لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم
لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم؟ وما سبب نزولها؟ يعد القرآن الكريم أحد أهم المعجزات المستمرة إلى وقتنا الحالي، فمنذ أن نزل وهو يطرح الأسئلة لدى كل من يتعرف عليه ويعلم عنه ولو آية، وفي هذا الصدد جئنا اليوم لنتحدث عن سورة البقرة أحد أهم وأبرز السور المعروفة في القرآن الكريم من خلال منصة وميض.
لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم
قبل أن نذهب لنرى لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم، العديد من السور في القرآن الكريم جاءت بتسميات واضحة على سبيل المثال سورة مريم وسورة هود وسورة نوح وغيرها العديد من السور التي جاء مسماها واضح المعالم لا يحتاج لتفسير أو لبحث.
لكن على الجانب الاخر نجد أن هناك سور جاءت بمسمى يضع القارئ في حيرة من أمره، وتجعله يبحث في سبب تسميتها كسورة الكهف والقلم وغيرها من السور وضعها كوضع السورة الكريمة التي نتحدث عنها، ألا وهي سورة البقرة ولماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم.
قد لقبت سورة البقرة بهذا الاسم لأنها تحتوي على القصة الشهيرة التي تسببت في غضب الله على بني إسرائيل، ألا وهي البقرة التي أمرهم الله أن يذبحوها وقد كانت هذه البقرة صاحبة مواصفات مختلفة عن أي بقرة أخرى.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة البقرة والشفاء
قصة بقرة بني إسرائيل
طلب الله سبحانه وتعالى هذه البقرة بالتحديد حتى يختبر فيها بني إسرائيل ويعرف مدى صدقهم فبعد أن بين الله لهم أوصافها وقال لهم: (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ) [الآية 86 سورة البقرة]
ثم بعد ذلك تمادوا في السؤال عن مواصفات أكثر عن هذه البقرة وقالوا لكليم الله موسى عليه السلام (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا) فأوصل موسى عليه السلام هذا التساؤل من بني إسرائيل فكان الرد من الله (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) [الآية 69 سورة البقرة]
بعد ذلك التفسير والتوضيح من رب العباد لقوم بني إسرائيل عن هذه البقرة تمادوا في السؤال أكثر وأكثر وقالوا (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ) [الآية 70 سورة البقرة]
إن هذا التمادي في السؤال يبين نية بني إسرائيل في هذا التكليف الذي كلفهم به الله عز وجل، ونيتهم كانت الإعراض عن الذبح ولكن كالعادة جاء الرد من الله سبحانه وتعالى على سؤالهم كي لا تكون لهم حجة أو عذر وقال (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا) [الآية 71 سورة البقرة]
هنا ولما نفذت أسئلتهم وسد الله عليهم الطريق في الهرب من التكليف قالوا (قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ) [الآية 71 سورة البقرة]؛ أينعم قد غضب الله على بني إسرائيل في كثير من المواقف والكثير من المواضع في القرآن الكريم.
كما ذكرنا أن سورة البقرة تعد أطول سورة في القرآن الكريم، وبما أنها طويلة فبالتالي يوجد فيها الكثير من القصص والآيات المميزة التي ذكرنا منها قصة البقرة مع قوم بني إسرائيل التي عرفنا منها لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم.
لكن دعونا نتطرق إلى سبب نزول السورة بالكامل، من المهم معرفة السياق الذي نزلت فيه السورة حتى نكون مستعدين للذهاب الى المحتوى ويكون عقلنا مستعدا لتلقي الآيات الكريمة.
اقرأ أيضًا: ومن يتق الله يجعل له مخرجًا سبب نزول الآية وتفسيرها
سبب نزول سورة البقرة
نظرا لكثرة آيات السورة الكريمة فليس هناك سبب لنزول السورة ككل فكما نعلم أن سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن الكريم لكن لكل آية على حدى سبب نزول أو جمع من الآيات له سبب نزول سنذكر منها آية في غاية الأهمية والسبب لنزول هذه الآية ألا وهي “ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”[الآية 106 سورة البقرة].
سبب نزول هذه الآية هو تغيير القبلة، فقبل أن تكون قبلة المسلمين هي الكعبة الشريفة كان المسلمين يولوا وجوههم إلى المسجد الأقصى، ولكن بعد تغيير القبلة وجد اليهود على عادتهم وليس بجديد عليهم التشكيك في كل أمر حق، حتى قالوا إن محمدًا عليه أفضل الصلاة والسلام يأمر الصحابة وأتباع دين الإسلام بشيء ثم يعود فيه.
حاشاه صلوات ربي وسلامه عليه أن يقوم بهذا فكما قال ربنا الكريم عن رسوله ذو الخلق العظيم “ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يوحى”[آية 4/3 سورة النجم] فأنزل الله الآية الكريمة ليرد على ضلال اليهود ويرده إلى نحورهم.
أسماء سورة البقرة
نظرا لأهمية سورة البقرة وعظم قدرها في الكتاب العظيم القرآن الكريم قد لقبت سورة البقرة بالعديد من المسميات التي تحمل خلف طياتها العديد من المعاني، وعلى سبيل المثال “فسطاط القرآن”، وتم تسمية سورة البقرة بهذا الاسم الذي قد يعتبره البعض غريبا.
لكن إذا تدبرنا سنعرف ما المغزى من وراء هذا المسمى وسميت بفسطاط القرآن لأنها تحوي داخل آياتها الكريمة العديد من الأحكام والتشريعات كعادة السور المدنية.
اقرأ أيضًا: أسرار سورة البقرة الروحانية وفضل قراءتها في قيام الليل
فضائل سورة البقرة
كغيرها من سور كتاب الله العزيز لها فضائل كثيرة، وليست في منحى واحد ولكن في مناحي كثيرة في حياة الشخص المسلم فعلى سبيل المثال والذكر وليس الحصر، في سورة البقرة العديد من الأحكام التي تنظم حياة المسلمين بشكل عام والتي لا يجوز التغافل عنها أبدا.
يعد هذا الشيء شيئًا مشتركًا ما بين السور المدنية التي كانت تهتم بسن الشرائع للمسلمين التي سيتم الاستمرار عليها مدى الحياة إلى أن نلقى وجه ربنا الكريم.
مثال على هذه الأحكام إقامة الصلاة وأهميتها والتي قال فيها الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر“[رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي / صحيح الترمذي].
كما تناولت السورة الكريمة حكم الصلاة تناولت أحكام أخرى كالزكاة والجهاد والحدود وغيرها من التشريعات التي نزلت في هذه السورة الكريمة.
تناولت السورة أيضًا الكثير عن حال المنافقين والعديد من الصفات التي يتمتع بها هذا الصنف الخبيث من الناس وكذلك قام رب العزة جل جلاله بالتحدث عن أحوال الكافرين وهلاكهم في الدنيا والآخرة.
يعتبر من أكبر الفضائل وأكثرها تأثيرا هو أنه كما أخبرنا الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، أن سورة البقرة ستأتي يوم القيامة اليوم الذي سيكون فيه حرا شديدا لا يتحمله أحد ستأتي سورة البقرة وكذلك آل عمران كالغمامة تظل صاحبهما يوم القيامة.
وقد أخبرنا في هذا الحديث الشريف سيدنا وسيد الخلق وأشرف المرسلين حين قال “اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا“[رواه أبو أمامة الباهلي / تفسير البغوي / صفحة رقم 1/63 / خلاصة حكم المحدث: صحيح].
النورانيات التي جاءت لنا من رب العباد سبحانه وتعالى نقول إن ما ذكرنا لا يعد إلا نقطة في أكبر محيط على ظهر الكرة الأرضية وأنه إذا تدبرنا سنتأثر بالعديد والعديد من المعاني