تجربتي مع ثقب القلب

تجربتي مع ثقب القلب يمكن أن تكون ملهمة للكثيرين، يعتقد الكثير أن الإصابة بثقب في القلب يكون في الغالب نهاية الحياة، وتنتظرهم أيام معدودة فقط في الدنيا، ولا سيما إذا تم تشخيص أحد الأطفال الصغار بالثقب في القلب؛ ولذلك يعرض موقع وميض مجموعة من التجارب المتنوعة التي تربط بالثقب في القلب.

تجربتي مع ثقب القلب

ولدت بوجود ثقب في قلبي، ولكن لم يتم تشخيصه بشكل دقيق أثناء الولادة، بل أنني عشت حياتي جيدًا، ولا أتذكر أنني عانيت من أمر ما يخص قلبي، إلا عندما تجاوزت العقد الرابع من عمري، بدأت تظهر مجموعة من الأعراض المختلفة والتي كنت أعتقد في البداية أن ذلك نتيجة تقدم العمر.

لكن في أحد الأيام تعرضت إلى الإغماء، سارع كلٍ من أبنائي وزجي إلى المستشفى على الفور، بدأ الطبيب في الفحوصات السريعة وتأكد أنني لا أعاني من أمراض أخرى، كنت قد أفاقت في أثناء الفحوصات، بدأ الطبيب في الحديث معي عن الأمور التي حدثت معي مؤخرًا، بدأت في ذكر الأعراض:

كان منها الشعور بالتعب والإعياء عقب ممارسة النشاط البدني البسيط، بالإضافة إلى  ضيق التنفس المصاحب لها منذ فترة، وعدم انتظام ضربات القلب، وما أن انتهيت، أقر الطبيب بالقيام بمجموعة من الفحوصات، وقد علم أنني مصابة بثقب في الحاجز الأذيني منذ الصغر، ومن هُنا بدأت  تجربتي مع ثقب القلب لا سيما ثقب الحاجز الأذيني.

اقرأ أيضًا: متى يقفل ثقب القلب عند الأطفال

تجارب الأمهات مع ثقب القلب

في أحد الأيام ذهبت إلى عيادة الأطفال، حيث كان يعاني ابني الصغير من الحمى، وأعراض الإنفلونزا، وجدت إحدى الأمهات جالسة ويبدو عليها الحزن الشديد، حيث كانت أم لطفل رضيع تحمله بين يدها، بدأت في جذب أطراف الحديث منها ظنًا مني، أنها قلقة؛ حيث يكون الصغير الطفل الأول لها.

بدأت الأم في الحديث أنها قلقة من أنه يمكن أن تخسر الصغير، نظرت إليها بخوف، أجابت أنه يُعاني من ثقب في القلب وأكد الطبيب أنه ثقب في الحاجز البطيني (VSD)، أكملت حديثها أنه عقب خروجها من المستشفى لاحظت بعض الأعراض على الصغير، ولكن كان الجميع يخبرها أن تلك الأمور رائجة بين حديثي الولادة ولا داعي للقلق كثيرًا.

استكملت حديثها وهي تنظر له، وتخبرني أن هُناك مجموعة من الأعراض التي لاحظت أنها لا تختفي، بل كانت تشعر أنها تبدأ في الزيادة، ومنها شحوب جلد طفلها، وتحول لون إلى الأزرق لاسيما في المناطق الخاصة بالأظافر والشفتين.، كما لم يكن يتنفس بطريقة طبيعية، كان يتنفس بسرعة شديدة عن الأطفال الآخرين.

لاحظت أنه لا يكتسب الوزن بل بدأ في الضعف، وكان أثناء الرضاعة يتعرق كثيرًا، فتوجهت بشكل فوري للطبيب لاسيما أصبح مصاب بشكل داعم بعدوى الجهاز التنفسي، عندما رآه الطبيب أخبرني أنه في الغالب مصاب بثقب في القلب، وقد أكدت الفحوصات ذلك الأمر، نظرت الأم لي وأخبرتني أنها متخوفة من خسارته في أحد الأوقات.

ثقب القلب ناجم عن أسباب عديدة

في أحد الندوات الخاصة بتوعية الأمهات بالأمراض التي يمكن أن تصيب الصغار، والحديث عن كيفية الاعتناء بهم في تلك المرحلة، وما يُشابه ذلك، طرحت واحدة من الأمهات سؤالًا وكان ما هو أسباب ثقب القلب للأطفال؟

تحدث الطبيب أنه ليس هُناك سببًا واضحًا لإصابة قلب الأطفال بالتشوهات إلى الآن، ولكن أقر أن هُناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بتشوهات في القلب.

  • في حالة إصابة الطفل ببعض الأمراض الجينية ومنها متلازمة داون، حيث يكون أكثر المصابين بها يملكون مشكلة في عضلة القلب.
  • العوامل الجينية التي تتمثل في التاريخ المرضي، أو الطفرات الكرموسومية تكون أحد الأسباب.
  • شرب الكحول، أو تدخين السجائر يُسبب ذلك.
  • بعض الأمراض التي تُصاب بها المرأة قبل الحمل تلعب دورًا ومنها الداء السكري، أو الحصبة الألمانية، بالإضافة إلى الإصابة بمرض الذئبة الحمراء.
  • أدوية ارتفاع ضغط الدم لا سيما مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، أو دواء الستاتين (Astatine)، أو الأيزوتريتينوين (Isotretinoin) التي تناولهم المرأة خلال فترة الحمل.

اقرأ أيضًا: هل ثقب القلب عند الأطفال خطير

فحوصات مرض القلب للأطفال

تتحدث إحدى الأمهات عن طفلها الصغير المصاب بثقب في القلب، وقد منعت المستشفى اصطحابه للخارج نظرًا للحالة الصحية الحرجة التي يُعاني منها، كانت تتحدث تلك الأم في إحدى مجموعات الدردشة بغرض معرفة هل يمكن أن ينجو صغيرها من تلك الوعكة الصحية أم لا؟

بدأت جميع الأمهات في تهدئتها وإخبارها أن هُناك أمل دائمًا، كما هُناك من أخبرها أن تتأكد من الأمر في البداية أن الطفل مصاب بالفعل، ردت الأم أنه عقب الولادة بشكل مباشر بدأ الطبيب في استخدام السماعة للقيام بالفحوصات الأولية العادية إلا أنه شعر بوجود أمر مريب خلال الفحص المبدئي.

بدأ الطبيب في الحديث معها أن يستمع أصوات معينة في صدر الطفل، وبدأ في الشرح أنه في الغالب هُناك فتحة في جدار القلب ويُطلق عليها النفخة القلبية (Heart murmur)، وهو يشعر أنها تلك الفتحة قطرها كبير نوعًا ما حيث يسمع تدفق الدم بوضوح الذي يمر من خلالها، ولكنه أكد على قيام مجموعة من الفحوصات للتأكد بشكل قاطع.

1- قسطرة القلب (Cardiac Catheterization)

يكون ذلك الفحص عن طريق إدخال أنبوب صغير ورفيع، ومرن ويعرف باسم القسطرة عبر الشرايين، أو أربية الفخذ، أو الأوردة في الذراع، وتصل إلى عضلة القلب من خلال الأوعية الدموية، يستخدمه الطبيب في حالة الرغبة في فحص وظائف الصمامات وحجرات عضلة القلب، حيث يتمكن من الكشف عن العيوب الخلقية.

2- المخطط الفُقاعي (Bubble study)

لا يوصي جميع الأطباء بإجراء هذا الفحص لأطفال الصغار جدًا؛ لأن الفحص يكون من خلال حقن ماء مُعقَّم يحتوي فقاعات دقيقة عبر الوريد، ويبدأ الطبيب بالاستعانة بالموجات فوق صوتية (Ultrasound)؛ حتى يتمكن من تتبع مسار الفقاعات في الدم، ويكون لونها أبيض لتميزها بسهولة، ورؤية كيف تمر داخل عضلة القلب.

3- مخطط صدى القلب (Echocardiogram)

يُساعد ذلك الجهاز الطبيب على تحديد موقع وقطر فتحة القلب بدقة شديدة من خلال الموجات الفوق صوتية، حيث يتمكن الطبيب من رؤية الدم الموجود في قلب الطفل، بالإضافة إلى إمكانية إجراء ذلك الفحص من قبل المرأة الحامل للتأكد من صحة قلب الصغير.

4- التصوير بالأشعة

يلجأ الطبيب إلى التصوير بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT scan)، بالإضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)؛ حتى يتمكن من تحديد الضرر الحادث في عضلة القلب، والكشف عن مقدار تضخمها، ومعرفة مقدار السوائل المتراكمة بها.

5- فحص كهربية القلب (Electrocardiogram ((ECG)

من خلال تتبع النشاط الكهربي الخاص بعضلة القلب، يصبح هناك إمكانية فحص معدل سرعة أو بطء خفقات قلب المريض.

6- قياس التأكسج النبضي (Pulse Oximetry)

التأكسج النبضي يفحص مستوى الأكسجين في الدم، من خلال وضع جهاز الاستشعار على إصبع المريض، وكلما كان مستوى الأكسجين منخفض يدل ذلك على إمكانية إصابة عضلة القلب، أو الرئة بمشاكل صحية.

اقرأ أيضًا: أنواع ثقب القلب عند الأطفال

ثقب القلب له الكثير من الطرق العلاجية

كان الطبيب يتحدث مع أختي أمامي عن كيفية علاج ثقب القلب، حيث تكون تجربتي مع ثقب القلب هي تجربة أختي الحقيقة التي كانت تشعر بالكثير من الخوف، والتوتر من أثر فقدان الصغير.

أكد أن الثقب صغير ولا تظهر على الرضيع علامات تستدعي القلق، وأكد إمكانية الشفاء تلقائيًا ولكن لا بد من المتابعة، ولكن مع تخوف أختي بدأت في السؤال عن العلاجات الأخرى تحسبًا للأسوء.

تحدث الطبيب أن ثقب القلب الذي يتراوح قطره بين 8 إلى 10 ملليمترات، يحتاج إلى علاج في حالة لم يلتئم من تلقاء نفسه خلال العامين الأوليين من عمر الطفل، أو في حالة ظهور الأعراض الخطيرة التي لا تستطيع الأدوية معالجتها، ويكون ذلك من خلال القيام بالعمليات الجراحية ومنها

1- عملية القلب المفتوح (Open heart surgery

إذا كان المريض يُعاني من عيب في الحاجز البطيني، أو إذا لم تتمكن القسطرة من إصلاح العيب الخلقي في الحجاب الحاجز الأذيني، ويبدأ الطبيب في فتح عظمة القص، وإدخال رقة صغيرة وتثبيتها فوق الثقب، وتبدأ أنسجة القلب في النمو فوقها.

2- العلاج بالقسطرة (Transcatheter repair)

تُجرى تلك العملية في حالة كان العيب الخلقي في الحجاب الحاجز الأذيني، ويكون ذلك من خلال إجراء شق في منطقة الأريبة والتي تكون أعلى الفخذ، ويمرر أنبوب يصل إلى عضلة القلب، ويكون مجوف ويعرف باسم القسطرة.

تكون القسطرة حاملة معها رقعة صغيرة؛ بغرض سد الثقب الموجود في جدار القلب، ومع مرور الوقت تبدأ الأنسجة في القلب في النمو فوق الرقعة المتواجدة.

تمكنت خِلال تجربتي مع ثقب القلب من معرفة أنه رغم عَدَه من الأمراض الخطيرة، إلا أنه يمكن التعايش به لفترة طويلة دون أن يشعر الشخص بأعراض، ولكن لا بد من المتابعة مع الطبيب بشكل مستمر والتأكد من الحالة عند اكتشافها.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.