هل الشذوذ ابتلاء من الله
هل الشذوذ ابتلاء من الله؟ وما هي أسباب الشذوذ؟ انتشر هذا الأمر في الآونة الأخيرة وأصبح ظاهرًا على غير عادة طبيعة العرب والمسلمين، مما دفع البعض إلى التساؤل أهو مرتبط ببعض العوامل النفسية أو العضوية أم هو مجرد انحراف للنفس البشرية، وينتشر الأمر بكثرة ووضح في بلاد الغرب وأروبا.
الكثير من التفاصيل والمعلومات التي تخص هذا الأمر سنتحدث عنها ونوضحها من خلال منصة وميض في الفقرات التالية، هذا بجانب الإجابة على سؤال هل الشذوذ ابتلاء من الله أم لا؟
هل الشذوذ ابتلاء من الله؟
المعنى الأساسي للشذوذ هو الشيء غير المتوقع أو غير العادي أي الشيء الشاذ والمختلف عن الطبيعي، أو هو انحراف عن القاعدة المشتركة أي عدم الانتظام، ومن المرادفات لهذا اللفظ: اعوجاج، ضلال، انحِراف، فساد، ندرة، استثناء.
أما الشذوذ الجنسي يتمثل في انجذاب جنسي لفردين من نفس النوع لبعضهم البعض على عكس الفطرة التي خُلق عليها الإنسان أي أنه الانجذاب إلى الأفراد من جنس المرء ذاته، ويستخدم مصطلح “مثلي الجنس” كمرادف للمثلية الجنسية أو الشذوذ.
يعتبر الابتلاء من سنن الله للعباد في الأرض، فالدنيا في الأساس دار ابتلاء فانية، يبدأ حال الفرد بها بالتقلب يمينًا ويسارًا دون ثبات، فيقول الله تعالى في كتابه الكريم:
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
فسر الكثيرين المثلية الجنسية على أنها مرض نفسي وعضوي، ومن الممكن أن تكون الإجابة على سؤال هل الشذوذ ابتلاء من الله هي الإيجاب، وفي هذه الحالة يكون على الفرد السعي للعلاج منها والتوبة.
من الممكن أيضًا أن يكون هذا الابتلاء واقعًا على الفرد عقوبة على ذنب قد اقترفه، وفي حالة إصابة الفرد بهذا عليه ألا يفكر في الأمر، بل من الممكن أن يثاب المرء على الأمر إذا صبر وحاول جاهدًا التخلص من حالة الشذوذ المصاب بها، فمن الممكن أن ينال أجر الصابرين.
سأل أحد الشباب فقيه من علماء الدين بهذا السؤال حول صحة أن الشذوذ أو المثلية هي ابتلاء من الله عز وجل، مصاحبًا للسؤال الاستفسار حول ذنب عدم استطاعته امتاع زوجته جنسيًا في هذه الحالة وجاءت الإجابة بالشكل التالي.
أخبر الفقيه الشاب أن الأمر قد يكون ابتلاء من الله عليه أن يجاهده والصبر عليه والبحث عن طرق التخلص والعلاج منه، أما عن عدم قدرته على امتاع زوجته فلا يعتبر هذا ظلمًا منه لها، فلا يؤاخذ الله العبد بما لا يقدر عليه ولا يختاره.
اقرأ أيضًا: متى يفهم الطفل العلاقة الزوجية وكيفيه شرحها بالتفصيل
أسباب الشذوذ الجنسي
بعد أن أجبنا على سؤال هل الشذوذ ابتلاء من الله فيتبادر إلى الأذهان السؤال حول أسباب وقوع الفرد في هذا الأمر، وتعتبر معرفة الأسباب هي أولى طرق العلاج وجهاد النفس في هذا الأمر، ومن الممكن أن ينتج الانحراف الجنسي للأسباب التالية:
- من الممكن أن يكون هذا الابتلاء ناتج عن ذنب قام به الفرد فيقول الله تعالى:
(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ).
- اتباع الهوى من ضمن الأسباب التي قد تسبب الشذوذ.
- نشر المفاسد وفساد الأخلاق في المجتمعات.
بهذه الأسباب تكون الإجابة على سؤال هل الشذوذ ابتلاء من الله هي أن الأمر يحتمل أن يكون ابتلاء وعلى الفرد مجاهدة نفسه كما ذكرنا أو أنه يكون كقوم لوط وهذا لا يعتبر ابتلاء.
الأسباب الطبية للإصابة بالشذوذ
هناك بعض الأسباب الطبية الأخرى القائمة على الأبحاث والتي تكون سببًا في الإصابة بالشذوذ الجنسي، ومن ضمن الفرضيات التي وضعها الأطباء ما يلي:
- يمكن أن يصاب الفرد بهذه الحالة بسبب صدمات نفسية متنوعة، من اغتصاب في الصغر أو تحرش وفي هذه الحالة قد يصابون بأي نوع من أشكال الشذوذ الجنسي في الكبر.
- من الممكن أيضًا أن يكون السبب ناتجًا عن صعوبة التكيف والتواصل مع الأفراد.
- يمكن الإصابة بالشذوذ الجنسي نتيجة الإصابة بالوسواس القهري.
- خلل في مرحلة المراهقة، وتشكل الأفكار المتنوعة خاصةً مع إباحة أشكال المثيرات الجنسية المتنوعة في ظل الانفتاح المتواجد حاليًا.
أنماط الشذوذ الجنسي
بعد أن وضحنا صحة أن المثلية الجنسية من الممكن أن تكون ابتلاء من الله عز وجل، فمن ناحية طبية تتواجد العديد من الأنماط والأشكال التي تمثل هذا الفعل من ضمنها ما يلي:
1- السادية في العلاقة الجنسية Sexual Sadism
في هذه الحالة من الشذوذ الجنسي يفضل المصاب إهانة الشريك وأذيته حتى يصل إلى الإثارة والنشوة الجنسية باستمتاع، وفي هذه الحالة لا تشتعل الرغبة الجنسية دون إيذاء الطرف الآخر.
يتراوح الأمر في هذه الحالة إلى البدء بالضرب الذي لا ضرر منه وقد يصل إلى الاغتصاب وإيذاء شريك العلاقة الجنسية جسديًا والتعذيب، وفي بعض الحالات يصل الأمر إلى القتل، وغالبًا ما يبحث الشخص السادي للوصول إلى النشوة الجنسية عن طريق الإهانة لكي يكون الأمر متبادلًا.
2- الخضوعية الجنسية أو الماسوشية
هي الحالة المخالفة للسادية ويطلق عليها المازوخية أو المازوكية، وهي حالة مرضية من الشذوذ الجنسي لا يصل فيها المصاب إلى النشوة الجنسية والرغبة دون التعرض إلى الإهانة، فهم يجدون المتعة في الإذلال والتعذيب وبعض الأفعال المهينة من ضرب وغيرها.
من الممكن أن يصل الأمر إلى رغبة في الاعتداء الجنسي عليه من قبل شخص غريب، وفي هذه الحالة يبحث المازوشيين على الساديين للقيام بعلاقة جنسية متبادلة وتسمى العلاقة في هذه الحالة سادية مازوخية أو ماسوشية.
من الممكن للشخص الماسوشي القيام ببعض الأفعال الذاتية لإيذاء نفسه من ضرب أو ربط أو جرح الجسد ومن الممكن أن يقوموا بخنق أنفسهم محاولة منهم في الوصول إلى النشوة، وتعد هذه الحالة المرضية منتشرة بين النساء بشكل أكبر من الرجال.
3- التفضيل الجنسي أو الفيتشية
يعني الأمر التفضيل لبعض الأشياء التي تؤدي إلى إشعال الرغبة الجنسية، ففي هذه الحالة يصاب الفرد بالإثارة الجنسية من الأشياء الجامدة مما يدفعه إلى محاولة الاستمناء من خلالها حتى الوصول إلى النشوة الجنسية.
من ضمن هذه الأشياء الجامدة التي قد تتسبب في إشعال الرغبة بداخل المصاب أنواع من الملابس الداخلية، الملابس الجلدية، الأحذية النسائية.
يجب الذكر أن الرغبة الجنسية للشخص المصاب ترتبط بهذه الأشياء وتختفي بغيابها، حتى في حالة طرف آخر للقيام بعلاقة معه، وفي هذه الحالة ربما يبتعد المصاب عن العلاقات الطبيعية أو يتم دمج الحالتين معًا إدخال هذه المواد في النشاط الجنسي القائم مع الطرف الآخر.
4- الاختزالية الجنسية partialism
ترتبط هذه الحالة بسابقتها بشكل كبير، وفي هذه الحالة تشتعل الرغبة الجنسية لدى الفرد عن طريق أحد أعضاء الجسد بعيدًا عن الأعضاء التناسلية مثل: القدمين، العنق، الإبط، اليدين، العين، الأرداف، الشعر، الثديين، الأنف.
5- التعري العلني
هي حالة طبية بحتة يصنف فيها المريض بالشذوذ الجنسي، وبها يقوم بعض أعضائه التناسلية والتعري أمام الغرباء بشكل غير متوقع وبطريقة مفاجئة، وينطبق الأمر على النساء والرجال معًا، ويكون الغرض من هذا الأمر إثارة إعجاب الشخص المقابل لممارسة علاقة جنسية معه، أو مفاجئته.
غالبًا ما يكون الشخص المصاب غير مؤذي للغريب أو الضحية المقابلة له، ومن الممكن أن يبدأ في الاستمناء أمام الضحية فحسب محاولة منه للوصول إلى النشوة الجنسية، ومن النادر القيام بعلاقة جنسية بالفعل.
اقرأ أيضًا: أهمية دور الأسرة في المجتمع ودورها في بناء القيم والسلوك
6- الاحتكاك أو التدليك الجنسي
مازلنا في خضم سؤال هل الشذوذ ابتلاء من الله، وفي الحالات المرضية يكون الشذوذ بالطبع ابتلاء من الله عز وجل، ويسعى المصاب بالبحث عن طرق العلاج المتنوعة وفقًا للحالة وطبيعتها.
التدليك أو الاحتكاك هو حالة مرضية يصاب بها الفرد وبها لا يصل إلى النشوة الجنسية دون حك أعضائه التناسلية بجسد الشريك، وتنتشر هذه الحالة بين الرجال أكثر من النساء.
هذه الحالة أيضًا هي ما نراه بكثر في حالات التحرش في وسائل النقل العامة المزدحمة، حيث يقوم الفرد بلمس الضحية بأعضائه الجنسية رغبة في الإثارة وهو ما يدعى بالتحرش الجنسي.
7- المراقبة أو التلصص الجنسي
في هذه الحالة المرضية يكتفي المريض بالتلصص ومراقبة شخص آخر بخلال التعري أو ممارسة الجنس مع شخص آخر، ويقوم بالاستمناء من خلال المراقبة وغالبًا ما يكتفي بهذا الأمر دون اتصال جنسي.
8- التشبه بالجنس الآخر
في هذه الحالة المرضية يمكن للفرد ارتداء بعض الملابس الخاصة بالجنس الآخر للوصول إلى النشوة، ولا ينطوي إشعال الرغبة الجنسية بداخله على وجود طرف آخر، بل يبدأ في تخيل الحوارات الجنسية ويتخيل نفسه ذكر وأنثى في نفس الوقت، ويصل بذاته إلى النشوة الجنسية.
9- الرغبة الجنسية تجاه الأطفال
هل الشذوذ ابتلاء من الله في هذه الحالة؟ يعد هذا النوع من الشذوذ الجنسي هو الأخطر وهو الأكثر إخافة على الإطلاق، ويمكن أن يطلق عليه أيضًا عشق الأطفال، في هذه الحالة المرضية تشتعل الرغبة الجنسية عن طريق الأطفال خاصة الأطفال أقل من ثلاثة عشر عامًا.
في هذه الحالة يقوم المصاب بالتصرفات التي تعد خطرًا على الأطفال والتي تتمثل فيما يلي:
- إجبار الطفل على التعري.
- لمس الأعضاء التناسلية للطفل.
- الاعتداء على الطفل تحت التهديد.
في هذه الحالة يقوم المنحرف بتهديد الطفل إذا كشف الأمر، والكثير من المصابين بهذه الحالة يحملون أنماط متنوعة من الشذوذ الجنسي.
10- المثلية الجنسية
غالبًا ما تنتج المثلية الجنسية عن طريق العلاقات النفسية المعقدة أو الأمراض النفسية، وهي الأشهر على الإطلاق وبها يصل المصاب إلى النشوة بإقامة علاقة جنسية مع الأفراد من نفس نوعه، ويختلف الأمر والرؤية العامة للأمر من كونه ميل طبيعي أو مرض في العديد من المجتمعات الغربية.
كما تتواجد أشكال وأنماط أخرى للشذوذ الجنسي وتتمثل فيما يلي:
- الرغبة الجنسية تجاه الحيوانات.
- الوصول إلى النشوة أو الاستمناء عن طريق المكالمات الهاتفية البذيئة والفاحشة.
- استعمال الحقن الشرجية.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع الصدمة النفسية
عوامل خطر الإصابة بالانحراف الجنسي
مازلنا في خضم سؤال هل الشذوذ ابتلاء من الله، توجد العديد من العوامل التي تؤدي إلى إصابة الشخص بالشذوذ الجنسي، وتتمثل فيما يلي:
- ميل الإنسان لكبح مشاعره الشخصية وعواطفه لدرجة تمنعه من السيطرة عليها.
- تكرار حدوث بعض الصدمات النفسية، مثل تكرار الاغتصاب أو التحرش، أو الإساءة المتكررة للفرد.
- عدم قدرة الشخص على تكوين العلاقات بشكل صحي في أوقات مبكرة من العمر.
- الوجود بمنزل يتساهل بشكل كبير في المحادثات الجنسية أو القيام بها أو العكس.
- كثرة المشاكل الأسرية والصراع بين الوالدين دون وجود رقابة على الأبناء، وعدم التعامل بشكل جيد مع الأبناء.
بهذا تكون الإجابة على سؤال هل الشذوذ ابتلاء من الله هي الإيجاب، مع الحرص على التخلص منه، ومن المهم للوقاية من الشذوذ الجنسي الابتعاد وتقليل عوامل الخطر سواء كان الأمر نفسيًا أو اجتماعيًا.
علاج الانحراف الجنسي
بعد أن أجبنا على سؤال هل الشذوذ ابتلاء من الله أم لا، يجب أن نشير إلى طبيعة العلاج المتبعة لهذا الأمر بجانب التقرب من الله والتوبة جهاد النفس بشكل مستمر وهناك عدة طرق لعلاج الأمر تتمثل فيما يلي:
1- العلاج النفسي للشذوذ الجنسي
في هذه الطرق من العلاج يقوم الطبيب المختص بالتحدث مع المصاب والنقاش بهدوء موضحًا له في مراحل العلاج المتنوعة خطورة الأمر، وضرورة مواجهة الأمر.
2- العلاج بالأدوية من الشذوذ الجنسي
بعد تأكيد إمكانية أن يكون الشذوذ ابتلاء من الله عز وجل يسعى الفرد للعلاج الطبي والذي من الممكن أن يتمثل في بعض الأدوية التي يصفها الطبيب تؤثر على الرغبة الجنسية لدى المريض، وتقلل الانحرافات والتخيلات الجنسية لديه.
تم استعمال مضادات الأندروجين في الوقت الحالي للتخلص من هذه الحالات، والتي تعمل على خفض مستوى التستوستيرون، كما يتم استعمال مضادات الاكتئاب أو بعض المنشطات مثل الميثيلفينيديت والنالتريكسون.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع القلق النفسي
3- علاج الشذوذ بالهرمونات
في بعض الحالات من الممكن أن يتم علاج الأمر عن طريق استعمال الهرمونات، ويتم استعمال هذا الأمر عندما يبدأ الأفراد بالتكرار الفعل الجنسي بشكل خطير، وتعمل هذه الهرمونات على تقليل التستوستيرون في الجسم.
من أجل نجاح هذه الطرق في علاج الانحراف الجنسي يجب أن يكون يحدث الأمر باستمرار ويتابع العلاج على المدى الطويل.
المثلية الجنسية في الديانات والثقافات المختلفة
في أوقات وثقافات متنوعة تمت الموافقة على المثلية الجنسية والتسامح معها أو النفور من هذا الفعل ومعاقبة فاعليه، أصبحت العلاقات الذكورية بشكل خاص بين البالغين والمراهقين من الأمور الشائعة في روما واليونان القديمة فأصبحت هي المحور الأساسي بين الكلاسيكيين الغربيين في الأعوام الأخيرة.
اعتبرت الأديان من إسلام ومسيحية ويهودية هذا الفعل منافيًا للطبيعة وهو أمرًا مكروهًا في جميع الديانات ومحرمًا في الإسلام، إلا أن بعض القادة المسيحين واليهود حاولوا إيصال فكرة أن الأفعال لا الأفراد بتوجهاتهم وميولهم التي يحظرها هو المعتقدات الخاصة بهم لا الأديان.
هناك آخرون ضمن التيار البروتستانتي السائد إلى منظمات حاخامات الإصلاح دافعوا عن الأمر بناءً على أسس لاهوتية واجتماعية وأشاروا إلى أهمية القبول الكامل للشاذين وعلاقتهم، ويمكن القول بأن الوضع أسفر عن تهديد حقيقي بإحداث انشقاقات صريحة في بعض الطوائف.
التطورات الحديثة في العالم تجاه المثلية
غالبًا ما تتنوع المواقف والآراء حول المثلية الجنسية في المجتمعات بناءً على الثقافات والعادات الخاصة بهذا المجتمع، وأصبح الأمر في وقتنا الحالي في تغير مستمر.
يعود السبب في هذا بشكل كبير إلى زيادة النشاط السياسي ودخول حركات حقوق المثليين داخله، والجهود التي يبذلها المثليين أنفسهم، ونشر فكرة عدم النظر إليهم على إنهم منحرفين بل يختلفون عن الأفراد الطبيعيين في ميولهم الجنسية فحسب.
حاليًا في القرن الواحد والعشرين مازالت الآراء حول فكرة أن الشذوذ الجنسي هو سلوك بشري متنوع ولكن طبيعي من ناحية، أو سلوك نفسي منحرف من جهة أخرى متضاربة في المجتمعات.
في بعض البلدان أصبح الأمر معترف به أو حله بشكل مهني من قبل الدولة، وعلى سبيل المثال فإن الجمعية الأمريكية للطب النفسي رفعت السرية عن الشذوذ الجنسي المتعلق بالفرد الواحد الذي يكتفي بشذوذه وأشارت له كمرض عقلي عام 1937.
لكن تواصلت بعض الجماعات والطوائف الدينية إلى ضرورة علاج هذا الشذوذ وبالصلاة والتقرب من الله إضافةً إلى الإرشاد وتعديل السلوك.
بعض النظريات المتنوعة عن المثلية
بعد الإجابة على سؤال هل الشذوذ ابتلاء من الله، نقوم بعرض بعض النظريات التي طورها علماء النفس في القرنين الماضيين الذين قاموا بتصنيف الأمر كمرض عقلي ونفسي فيما يلي:
- عالم النفس ريتشارد فون كرافت يرى أن الأفراد الذين تم تصنيفهم بحالات السيكوباتية الجنسية أصيبوا بها الأمر نتيجة لعوامل وراثية، هذا بالإضافة إلى الرغبة المستمرة في القتل، فهي كلها أمور تحدث بناءً على عوامل وراثية في العائلة.
- البعض الآخر نظر إلى الأمر من الناحية الفسيولوجية خلال نمو الجنين.
- من الممكن أيضًا بجانب إمكانية أن يكون الشذوذ ابتلاء من الله، فقد يكون ناتج عن مزيج من التأثيرات الفطرية والدستورية والتأثيرات الاجتماعية والبيئية.
- يرى البعض بأن انتشار الأمر أصبح ناتجًا عن التحدث بالأمور والأفعال الجنسية والمثلية بشكل خاص بشكل طبيعي على عكس الماضي، وأصبح تقبل المثلية من الأمور التي يدعو عليها البعض مما جعل المعتقدات تفقد المصداقية الطبيعية لها.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع التعب المزمن
عاقبة المثلية الجنسية في الإسلام
استكمالًا لإجابة سؤال هل الشذوذ ابتلاء من الله أم لا، نعرض ما يحدث للفرد إذا لم يجاهد المثلية الجنسية وينصاع ورائها وهذا اقتباسًا من القرآن الكريم وما حدث لقوم لوط.
كان قوم لوط عليه السلام مزيج من الكنعانيين ومن حولهم، وكانوا يسكنون المناطق الواقعة بفلسطين والأردن في خمسة قرى متفرقة أشهرها سدوم وهذا ما ذكره الله تعالى في القرآن الكريم في سورة الحاقة الآية التاسعة: (وجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ).
قوم لوط هم أول من قاموا بفاحشة القيام بالعلاقات الجنسية مع الرجال دون النساء، وكانوا يقومون بهذا دون استحياء وتبجح، فقام الله تعالى بإرسال لوطًا عليه السلام يدعوهم للتوقف عن هذا الأمر وجهاده، فلم يزدادوا إلى عنادًا وسيطرت عليهم هذه الشهوة الشاذة.
آمن مع لوط أهل بيته فحسب إلا امرأته وانتشرت الأقاويل بأن امرأته لم تكن تأتي الفاحشة بل كانت توافق وتساعد عيلها فحسب وفضلت البقاء على دين قومها لذا هلكت مع الهالكين.
أما عن العذاب الذي وقع على أهل لوط كان أشد عذاب كما وضحه القرآن الكريم، فأتى جبريل عليه السلام ورفع قراهم حتى قال أهل السماء أننا سمعنا صوت نباح كلابهم وقلبها على عاقبيها وصاحب الأمر إرسال حجارة من جهنم باسم كل فرد قام بهذه الفاحشة فأبيدوا جميعًا.
جاءت الآيات الموضحة لهذا العذاب في سور القرآن المتنوعة، ومن ضمن هذه الآيات التي جاءت في سورة النمل فقال تعالى:
(فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ (58) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ۗ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59))
هذا بالإضافة إلى الآية 82 من سورة هود:
(وأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ).
هذا لما قد ينتج عن هذه الفاحشة من أمراض عصبية ونفسية خطيرة، ومن الممكن أن يؤدي الأمر إلى تهتك أنسجة فتحة الشرج وارتخاء العضلات، ويبدأ الشاذ بفقد القدرة على التحكم في عملية التبرز، كما يؤدي الأمر إلى انتشار الأورام الخبيثة الشرجية.
من أخطار هذا الأمر أيضًا ما يحدث من تفكك أسري وعدم القدرة على الإنجاب وغيرها من الأخطار التي تؤدي إلى ضياع الأفراد والمجتمعات فهو أمر مخالف للفطرة السليمة.
المثلية الجنسية من أخطر الأمور التي قد تواجه المجتمعات، فهي انتكاسة وخلاف صريح للفطرة الإنسانية، ويعود هذا الأمر بالكثير من الآثار السلبية على المجتمع والفرد، هذا إضافة إلى أشكال وأنماط الشذوذ الجنسي المتنوعة.