صلاة الرجل مع زوجته بمحاذاة بعض هل تجوز أم لا؟
صلاة الرجل مع زوجته هو موضوع يثير الجدل لدى بعض الأشخاص، وقد أجابت دار الإفتاء المصرية بوضوح عن جواز صلاة الرجل مع أهل بيته وخاصة زوجته، وسنقوم بمناقشة هذا الموضوع من خلال مقالنا عبر منصة وميض.
مكان وقوف المرأة في صلاة الجماعة
- في الإجابة عن السؤال عن حكم صلاة الرجل مع زوجته، قالت دار الإفتاء المصرية شرطًا مهما بهذا الصدد، وهو أن الواجب حين يصلي الرجل جماعة مع زوجته ألا تقوم المرأة بمحاذاة الرجل.
- يعني ألا تحاذيه بقدمها أو ساقها أو حتى كعبها، فيجب أن تتأخر عنه حيث يكون موقعها في الصلاة خلف الإمام، أو على الأقل يفصل بينها وبين زوجها حائل من المساحة الفارغة بشرط أن تكون مساحة تتسع لرجل آخر بينهم.
ومن هنا سنتعرف على: ما هي شروط الوضوء؟ وسنن الوضوء المستحب القيام بها
صلاة الرجل بزوجته جماعة عند الحنفية
- أفادت دار الإفتاء المصرية إلى أن تابعي مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عز وجل وأرضاه قد أجازوا صلاة الرجل مع زوجته في الفروض كلها ما عدا صلاة الجمعة.
- وذلك استنادًا لرأي أصحاب المذهب الحنفي أنه من الصحيح إقامة صلاة الجماعة بين شخصين فقط ويجوز أن يكونا رجلين أو رجل وامرأة على أن يكون الرجل هو الإمام في حال وجود المرأة.
- وفي نفس الصدد نقلًا عن العلامة الكاساني في كتاب بدائع الصنائع قال ما يلي “وأما بيان من تنعقد به الجماعة: فأقل من تنعقد به الجماعة اثنان، وهو أن يكون مع الإمام واحد”.
- وطبعًا كان استناده على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف “الاثنان فما فوقهما جماعة”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ولأن في اللغة العربية نجد أن الجماعة مشتقة من معنى الاجتماع، وأن الاجتماع لا يتحقق إلا بوجود فردين على الأقل، وسواء كان الفرد رجل أو امرأة أو صبيًا عاقلاً فإنه يحقق معنى الجماعة أو الاجتماع.
- وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أطلق على الفردين جماعة ولم يحدد النوع، الحدوث صلاة الجماعة يجب أن ينضم فرد آخر إلى الإمام الذي يكون رجل.
كما يمكنكم الاطلاع من هنا على: كيفية صلاة الضحى بالتفصيل وفضلها ووقتها وحكمها
الأقوال الباطلة عن صلاة الرجل مع زوجته
- في نفس الصدد السابق واصلت دار الإفتاء المصرية رأيها في توضيح الصحة القول الذي يتضمن وجوب وجود اثنين من الرجال على الأقل مع السيدة الواحدة لتتم صلاة الجماعة وتكون صحيحة.
- وأقرت أن القول المذكور أعلاه لا صحة فيه، ويوجد فرق كبير بين صحة صلاة الجماعة بين الرجل وزوجته، وبين محاذاة الزوجة لزوجها في الصلاة، فالأولى تجوز وتكون صحيحة، وإذا تمت المحاذاة حينها تكون الصلاة فاسدة.
- وأخذت دار الإفتاء من قول العلامة الكاساني استنادًا لها عندما قال في كتاب البدائع نصًا “ويجوز اقتداء المرأة بالرجل إذا نوى الرجل إمامتها، وعند زفر نية الإمامة ليست بشرط على ما مر..”
- ” وروى الحسنُ عن أبي حنيفة أنها إذا وقفت خلف الإمام جاز اقتدائه به وإن لم ينوِ إمامتها، ثم إذا وقفت إلى جنبه فسدت صلاتها خاصة لا صلاة الرجل، وإن كان نوى إمامتها فسدت صلاة الرجل، وهذا قول أبي حنيفة الأول”
ولا يفوتكم قراءة موضوع: الطاقة الإيجابية والسلبية في المنزل ومصادرها وتأثير الصلاة والديكور عليها
محاذاة المرأة للرجل في صلاة الجماعة
- وقد استند أصحاب المذهب الحنفي في الحكم المتعلق بمحاذاة المرأة لزوجها في صلاة الجماعة إذا نوى أن يؤمها في الصلاة وأن هذه المحاذاة تبطل الصلاة على قول العلامة الكاساني ما يلي.
- قد ذكر في بدائع الصنائع نقلا عن رواية أنس بن مالك رضي الله عنه عندما قال “أقامني النبي صلى الله عليه وأهله وسلم واليتيم وراءه وأقام أمي أم سليم وراءنا”.
- ودل الحديث على أن محاذاة المرأة للرجل في صلاة الجماعة تفسد الصلاة، وقد أقام الصلاة وجعل أم سليم وراءهم ونهي عن محاذاتها لهم وذلك لتكون الصلاة صحيحة وتامة.
حد المحاذاة المفسدة للصلاة
- يختلف أصحاب المذهب الحنفي على حد المحاذاة الذي يفسد الصلاة بين الرجل وزوجته وانقسموا إلى فريقين.
- ذهب الفريق الأول إلى أن المحاذاة بقدم الزوجة لأي جزء من جسم زوجها هو مفسدة للصلاة.
- وذهب الفريق الثاني أن المحاذاة بكعبها أو ساقها تفسدها كذلك، وأفاد العلامة الزليعي بالقول الثاني أنه الأصح، فإذا كانت المحاذاة بغير القدم أو كعب وساق المرأة فلا تفسد الصلاة وتكون صحيحة.
- والخلاف السابق قد رد عليه العلامة ابن عابدين في كتابه “رد المحتار” حيث قال في هذا الشأن ما يلي.
- “فعلى قول البعض لو تأخرت عن الرجل ببعض القدم تفسد وإن كان ساقها وكعبها متأخرًا عن ساقه وكعبه، وعلى الأصح لا تفسد وإن كان بعض قدمها محاذيًا لبعض قدمه بأن كان أصابع قدمها عند كعبه مثلًا، تأمل”
- وان ما ينفي المحاذاة في صلاة الرجل مع زوجته أن يكون بينهما تباعد بمقدار مؤخرة الرحل وهي قطعة الخشب التي يتكئ إليها الرجل عند ركوب البعير، ويكون سمكها قدر إصبع الرجل.
- وتساوي كذلك مسافة عظم الذراع أو ثلثيه، وكذلك تنتهي المحاذاة بوجود فراغ بين الرجل والمرأة بمساحة تتسع لرجل.
- وقد ذكر العلامة كمال الدين بن الهمام فيما كتبه في “فتح القدير” عند حديثه عن شروط وقوع المحاذاة التي تفسد الصلاة ألا يكون بين الرجل والمرأة حائل، فلو كان بينهم نفى المحاذاة.
- وأن أقله مؤخرة الرحل، وذلك لأن أقل الأحوال الجلوس، وأن يكون غليظ بمقدار الإصبع، وكذلك تعمل المساحة الفارغة عمل الحائل، وأقل قدر لها يكون بقدر يتسع لرجل
وللمزيد من الإفادة قم بالاطلاع على: شرح دعاء الخروج من المنزل وشروط استجابة الدعاء
صلاة المرأة وزوجها جماعة في البيت
- وبصدد السؤال عن صلاة المرأة وزوجها جماعة داخل المنزل، قد ذكر في فتاوى الإمام قاضي خان فيما نقله عن “حاشية ابن عابدين” ما يلي.
- إن المرأة إذا أقامت الصلاة في البيت مع زوجها وكانت قدمها بمحاذاة قدم زوجها فلا تجوز صلاة الجماعة.
- كذلك إن كانت قدمها خلف قدم زوجها وعند السجود تكون رأسها قبل رأس زوجها لأنها طويلة ففي هذه الحالة تجوز الصلاة لأن العبرة في موضع القدم.
- واستطرد أن في الحرم إذا كان قدم الرجل خارج الحرم ورأسه في الحرم في هذه الحالة يحل أخذه، والعكس صحيح فلا يحل أخذه.
- واستندت دار الإفتاء في رأيها إلى قول العلامة ابن عابدين في كتابه “رد المحتار” أن الرجل إذا اجتمع بأهله في البيت فهو جائز ويأخذ فضل صلاة الجماعة، ولكن صلاة الجماعة في المسجد أفضل
- ولخصت دار الإفتاء المصرية فتواها بناء على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان أن صلاة الرجل بزوجته جماعة في البيت في جميع الفروض ما عدا فرض الجمعة تجوز.
- ولكن صلاة الرجل في المسجد أفضل له، وقالت كذلك إن المحاذاة بين الرجل وزوجته تفسد الصلاة، فيجب أن تقف الزوجة خلف الرجل.
- أو تقف بجانبها ولكن يكون بينهما حائل من الفراغ إما بمقدار مؤخرة الرحل كما ذكرنا سابقًا أو مقدار من الفراغ يتسع لرجل آخر بينهم.
حكم صلاة الرجل جماعة بزوجته
- قد أقر مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، أن صلاة الرجل بزوجته في بيته تجوز شرعًا وينال فضل صلاة الجماعة.
- واستطرد المجمع في الحديث بهذا الصدد أن سعي الرجل وذهابه إلى المساجد وإقامة صلاة الجماعة فيها من أفضل الأعمال.
- وأن الرجل بصلاة الجماعة في المسجد يغفر الله خطاياه ويرفع درجاته وهي من أعظم الأعمال وأكثرها تقربًا إلى الله، لذلك فصلاته في المسجد أفضل من البيت.
- وصلاة الجماعة تتم عندما يكون الرجل إمامًا بشخص آخر على الأقل ويصلي خلفه، سواء كان ذكر أم أنثى، استنادًا إلى قول ابن قدامة في كتابه المعروف “المغني”.
- حيث قال إن صلاة الجماعة تتم بشخصين أو أكثر، وأن أبو موسى قد قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال “الاثنان فما فوقهما جماعة” عن رواية صحيح ابن ماجه.
- وعن مالك بن الحويرث وصاحبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال له “إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكما، وليؤمكما أكبركما”.
كما يرشح لكم منصة وميض الاطلاع على: فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
خلاصة الموضوع في 7 نقاط
- صلاة الرجل مع زوجته في البيت تجوز حسب مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان ودار الإفتاء المصرية ومجمع البحوث الإسلامية.
- شرط جواز الصلاة ألا تحاذي المرأة زوجها.
- تنفي المحاذاة بوجود حائل بين الرجل والمرأة.
- هذا الحائل يكون بقدر مؤخرة رحل، أو بقدر فراغ يتسع ليشمل رجلا آخر.
- صلاة الرجل بزوجته في البيت يأخذ عليها ثواب صلاة الجماعة ولكن سعيه إلى المسجد أفضل له.
- يمكن للمرأة في الصلاة أن تقف خلف زوجها، أو بجانبه دون محاذاته.
- تشير جميع الأحاديث والكتابات في هذا الصدد بجواز صلاة الرجل بزوجته وأنها من الأمور المستحبة طالما لا يوجد فيها محاذاة بين الرجل والمرأة.