضوء مرة أخرى لأنها من النواقض ولا تصح لك الصلاة إلا بتجديد الوضوء، وكان قول الله تعالى في حالة عدم وجود الماء الكافي للوضوء فيمكن التيمم وهو من خلال الوضوء بالتراب.
اقرأ أيضًا: نزول إفرازات بنية قبل الدورة وما الحكم الشرعي لنزلها قبل الصلا ؟
مبطلات الوضوء المختلف عليها
نتابع معكم الإجابة خروج فقاعات من الدبر هل تبطل الوضوء، فإن هناك بعض النواقض والمبطلات التي سنقدمها لكم ولكنها محل اختلاف بين علماء الفقه والشريعة الإسلامية، وتتمثل فيما يلي:
1- ملامسة النساء
في سياق الإجابة على خروج فقاعات من الدبر هل تبطل الوضوء، فإن ملامسة النساء قد تعددت آراء الفقه بشأنها، وتتمثل هذه الاختلافات فيما يلي:
- طبقًا لقول الإمام أبي حنيفة، فإن مس المرأة لا ينقض الوضوء إلا في حالة خروج ما يتسبب في ذلك، أي التقاء الفرجين.
- طبقًا لقول الإمام الشافعي، إن ملامسة النساء تنقض الوضوء سواء كانت نابعة عن شهوة أو لا، فيتساوى الأمر في الحالتين ويوجب إعادة الوضوء.
- طبقًا للإمام مالك وأحمد ابن حنبل، فإن مس المرأة لا ينقض الوضوء إلا لو كان بشهوة، وهنا يوجب إعادة الوضوء مرة أخرى.
أما في حالة ملامسة الرجل لابنته أو أخته أو أمه أو واحدة من نساء محارمه، فهنا لا يقع البطلان لعدم توفر عنصر الشهوة.
2- الارتداد عن الإسلام
في إطار التعرف على خروج فقاعات من الدبر هل تبطل الوضوء، فإن الارتداد على الإسلام هل يمكن أن يبطله؟
يقصد بالارتداد هو الخروج عن الإسلام أي الكفر، فقد اختلف الفقهاء والأئمة في ترجيح هذا الرأي، فمن منطلق المذهب المالكي والحنبلي، فقد استندوا إلى أن الارتداد عن الإسلام يبطل الوضوء من قول الله تعالى في سورة المائدة الآية 5: “مَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ”.
أي أن كل من يكفر بالله ويخرج عن دين الإسلام فقد أبطل عمله أي لا تجوز له أي عمل من الأعمال المقررة في الشريعة الإسلامية، اتجه رأي آخر من الفقه إلى أن الارتداد عن الإسلام لا يبطل الوضوء، وذلك من منطلق قول الله تعالى في سورة البقرة الآية 217:
“وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ“ أي أن الارتداد عن الإسلام هنا ارتبط بالموت، لذا فهذا الفريق من الفقه يرجح أن الارتداد عن الإسلام لا ينقض الوضوء.
3- تناول لحم الإبل
بعد أن تعرفنا على مبطلات الوضوء المتفق عليها والاجابة هل سؤال خروج فقاعات من الدبر هل تبطل الوضوء، فإن تناول لحم الإبل كان محل لاختلاف الفقه في بطلانه للوضوء أم لا، فقد كان مذهب الإمام أحمد ابن حنبل بأن تناول لحم الإبل ويقصد بها الجمال تنقض الوضوء.
إلا أن جمهور العلماء وأئمة الفقه اتفقوا حول عدم بطلانه للوضوء، وذلك استنادًا إلى البراء بن عزب (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم): “أنه سئل عن لحوم الإبل فقال: تَوَضَّؤُوا مِنْهَا، وَسُئِلَ عَنْ لُحُومِ الْغَنَمِ فَقَالَ لا تَتَوَضَّؤوا مِنْهَا” (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان(.
4- تغسيل الميت
التغسيل هي الإجراءات التي تتم من خلال الغسل وذلك من قبل الغاسل للميت، فهنا اختلف الفقهاء في تحديد ما إذا كان مبطل للوضوء أم لا، فقد اتجه الإمام احمد ابن حنبل إلى أن تغسيل المتوفي من مبطلات الوضوء، بينما اتجه جمهور الفقهاء إلى أن تغسيل المتوفي لا يبطل الوضوء ولا يوجب الإعادة بعده.
اقرأ أيضًا: ما هي شروط الصلاة وأركانها
5- مس الفرج بغير مانع
يقصد بها ملامسة الفرج دون وجود حائل أو ثياب، فلم يتفق الفقهاء على بطلان الوضوء في هذا الأمر، وانقسموا على ما يلي:
- المذهب الحنفي يرى عدم بطلان الوضوء إن تم ملامسة الفرج بغير وجود حائل.
- المذهب المالكي يرى أن ملامسة الفرج والدبر لا ينقض الوضوء فيما يخص المرأة، أما الرجل فإن ملامسته للعضو الذكري الخاص به يبطل الوضوء ويتساوى الأمر في حالة وجود شهوة أو عدم وجودها.
- المذهب الشافعي يؤكد أن ملامسة الفرج يبطل الوضوء بشكل قطعي.
- المذهب الحنبلي ذهب إلى أن ملامسة الفرج إن كان بغرض الشهوة فهو ينقض الوضوء، أما إن كان بغير شهوة فهو غير مبطل للوضوء.
يعتمد بطلان الوضوء على الكثير من الأسباب، لذا فإن تطرق أمامك واحدة منها فينبغي عليك الذهاب للوضوء مرة أخرى وإعادة الصلاة ثانية، حتى تصبح مقبولة.