هل وعد الله اليهود بأرض فلسطين في القرآن
هل وعد الله اليهود بأرض فلسطين في القرآن؟ وهل فلسطين أرض اليهود أم المسلمين؟ يعتقد اليهود أن فلسطين هي الأرض التي وعد الله بها نبيه يعقوب (إسرائيل) بحسب أقوال اليهود وكان وصفها من نهر النيل إلى نهر الفرات، وهذا ما نسرد عنه من خلال منصة وميض.
هل وعد الله اليهود بأرض فلسطين في القرآن
يستند اليهود في هذا الزعم على أن سيدنا موسى قد دعا قومه إلى الذهاب إلى الأراضي المقدسة فقال “يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ” {المائدة:21}.
لكن هذا لا يعني أن هذه الأرض ملكهم للأبد بل إن الأرض أرض الله يورثها من يشاء من عباده ليعبدوه ويقيموا دينه عليها.
لذلك عندما مكن الله لليهود فيها فترة عصوا الله وقتلوا أنبيائهم وجزاءً لفعلهم المنكر سلط الله عليهم الحاكم الظالم بختنصر حتى مكن الله للمسلمين وفتحها عمر بن الخطاب.
قد حدثتنا سورة الإسراء أن الله جل في علاه كتب على اليهود أنهم سوف يفسدوا في الأرض مرتين وقد اختلف الفقهاء في تفسير الآيات ولكن أجمع جل علماء المسلمين في غير هذا العصر على كون الإفسادين والعقابين متزامنين معًا وأنهم ليسوا في هذا الزمان بل حدثوا بالفعل، ولكن علماء هذا العصر لهم رأى آخر وتفسير آخر للآيات.
يرى علماء المسلمين الحاليين أن وعد الله لليهود بالتمكين في الأرض والإفساد فيها هو ما نعايشه الآن من ظلم وقهر وتمكين لليهود على أهل فلسطين وقتلهم وتشريدهم وتهجيرهم وأن وعد الله بالنصر نافذ لا محال.
قال الله تعالى في كتابه الكريم متحدثًا عن أرض الميعاد كما يطلق عليها اليهود ﴿وإِذْ قال إِبْراهِيم ربِّ اجْعلْ هذا بلدا آمِنا وارْزقْ أهْله مِن الثّمراتِ منْ آمن مِنْهمْ بِاللّهِ والْيوْمِ الْآخِرِ)
إذن كانت الأرض لهم نعم ولكنها لم تعد كذلك فقد قطع الله عهده مع بني إسرائيل لما فعلوه من قتل الأنبياء وعصيانهم أوامر الله عز وجل.
إن الله تبارك وتعالى يضع شروطً للعهد وهي أن يعبدوا الله ويطيعوه لكن بني إسرائيل رفضوا طاعة الله وبالتالي فقد خانوا عهد الله وهذا يحرمهم من بركات الله وتنفيذ وعده لهم بأرض الميعاد وهي فلسطين
هذه ليست المرة الأولى التي يعاقب فيها الله بني إسرائيل جزاءً بما يفعلون فقد عوقبوا كثيرًا بالتيه والتشتت في كل بقاع الأرض وبالتالي فإن تراثهم وتاريخهم قد تفرق وتشتت ولم يستطيعوا إعادة تجميعه مرة أخرى لكي يزعموا أن الأرض لهم بالحجج والإثباتات التاريخية.
اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي سيحرر فلسطين
هل فلسطين أرض اليهود أم المسلمين
يرى بنى إسرائيل أنهم شعب الله المختار شعب مميز لدى الرب وضرورة أن الله تعالى خصص لهم أرض مميزة لكن عندما قطع الله وعده مع بني إسرائيل فإنه أعطى الأرض لسيدنا إبراهيم ونسله من بعده.
هذه الأرض من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في فلسطين هكذا فسرها بعض العلماء والبعض الآخر قال إنها من العريش إلى الفرات واختلف العلماء في تحديد مكانها بالضبط
لكن في كل الأحوال نظل عند نفس المنطلق أن الله تعالى قطع وعده مع اليهود لخيانتهم العهد وعصيان أوامر الله.
يستدل اليهود على زعمهم كذبًا أن الأرض لهم بالآية التي ذكرها الله في سورة المائدة، والتي هي حجًة عليهم لا لهم حيث أن الله تعالى أمر فيها نبيه موسى أن يدخل أرض فلسطين هو ومن أسلم معه من قومه وأن يخرج منها أعداء الله وعباد الوثنية.
أصبحت أرض فلسطين هي أرض الإسلام والمسلمين بما أورث النبي إبراهيم نسله وصولًا إلى أشرف الخلق سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ومن بعدها فتحها سيدنا عمر بن الخطاب، وبالفتح الإسلامي فلا يحق لأي شخص أيًا كانت ديانته أن يزعم كذبًا أن الأرض ملكه أو أن يحكمها ويصبح هو القائد والحاكم الآمر الناهي فيها.
اقرأ أيضًا: ما هي أرض الكنانة وإلى أي بلد تشير وما سبب هذا الاسم؟
كفر اليهود بالأنبياء وقتلهم
في سياق الإجابة عن سؤال هل وعد الله اليهود بأرض فلسطين في القرآن ومظاهر إفساد اليهود في الأرض يجب أن نتحدث على حقبة تاريخية هامة تجرأ فيها اليهود على الأنبياء في مواقف كثيرة.
قد كفر اليهود بالنبي محمد صل الله عليه وسلم وهذا يعد أكبر دليل على كفرهم بنبيهم موسى عليه السلام والذي جاء في دينه أنه سيأتي من بعدي نبي أسمه أحمد.
انتظره اليهود كثيرًا ولكنهم تمنوا أن يكون منهم ومن قومهم كما كان معظم الأنبياء الذين بعثوا فيهم كثيرًا لكونهم قتلة الأنبياء (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) سورة البقرة.
اعتاد اليهود على قتل الأنبياء والمرسلين الذين يبعثون فيهم فظنوا وتمنوا أن يكون النبي محمد صل الله عليه وسلم منهم ولما بعث الله نبيه الكريم في أهل العرب كفر اليهود به وهم يعلمون كل العلم أنه نبي الله المنتظر.
حسدًا للعرب على خروجه فيهم دونهم وكفروا به بل وخانوا عهده كعادتهم نقض العهد.
لكن الله تعالى وعد المسلمين في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله صل الله عليه وسلم بأن الغلبة لدين الله تعالى وأنَّا بإذن الله منتصرون في نهاية المطاف طال الزمان أم قصر.
في فواتح سورة الإسراء أكد لنا الله تعالى أن اليهود سوف يجتمعون في فلسطين في أرض المقدس عند المسجد الأقصى.
يفسدون فيها وسيكون لهم فيها تحكم وتمكن سياسي وعسكري “وَقَضَيْنَا إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرَضِ مَرَتَيْنِ وَلَتَعْلُّنَّ عُلُواً كَبِيراً * فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً” (سورة الإسراء) 4-8
هنا يحدثنا الله تعالى عن بني إسرائيل وأن سيكون لهم مكانة وشأن كبير بين الأمم مرتين وأن الله تعالى أخبرهم بذلك فيما ورد عندهم في دينهم وكتابهم المقدس الذي حرفوه فيما بعد ولم يتبق منه مما أنزل الله شيء.
لكنه وعدنا نحن المسلمون ووعده حق أنه إذا جاء وعد ربك سيبعث الله عليهم عباده ويسلطهم عليهم ليتملكوا البلاد ومن بعد الخوف أمان لهم يذهبون ويجيئون لا يخشون تسلط اليهود عليهم.
اقرأ أيضًا: هي من أقدم وأهم مدن فلسطين التاريخية
إفساد اليهود في الأرض يعجل بنهايتهم
لكي نتعرف على إجابة سؤال هل وعد الله اليهود بأرض فلسطين في القرآن؟ يجب أن نتعرف على مظاهر إفساد اليهود في الأرض وكيف يعجل ذلك بنهايتهم.
لا شك أن قتل اليهود آلاف من الفلسطينيين يجعل عاقبة أمرهم سوءًا ووبالًا عليهم فإن كل مرة يتجبرون بأسلحتهم وآلاتهم التي يعينهم بها الغرب فَيقتُلُونَ ويُقتَلُون هذا قد يظهر للبعض هزيمة بالنسبة للمسلمين.
لكن هذا غير حقيقي فإن كل من قُتِل منهم في النار وكل من قُتِل من المسلمون شهيدٌ في الجنة بإذن الله وقد قال الله تعالى عن هذا “ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ” سورة النساء.
إن الله تعالى يواسي من يقتل أو يصاب من المؤمنين أن المشركين والكفار يجدوا نفس ما يجدون من الألم والقتل لكن العقيدة مختلفة الأسباب والدوافع ليست واحدة فتجد أن المسلمين لا مشكلة بالنسبة لهم في أن يموتوا فداءً للوطن ولنصرة دين الله تعالى وحفاظًا على المقدسات.
يحبون الموت أكثر مما يحب اليهود الحياة لأن الله وعدهم ووعده الحق أن من يُقتَلُ في سبيل الله أحياءٌ عند ربهم يرزقون.
هم ينتظرون نعيم ما بعد الموت ويشتاقون له ويحبونه أكثر مما يحب اليهود الحياة بكل ما فيها من متع وملذات.
وإن اليهود يعلمون كل العلم أنهم لن يجدوا بعد الموت ما يسرهم ولن يجدوا إلا ما وعدهم ربهم من عذاب على قتلهم الأبرياء والأنبياء وتدنيس مقدسات الدين المسجد الأقصى والأرض المباركة.
عاهد الله بني إسرائيل كثيرًا مرارًا وتكرارًا وخالفوا عهده كثيرًا لكن الله تعالى وعد المسلمين بالانتصار عليهم في نهاية المطاف وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.
بعد التعرف على إجابة سؤال هل وعد الله اليهود بأرض فلسطين في القرآن؟ نجد أن تاريخ اليهود حافل بالكثير من الخيانة والكذب والجرائم التي لا حصر لها وما زالت هذه الجرائم ممتدة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.