من هو يزيد بن معاوية
من هو يزيد بن معاوية؟ وماهي أهم صفاته؟ يتعدد الخلفاء الراشدين، وتتعدد صفاتهم، ولكن يزيد كان من الخلفاء الأجلاء والذي تميز عهده بازدهار الدولة الإسلامية، لذلك يجب علينا إدراك أهميته في التاريخ الإسلامي، والآن سنعرض لكم من خلال منصة وميض إجابة سؤال من هو يزيد بن معاوية.
من هو يزيد بن معاوية
هو سابع الخلفاء الراشدين، وثاني الخلفاء الأمويين، وهو يزيد بن معاوية بن أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وأمه هي: ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب، من كلب، كما كان يلقب بأبو خالد، وهو اسم ابنه الثاني.
وُلد في قرية ماطرون، وكان هذا وقت خلافة الصحابي الجليل عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أي في 23 من رمضان في العام 26 من الهجرة، ويوم 20يوليو عام 647م، وتوفي في 14 ربيع الأول في عام 64 للهجرة، أي يوم 12 نوفمبر عام 683م.
بعد ولادته قام والده بالانفصال عن والدته، وعاش يزيد مع أخواله، ولكنه لم يستطع أن يستمر في حياته مع أخواله فعاد إلى دمشق بأمر من والده حتى يستطيع أن يحضر مجالس والده ويستفيد من سياسته.
بعد عودته إلى دمشق قام والده بإحضار المعلمين والعلماء والأدباء حتى يكون على علم بأغلب العلوم التي كانت موجودة في هذا العصر، حيث أحضر له: دغفل بن حنظلة السدوسي الشيباني وهو مؤدباً ونسابة، وعبيد بن شرية الجرهمي وهو عارف بأيام العرب وأخبار الماضين، وعلاقة بن كرشم الكلابي النسابة.
من الجدير بالذكر أن يزيد بن معاوية كان من الخبراء في النسب، وكان على رأس الطبقة الثانية من طبقات النسابين، وكان يأمره أبيه بالاستماع إلى وفود العرب التي تفد عليه لتأخذ من حكمتهم، وكان علماء اللغة يحضرون مجلسه.
اقرأ أيضًا: من هو سيف الله المسلول ولماذا لقب بهذا اللقب؟
وصف يزيد بن معاوية
في إطار حديثنا حول من هو يزيد بن معاوية، فمن الجدير بالذكر أن العلماء وصفوه بأنه كان طويل القامة، وكان ذو بشرة سمراء وعينان يميلان إلى السواد، وكانت لديه لحية خفيفة ومهذبة، وكان معروف بالكرم والشجاعة، وكان يعد أيضًا شاعر فصيح اللسان.
من الجدير بالذكر أن الحزن كان ظاهرًا على معالم وجهه بعد وفاة والده، حيث إنه كان متعب جدًا بعد وفاة والده فكان يرد عليهم بصوت منخفض ولم يستطع الكلام إلا مع الضحاك بن قيس، ولم يدخل دمشق ولكن ذهب إلى المقبرة وصلى على والده بعد دفنه، وبعدها ذهب إلى البلد ودخل المسجد، ونادى إلى الصلاة جماعة، ثم ذهب إلى قصر الخلافة وقام بالاغتسال، وارتدى ملابس جيدة ثم ذهب إلى المسجد وألقى خطبة على الناس، وأعلن فيها عن بعض الأشياء التي سيقوم بتغييرها.
خلافة الحكم
استكمالًا لحديثنا حول من هو يزيد بن معاوية، فمن الجدير بالذكر أن يزيد تولى الحكم بعد وفاة أبيه، وحكم من 15 رجب في عام 60 للهجرة إلى ربيع الأول في عام 64 من الهجرة، أي 21 أبريل عام 680م إلى 12 نوفمبر عام 683م، تولي الحكم بعد ولادة لأنه كان أيه يعتمد في الكثير من الأمور، كما يوجد بعض الأسباب التي أدت إلى توليه الحكم، سنعرضها لكم في النقاط التالية:
- لأنه كان فيه مصلحة لعامة المسلمين من الانقسام، كما كان هو المفضل على الحسين أو ابن عمر أو ابن الزبير.
- كان يعلم الخليفة معاوية أن بني أمية الذين كان يحكمهم لن يقبلوا بخليفة إلا منهم، فهم في ذلك الوقت أهل الحل والربط، ذلك قام باختيار يزيد الذي كان يُعد من أفضل الناس وأخيرهم للحكم.
- حدوث اتفاق بين معظم أهل بني أمية، وكان الاتفاق أنه لا بد من أن يكون الخليفة ولن يقبلوا بغير ذلك.
- قام معاوية بهذا الأمر حتى يبتعد عن خطر انقلاب الناس عليه، خاصة بني أمية، وذلك بعد اتخاذهم لقرار أن الخليفة يجب أن يكون منهم.
من الجدير بالذكر ما قاله معاوية والد يزيد في الخطبة الأخيرة، حيث قال بها: “ اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لما رأيت من فضله فبلغه ما أملت وأعنه وإن كنت إنما حملني حب الوالد لولده وإنه ليس لما صنعت به أهلا فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك فلما مات معاوية بايعه أهل الشام ثم بعث إلى أهل المدينة من يأخذ له البيعة فأبى الحسين بن علي وابن الزبير أن يبايعاه وخرجا من ليلتهما إلى مكة”.
اقرأ أيضًا: من هو جد الرسول وما هي ملامحه الشخصية؟
الاضطرابات التي حدثت في عهده
بعد أن أجبنا لكم عن سؤال من هو يزيد بن معاوية، فمن الجدير بالذكر أن خلافة يزيد بن معاوية استمرت لمدة ثلاث سنوات وتسعة أشهر وعشرين يومًا، وفي السنة الرابعة توفاه الله، كما أن فترة حكم يزيد كانت ممتلئة بالاضطرابات والأحداث السيئة التي حدثت بعد مقتل الصحابي الحسين بن علي، ومن هذه الاضطرابات ما سنعرضه لكم في النقاط التالية:
- كان يوجد بعض الاضطرابات السياسية والتي كانت تتمثل في رفض عبد الله بن الزبير والحسين بن علي مبايعة يزيد، والذي أدى إلى اضطرار يزيد أن يتواجه معهم في بعض المواقف، ولكن كان موقف عبد الله بن الزبير أكثر أهمية، وذلك بسبب قيام يزيد بشن حرب عليه وعلى أهل المدينة كاملةً.
- في فترة تولي يزيد الحكم كان يوجد العديد من الفتوحات التي طُمست بسبب الأحداث التي طغت عليها.
- ظهور العديد من الفتن التي أدت إلى صدور سمعة سيئة عن عهد يزيد، مثل: مقتل الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ، ولكن يقول أحد المؤرخين: “أن عهد يزيد كان من الممكن أن يكون امتدادًا لعهد أبيه في الأمن والاستقرار، لولا بعض الحوادث التي جرت في عهده من مقتل الحسين بن علي ومن ثورة الزبير والمدينة المنورة“.
معارضين خلافة يزيد للحكم
من الجدير بالذكر أنه كان يوجد بعض المعارضين لفكرة تولي يزيد بن معاوية الحكم، ومنهم الصحابي الحسين بن علي، والصحابي عبد الله بن الزبير، ولكن حدث أمر في عام 61 من الهجرة عمل على تغيير الأمور رأسًا على عقب، حيث ذهب الصحابي الحسين بن علي إلى العراق حتى يكون أميرهم.
لكنهم غدروا به، حيث ما لبث أن يصل إلى العراق وقابله أهل العراق بعدم قبولهم لفكرة أنه سوف يصبح أميرهم، فدخل الصحابي في حرب مع عبيد الله بن زيادة، وانتهت هذه الحرب باستشهاد الصحابي الجليل الحسين بن علي – رضي الله عنه وأرضاه-.
أما المعارض الثاني وهو عبد الله بن الزبير الذي قام بشتم يزيد، وفي عام 63 من الهجرة قام يزيد بمبايعة أهل المدينة على خلع يزيد من الخلافة، وحاز بالموافقة على هذا القرار من قبل أهل المدينة، وفي نفس العام وبعد هذا الحدث، قام يزيد بن معاوية بتجهيز جيش ليقوم بمهاجمة عبد الله بن الزبير، وفي نهاية هذا العام استطاع يزيد أن ينتصر على جيش أهل المدينة مع استمراره في محاربة معارضي أهل مكة المكرمة حتى توفاه الله في عام 64 من الهجرة.
أعمال يزيد بن معاوية
على الرغم من أن معاوية لم يلبث في الحكم إلا ثلاثة سنوات وتسعة أشهر، إلا أنه قام بالعديد من الأعمال الرائعة تجاه الدولة الأموية أو الإسلامية عامةً، حيث قام بتوسيع الدولة الأموية عن طريق بعض الفتوحات التي قام بها، ففي إطار حديثنا حول من هو يزيد بن معاوية، سنعرض لكم الآن بعض من أعماله في النقاط التالية:
- قام يزيد بتوسعة الدولة الأموية من جبهة أفريقيا: وذلك في عام 63 من الهجرة قام بغزو السوس القصوى، وكانت هذه الغزوة بقيادة عقبة بن نافع، ومن الجدير بالذكر أنه حقق انتصار رائع وجمع العديد من المغانم.
- كما قام أيضًا بتوسعة الدولة الأموية من ناحية جبهة الروم: حيث قام بهذه الغزوة في عام 61 من الهجرة، حيث قام بإرسال مالك بن عبد الرحمن الخثعمي إلى الروم، ومن ثم أرسل مالك بن عبد الله بصائفة إلى قونية، مع مشاركة الخثعمي فيها، ثم قام بإرسال صائفة أخرى عام 62 من الهجرة، وكان قائدها الحصين بن النمير السوني.
- قام بغزو الجبهة الشرقية للدولة الأموية: وذلك في عام 62 من الهجرة بغزو قبيلة سلم بن زياد خوارزم، وأيضًا جمع من هذه الغزوة الكثير من المغانم، كما قام بإرسال جيش لفتح الموقان بقيادة سنان بن سلمة.
اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء
خلاف يزيد مع أهل الحجاز
طلب الوليد بن عتبة أن يقوم بمبايعة يزيد بن معاوية، ولكنه حاول أن يجعل ابن الزبير يتمهل في الأمر حتى يتمكن الوليد من التملص من هذه المبايعة، ولكنه خرج في إحدى الليالي إلى مكة مع أخية واعتصم فيها، وكان هذا بداية واضحة لعصيان ابن الزبير والوليد وأخيه على الخلافة الأموية.
توجه ابن الزبير إلى مكة المكرمة حتى يحتمي بها من خطر جنود يزيد بن معاوية، وذلك لأنه يعلم أن مكة المكرمة تتمتع بالقدسية التي لا يمكن لأحد أن يقيم حربًا بها، وفي هذه الفترة قام يزيد بإرسال رسل إلى ابن الزبير ليبايعه، وكان يتعامل معه أفضل معاملة كخطاب الأمام أمام المصلين.
لكن قابل يزيد الرد على رسائله بالرفض من قِبل ابن الزبير وآثار هذا غضب يزيد، حيث كانت إحدى رسائل الزبير تشتمل على أنه يرغب في إكمال المبايعة في حالة كانت يدي يزيد مغلولتان، ومن الجدير بالذكر على تجمع أهل الحجاز جميعًا مع ابن الزبير ووقفوا في صفه ضد معاوية.
مشاركته في الفتوحات الإسلامية
شارك يزيد في العديد من الفتوحات والغزوات الإسلامية، ففي إطار إجابتنا عن سؤال من هو يزيد بن معاوية، سنعرض لكم الآن بعض من الغزوات التي شارك فيها يزيد في الفقرات التالية:
1- غزوة الطوانة
كانت هذه الغزوة في عام 45 من الهجرة، حيث قام معاوية بإرسال يزيد مع الجيش إلى الروم ومعه زوجته أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر، فنزل في دير سمعان ووجه الجنود ليقاتلوا الروم، وعند وصولهم إلى هناك أصابهم وباء الجدري، فكتب يزيد بيتين من الشعر عن الوباء وكان يجيب في هاتين البيتين على الرسالة التي أرسلها له أحد جنود الروم.
2- غزوة القسطنطينية
حدثت هذه الغزوة في عام 49 من الهجرة، حيث شرع معاوية في تجهيز جيش كبير ليغزو به القسطنطينية، وكان قائد هذا الجيش ابنه يزيد، كما أرسل مع الجيش: بسر بن أرطأة، وسفيان بن عوف، وفضالة بن عبيد الأنصاري.
تم تقسيم الجيش إلى قسمين: جيش بحري وجيش بري، كان في هذه الفترة حاكم الدولة البيزنطية هو قسطنطين الرابع، الذي قام بتجهيز الهجوم على الجيش الإسلامي بكل قوته.
كما تم اشتراك الكثير من الصحابة وأبنائهم في هذه الغزوة مثل: أبو أيوب الأنصاري، عبد الله بن عباس، عبد الله بن الزبير، عبد الله بن عمر، الحسين بن علي وأبو ثعلبة الخشني.
يُعد السبب وراء اشتراك الصحابة وأبنائهم في هذه الغزوة هو حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم- الذي ينص على: (أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم) صحيح مسلم.
اقرأ أيضًا: من هو ورقة بن نوفل؟ نسبه وصفاته وموقفه مع الرسول
شعر يزيد
إن الخليفة يزيد بن معاوية كان يحب الشعر ويُبدع فيه، وذلك ما كان يجعله خطيب جليل للمسلمين، وفقيه في إرساله للرسائل، فقد كان له العديد من أبيات الشعر الرائعة، واستكمالًا لحديثنا حول من هو يزيد بن معاوية، سنعرض لكم أشهر أبيات يزيد:
آب هذا الهم فاكتنعا وأمر النوم فامتنعا
راعياً للنجم أرقبه فإذا ما كوكب طلعا
حام حتى إنني لأرى أنه بالغور قد وقعا
ولها بالماطرون إذا أكل النمل الذي جمعا
نزهة حتى إذا بلغت نزلت من جلق بيعا
في قباب وسط دسكرة حولها الزيتون قد ينعا
زوجات يزيد بن معاوية
تعدد عدد زوجات الصحابي يزيد بن معاوية، ففي إطار إجابتنا عن من هو يزيد بن معاوية، سنعرض لكم الآن عدد زوجات يزيد وأسمائهم في النقاط التالية:
- حبة بنت أبي هاشم بن عتبة ابن ربيعة.
- أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر.
- عاتكة أم يزيد بن عبد الملك.
- وتزوج واحدة من نساء غسان.
أبناء يزيد بن معاوية
تزوج يزيد بن معاوية بأربع زوجات، فبطبيعة الحال كان له من كل زوجه بعض الأبناء، واستكمالًا لحديثنا حول إجابة سؤال من هو يزيد بن معاوية، سنعرض لكم أبناء يزيد بن معاوية في النقاط التالية:
- معاوية بن يزيد.
- خالد بن يزيد.
- عبد الله الأكبر.
- أبو سفيان.
- عبد الله الأصغر.
- عمر.
- رملة.
اقرأ أيضًا: من هو مكتشف قارة أستراليا والرحلات التي قام بها للوصول إلى هذا الاكتشاف
موت يزيد بن معاوية
اختلفت الآراء حول الوقت الذي توفي فيه يزيد بن معاوية، فالبعض يقول إنه توفي في 14 ربيع الأول، في بحوارين من أرض الشام، وكان عمره وقت وفاته 39 سنة.
هناك من يقول إنه توفي وهو يبلغ من العمر ثلاث وستين عامًا، وأنه استمر في الخلافة لمدة عامين وثمانية أشهر، وفي الغالب أن الرأي الأول هو الرأي الصائب.
من الجدير بالذكر أن ابن يزيد الأكبر معاوية الذي كان من المفترض أنه من سوف يخلفه في الحكم، ولكنه لم يرد حدوث ذلك وتخلى عن حقه في خلافة الحكم، وذلك لأنه حكم لمدة ثلاثة أشهر فقط وتخلى عن الخلافة، ومن خلفه هو مروان الأول بن الحكم.
إن يزيد بن معاوية كان من أكثر الخلفاء الراشدين قوة وحكمه على الرغم من أن فترة حكمه كان بها العديد من الاضطرابات والنزاعات سواء بسبب توليه الحكم أو لأسباب أخرى، ولكننا لا نستطيع نكران الأعمال والأفضال التي قام بها من أجل الدولة الإسلامية.