تجربتي مع الدعاء بين الأذان والاقامة
تجربتي مع الدعاء بين الأذان والاقامة لا يمكن اختصارها في بضع كلمات قليلة، إن الدعاء أحد أسمى العبادات التي يتقرب العبد لربه من خلالها، حيث يستطيع الدعاء بما في نفسه وسؤال الله كما يشاء، وشغل الوقت بين الأذان والإقامة بالدعاء يكون له فضل عظيم، وهذا ما سيوضحه موقع وميض.
تجربتي مع الدعاء بين الأذان والإقامة
أنا شابة في السابعة والعشرين من عمري، لم أرزق بالزوج الصالح بعد رغم حاجتي لتكوين أسرة خاصة بي، أشعر بالوحدة في كثير من الأحيان بالرغم من وجودي بين عائلتي.
اعتدت أن أواظب على الصلاة في مصلى النساء القريب من منزلنا، كنت أشغل الوقت بين الأذان والإقامة بالاستغفار أو قراءة القرآن بخشوع للحد الذي يجعلني أبكي في بعض الأوقات.
ذات مرة جلست أمامي إحدى السيدات الوقورات وكنت قد اعتدت رؤيتها في المسجد، نظرت إلي وابتسمت تخبرني بأن الله سيرزقني من وسعه عما قريب، ونصحتني بأن أواظب على الدعاء وسؤال الله عن كل ما أريد، بالأخص في الفترة بين الأذان والإقامة، وأثبتت لي بالأدلة والأحاديث أن الدعاء خلال هذه الفارة لا يرد.
أخذت بنصيحتها وبدأت تجربتي مع الدعاء بين الأذان والإقامة.. التزمت بالدعاء يوميًا وفي كل الصلوات، وفي أحد الأيام زارتنا صديقة لأمي تطلب يدي لابنها، استعجبت كثيرًا كوني كنت إمامها منذ سنوات ولم تفكر في طلب يدي، لكنني تذكرت حديثي من السيدة في المصلى والذي مر عليه أكثر من أسبوعين.
تذكرت ما سردته على مسامعي من نصوص الأحاديث التي تحكي عن فضل الدعاء ما بين الأذان والإقامة، وكان منها ما يلي:
- أخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد[1]”، وفي رواية: “الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة”؛”(صحيح الترغيب والترهيب:265) (صحيح الجامع:3408).
- أخرج أبو داود والطبراني في الكبير عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء، وقَلَّما ترد على داع دعوته: عند حضور النداء[2]، والصف في سبيل الله”، وفي لفظ: “ثنتان لا تردان – أو قلَّما يردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس، حين يلحم[3] بعضهم بعضًا”؛ (صحيح الترغيب والترهيب:266) (صحيح الجامع:3587).
- عند أبي يعلى في مسنده من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب فادعوا”؛ (صحيح الجامع:3405).
اقرأ أيضًا: تجربتي مع الدعاء يوم الأربعاء
الدعاء بين الأذان والإقامة للفرج
زوجي كان يعاني من بعض المشكلات في عمله في الفترة الأخيرة، في كثير من المرات شعرت به مهموم للحد الذي قد يجبره على ترك العمل.
رغبت في الوقوف بجانبه ومؤازرته، ومن ضمن مساندتي له أن قمت بنصحه بأن يدعو بين الأذان والإقامة ليفرج الله كربه، وهذا ما نتج عن تجربتي مع الدعاء بين الأذان والإقامة.
مع التزامنا بالدعاء لفترة بدأت الأمور في التحسن وكلي إيمان أن هذا من فضل الله ومنته، ومن أدعية الفرج بين الأذان والإقامة:
- «اللهمّ أعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ، رب اجعلني لك شكّارًا، لك ذكّارًا، لك رهّابًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا، لك أواهًا منيبًا، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبّت حجتي واهدِ قلبي وسدّد لساني واسلل سخيمة صدري».
- «اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين، واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين».
- «اللهم في تدبيرك ما يغني عن الحيل، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، وفي سترك ما يسد الخلل، وفي عفوك مايمحو الزلل، فبقوة تدبيرك وعظيم كرمك أسألك يارب أن تدبرني بأحسن التدابير، وتيسر لي أمري بأحسن التياسير، وتنجيني مما يخيفني، أنت حسبي ولا أفتقر وأنت ربي أبدًا ما أبقيتني».
- «اللهم سخر لي جميع خلقك كما سخرت البحر لسيدنا موسى عليه السلام، وألِن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداوود عليه السلام، فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يديك تصرفها كيف شئت، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك».
- «يا رب افتح لي بخير، واختم لي بخير، واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا».
- «لا إله إلّا الله الحليم الكريم، لا إله إلّا الله العليّ العظيم، لا إله إلّا الله ربّ السّماوات السّبع وربّ العرش العظيم.
- اللَّهُ رَبِّي لا شَرِيكَ لَهُ».
- «اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لا أشرك به شيئًا».
- «اللهم بلطيف صنعك في التسخير، وخفي لطفك في التيسير، الطف بي فيما جرت به المقادير، واصرف عني السوء إنك على كل شيء قدير».
اقرأ أيضًا: علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء
الدعاء بين الأذان والإقامة وقت صلاة العصر
لطالما كان أخي الأصغر ذكي وناجحًا رغم حداثة سنه، كنت على يقين أن هذا توفيق من الله عز وجل بالأخص أن أخي كان يلازم والدي لأداء الصلاة في المسجد.
مرض أخي وعجز عن أداء صلاة العصر في المسجد فرأيته يستعد لتأديتها في مجلس المنزل، ولكن ما أثار إعجابي هو جلوسه بين الأذان والإقامة وترديده لبعض الأدعية التي أحفظها أنا عن ظهر قلب،وقررت فعل مثله وبدء تجربتي مع الدعاء بين الأذان والإقامة، ومن الأدعية التي ذكر فضلها ما بين الأذان والإقامة لصلاة العصر:
- «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ البُخْلِ، وأَعُوذُ بكَ مِنَ الجُبْنِ، وأَعُوذُ بكَ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمُرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الدُّنْيَا -يَعْنِي فِتْنَةَ الدَّجَّالِ- وأَعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ.
- «لا إلَه إلَّا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ لَه لَه الملكُ ولَه الحمدُ وَهوَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٌ لا إلَه إلَّا اللَّهُ ولا نعبدُ إلَّا إيَّاهُ لَه النِّعمةُ ولَه الفضلُ ولَه الثَّناءُ الحسَنُ لا إلَه إلَّا اللَّهُ مخلصينَ لَه الدِّينَ ولَو كرِه الكافرونَ ثمَّ يقولُ ابنُ الزُّبيرِ كان رسولُ اللهِ يهلِّلُ بهنَّ في دُبرِ الصَّلاةِ».
- «اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يكفر بك اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى، نرجو رحمتك ونخاف عذابك، إن عذاب الجد بالكفار ملحق».
- «اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، نستغفرك اللهم من جميع الذنوب الذنوب والخطايا، ونتوب إليك، لا ملجأ ولا منجى إلا إليك».
- «اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب خطوت إليه برجلي، ومددت إليه يدي أو تأمّلته ببصري، وأصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثمّ استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثمّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليّ، وسألتك الزّيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين».
- «اللهم اكفني ما أهمني، وما لا أهتم له، اللهم زودني بالتقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت، اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني سواء من أمر دنياي وآخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي، وثبت رجاك في قلبي، واقطعه ممن سِواك، حتى لا أرجو أحدًا غيرك، يا من يكتفي من خلقه جميعًا، ولا يكتفي منه أحد من خلقه، يا أحد، من لا أحد له انقطع الرجاء إلا منك».
- «اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمري، وتغني بها فقري، وتذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيض بها وجهي».
إن التضرع لله بالدعاء أحد أعظم الأمور التي يقدم عليها الفرض ابتغاءً لنيل رضوان الله، لاسيما عندما يشعل وقته ما بين الأذان والإقامة بهذه العبادة العظيمة.